الفارس 1 الأول
04-04-2022 - 02:17 pm
مدخل :
من أين أبدأ يا عيون الشعر وماذا عساي أن أقول
صراحةً أني قد احترت
فكل حدث يقول أنا أولى أن أكون في المقدمة
وكل منظر يأسر الألباب يقول لا .. بل أنا من يستحق البداية
ولا أريد أن يكون هذا التقرير مملٌ كئيبٌ على النفس
أردته أن يكون عنواناً للإبداع
من يقرأه يلتهم حروفه التهاماً .. فإذا وصل لنهاية كل حلقة وكأنه لتوه بدأ ويتمنى أنه لم بنتهي
وأردتك أخي الكريم أن تشاركني وكأنك معي تستمتع بكل لحظه .. بكل صوره .. بكل كلمة .. بكل حدث
بعيداً عن الرتابة الكئيبة ... والتكرار الممل
محاولاً الإنتقال بكتابة تقارير الرحلات إلى عهدٍ جديد .. تجد فيها المتعة والفائدة .. والمعلومة الغائبة
فاستعنت بالله راجياً منه التوفيق
فما وجدتم فيه من خير فأحمد الله على توفيقه
وما وجدتم غير ذلك فإنما هو الهوى والنفس والشيطان
فالتمسوا العذر لأخيكم على الزلل
وبسم الله نبدأ
طافت بي الذكريات حول هذه المدينة
والتي كانت في يوم ما تدير أعظم أمبراطوريه على وجه الأرض ( الإمبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس )
وكانت مستعمراتها تمتد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا حول العالم , تلتهم خيرات وأرزاق البلاد التي تحت وطأتها
تذكرت كيف كانت معاملة جنودها القاسيه للبلاد التي تستولي عليها والضرب بيدٍ من حديد على أهلها
وتذكرت كيف كانت سفنها تسحق وبقسوة كل من يعاند كبريائها
وكيف كانت تلك السفن تعود ملئى بالخيرات
من الأرزاق والإنسان الذي أصبح ذليلاً كسيراً تحت وطأة العبوديه بعد أن كان حراً في بلاده
ولا أدل من ذلك التذكار الذي وضع في متحف ويست مينستر
وكيف تحولت بعد تلك الحقبة البغيضة على النفس إلى نافذةٍ للعلم بجامعاتٍ راقيه وعريقه
يتطلع إليها كل من يطلب العلم بل ويفاخر بشهادته إذا كانت من إحدى جامعات لندن
وكيف تحولت أرضها الآن إلى هوى الأفئده وملتقى الأحبه وقضاء الإجازات في ربوعها وشم عليل نسيمها والتسوق من محلاتها
وكبف أن من لم يمر على لندن ولو مرور الكرام في رحلته وكأنه لم يتمتع بها ولم تغنه ليال باريس وأحلام مدريد عن الأصل وهو هنا لندن
هذا هو تفكير كل من وسع الله عليه كلما أقبلت أشهر الصيف واشتد لهيب الشمس وبدأ الهجير يلفح الوجوه
جال بهم الفكر نحو ضباب لندن وجوها الأخاذ
وطافت بهم ذكريات شارع اكسفورد وساحة بيكادلي وعين لندن ومحلات هارودز وحديقة الهايد بارك وشارع العرب
فقلت سبحان من يغير ولا يتغير
بعد أن كان لا يطاق اسمها أصبحت مقصداً وملاذا
فدعونا أيها الأحبه نأخذكم في لمحة تاريخية عن المملكة المتحدة ولندن
قبل أن نسبغ أغوار رحلتنا وننثر أسرارها على الملأ
هذه الرحلة التي تنقلت بنا بين قاراتٍ ثلاث قاطعين فيها آلاف الأميال
أحضرتها بين أيديكم لأحدثكم فيها عن شذراتٍ وعبرات ومواقفٌ ولقطات مرت بنا خلال رحلتنا
وما هذه إلا البداية
فتابعونا تجدون ما يسركم ان شاء الله