لم يعد للسفر..فى عصرنا الحاضر تلك اللذة القديمة...لذةاكتشاف المجهول ..ورؤية المجهول.....لذة المغامرة ..بل صار السفر اقرب الى نزهةيعيشها الانسان لسويعات ثم تفقد بريقها وتتلاشى بهجتها ..وتخمد حرارتها..زوتتجمدمشاعرها....انها نزهة باردة..نهايتها أنطفاء تلك المشاعر الرائعة...فانت تذهب وروح المغامرة غائبة عن برنامجك..... المطارات...نماذج مكررة من بعضها البعض بواجهاتها...ومقاهيها..ومداخلها ومخارجها والطائرات...هى..هى..بل أن الابتسامه البلهاء..تراها فى كل مطار اللهم المطارات العربية....تريد ان تشعرك انها مسرورة بوجودك...وهو شعور مبتور..فيما بينك وبينها.........لم يعد للرحلة ذلك الرونق..الذى كان لها فىى الزمن الفائت....لم يعد للرحلة ذلك الطعم الذى عرفته فى سفرتك الاولى ...الذ برتقالة هى البرتقالة الاولى....بل صارت باردة فاترة سامجة..............انها انتقال من مكان تعيشه الى مكان تعرفه ..فهذه الوجوه وهذه الطرقات وتلك البنايات قد رايتها اما مصورة او متلفزة...نعم انها اماكن معاشة فى الخيال...والانتقال الفعلى اليها يكلف الكثير من الجهد والمال.......هناك مقولة رائعة تقول المسافر الحقيقى لا يسافر ليلا....نعم المسافر الحقيقى لا يسافر ليلا فى وسائل السفر التقليدية بل يسافر ليرى العالم من حوله...انه يتفاعل مع من حوله مع ما يراه يختزنه فى ذاكرته لا فى الة تصوير فقط ...انه يتفاعل مع الحدث الذى يعيشه الى درجة التوحد....هنا تكمن حقيقته...انه رحالة لا مجرد مسافر ينتقل من مكان الى مكان...كثير من المسافرين لا يجدون للسفر متعه... لان السفر لم يعد يعنى لهم الا اسماء فنادق...ومراقص... تراهم يذهبون وقد فقدوا روح المغامرة...لقد انتقلوامن غرفة فى منزلهم الى الصالة المجاورة او المول القريب من منطقتهم......لا تعنيهم ..اشراقة الشمس وهى ترسل اشعتها الذهبية..لتنير الكون .. باردة فى بدايتها...لكى تتهيأ وريقات الاشجار والطير لاستقبالها... ....لا يعنيهم منظر شلال...والماء ينهمر منه ناثرا رذاذه على من حوله...والهواء المنعش ..يداعب اوراق الشجر..والاطيار تشدو باعذب الالحان...والفرشات الجميلة وهى تنتقل متقاربة متباعدة ...كل هذا لا يعنى لهم شيئا انه مجرد انتقال مكانى...انتقل من غرفة الى اخرى ومن منزل الى فندق ....ثم تحولت عنده الازمنة...فصار النهار ليلا والليل نهارا....