- "ساحة جامع الفنا"...
- وأخيرا..."جامع الفنا"
"ساحة جامع الفنا"...
ليس أجمل مكان رأيته في حياتي.. لكنه وبلا منازع أكثر مكان يثير في هذا الكم من المشاعر عندما أذكره.. حب، فرحة، شجن، حنين، جنون.. ورغبة غير عادية أن أكون هناك حتى لو أخذوا نصف عمري...
ساحة جامع الفنا، هي الساحة الرئيسية بوسط المدينة القديمة ب "مراكش"، ويقول لي أصدقائي المغاربة أنهم أطلقوا عليها هذا الاسم؛ لأنها كانت مكان تنفيذ حكم الإعدام العلني على المجرمين في الماضي البعيد.. وبغض النظر عن صحة هذا التفسير من عدمه، فإن كل ما في "جامع الفنا" ينطق بالحياة.. يعني ببساطة ليس له من اسمه أي نصيب...
فما هي علاقة الفناء بلون البرتقال الزاهي الذي يملأ عينيك على عربات العصير التي تعد العنصر الأساسي في المشهد، وكل بائع يحاول أن يجذبك بطريقته لكي تشرب برتقاله، هذا بابتسامته، وهذا بندائه، وهذا بنصف الكوب المجاني الذي يهديك إياه دون أن تطلب.
ما علاقة الفناء بهذا الكم الهائل من الحواة والمهرجين، الذين يقدمون عروضهم وسط حلقات من السياح لا تنفض أبداً، وعلى أنغام الموسيقى الشعبية الصادرة عن أكشاك بيع شرائط الكاسيت، والويل لمن يحاول أن يستمتع بالفرجة دون أن يدفع ولو درهم واحد على الأقل.
ما علاقة الفناء برائحة الشواء وطعم الحريرة الساخنة التي يتناولها المارة على الموائد الخشبية في وسط الشارع، وبيوت المدينة الحمراء اللون التي لا يشذ عنها بيت واحد طبقا للقانون المغربي، وحوانيت العطارة والملابس الشعبية والأحذية المغربية المميزة.
وأخيرا..."جامع الفنا"
آخر مرة ذهبت فيها للمغرب، قفزت في قطار ممتلئ حتى آخره، وقضيت الرحلة كلها جالسة على حقيبتي على الأرض، وكنت على أتم استعداد حتى لأن أسافر واقفة، ما دمت في النهاية سأصل إلى مراكش.. وإلى طبق "الحريرة" في جامع الفنا.. حتى لو لم تكن ظروفي، ولا "فلوسي" تسمح بقضاء أكثر من ليلة ويوم في هذا المكان الساحر.
تعالوا معنا إلى هناك،
قلب مراكش النابض ليل نهار
تحياتي