- القلعة الشهابية:
- قلعة الشقيف :
- قلعة أبو الحصن :
- قلعة المنيطرة :
- قلعة دوبية :
- قلعة شمع :
- قلعة عنجر :
- قلعة عرقة :
القلعة الشهابية:
أو السرايا الشهابية، هي قلعة أثرية في قلب منطقة حاصبيا، عاصمة وادي التيم.
لا يوجد أي دلائل عن من بنى القلعة. تاريخها المعلوم يبدأ مع الصليبيين، ولكنه قد يعود إلى زمن أبعد ليكون حصناً بناه العرب أو مبنى للرومان. أما ما نعرفه أنها ملك للأمراء الشهابيين الذين استولوا عليها إثر الانتصار الكبير على الصليبيين في العام 1170م. والحاكم الصليبي للقلعة كان يدعى الكونت "أورا دوبربون". ويروي الأمير عصام الشهابي أن بناء القلعة يعود "إلى ما بين عامي 1100 و1171 ميلادية، حيث بنى الصليبيون في تلك الحقبة قلاعاً عدة لحماية مملكتهم والدفاع عنها. فكانت قلعة الشقيف مثلاً موقعاً حربياً، أما قلعة حاصبيا فكانت حربية وسكنية في الوقت نفسه. وقد يكون موقعها سبباً لذلك، فهي تقع بالقرب من ينابيع نهر الحاصباني على السفح الغربي لجبل حرمون، وتجاور سوق الخان التي كانت المحطة الرئيسة لقوافل التجار إلى الداخل السوري.
لقد شهدت القلعة على مر السنين الكثير من الانتصارات ومن النكسات حيث تعرضت عدّة مرات للحريق، منها في سنة 1284م، حين دخلت جيوش المغول إلى سوريا وفلسطين عن طريق وادي التيم، وفي 1612م إثر خلاف بين أحمد باشا والأمير علي الشهابي أمير حاصبيا. وفي سنة 1617م عندما أوفد الوزير العثماني محمد باشا جركس، قوّة عسكرية بقيادة حسين اليازجي، دخلت حاصبيا وهدمت قسماً من القلعة. وفي سنة 1633م أحرقها العثمانيون ونهبوا البلدة أثر توجه جيش بقيادة أحمد كجك باشا لمحاربة الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير. وفي سنة 1660م أحرقها والي الشام أحمد باشا. وكان الشهابيون يعيدون ترميمها كل مرة.
يتراوح ارتفاع الجدران الخارجية للسرايا بين 15 و20 متراً ومحيطها نحو 220 متراً. نصب على المدخل أسدان متقابلان مربوطان بسلاسل وأمامهما أرنبان طليقان في إشارة إلى العدالة الاجتماعية. إذ أن الأسد القوي مكبل اليدين والأرنب الضعيف حر وطليق. والمدخل عبارة عن عقد صليبي يبلغ ارتفاعه 32 متراً، وهو يُعدّ أعلى عقد في الشرق المتوسط، ويعلو مدخلها لوحة كتب عليها "مما عمل برسم سيدي ومولاي الأمير علي الشهابي وذلك سنة 1009 هجرية". وتتألف القلعة من أربعة أقسام، ثلاثة فوق الأرض وقسم تحته. وفي الداخل غرف سكنية وأقبية. كانت تستعمل الطبقة السفلية تحت الأرض لتخزين المؤن والذخيرة. وكي تصل إلى الطابق العلوي الثاني عليك المرور بدرج ضيق يكشف نقوشاً وزخارف وألواناً ولوحة كتب عليها أبيات من الشعر تمجيدا بالشهابيين وتخليداً لهم.
وفي داخل غرفة الاستقبال قطعة من الرخام الأصفر لهيكل رجل مصغّر. أما الطبقة الثالثة فهي من إنشاء الأمراء الشهابيين، لذا تكثر فيها النوافذ والقناطر ذات الطراز العربي الإسلامي. وأمام الديوان زخارف صليبية تمثّل أزهاراً وهي شعار آلبربون، العائلة المالكة في فرنسا.
صنفت مديرية الآثار القلعة الشهابية على أنها قلعة أثرية منذ أيام فؤاد شهاب، إلاّ أن ذلك لم يمنع من إهمالها كونها تعد أملاكاً خاصة، فلا تزال عائلات من آل شهاب تسكن فيهاو تملكها كاملا.
قلعة الشقيف :
أو قلعة "شقيف أرنون" (بالفرنسية Chateau de Beaufort) هي قلعة تقع في لبنان وهي تبعد بحوالي 1 كلم عن أرنون.
وهذه القلعة قائمة على صخر شاهق «شير» يُشرف على نهر الليطاني وسهل مرجعيون ومنطقة النبطية من جهة أخرى. لكن هندستها التي تلتوي مع الجبل، وشيّدت جدرانها بالصخور المحلية تجعلها تبدو كأنها «مخبأة» بين حنايا الصخور فيما يُرى معلم من على بعد مسافات. وهي قلعة قديمة بناها الرومان وزاد الصليبيون أبنيتها، ورممها فخر الدين المعني الثاني. تُعرف القلعة في المراجع التاريخية باسم قلعة بوفور Beaufort أي الحصن الجميل.
تعرضت القلعة لتخريب من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. أذ تم قصفها عدة مرات قبل إجتياح عام 1982. ثم استخدمت كمركز عسكري من جانبهم. فقد عملت قوات الاحتلال بجهد على تدمير معالم هذه القلعة حيث تداعت وتشققت جدران القلعة بسبب تحرّك الآليات العسكرية داخل حرم القلعة. أضف إلى ذلك التغيير في شكل القلعة الهندسي، فالغارات والقصف المدفعي دمرا البرج الرئيسي والجدران الخارجية للقلعة خلال سنين الاحتلال. ولكن يبقى ردم الخندق المحيط بتلة شقيف أرنون من أكثر عمليات التشويه التي عرفها الموقع. فالخندق الذي حفره الصليبيون، والذي يهدف إلى تأمين مركز دفاع عن القلعة، ردمه الإسرائيليون أولاً بالاسمنت، ثم شيّدوا تحصينات في داخله. قبل الانسحاب كانت جيش الاحتلال الإسرائيلي ينوي تفجير المنشآت داخل الخندق ما كان سيؤدي حتماً إلى تدمير الموقع، لكن التوسط عبر اليونسكو أوصل إلى تغيير في طرق التفجير، أدت بالطبع إلى زيادة التصدّع في الجدران.
يتم إعادة المشهد الطبيعي والتاريخي إلى موقع قلعة الشقيف ضمن مشروع للمديرية العامة للآثار في لبنان بتمويل وإشراف الصندوق الكويتي. وسيعاد بناء ما دُمّر أخيراً وخاصةً البرج والجدران حيث أن الحجارة لا تزال موجودة في الموقع، كما أنه ستدعّم الجدران المتصدّعة. وبهدف إعادته كنقطة مشهدية تُرى من على مسافات، فإنّه ستضاء القلعة ليلاً. كما سيجري تنظيم الحركة السياحية فيها عبر بناء مركز للزوّار، مجهز بقاعة للاستقبال وبكافيتيريا. وهذا المركز سيكون مخبأ تماماً عن المشهد العام، لأنه سيُبنى في جورة حفرها جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يصل سقفها إلى مستوى الأرض. وفي داخل القلعة، ستطوَّر الممرات الداخلية وتحسَّن لضمان سلامة الزوار وتسهيل التحرك داخل المعلم، الذي يعدّ الإقبال عليه الأعلى في جنوب لبنان. فقلعة شقيف أرنون باتت تحمل أكثر من هوية، فهي أوّلاً تاريخية بامتياز، وثانياً باتت رمزاً للصمود في وجه جيش الاحتلال. لذا، سيُحافَظ على بعض المعالم المدمّرة في قلب القلعة، لكي لا ننسى ما شهده هذا الموقع في التاريخ المعاصر.
قلعة أبو الحصن :
هي قلعة صليبية قرب بلدة جون في إقليم الخروب. وتقوم هذه القلعة على سطح تلة بعلو 80 متراً عن مجرى نهر الأولي الذي يلتف حولها بشكل بيضاوي ويحولها إلى شبه جزيرة تحوطها المياه من مختلف الجهات ما عدا الجهة الجنوبية، حيث يقع المنفذ الوحيد إلى القلعة. وقد بنى الصليبيون هذه القلعة لتتحكم بالوادي وهي تشكل مع «شقيف تيرون» وقلعة «جزين» شبكة دفاعية من جهة البر، لحماية ممتلكات «بارونية صيدا» التابعة لمملكة بيت المقدس الصليبية؛ ويعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى أوائل القرن الثاني عشر ميلادي.
ويذكر المؤرخ الصليبي وليم الصوري قلعة «Belhocem» أو قلعة «بيت الأحزان» في منطقة صيدا في معرض حديثه عن بطريرك بيت المقدس الذي كان محارباً مقداماً شارك في حصار مدينة صور التي سقطت بيد الصليبيين عام 1124م، وفي عام 1128 ذهب لنجدة حصن «Belhocem» الذي احتلته مجموعات من المسلمين، لكنه توفي أثناء الحصار.
كذلك، زار عالم الآثار الفرنسي دينان في العام 1936 القلعة المعروفة باسمها الصليبي أو قلعة «ابو الحصن» كما يسميها السكان المحليون وحدد موقعها ووصف أنقاضها، وقد قال: «ان الجزء الأكبر من القلعة بحالة سيئة، وهو من العهد العربي أو التركي ومع ذلك، فإن آثار اللمسات المعمارية للافرنج بادية بوضوح».
وفي الجهة المقابلة للقلعة لجهة بلدة جون تقع تلة النقبة على الضفة الثانية للنهر، ويوجد فيها بقايا أبنية مهدمة ومنشآت عمرانية ويبدو أنها تعود إلى الحقبة التاريخية نفسها التي أنشئت فيها، وقد أنشئت لأغراض عسكرية ودفاعية من جانب الجماعات والدويلات التي حاربت الصليبيين.
قلعة المنيطرة :
وهو حصن صغير لحراسة إحدى الممرات الجبلية في لبنان، غير بعيد عن أفقا. وكان من اقطاعات كونتية طرابلس. وفي موضعه توجد اليوم قرية باسم المنيطرة el Mouniterah. اسمه العربي منيطرة يعني مركز صغير للمراقبة استولى عليه نور الدين عام 1166.
وهو للفرنج، ولم يحشد له ولا جمع عساكره، إنما سار إليه على غرة من الفرنج، وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا وجمعوا؛ فانتهز الفرصة وسار إلى المنيطرة وحصرها، وجدّ فيؤ قتالها، وأخذها عنوة وقهراً، وقتل من بها، وسبى، وغنم غنيمة كثيرة لأَمِنْ من به، فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لايشعرون؛ ولم يقدر الفرنج على أن يجتمعوا لدفعه إلا وقد ملكه. ولو علموا أنه جرد جريدة لأسرعوا، وإنما ظنوا أن نور الدين في جمع كثير، فلما ملكه تفرقوا وأيسوا منه.
قلعة دوبية :
هي قلعة صليبية تقع بالقرب من بلدة شقرا في جبل عامل (جنوب لبنان). وهي قائمة على أنقاض بناء روماني ويبلغ طولها 125متراً وعرضها 80 متر , هناك رأي أن اسمها يعود إلى اسم (دي بويون) من (فرانسوا دي بويون) وهو أحد القادة الصليبيين
هي قلعة قديمة لها خندق كبير وفيها لوازم الحصار يحيط بها واد من جهاتها الثلاث ما عدا الجنوبية. لها ربض من غربها يعرف بالزنار.
يبلغ طولها حوالي سبعون متراً وعرضها حوالي الأربعين فيها ثلاث طبقات والثالثة مهدمة بفعل الإعتداءات الإسرائيلية سنة 1972 وفيها حوالي الثلاثون غرفة وحجرة داخلها يوجد بئر يعرف بالمشنقة وخارجها خزان كبير حفر في الصخر الأصم.
صنّفت دوبيه في كتاب «خطط جبل عامل» للسيد محسن الأمين، في باب قلاع وحصون، وكتب عنها «دوبيه قلعة قديمة لها ربض من غربها يسمّى الزنّار، ومن أرضها قطعة تسمى مرج السّت، إلى اليوم، من جهة حولا. يبلغ طولها 125 متراً وعرضهما 80 متراً. فيها ثلاث طبقات، الثالثة مهدمة؛ وفي الطبقتين الباقيتين 32 حجرة وغرفة، وفي داخلها وخارجها صهاريج كثيرة. وكان لقلعة دوبيه استعمال في تاريخ لبنان المعاصر، فهي كانت ملجأ الأمير يونس المعني وولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا، لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين الذي فرّ إلى قلعة شقيف تيرون».
لم تجرى بحوث أثرية وافية عن هذه القلعة لتحديد تاريخها بشكل دقيق. ولكن هناك مؤشرات عدة تدل على أنها رومانية وتجدد بناؤها على عهد الصليبيين في القرن الحادي عشر. ولكن الرحالة والمؤرخ العربي إبن جبير لم يذكرها في كتابه بالرغم من أنه مر بقربها، إذ يقول : "…واجتزنا في طريقنا بين هونين وتبنين بواد ملتف الشجر وأكثره شجر الرند, بعيد العمق كأنه الخندق السحيق لمهوى ,تلتقي حافتاه ويتعلق بالسماء أعلاه يعرف بالإسطبل لو ولجته العساكر لغابت فيه, لا مجال ولا منجى لسالكه عن يد الطالب فيه، المهبط إليه والمطلع عنه عقبتان كؤودان فعجبنا من أمر ذلك المكان وأجزنا عنه يسيرا وانتهينا إلى حصن كبير من حصون الإفرنج يعرف بتبنين ……".
إشارة إلى أن رحلة إبن جبير امتدت من سنة 1182 إلى سنة 1185 ميلادية, وعدم ذكره للقلعة رغم كبر حجمها وأهميتها يشكك في احتمال وجودها في ذلك الوقت, واحتمال أنه لم يرها مستبعد كون القلعة تبعد فقط مئتي متر عن وادي الإسطبل التي مر فيها الرحالة العربي.
جددها آل علي الصغير في عهد ناصيف بن نصار وسكنوها وبناءهم فيها ضاهر ومفترق عن بنائها الأصلي، ومن أرضها قطعة تسمى مرج الست إلى يومنا هذا كانت مزدرعاً لإحدى نسائهم. وممن جدد بناءها الشيخ ظاهر بن نصار النصار إبن أخ ناصيف النصار من آل علي الصغير، ولما أتم بناءها وصعد إلى أعلاها ليشرف على مناظرها سقط إلى الأرض ومات وذلك سنة 1163 هجرية. وقيل أنها كانت مقر مراد النصار في عهد اخيه ناصيف النصار وبعده كانت مقر ابنه قاسم المراد.
وفيها إختبأ الأمير يونس المعني بولديه ملحم وحمدان من وجه الكجك أحمد باشا والي صيدا لما زحف بعساكره لمحاربة أخيه فخر الدين كما فر أخيه فخر الدين إلى قلعة شقيف تيرون وذلك سنة 1044 هجري.وبعض عقودها يظهر أنه كان هدم عمداً ذلك أنه هدمت قمة العقد وبقيت جوانبه مما يدل أنه هدم عمداً كما كانوا يفعلون بالقلاع والحصون عند تركها خوفاً من سيطرة العدو عليها والتحصن بداخلها.
قلعة شمع :
هي قلعة صليبية توجد في بلدة شمع في قضاء صور في جبل عامل (جنوب لبنان). بنيت القلعة عام 1116م من قبل الصليبيين. وتقع على سلسلة من الجبال تنتهي برأس الأبيض في أقصى الجنوب وتشرف على مدينة صور وسهولها. بنيت القلعة من حجارة صخرية قديمة؛ وسيّجت بأسوار داخلية توازي الأسوار الخارجية؛ وفي الفناء الشرقي المتساوق شكله تساوقاً جميلاً، بعض أبواب من الرخام الأبيض والأسود ذات أناقة فائقة. وفي أحد أطراف الحصن نافذة بقنطرتين "قمندلون" لطيفة ذات قبتين قوطيتين تدلان على هندسة عربية.
ويروى عن المعمرين أن بوابة عكا الشهيرة بصمودها أيام الجزّار أخذت من قلعة شمع.
أما الأسوار التي تهدم قسم من أعاليها، فقد توارى عنها كل ما كان على الحصن الخارجي من شرفات الرماية؛ فيها آبار وأقبية لجمع المياه. وهي أحد الحصون التي كانت تحمي الممالك المسيحية في صور وعكّا وطبريا، حتى وادي الأردن وبانياس.
وقد ذكرت في كتاب "جبل عامل تحت الاحتلال الصليبي" للشيخ جعفر المهاجر على أنها حصن و"اسمه من الآرامية كما يبدو. موقعه في جنوب جبل عامل، غير بعيد عن الساحل، مقابل رأس البياضة. يشرف على صور وسهلها من علوّ 420متراً. ويمتاز بفخامة بنائه وجمال هندسته."
أيضاً ذكرت في كتاب "خطط جبل عامل" للسيد محسن الأمين "قلعة كبيرة بناها الحكام من آل علي الصغير سنة 1163م؛ وهي الآن خراب". ويورد حسن الأمين في كتاب "جبل عامل السيف والقلم" أنّ القلعة استعادت مجدها في عهد الصعبيين (نحو 1157هجرياً) من خلال الشيخ علي والشيخ حيدر ابني احمد بن حيدر بن فارس، حفيدي الملك الأفضل نور الدين الأيوبي الذي أقام في دير عجلون، شرقي كفررمان. وأن سليم باشا هدمها مع قلاع هونين وتبنين ويارون وميس وصربا وجباع سنة 1781م في أثناء اجتياح قوات الجزار جبل عامل؛ في أعقاب مقتل الشيخ العاملي ناصيف النصّار.
الظاهر من القلعة (2004م) طبقتان: علوية يقسمها جدار مرتفع نحو عشرة أمتار يطل على البحر، من الغرب، وتحته بهو مدمّر يفضي عند زاويته الشمالية الغربية، من خلال فجوة حديثة في الجدار، إلى قبو كبير، ما زال قائماً من الداخل، طوله أكثر من عشرين متراً من الغرب نحو الشرق؛ وعرضه نحو أربعة أمتار، بارتفاع ثلاثة أمتار، في جداره الشمالي نوافذ للإنارة والرماية؛ ويتصل من مدخله الشرقي الأساسي، بقبو آخر، من الشمال نحو الجنوب، من خلال عقود كانت تفصل بينهما بغرفة مستقلة تهدمت جدرانها.
وقد دمرت قلعة شمع خلال حرب تموز على يد جيش الإحتلال الإسرائيلي عام 2006 ونحوّلت إلى ركام. ويوجد بالقرب من القلعة مقام ل"شمعون الصفا" الذي استمد أسم بلدة شمع منه بتخفيف اسم صاحب المقام الشهير.
قلعة عنجر :
أو حوش موسى هي بلدة لبنانية تقع في محافظة البقاع شرقي لبنان. تمتد البلدة على مساحة 20 كم2 وعدد سكانها 2400 نسمة أغلبيتهم الساحقة من الأرمن. في موسم الصيف يزور البلدة الأرمن من الشتات حيث يزداد عدد سكانها بالثلث تقريبا.
يرجع اسم البلدة الحالي إلى كناية "عين جره" التي أطلق على الأراضي المجاورة لقلعة "جره". وكان الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك قد بنى هذه القلعة في القرن الثامن للميلاد. بالرغم من هجرانها في فترة لاحقة، ما زالت بقايا القلعة تعتبر منظرا رائعا حتى أعلنتها منظمة يونسكو في 1984 موقع تراث عالمي.
في 1939 جاء إلى المنطقة المجاورة لبقايا القلعة 5000 لاجئ أرمني من تركيا وأقاموا فيها البلدة العصرية. وما زالت أسماء حارات البلدة تشير إلى أسماء القرى التي نزح عنها السكان.
أقيمت مدينة عنجر الأثرية على مقربة من أحد أهم منابع أو عيون نهر الليطاني في موقع مميز على خارطة الطرقات التي كانت تشق البقاع في الأزمنة القديمة والوسيطة لتشكل عقدة رئيسية تلتقي عندها الطرق التي كانت تصل مناطق سوريا الشمالية بشمال فلسطين وتلك التي كانت تصل الساحل بغوطة دمشق. وقد أسهم في ازدهارها العين تتفجر عند سفوح جبال لبنان الشرقية، وهي العين التي أعطت المدينة اسمها الحالي.
أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك (705-715م) بإنشاء مدينة عنجر المحصنة على بعد نحو كيلومتر واحد إلى الجنوب الغربي من نبعها المعروف ب "عين جرا". ولتنفيذ مشروعه، استعان الخليفة بعدد من المهندسين والحرفيين والصناع البيزنطيين والسوريين العارفين بتقاليد العمارة والزخرف القديمة الموروثة من أيام الرومان والإغريق. وقد استخرج هؤلاء الحجارة اللازمة للمشروع من عدد من المقالع المجاورة، كمقالع بلدة كامد اللوز، كما نقلوا أعداداً من العناصر البنائية الأخرى، كالأعمدة وقواعدها وتيجانها وتعتيباتها، من بقايا الأبنية الرومانية والبيزنطية التي عثروا عليها في الجوار.
وعام 744، دمرها الخليفة مروان الثاني على أثر انتصاره على منازعه إبراهيم بن الوليد في معركة دارت رحاها على مقربة منها. وما لبثت البلدة أن أخذت تتداعى حتى تحولت في القرن الرابع عشر إلى تلال من الأطلال والتراب وسط مساحات شاسعة من المستنقعات.
وظلت على هذه الحال حتى سنة 1943، عندما بدأت المديرية العامة للآثار اللبنانية أعمال استكشافها. وعلى الرغم من أن الحفريات الأثرية وأعمال الترميم فإن الموقع ما زال يحتفظ ببعض أسراره.
قلعة عرقة :
تقع في عكار وهي مدينة هامة تقع على بعد ثمانية كيلومترات من الشاطئ وتشغل موقعاً استراتيجياً لأنها تتحكم بالطريق بين طرطوس وطرابلس كما كانت عرقة تشكل في القرون الوسطى، مع حلبا والقليعات مثلثاً يحمي طرابلس من غزو يأتي من ناحية حمص". وتبعد عرقة عن طرابلس خمساً وعشرين كيلومتراً إلى الشمال، وثلاثة كيلومترات عن حلبا غرباً
و كانت محصنة في كونتية طرابلس، دمرها زلزال، . وهي اليوم ضيعة كبيرة باسم عرقة
من المرجح أن العرب دخلوا عرقة مع فتح مدينة طرابلس سنة 635م على ي
قلعة صيدا :
يشير المؤرخون والباحثون الى ان بناء قلعة صيدا البحرية يعود الى القرن الثالث عشر وعلى وجه الخصوص بين عامي 1227 1228، وقد شيدت على ايدي الصليبيين عندما احتلوا المدينة وتمركزوا بها، بحيث انتشرت آنذاك فكرة اقامة الحصون والقلاع ذوداً عن الثغور ودفاعاً عن السواحل من الحملات والهجمات المعادية.وقد بنيت القلعة على جزيرة صخرية صغيرة على بعد 80 متراً من الشاطئ، ويعتقد المؤرخون ان القلعة، وهي عبارة عن نموذج فريد في فن العمارة، بنيت فوق معبد فينقي قديم كان مكرساً لتكريم الاله «ملكارت». والقلعة نموذج للفن المعماري في القرون الوسطى ولا سيما العمارة الصليبية والاسلامية (بعدما اضافت الفتوحات الاسلامية جوانب عمرانية على القلعة).
وكانت القلعة البحرية التي تحيط بها المياه من جوانبها كافة، تتألف في الاصل من مجموعة من الابراج المحصنة والمتصلة ببعضها عبر ممرات ومسارب ثم ما لبثت ان توسعت واضيفت اليها بعض الجدران والدعائم.
وتتألف القلعة من برج شرقي صليبي وبرج غربي اسلامي بني في عهد المماليك وفيها مسجد صغير بناه السلطان الاشرف خليل وجدده الامير فخر الدين المعني الثاني الكبير. وللقلعة صالة كبيرة تطل على البحر، كما توجد بداخلها كنيسة ينسب بناؤها الى فرسان الهيكل.
وكانت قلعة صيدا البحرية متصلة بالبر، ب«جسر عبور» مؤلف من قسمين منفصلين ومع ادخال اضافات عليها اصبحت تتصل بالبر عبر جسر حجري يرتكز على قواعد على شكل تسع قناطر وينتهي المآل بها الى جسر خشبي كان يحرق خلال الحصار والغزوات لعزل من بداخلها وعدم تمكن الفارين من دخولها.
اما البرج الاساسي للقلعة فيبلغ طوله 27 متراً وعرضه 21 متراً، مشاد بحجارة صلبة ومتراصفة ومزخرفة، فيما الكتلة الصخرية التي يرتكز عليها باب القلعة والبرج تبعد 25 متراً عن داخل القلعة.
والقلعة تعرضت لحملات تدمير متعددة كان ابرزها الدمار الذي لحق بها عام 1840 على ايدي الاسطول البريطاني خلال حربه على ابراهيم باشا المصري، فأعيد ترميمها، كما تعرضت لاضرار عنيفة عام 1937 بفعل الانواءات والعواصف العاتية، التي حصلت يومها وقد اطاحت هذه العواصف بالجسر الذي يصل القلعة بالبر وأعيد وصله من جديد.
وتجدر الاشارة الى ان الصليبيين قد نزحوا عن القلعة عام 1291 بعد سقوط عكا وعلى الرغم من اهمية قلعة صيدا البحرية التاريخية وموقعها في البحر الا ان تحويلها الى مرفق سياحي هام والاستفادة من الموقع الذي يسحر العين ويأسر النظر وبالتالي اقامة مهرجانات داخلها ونشاطات تستقطب حركة سياحية مقيمة ووافدة لم يتم باستثناء المهرجانات التي اقيمت في الستينات، اذ استضافت حجارتها وجنباتها حفلات لمطربين لبنانيين وعرب كبار. كذلك نظمت فيها المعارض فيما يقتصر نشاط القلعة اليوم على حركة للزائرين تنشط خلال مواسم الاصطياف.
قلعة تبنين :
اعتنى الأقدمون ببناء القلعة في موقعها الحالي. ويقال انها فينيقية ومن ثم جدّد بناءها الرومان. ويذكر الدكتور فيليب حتّي انها من حزائيل بن بنجدد، ولا يشك الاستاذ حسين نعيم انها تعرضت للهدم تكراراً على يد ملوك الاشوريين والكلدانيين وهم في طريقهم الى صور، ثم يذكر انه اعيد ترميمها في العصر اليوناني الروماني ووضعت فيها حامية عسكرية لحماية القوافل المتجهة الى المدن التجارية إستناداً الى مقالة تبنين في دائرة المعارف الاسلامية. وقد أرّخ لهذه القلعة المؤرخ وليم الصّوري الذي عاصر الحروب الصليبية وشهدها وسجّل وقائعها بنفسه. وذكر ان قلعة تبنين قد شيّدها (هوغ ري سان أومير) الحاكم الصليبيلمدينة طبريا في فلسطين عام 1107م. وورد ايضاً في بعض كتب التاريخ انها بنيت عام 1104م ولعله بدأ في بنائها عام 1104م وانتهى عام 1107م. وكان الصليبيون قد احتلوا صيدا وبيروت وبقيت صور صامدة وكان هذا الحاكم مصمماً على انتزاع صور. فتقدم الى جبل عامل فجدد أو بنى القلعة لتكون موقعاً عسكرياً يعتمد عليه في شن هجماته الى صور للاستيلاء عليها فاختار المكان لعلوه وإشرافه وموقعه الحربي.
القلعة مستديرة الشكل ويبلغ قطرها 180م ومساحتها التقريبية 25500 متر مربع وعدد أبراجها عشرة، والظاهر انها من أوسع القلاع اللبنانية مساحة. أوسع ابراجها هو البرج الغربي المطل على وادي السلطانية والمعروف باسم برج ابي حمد. يقابلها من الناحية الجنوبية الغربية ربض (مسكن) يبعد عنها قرابة المئتي متر، مساحته لا تزيد عن الستمائة متر، له أربعة أبراج يعرف بالحصن، بني للمراقبة على تلة صغيرة يوازي علوها علو القلعة، ويقال ان بينه وبين القلعة نفقاً ولكن ليس لدينا ما يثبت ذلك.
والقلعة منيعة من الناحية الغربية ويستحيل على القادم ولوجها من هذه الناحية والمعروف انها محاطة بخندق من بقية الجهات الثلاث إذ إن الاراضي المحيطة بها تسمى الخندق. فنسمع تسمية هذه الاراضي بتين الخندق يعني كروم التين وكروم العنب ولعل هذا الخندق قد ردم على طول الزمن، وقد حفر أهالي البلدة في الاراضي المحيطة بها من الناحية الجنوبية وعثر على أحجار صخرية ضخمة أغلبها مستطيل يفوق طول الحجر المتر وعرضه وعلوه قرابة ستين سنتمتراً، بشكل صندوق يستحيل إزاحته الا بالعتلة وجمع من العمال الاقوياء او الآلات الحديثة والمرجح انه بيزنطي. أما الدخول الى القلعة فمن الناحية الجنوبية، تصعد على درج مرصوف بالاحجار الصخرية الملساء يبلغ علو الدرجة عشرة سنتمترات وعرضها يتراوح من أربعة الى ستة أمتار حسب اتساع الطريق ومع الزمن أصبح مبرياً وصار يصلح لمرور السيارات، وقبل ان تصل الى المدخل يلفت النظر حجر صخري بشكل مقعد يبلغ طوله المتر، له متكأ ويعرف بسرير البدوية وهناك بعض الاحاديث الخرافية عنه لا مجال لذكرها، يلي هذا الحجر بناء بشكل قنطرة تحت الحائط القريب من برج المدخل يقال انه المدخل السري للقلعة حسب ، وكنا نسمع من أهالي البلدة أن باب القلعة نقله أحمد باشا الجزار عندما احتل القلعة الى عكا بعد استشهاد سيدها ناصيف النصار رحمه الله على يديه ووضع الباب لمدخل قلعة عكا. واخيرا قامت القوات النروجية العاملة في قوات الطوارىء بصنع باب للمدخل ابتكر تصميمه ليتلاءم مع البناء وركّز الباب حسب ما تصوّر المصمم ان سابقه كان مركباً.
ولا بد ان نذكر ان القلعة اقيمت على أنقاض قلعة قديمة في العهد الصليبي، إما فينيقية وإما رومانية، لأنه من الصعب جداً ان ينهض بناء على مساحة 25500 متر مربع في فترة زمنية قصيرة تقل عن ثلاث سنوات او تزيد نظراً لمستلزمات البناء الضخمة والتي يحتاجها هذا البناء من مواد وفنيين وعمال سيما ان ذلك قبل تسعة قرون والادوات جميعها بدائية للغاية
يتبع