- التقرير .......
- النقطة الحصينة بتبة الشجرة
الجزء الثالث عشر -3 1
وطلعنا من الفندق فى تمام الساعة 8 صباحا ، متوكلين على الله وقاصين زيارة ( تبة الشجرة ) !!
وأكيد بتقولون وأين هذه تبة الشجرة ؟ وماهى تبة الشجرة ؟
بخلى المعنى لبعدين ، وهلحين خلينا برحلة السيارة ونحن فى الطريق على شارع العاشر من رمضان ،
بعد أن قطعنا طريق المطار ، ومنطقة حدائق القبة !! على الخط السريع المتجه الى الا سماعيلية ....
وفى الطريق وقفنا الى جانب الطريق أمام أحدى محلا ت السوبر ماركت وأشترينا ( بسكويت وبيبسى )
وزجاجات الماء لزوم الطريق ، حيث أننا خرجنا من الفندق دون أن نتناول فطورنا !!
فأمامنا درب طويل ..
وفعلا وبعد مايقارب من الساعة والربع وصلنا الى مشارف الا سماعيلية ، تلك المحافظة الخضراء ،
ومعقل مزارع المانجو والفروالة ، وعلى جانب الطريق الزراعى قبل الدخول الى قلب المحافظة ومن بين سلسلة الا شجار الكثيفة التى تقف على جوانب الطريق ، كان الباعة يفترشون الا رصفة ، يعرضون
بضاعتهم من الفروالة والكرز والفاكهة الاخرى !!
وأمام طفلة صغيرة فى العمر يقارب سنها العشر سنوات وقفنالنشترى ماتعرضه من الفروالة الطازج
والذى حجم الحبة منه يكاد يكون بحجم البلح !!!
صباح الخير ياعروسة ....
صباح الخير ياأفندم !! ( قمة فى الذوق ماشاءالله ) !!
بكم الفروالة ياأمورة ؟ الكيس ( 3 كيلوا ) ب 5 جنيه ...
وعلشان خاطرنا بكام ... ؟
بدون فلوس ياأستاذ ... !! ( لااله الا الله )
مايصحش بدون فلوس !! حتوخذى كام ؟
خلا ص الا تجيبوا ... !! أيه الا بأيدك ده ؟
دى كاميرة فيديو ..
طب ماتصورنى .. ؟
حاضر ياحلوة .. على فكرة أنت أسمك أيه ؟
ليلى ياأفندم ..
أوقفى كويس ياليلى علشان تتصورى .. ( ووقفت الطفلة تهندم شعرها والا بتسامة تملآ وجهها ببرآة
الطفولة ) ...
حاضر ياعمو ....
وفعلا تم تصوير ليلى وشراء الفروالة .........
وتوكلنا على الله الى منطقة العبور بالسفينة من الضفة الى الضفة لقناة السويس .... !!
وهناك تمت عملية ركوبنا مع السيارة بسفينة نقل بمنظر رائع لقناة السويس التى وقفت أنظر اليها بأعجاب
شديد بالسواعد الواعدة التى شيدتها وقامت بحفرها !! هذه القناة الحيوية ( كالشريان ) فى جسد مصر
الحبيبة تغذى قلبها بالحياة ......
وبعد أنتظار طويل تم ركوبنا فى السفينة الناقلة ومن ثم وصلنا الى الضفة الاخرى من اليابسة من صحراء
( سيناء ) !! وهناك أكملنا طريقنا الى تبة الشجرة التى تبعد عن الضفة مايقارب الساعة الا ربع .....
وفى الطريق اليها ، كنا نرى جوانب الطريق من الصحراء القاحلة وقد تناثرت بها آثار الحرب !! من
سيارات محترقة ، وعجلات ملقية ، وخردوات حديدية متآكلة تلتهب بنار الشمس فى لظى الصحراء الواسعة
بصورة عشوائية ....
وبقايا من النخيل الصامد و المتناثر على رقعة الصحراء ، حتى أخذنى الفكر الى يوم كان الجندى المصرى
والعربى يجول هنا كالا سد الهصور يدافع عن عرينه بكل بسالة وشجاعة ، حتى قاربنا على الوصول للتبة
التى بدأت ملا محها تظهر رويدا .. رويدا .
والا ن أنتم تريدون أن تعرفوا ماهى تبة الشجرة ؟
تبة الشجرة .. هى موقع خط بارليف ( الحصن الا سرائيلى الذى حرره الجيش المصرى ) فى العاشر
من رمضان بعد معركة شرسة مع قوات الا حتلا ل الصيهونى !! وطبعا سأعطيكم نبذة كاملة عنه فى هذا
التقرير .......
النقطة الحصينة بتبة الشجرة
لم يكتفى العدو بإقامة خط بارليف بل قام بتحصين مواقعه في عمق دفاعاته فاختار منطقة تبة الشجرة لإ قامة هذا الموقع الحصين وكان المخطط الإسرائيلي دقيقاً للغاية في اختيار الموقع حيث يرتفع عن سطح البحر بمقدار 74 متر مما يحقق لقواته إمكانية الملاحظة لكافة التحركات غرب قناة السويس من البلاح شمالاً وحتى الدفرسوار جنوباً كما يحقق له السيطرة على أجزاء كبيرة من الأرض المحيطة به ويبعد هذا الموقع حوالي 10 كم شرق الإسماعيلية ، 750 م شمال الطريق الأوسط وكان هذا الموقع أثناء حرب الاستنزاف بنسبة تحصين أقل مما كان عليه حين سقط عام 73 ، وكانت إسرائيل تتفاخر بالتجهيزات التي تمت لهذا الموقع وزاره العديد من الصحفيين وأصدقاء إسرائيل في الفترة ما قبل حرب أكتوبر 1973 ولكن لم يشفع له هذا في أن يقع في أيدي قواتنا والتي عثرت بداخل الموقع على وثائق هامة أفادتنا كثيراً أثناء الحرب – وللمفارقات أن معظم الصحفيين كانوا حريصين على زيارة هذا الموقع بعد الحرب ، وكانوا يتساءلون كيف تم الاستيلاء على هذا الموقع .
خلال يومي 6 ، 7 أكتوبر 73 تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء على النقط القوية الأمامية لخط بارليف في مواجهة مدينة الإسماعيلية .
في يوم 8 أكتوبر 73 كلفت إحدى الكتائب المشاة المدعمة بالدبابات للاستيلاء على موقع تبة الشجرة حيث استطاعت الكتيبة ودعمها من حسم المعركة خلال 25 دقيقة بالاستيلاء على أسلحة ومعدات الموقع صالحة وفى حاله إدارة وأسر 50 % من قوة السريه المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلي والتى كان قوامها 150 فرد .
ونتيجة للخسائر الفادحة قام الجانب الإسرائيلي يوم 9 أكتوبر بتمهيد نيراني من القوات الجوية والمدفعية ودفع كتيبه دبابات مدعمه لاستعادة الموقع إلا أنه قد فشل في تحقيق أهدافه وتحمل خسائر إضافية في قواته المهاجمة .مزار تبة الشجرة يضم موقعين حصينين متصلين بواسطة أنفاق محصنه .
يضم الموقع الأول مقر القيادة وغرفة العمليات المزودة بالأجهزة المخصصة للاتصال بالوحدات والقيادات الفرعية والقيادة الجنوبية والقيادة العامة وكذا الأجهزة والمعدات الإلكترونية ومجموعة الوثائق والخرائط .
والموقع الثاني مخصص للعمل الإداري ويضم مكتب للقائم وأماكن مبيت للأفراد وصالة للطعام ونقطه طبيه ونقطه وقود والمغسله .
مكونات النقطة :أ- محصن مراكز إدارة العمليات الحربية للقطاع الأوسط .
ب- الموقع الإداري المحصن للقطاع الأوسط .
ج- معرض للغنائم " متروكات الجانب الإسرائيلي بالموقع " .
د- قاعة كبار الزوار .
ه- كافتيريا .
و- المبنى الإداري للمزار .
الموقع :يقع المزار على مسافة 10 كم شرق من الإسماعيلية .
لغات العرض :عربي
إنجليزي
توقيت الزيارة :صيفاً : من الساعة التاسعة صباحاً حتى العاشرة مساءاً .
شتاءاً : من الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساءاً .
وبعد أن وصلنا اليها ، تم قطع تذاكر الدخول الى هذا الموقع الذى تحول الى مزار سياحى عسكرى الغرض
منه بيان قوة الهجوم المصرى الذى قام بتحريره من أيدى الصهاينة ( الجيش الذى لا يقهر ) بقيادة
( موشى دايان ) وزير الدفاع الا سرائيلى ، والذى بكته عند سقوطه بأيدى المصريين وتحريره رئيسة
وزراء العدو الا سرائيلى ( جولدا مائير ) !!!
البداية كانت الدخول الى هذا الصرح ( العظيم ) وكم رأينا جوانبه الملغمة وأطرافه المحصنة ، وبنائه
المشًيد بقوة الخرسانة المسلحة التى لا تقهر !! وقد أعتليت الدبابات الا سرائيلية المدمرة والتى وضعت فى الساحة الخارجية لهذا الصرح الرائع ... حتى شاهدنا المتحف المصغر للترسانة الا سرئيلية من الا سلحة
المتنوعة والقطع المجددة ( فى ذلك الوقت ) ، وشبكات الا تصالا ت التى أستولى عليها الجيش المصرى
البطل .....
البوابة الرئيسية من الداخل
كان هناك مرشد سياحى عسكرى يشرح لنا الا مور كما كانت ومثلما هى !! حتى أخذنا فكرة كاملة عن المعروض من الآ ليات والقطع والمبانى والساحات ونقاط الحراسة الخارجية فى الموقع !!
حتى دخلنا ( خط بارليف ) التاريخى ، وللعلم فأنه بقى كما هو منذ تحريره الى يومنا هذا .. !! يعنى كاسة
الشاى للجندى الا سرائيلى كانت ومازالت على الموائد فى الغرف الداخليه المحًصنة ، وحتى تكرموا أحذيتهم
التى فروا وتركوها واسرتهم وأغطيتهم وحاجتهم وملا بسهم مازات معلقة كما هى !!
تركت للذكرى والتاريخ ...
أما خط بارليف من الداخل ، فهو مرعب بمعنى الكلمة ، غرفة القائد ، والا فراد والا جتماعات ، ومخازن
الترسانة والا سلحة وغرف الا تصالا ت و الخ ، كانت ومازالت شاهدة على بطولة الجندى
المصرى البطل !!
آليات الجيش الا سرائيلى المدمرة
المدفع 0.5 بوصة إسرائيلى الصنع ويتواجد فى نقاط المراقبة بداخل النقط القوية ويستخدم ضد الأفراد والمركبات الخفيفة
أفراد الرشاشات / مضاد للطائرات
معرض الغنائم وفيه عرض لجميع الأسلحة التى استخدمها الجانب الإسرائيلى فى النقطة والتى تم الاستيلاء عليها بواسطة القوات المصرية ( المتحف المحدود ) فى الموقع .
وما أضفى على جو الزيارة جمالا وصول باصات تحمل طلبة المدارس الى الموقع للزيارة ، وكم كان منظرهم
يقشعر له البدن وهم يهتفون بصوت واحد لمصر وقوة الجندى المصرى فى حرب أكتوبر ، أقسم بالله أنه
منظر أبكى العيون ، وأرعد الفرائص ، وهز الوجدان ، وكان منظرهم رائع بخفة دمهم عند اللقاء والكلا م
معهم ، وقد التقطنا معا صور عديدة وكثيرة وجلسنا فى معية أستاذتهم الظرفاء أجمل جلسات الود ....
كانت هذه هى رحلتنا الى ( تبة الشجرة - خط بارليف ) ، رحلة فى أعماق صحراء سيناء الباسلة ، قمنا
بها الى صرح بطولى شهد واقعة تاريخية خالدة بخلود الا بطال الشهداء الذين سقطوا دفاعا عنها ....
حتى عدنا كما أتينا من نفس المسار والطريق الى أن مكثنا فى الا سماعيلية على شواطئها الرائعة مايقارب
الساعة للراحة والغذاء .....
ومن ثم أكملنا خط العودة الى القاهرة مرة آخرى .....
والى رحلتنا القادمة فى بر جنوب سيناء الرائع ....
حتى ذلك الوقت أستودعكم الله ....
والى اللقاء ....
ذكرتنى بزيارة قمت بها الى السويس والاسماعلية وقد زرنا مواقع عسكرية بحكم عمل والد صديقة مصرية حيث دخلنا مواقع الهجوم وشفنا الدبابات الاسرائلية فى نفس المكان الذي تفجرت فيها ...متحف عسكري على الهواء ومن أجمل المناطق ممر خاص بالعسكريين على القناة تمشي بالسيارة وبجانبك القناة والناحية الاخرى بعد قناة صغيرة .تمر السفن كبيرة جدا بجانبك ... وطبعا ممنوع التصوير فيها ....الله يحفظك ....