- إخواني الأعزاء :
- مشاهداتي في جزيرة نياس
- تعريف بجزيرة نياس :
- أضرار الزلزال في الجزيرة :
- أحوال المسلمين في هذه الجزيرة :
- أعمال المنصرين بعد الزلزال:
- القسم الأول :المساعدات الإغاثية العاجلة :
- القسم الثاني: الدعوة إلى الله تعالى :
- 5-الإهتمام بالمرأة المسلمة بإقامة البرامج والمشاريع التي تخصها .
- خاتمة :
إخواني الأعزاء :
هذه حلقات سأبدأها عن مشاهداتي في إندونيسيا وأول ما أطلعكم عليه مقال كتبته عن أول زيارة لي إلى إندونيسيا بعد الزلزال الذي ضرب جزيرة نياس الواقعة بالقرب من سومطره والداخلة ضمن إقليم سومطره الشمالية وذلك في مارس 2005. وأترككم مع المقال :
مشاهداتي في جزيرة نياس
بداية الرحلة كانت من ........ مروراً ب........... ثم ماليزيا ثم مدينة ميدان الإندونيسية بسومطرة الشمالية وفيها استقر بنا السفر لمدة أربعة أيام علنا نجد حجوزات على خطوط الطيران المتجه إلى جزيرة نياس وبعد أن هيأ الله لنا السفر أقلتنا طائرة صغيرة من مدينة ميدان واستغرقت رحلتنا ساعة كاملة حتى هبطنا بسلام في مطار مدينة قونونغ سيطالي عاصمة جزيرة نياس وبعد جولات ومشاهدات ومقابلات أخذت منا يوماً كاملاً حتى حل الظلام رأينا خلالها ما حل بالمدينة من دمار وخراب وتغيرات ، ثم في صبيحة اليوم التالي انطلقنا نحو المدينة الثانية في الجزيرة على متن سفينة عتيقة تمخر عباب المحيط حتى استقر بنا الحال في مدينة لاهيوا بعد رحلة بحرية دامت أكثر من 6ساعات وبعد جولات قمنا بها في هذه المدينة واستطلاع للأخبار والأحوال ومشاهدات لأضرار الزلزال قفلنا راجعين إلى محطتنا الأولى وسجلنا هذه المشاهدات :
تعريف بجزيرة نياس :
الزلزال الأخير الذي وقع في المحيط الهندي في يوم 28/3/2005م بالقرب من سومطرة والذي بلغت قوته 8.2 ريختر كان على بعد 60كم من جزيرة نياس الأندونيسية والتي لحقت بها أضرار كبيرة من هذا الزلزال .
هذه الجزيرة تقع في غرب سومطرة على المحيط الهندي وتبلغ مساحتها 120كم طولاً و40كم عرضاً وتحيط بها جزائر صغيرة متناثرة بعضها آهل بالسكان والبعض مهجور ، ويبلغ عدد سكان هذه الجزيرة 700.000نسمة يشكل المسلمون من مجموع السكان 7% فقط ، وبقية سكانها نصارى وهناك قلة من الصينين على الديانة البوذية ، ويتركز المسلمون في قرى السواحل الشرقية والشمالية للجزيرة كما يتواجدون في مدينيتي قونونغ سيطالي عاصمة الجزيرة ولاهيوا المدينة الثانية فيها .
عرقية سكان هذه الجزيرة عرقية خاصة ولها لغة محلية خاصة يتخاطب بها سكان الجزيرة بالإضافة إلى اللغة الرسمية الإندونيسية ، كانت هذه الجزيرة في الزمن القديم وثنية لاتدين بدين ثم كان المسلمون أول من وصلها ولكنهم لم ينتشروا فيها بل استوطنوا سواحلها الشرقية والشمالية المقابلة لسومطرة وآتشيه ثم جاء النصارى بعد ذلك فدخلوا في أرجائها وخصوصا المرتفعات فتنصر الوثنيون منذ زمن قديم وبنوا الكنائس وسيطروا على الجزيرة .
أضرار الزلزال في الجزيرة :
أما عن أضرار الزالزال في هذه الجزيرة فقد تهدمت كثيرمن منازلها وأسواقها ومرافقها الحيوية الأخرى ، وبات الناس لا ينامون الليل إلا بجوار البيوت ‘إما في مخيمات وإما في عشش من الأشجار أو تحت صفائح الزنك ، وذلك بعد تهدم الكثير من المنازل وخشية الزلازل حيث لازالت بعض الهزات الإرتدادية تعاود الجزيرة أحياناً . كما أن الجزيرة تشهد هجرة ونزوحاً إلى مناطق بعيدة في سومطرة هرباً من الزلازل وخوفاً من حصول تسونامي جديد وبعداً عن سوء الأوضاع التي تعاني منها الجزيرة حالياً فهناك معاناة كبيرة من نقص المواد الغذائية وتلوث المياة وتهدم البيوت وتعطل الكثير من الأعمال التي كان الناس يزاولونها قبل الزلزال كما أن سكان الجزيرة لايزالون يعيشون في قلق واضطراب خوفاً من الزلازل والأخبار المتداولة بأن الجزيرة سوف يضربها سونامي جديد .
أحوال المسلمين في هذه الجزيرة :
تضرر المسلمون كغيرهم من سكان الجزيرة حيث تهدمت بعض منازلهم ففي مدينة قونونغ سيطالي عاصمة الجزيرة تهدمت منازل بعض المسلمين وحصل المسلمون على الخيام ليسكنوا فيها عن طريق شوؤن اللأجئين في الأمم المتحدة وغيرها أما مدينة لاهيوا فلم يجد المسلمون خياماً يأوون إليها بعد تهدم العديد من بيوتهم وإنما ينامون بجوارها أو تحت عشش صنعت لذلك ، وأما قرى المسلمين الواقعة على السواحل الشرقية والشمالية للجزيرة فقد تضررت كثيرا ومعاناتها أشد من غيرها فمنذ تعرضت الجزيرة للزالزال لم تصلها أية مساعدات وذلك لصعوبة الوصول إليها ولذلك لجأت كثير من الأسر الممتضررة في هذه القرى إلى عاصمة الجزيرة وكونوا مخيمات وتجمعات بجوار المساجد المتبقية في هذه لمدينة في حالة من التشرد والشتات يرثى لها وأسر أخرى هاجرت خارج الجزيرة كلياً فراراً من سوء الأوضاع .
كما لم تسلم المساجد من الزلزال فقد تهدمت في مدينة قونونغ سيطالي 10 مساجد وأكثرها سوي بالأرض وفي مدينة لاهيوا 5 مساجد ولم يبق للمسلمين في هذه المدينة مسجدا يصلون فيه وإنما يصلون في العراء كما تهدمت فيها مدرستنان للمسلمين وأما القرى الساحلية فتهدم فيها من المساجد ما يزيد على 20مسجداً .
فما أحدثه الزلزال في هذه الجزيرة عموماً أضرار كبيرة والمعاناة شديدة وخصوصا على المسلمين .
أعمال المنصرين بعد الزلزال:
- هب العالم النصراني بجمعيانه ومؤسساته وكنائسه في حركة كبيرة لافتتة للأنظار لنجدة إخوانهم النصارى الذين يشكلون أغلبية سكان هذه الجزيرة وجاءوا بالمعونات والمساعدات الضخمة والمتنوعة التي وزعت على أتباع الكنيسة فقط ، وأصبح المسلمون يتسآلون أين المساعدات الإسلامية ولماذا وقف العالم الإسلامي موقف المتفرج من مسلمي هذه الجزيرة ؟ على أن هناك مساعدات من دول عربية وإسلامية وصلت هذه الجزيرة ولكنها جاءت عبر منظمات وهيئات تعمل لصالح النصارى فلم تصل إلى المسلمين بل وزعت على النصارى ومما يذكر هنا أن بعض المصاحف والتمور وحجابات النساء وصلت إلى قرى نصرانية فأحرقوها لعدم حاجتهم إليها ، وهذا ما يعاب على الدول العربية الإسلامية حيث لم تشرف على معوناتها في ساحة الحدث كما أن المساعدات التي تصل عبر حكومة الجزيرة ينفرد بها النصارى دون المسلمين لكون حكومة الجزيرة نصرانية .
- في خطة خبيثة لتهجير المسلمين من الجزيرة قام قسيسو الجزيرة بإصدار مرسوم يحذرون فيه السكان من مجيء سونامي جديد وينصحونهم بالخروج من الجزيرة حتى تخلو لعباد الصليب خيب الله آمالهم .
- تقوم الكنيسة بتقديم القروض لمن أراد ذك على أن يسددها بالتقسيط ومن عجز عن ذلك يتنازلون له عن حقهم بشرط أن يكون من أتباع الكنيسة.
- يقوم بعض المنصرين بتوزيع بعض المساعدات الخفيفة في أوقات الصلوات وعلى أبواب المساجد حتى يشغلوا الناس عن الصلاة .
- يطلقون إعلانات للناس أن المساعدات ستوزع في كنيسة كذا وكذا ومن أرد فعليه الحضور إلى الكنيسة .
- والحق أن المسلمين امتحنوا إزاء ما يحدث فالمساعدات النصرانية كبيرة وضخمة تقف وراءها دول بأكملها وكلها تصل إلى الكنائس ولا توزع إلا على أعتابها فإما أن يصبر المسلم على اللأوا والجوع والحاجة وإما ان يكون من أتباع الكنيسة فقد كاد الجوع أن يكون كفراً .
ما يمكن تقديمه للجزيرة :بحسب ما رأيت من خلال تنقلي فيها أن حاجتها وأقصد المسلمين تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول :المساعدات الإغاثية العاجلة :
فالجزيرة بحاجة ماسة وشديدة إلى المساعدات الإغاثية العاجلة من خيام ومواد غذائية ومولدات كهرباء وأدوية وغيرها، لنجدة المسلمين فهناك تحيز ظاهر ضدهم ويشعرون بالحيف والظلم ويتسآلون ماذا قدم لنا إخواننا في هذه الظروف المأساوية .
القسم الثاني: الدعوة إلى الله تعالى :
فالمسلمون في حاجة شديدة للدعوة إزاء ما يحدث سواء لتصبيرهم على ماحل بهم و لتثبيتهم على الإسلام فالحاجة قائمة للدعاة الذين يتجولون في الجزيرة وخصوصاً أماكن اللأجئين لأنها أكثر عرضة للخطر على أن تكون الدعوة مصاحبة لبرامج الإغاثة حتى تكون أجدى لقبول الناس .
القسم الثالث : حاجة الجزيرة للمشاريع الدعوية والتعليمية والإجتماعية مسقبلاً:
ويمكن أن نجمل بعضها في الآتي :1-بناء المساجد المهدمة وترميم ما تضررمنها وكذا المدارس .
2-مساعدة الأسر الفقيرة في بناء المساكن المهدمة .
3-كفالة طلاب علم من اهل الجزيرة ليتعلموا في مكان ما في اندونيسيا لينفعوا الجزيرة فيما بعد واختيار النابغين منهم للتعلم في الجامعات الإسلامية خارج البلاد وإعدادهم لقيادة العمل الإسلامي مستقبلاً .
4-إنشاء مركز إسلامي يهتم بشؤون المسلمين عموماً دعوة وتعليماً .
5-الإهتمام بالمرأة المسلمة بإقامة البرامج والمشاريع التي تخصها .
خاتمة :
هذا ولايخفى ما تحيكه مؤامرات المجامع النصرانية بكنائسها وجمعياتها من خطط وأساليب لنصرنة الأمة الإندونيسية ولعلهم وجدوا بغيتهم في الكوارث الأخيرة التي أصابت هذا البلد المنكوب ولذا جاءوا يهرعون من كل حدب وصوب في صورة المشفق الحنون يحملون الغذاء والدواء في يد والإنجيل في اليد الأخرى لتحقيق مآربهم الدفينة ، فإن لم يفق المسلمون من سباتهم ويهبوا لنصرة إخوانهم لثبيتهم على دينهم وإلا فالخطر قادم والزحف النصراني يكاد ان يكون تسونامي يلتهم الجزر الإندونيسية صغيرها وكبيرها في ظل الغفلة والتغافل من جموع المسلمين
السومطري
ميدان – سومطرة الشمالية
11/4/2005م
اعتذر كون المقال قديم ولكن الأحوال لازال الكثير منها كما هو كالمنازل والمساجد المتهدمة .
سفير جاكرتا