بن بطوطة
24-08-2022 - 04:50 pm
عندما كنت أقرأ عن مصر ..
وأشاهدها فى التلفزيون ، أحببت فيها الجو العام والريف والمدينة ، والنيل والحياة المزدحمة !! والاتوبيسات والسيارات وأبواقها كالموسيقى تعزف لحن النكت وخفة الدم التى يتحلى بها المصريين ،
( ماركة مسجلة بأسمهم ) ، أحببت فيها التاريخ والماضى والحاضر والمستقبل !! بلد رائع وينحب أمانة !!
ولما كنت أقرأ كتب التاريخ ، وكل مايتعلق بأرض الكنانة ، وأرض النيل ، كنت أتشوق من أعماقى لزيارتها
ورؤيتها .. حتى مكن الله لى ذلك الا مل ، وحقق لى هذه الرؤية ، فذهبت اليها وأنا أحمل الكثير من الا سئلة
والا ستفهامات التى فى جعبتى !! ذهبت اليها وأنا أقيس المسافة من القرأءة الى القاهرة !! فكل الذى كنت
أقرأه أريد أن اراه !! فى قاهرة المعز ، تلك المدينة التى أستعصت على الغزاة ، وقهرت جيوشهم الجرارة !!
فمصر ( كأسم ) له معنى فى عالم السفر والسياحة !! كيف لا ؟ وهى التى أرضعت العالم ( حليب ) التاريخ
والا ثار والحضارات .....
كنت تواق الى معانقة كل أراضيها ...
وعاشق لرؤية كل آ ثارها التى وقفت أمامها عاجزا عن التفكير فيها !! كيف لا ؟ وهى كبيرة بحجم المتحف
القومى المصرى فى القاهرة .. وأكبر من تحتويه جدارنه بطوابقه المتعددة !!!
مصر .. عندما أهم بالكلام عنها ، أشًغل ( دواسة ) بنزين السرعة فى قلم الذكريات ، وأدوس بقوة على
( أزرار ) الكيبورد لعلى أرص الحروف ، وأنسق الكلمات ، من أجل أن أكتب ولو الشىء اليسير عن هذه
الرحلات التى طبعتها فى كتب الذاكرة ، ونقشتها على جدران الذهن ، ونسختها على شغاف الفؤاد !!!
أى كلمات هذه التى ستحوى العبر والتعبير ؟ وأى ملفات تلك التى ستطوى الصفحات والسطور ؟ وأى
سجلات هى هذه التى ستجمع الا وراق فى الخزائن ؟ أن مصر أكبر من أن أخطها بعجالة موضوع ، كمقال
أو تقرير ، أو تحقيق صحفى موجز أو مفسر !!!
أسف لهذه المقدمة ( القصيرة ) التى لو جاز لى أن أسترسل لما أنتهيت !! وعذرا لهذه الا طالة التى لولا
أحترامى لكم لما توقفت عن الكتابة فيها !!
المهم .. شاء لنا الله سبحانه وتعالى أن نسافر من مطار الكويت الدولى على متن طائرة الخطوط الجوية الكويتية ( الا يرباص 340 ) المتوجهة الى القاهرة ....
على جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الكويتية المغادرة الى القاهرة برحلة رقم ( ...... ) التوجه الى
بوابة الدخول أستعدادا للسفر ، ما أجمله من نداء .. وصوت موسيقى يطرب الا ذان ، ويبهج النفس ،
وبعد أن أتمننا أجراءات الدخول الى الطائرة ، وأستوينا على مقعدها الوثير ، والفرحة لا تسعنا ونحن
نعد اللحظات ، ونسابق الزمن ، ونستعجل الوقت ، من أجل الوصول ........
وأنا فى جلستى على النافذة أنظر بعينى وعقلى مشغول بأمر آخر !! ماهو ؟ مصر !! وتاريخها الذى كم
أنا بودى رؤيته ومعانقته بقوة !! أحسست أن عقلى أسرع من الطائرة ذات السرعة الفائقة ( 900 كم)
فى الساعة !! فكرى وصل القاهرة قبل جسدى !! كل هذا وأنا على مقعد الطائرة !!!
على جميع ركاب الطائرة ربط الاحزمة أستعداد للا قلاع .....
الجميع واجم فى مكانه وكأن على رؤسهم الطير !! لا أحد يتكلم الا من القى برأسه على المقعد وراح فى
سبات عميق ، ومن أخذ يتصفح جريدة أو كتاب أو مجلة !! ومنهم من هو متوتر ويخفى توتره بشرب الماء
أو بالحديث الهامس مع من يجاوره !!
الطائرة تسير على المدرج ( تاكسى ) للذهاب الى مدرج الا قلا ع ......
وأنا أنظر من الشباك على أرضية المطار وبعض زهور النوير تزين جوانبها الرملية بشىء من الطبيعة
الحلوة ، الطائرة تسير والكابتن يعلن عن معلومات الرحلة ، والمضيفين يقومون بعملهم على أكمل وجه ،
ها هى لحظة الحسم فى صراع القوى !! قوة الجذب وقوة الا رتفاع ، والطائرة تسير بسرعة وصوت
المحركات يزداد هديره نوعا ما .... والكل يرتقب ، والشفاه تتمتم ، والا بصار خاشعة ، والقلوب وجلة ،
والطائرة تشق طريقها فى مواجهة الريح المضاد ...
وباذن الله تعالى ، وبقدرته سبحانه ، طار طيرنا الميمون مولى وجهه نحو السماء فى طريقه الى القاهرة ،
التى مازالت تعمر شاشة الفكر بصورها الواضحة !!
وماأن أرتقت الطائرة الى الحد المرسوم لها ، حتى رأينا أشارة ( فك الاحزمة ) وقد تنفس الناس الصعداء ،
وهم يتحركون ويتكلمون ويضحكون ويتهامسون ويقرأون بعد أن كان الصمت رفيقهم فى مرحلة الا قلاع !!
وحتى موعد وصولنا للقاهرة ، الى الملتقى مع الجزء الثانى ......
وطبعا هذه راح تكون الجزء الا ول من رحلة القاهرة .... وياهلا والله
مقدمه رائعه شوقنا لزيارة مصر
نتحرى البقيه فلا تتأخر لو سمحت