- وهم يرتدون سترات النجاة وهم يتحايلون عليها ..!
سألتُ الهنود عن رأس كومورين ..
لا أحد يعرف مكانا بهذا الاسم ..!
اكتشفتُ لاحقا أنّ الهنود يطلقون على المكان اسما أكثر انسيابيّة ..
" كانيا كوماري " ..
و كانيا كوماري هي آخر الهند من جهة الجنوب ..
وبعدها تأتي سريلانكا .. وهناك يلتقي بحر العرب بخليج البنغال ..!
وليس بعيدا عن الشاطئ يمكنك وبوضوح مشاهدة بعض الصخور التي تعتبر نهاية الهند ..
وتقع كانيا كوماري في ولاية تاميل نادو .. لكن الأفضل الوصول إليها من عاصمة ولاية كيرالا تريفندروم ..
حيثُ أنها لا تبعد إلا حوالي 90 كم .!
0كم بمقاييس الهند طبعا ..!
فلقد استغرقنا ساعتين ونصف للوصول للمكان ..!
بسبب ضيق الشوارع والزحمة ..!
عليك أن تكون واقعيّا عند زيارتك لكانيا كوماري ..
فلا توجد هناك معالم مميزّة .. أو مواقع أثريّة مهمّة ..
هي زيارة لمن يحب أن يسجّل في ذاكرته أنّه وصل يوما لآخر الهند ..
مجرّد شعور يجده البعض ذا معنى ..!
وأنا أحدهم ..
عند وصولك تتجه لقطع تذكرة بقيمة ضئيلة .. لتركب العبّارة للصخرة الأولى .. حيثُ يوجدُ معبد لتخليد ذكرى المهاتما غاندي ..!
المعبد عادي جدا .. وتتجه العبارة بعدها إلى الصخرة الثانية وعليها ينتصب تمثال كبير لحكيم هندي قديم ..
بعدها عدنا للشاطئ .. لا شيء ممتع في الجولة إلا تجربة العبّارة ومشاهدة الناس وهم يتدافعون لدخول العبارة أو للخروج منها ..!
وهم يرتدون سترات النجاة وهم يتحايلون عليها ..!
البحر كان هائجا .. كان يلقي بالأسماك الصغيرة على الصخرة الكبيرة .. يتكرر المشهد مرات عديدة .. فتكون تلك متعتنا في انتظار عودة العبّارة .. بالقرب من الشاطئ يكثر الباعة المتجولون والأكشاك .. والألعاب الصغيرة وبائعي الذرة والمثلجات ..
بعض الشباب كانوا يستعرضون بطولاتهم ويشاكسوا الأمواج للفت انتباه البنات ..! كانوا يحصلون على نظرات الإعجاب التي يطلبونها .. فيزيدهم ذلك تهورا .. فيتجاوزن نقاط الخطر المحددة ..!!
ما لاحظته أنّ الجبال تتضاءل وتتلاشى كلما اقتربنا من كانيا كوماري.. فالجبال الممتدة من الهملايا شمالا تنتهي هنا .. لتتحوّل إلى مجرّد صخور متناثرة هنا وهناك ..
يقولون بأنّ منظر شروق الشمس وغروبها له نكهة خاصة في كانيا كوماري .. ربّما لأنها آخر الهند والتقاء البحرين ..
طريق العودة كان مضجرا ..
قابلنا احتفالا مسيحيّا .. قد يكون طقسا أو ما شابه ذلك ..
الفتيات يرتدين ملابس زاهية ..
كانوا بالقرب من كنيسة تتلألأ بالزينة ..!
أحيانا تجدُ بعض الدعايات الدينية الإسلاميّة ..
وصور لدعاة ملتحين ..
لكنّ الطابع المسيحي له نفوذ كبير كما يبدو لي!!
سألتُ سائقا فقال بأنّ المسيحيين يتمركزون جنوب كيرالا .. أما المسلمون ففي شمالها ..!