- هل سمعتم بالمزولة؟
- أحمد نجم - ضياء القباني الخميس 20 آب 2009
ثلاث ساعات.. تعيدك للعصر الأموي
هل سمعتم بالمزولة؟
أحمد نجم - ضياء القباني الخميس 20 آب 2009
لا شك أن كل من يزور "دمشق" سورياً كان أو عربياً أو أجنبياً، لا شك أنه سيزور الجامع الأموي ذلك الصرح الأثري الخالد، ولكن إذا تساءلنا عن عدد الذين يعرفون الساعات القديمة الموجودة فيه والتي تعود إلى العصر الأموي، فهل سيطابق عددهم عدد الزوار؟ خاصة أن الكثيرين منا لا يدركون حجم الاهتمام الذي كان يوليه العرب قديماً لمسألة الوقت وضبطه، ولعل أكثر ما هو معروف ضمن هذا السياق هو الساعة التي أهداها الخليفة "هارون الرشيد" للملك "شارلمان" والتي تعتبر أول ساعة تصل أوروبا وقد كانت من صنع عربي، لذلك توجهنا إلى الجامع الأموي لنشاهد ونسأل عن تاريخ تلك الساعات وعن صانعيها، والتي إحداها موجودة على أحد أعمدة بيت المال، والثانية على أحد الأعمدة الشمالية، والثالة موجودة على منصة أو شرفة خاصة بها على المئذنة الشمالية (العروس).
موقع eSyria زار الجامع الأموي بتاريخ 19 آب 2009 والتقى السيد "جمال عرب" المشرف الفني للجامع الأموي، والذي قال لنا موضحاً عن هذه الساعات:
«يوجد الآن ثلاث ساعات شمسية في الجامع الأموي ويطلق عليها اسم المزولة وهي عبارة عن أداة لمعرفة الوقت من خلال ظل الجسم (العصا)، هذا الظل يتغير بتغير مسار الشمس، وتتحدد الساعة من طول ظل العصا، الذي يكون أقصر ما يمكن عند الظهيرة اخترعها "ابن الشاطر" 752 هجرية الذي قضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي بدمشق. ليستفيد منها المؤذن لضبط وتحديد أوقات الصلاة نهاراً وكان نظام عملها يعتمد على حركة ظل الشمس على المزوال».
وتابع قائلاً: «إن هذه الساعة قد نقلت إلى المتحف بعد حريق المسجد والزلزال ثم صمم "محمد الطنطاوي" ساعة شبيهة بها وعند تركيبها احتفل أهل الشام بها يوماً كاملا».
وعن ميزات الساعة الشمسية ل"ابن الشاطر" يقول: «كانت الأستاذ جمال عربأول ساعة تضبط الوقت نهاراً وكان لها مؤشران، واحد للساعات وآخر للدقائق، حيث تضبط الزمن بالساعة والدقيقة».
وحدثنا الأستاذ "محمد غسان الجيرودي" المشرف العام للجامع الأموي ب"دمشق" عن تفاصيل آلية عمل مزولة "ابن الشاطر" حيث قال: «هناك ثلاث مجموعات أساسية من الخطوط لمزولة "ابن الشاطر"، تحمل خطوطاً للساعات الزمنية ولصلاة العصر. كما أن المزولة الصغيرة، في الجهة الجنوبية تحمل خطوطا للساعات الاستوائية لفترة ما قبل الظهر وما بعده، وكذلك لفترة ما بعد شروق الشمس وما قبل غروبها. والشاخص المتوازي مع محور القبة السماوية متراصف ببراعة مع الشاخص الأكبر للمزولة الثالثة والرئيسية».
وفي حديثه عن الساعة المائية قال: «كان يوجد ساعة مائية تعتمد على "تنقيط الماء"، اخترعها "رضوان الساعاتي" في عهد "عماد الدين الزنكي"، وقد كانت معجزة بحد ذاتها على حد قوله، وكانت موجودة عند باب "جيرون" (النوفرة)».
وفي وصف آلية عملها يقول: «هي عبارة عن مبنى مؤلف من ساعة مئذنة العروسطبقتين يظهر منها للمارة لوح خشبي ويوجد في الوسط 12 قبة تحت كل واحدة منها باب نحاسي نقشت عليه أرقام من 1 إلى 12، وعند مرور ساعة من الوقت يفتح أحد الأبواب فيظهر الرقم الدال عليها، وتنقلب القبة العلوية فيلقي طائران نحاسيان كرة في وعاء لإصدار رنة قوية تعلن مضي ساعة، وإتيان أخرى. وتحت الأبواب يوجد مؤشر شبيه بالمسطرة للدلالة على كل 5 دقائق، وفوق القبب دائرة عليها رسوم لأبراج فلكية مرتبطة بالتوقيت الغربي، تدل على فصول السنة وتغيرات الطقس، ويوجد في هذا الجزء مؤشر يدل على مكان الشمس من الشروق إلى الغروب».
وعن عملها لضبط التوقيت الليلي يقول: «توجد 12 فتحة دائرية تضيء عند مضي كل ساعة ليتم التعرف على الوقت».
وهل هذه الساعات أخذت عن نموذج معين أم أنها اختراع عربي بحت أجابنا السيد "جمال عرب" قائلاً: «هو اختراع عربي صرف.. غير مأخوذ عن نموذج الأستاذ غسان جيروديآخر
وقد صنع من هذا النموذج ساعتان شبيهتان به، واحدة بالاسكندرية والثانية بألمانيا، لكن ليس بنفس الدقة والوظائف».
وعن الكتب والمراجع التي تحدثت عن هذه الساعات يقول: «هناك كتاب "حسن زكي الصواف" الذي صدر عنه جزءان يتحدث فيهما عن الجامع الاموي، وهناك كتاب ل "طلال العقيلي" بعنوان: "الهندسة الفنية المعمارية وتاريخ بناء الجامع المعماري"».
المقالات المتعلقة
الجامع الأموي http://www.esyria.sy/edamascus/index.php?p=stories&category=todayimg&filename=200906071525011
يعطيك الف عافيه ياغالي ..