- متحف الأوبرا المصرية يحكي تاريخ نشأتها وحريقها
- يضم أول بيانو للموسيقى الشرقية في العالم
متحف الأوبرا المصرية يحكي تاريخ نشأتها وحريقها
يضم أول بيانو للموسيقى الشرقية في العالم
بإضاءة خافتة وطلاء أحمر قان وأرضية خشبية تكسوها سجادة حمراء تبعث بصور مراسم استقبال ووداع الملوك والقياصرة وصور لباشوات ببذاتهم الأنيقة يعلوها الطربوش الأحمر المميز وسيدات مجتمع بفساتين سهرة تفوح منها عطور باريسية، يستقبلك متحف دار الأوبرا المصرية بالدور الثاني أمام المسرح الكبير.
على يسار المدخل تطالعك صورة كبيرة بألوان الجواش للفنان نجيب الريحاني رسمها الفنان الإيطالي بابادوبلو عام 1918 وأمامه شخصية «كشكش بك» التي اشتهر بها في المسرح.
تحكي مقتنيات المتحف، الذي لا تتجاوز مساحته 300 متر، قصة بناء الأوبرا القديمة في ستة أشهر من خشب الأرز اللبناني وبأيد مصرية وتصميمات إيطالية وضعها المهندسان أفوسكاني وروسي لتتوسط حيي «الأزبكية» و«الإسماعيلية» أهم أحياء القاهرة في ذلك الوقت ولتشارك في احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس. وحسبما تقول فايزة عبد المنعم الفنانة التشكيلية ومديرة عامة المعارض والمتاحف ودور العرض بدار الأوبرا المصرية «استغرق إنشاء هذا المتحف 18عاما، وتم تجميع المقتنيات الموجودة في المتحف بناء على قصة إنشاء الأوبرا منذ عام 1869 حتى اليوم، وجميع المقتنيات إهداءات من أصحابها مثل السيدة سعاد أبيض ابنة جورج أبيض أحد مؤسسي المسرح في تاريخنا العربي والتي أرشدتنا بدورها لمن تبقى من أسرتي الراحلين يوسف بك وهبي ونجيب الريحاني». كما ساهم بعض فناني الأوبرا مثل الفنان حسن كامي والفنان وليد عوني الذي قام بتصميم نسخة طبق الأصل من الأزياء الحقيقية التي ارتداها الممثلون في افتتاح أوبرا عايدة وكذلك نسخة طبق الأصل من التاج الفرعوني للأميرة الفرعونية أمنريس والذي كان من الذهب والألماس الخالص. التاج استخدم في العرض الأول ل«لعبة عايدة» كما أطلق عليها في أول إعلان لها عام 1871 حيث كانت الإكسسوارات التي ارتداها الممثلون أثناء العرض أيضا من الذهب والألماس والفضة احتراما للملوك والرؤساء الذين حضروا العرض الأول ومن بينهم الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث والإمبراطور فرانسوا جوزيف عاهل النمسا وولي عهد روسيا.
ويسجل المتحف حكايات أهم العروض والمسرحيات التي استقبلتها دار الأوبرا الملكية وبرامج تلك العروض وأول نوتة موسيقية لأوبرا عايدة موثقة بأختام الأوبرا الملكية. كما يضم المعرض نموذجا لتذاكر العروض في ذلك الوقت، ومنها تذكرة لحفلة خيرية ثمنها «50 قرش صاغ» بدار الأوبرا الملكية تحت رعاية الملك لمساعدة جمعية خيرية عام 1928. ومن هذه الحكايات نتعرف على أول ميلودراما مأساة مصرية عصرية تأليف الأستاذ أنطون يزبك ومثلت لأول مرة بدار الأوبرا الملكية عام 1924 بطولة السيدة دولت أبيض في دور دلال.
كما يحتوي المتحف على أول بيانو شرقي في العالم لا يوجد منه حاليا سوى 4 قطع فقط كما تقول فايزة عبد المنعم صنعه المحامي نجيب نحاس والذي أسس أول نادي للموسيقى العربية بالإسكندرية عام 1914 وكان يهوى الموسيقى الشرقية ويعزف على آلة البيانو، وكان حلمه أن يعزف الموسيقى الشرقية عليها، وبعد اجتهادات ودراسة على مدى 15 عاما قام بتنفيذ اختراعه، وأدخل على البيانو مقامات: البياتي والرصد والصبا والسيكا، وبهذا الاختراع جعل الموسيقى الشرقية تغازل الآلة الغربية. ويضم المتحف صورة كبيرة توضح حريق الأوبرا الملكية في 28 أكتوبر 1971 والذي تسبب في صدمة كبيرة وخيبة للكثيرين، ويضم المعرض قطعة برواز خشبية انقذها احد المواطنين من الحريق واصبحت «رمزا لما تبقى».
غير ان الجزء الاساسي في المتحف هو قسم الصور والوثائق التي تضم صورا تاريخية لعميد الادب العربي طه حسين والفنانة بديعة مصابني وفرقة الصين الشعبية. والى جانب تذكرة أوبرا لا ترافياتا عام 1964 والتي تبدأ ب 19 قرشا للصالة توجد بقايا كتابين من تأليف محمود أحمد الحفني من المعهد الملكي للموسيقى العربية عام 1911 وبه آثار حريق الأوبرا القديمة.
ومن الاوبرا القديمة الى الحديثة حيث يضم المتحف صور وضع حجر الأساس للمركز الثقافي للفنون «الأوبرا الجديدة» الذي شيدته مؤسسة الجايكا اليابانية كمنحة لمصر عوضا عن دار الأوبرا القديمة، ومن ضمن المقتنيات الحديثة بوستر أو إعلان لحفل الكابوكي الكبير الذي أقيم في افتتاح الأوبرا يومي 11 و12 أكتوبر عام 1988. وتتذكر فايزة عبد المنعم: أول مقتنيات عثرت عليها كانت لبرامج عروض الأوبرا القديمة منذ عام 1910، أما أقدم مقتنيات المتحف فهي صورة نادرة لراقصات أوبرا عايدة عام 1871 ووثيقة تاريخية مصنف بها جداول تحتوي على جميع العروض التي نفذت بدار الأوبرا القديمة منذ تأسيسها عام 1869 حتى عام 1906.