القاهرة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bdr742
16-11-2022 - 01:51 am
  1. رميت بجسدي في الكرسي الأمامي في سيارة كعلبة صلصه .

  2. فضحك بهستيريه عجيبه . ماتخدش فبالك ددي علامة الكرم ..

  3. اتفضل ياباشا !

  4. نفحته العشرة جنيهات وكأنني أشتري سلامتي بها.

  5. فتوقفت أنظر اليه

  6. ثم أشارة بيدها الى سياره نصف نقل كانت تقف بجوارنا …


أنه الصباح الثاني في عيد الأضحى المبارك وميدان لبنان الشهير يبدو خاليا من الحياه الا من سيارات تمر بسرعة وكأننا تتشفى من ذلك الميدان الذي عادة مايكون مزدحما .ولسعات من برد خفيف تلفح وجهي فأحس بنشوة الفرح( فالنهارده عيد ) .
رفعت يدي ملوحا لتاكسي وما أكثرها في تلك المنطقه فيصفها المصريون أنها كالرز في المهندسين

رميت بجسدي في الكرسي الأمامي في سيارة كعلبة صلصه .

  • كل سنة وحضرتك طيب ياباشا! قالها سائق التاكسي بلذة نشوان فلم أستغربها فقد عودنا سائقي التاكسي على أكثر من ذلك .
  • كل سنة وأنت طيب . موقف عبود لوسمحت .
  • فين العزم ان شاء الله ؟
  • فاقوس .
  • ياه الشرقاويه أقدع ناس . لعلمك… دول حبايبي كلهم شرقاويه .
  • قصدك عزموا القطر .

فضحك بهستيريه عجيبه . ماتخدش فبالك ددي علامة الكرم ..

فأسترسل في الحديث وكان يتحدث بصوت عالي وكأنه يحدث من في الأدوار العليا وبدون توقف أصبح يتحدث في مواضيع شتى وبتقاطع عجيب
  • لو سمحت يأسطه .. الم تلاحظ أنك تسير بسرعة عاليه ؟
  • الأعمار بيدالله ياباشا .. هو في حد بيموت قبل يومه
  • بس يابني ( تعمدت في هذه الكلمة التورع ) ربنا بيقول ((ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكه))
  • صدق الله العظيم .

وأنطلق كأن لم يسمع شئ , واصبح يسير بسرعه عالية ويمر بين السيارات بطريقة عجيبه ,
نظرت الى وجهه فاذا بعينين حمراوين وشفتين متهدله ولعاب تصعب السيطره عليه فأيقنت انني وقعت في ورطة . فألتصقت بالكرسي وأصبحت في عربة تتأرجح وسائق يضحك ويتحدث في كل شي , فقلت في نفسي عله قضى ليله اول ايام العيد منتشيا , توقفت امامه سياره فضغط على فرامل التاكسي بشده حتى التصق وجهي بالزجاج الامامي .
  • أذكر الله ياسطه !!
  • ماتخفشي ياباشا ! كله بأمرالله …… أنت تقول ياساتر ومش حيطولك حاجه …
  • يابني (تورع آخر) ياتسوق ياتفتي ؟

فكأنني ضغطت على زر الضحك لديه !! فأنفجر ضاحكا
دقائق بسيطه فإذا أنا أمام موقف عبود
  • يكفي هنا يأسطه !
  • أبدا والله لاممكن , لازم أوصلك لحد العربيه
  • يكفي يابني !

دخل بسيارته حتى أوقفني أمام كشك التذاكر

اتفضل ياباشا !

نفحته العشرة جنيهات وكأنني أشتري سلامتي بها.

أنطلق بنا اتوبيس شرق الدلتا مغادرا محطة عبود وسالكا الطريق الزراعيه المتوجهه الى الزقازيق (عاصمة محافظة الشرقيه) , عرج بنا الاتوبيس عبر طرق تخترق الاراضي الزراعية الجميله في ساعات مبكره من شهر ديسمبر لاتزال بقايا (شبّورتها) تربض على مساحاتها الخضراء في مناطق تعتبر من اجمل المناطق في الوطن العربي , فقلت في نفسي ليت السياح الخليجيين لايكتفوا بالقاهره وزحامها وضوضائها وسحابتها السوداء , فهنا الارض جميله وأهلها أجمل منها خلقا وفضلا وكرما .
أخترقت بنا الحافله مدينة الزقازيق وهي أكبر مدن المحافظه وأجملها وفيها جامعة الزقازيق الشهيره , وهناك أفضل أطباء علاجات الكبد في مصر ,
أبناء هذه المحافظه مشهورين بالكرم , واذا أردت مداعبة أحدهم فقل : أنتم اللي عزمتم القطر(القطار) ؟
وهذه من باب الدعابه , وحقيقتها أنه في أحد المرات التي يمر فيها القطار تعطل قرب إحدى البلدات في وقت المغرب وفي شهر رمضان فنزل الركاب ولم يكن بعضهم يحمل افطار أو يتوقع أن يقع في هذا . فخرج أبناء القريه بكل مايجدوا في بيوتهم من أكل لافطار الركاب , فأفطر الركاب من كرم أبناء الشرقيه وغدت قولا يقال (اللي عزموا القطر)
تجاوزت حافلتنا مدينة الزقازيق الى مدينة أصغر منها وتعتبر الثانيه من حيث المساحة والسكان وهي مدينة فاقوس
قبل وصولنا الى فاقوس بعشرة كيلو مترات طلبت من سائقه التوقف عند كوبري (البروم) .
ترجلت ورجل آخر كان بجانبي أحمل شنطته ويحمل هم ايصالي الى مبتغاي كل منا بطيب خاطر
كوبري البروم هذا يعتبر محطة ينزل بها الرغبون في تغيير خط السير الى القرى الواقعة على طريق يضم على جنباته عدد من القرى أو يخدمها منها : الرفاعيين , النوافعه , كفر راشد , الطرايبه وغيرها
في صدفة رائعه صاحب نزولنا في المحطة وجود زخات من المطر جاءت لتكمل سلسلة أمطار ذلك اليوم في هذه القرى
في ناصية الطريق وجدت فتاة وطفل صغير قد إنكمشا من البرد والمطر ويتقيانها بشجرة صغيره , وما ان إقتربت حتى انحنيا على بعض يهمسان لبعضهماوينظران الي .
فأنطلق الطفل جريا صوبي والفتاه تمشي على استحياء , فناداني الطفل : أستاذ..أستاذ

فتوقفت أنظر اليه

  • أنت استاذ بدر ؟
  • نعم . ومن انت ؟ .. هل تعرفني ؟
  • أنا علي ابن الاستاذ سيد . وهذه خالتي نجوى بنت الحاج السيد ,

رفعت بصري الي الفتاه وقد أحمرت وجنتاها من الخجل والبرد وقد عهدتها محمرة الوجنتين في صغرها.فأجتمعت حمرة وجنتيها مع بياض بشره يشتهر بها ابناء تلك المنطقه , فختم هذا الجمال بحياء جم هو تاج جمال أي فتاه فمتى ماوجد الحياء تزدان الفتاه جمالا
  • مرحبا ياستاذ بدر شرفتنا …. بقالنا زمان ماشفناك …
  • ازيك يانجوى ؟ اخر مره شفتك كان عمرك خمس سنين
  • ايوه يابيه من اتنعشرسنه..

ثم أشارة بيدها الى سياره نصف نقل كانت تقف بجوارنا …

  • يالله بينا نركب .
  • نركب هذه ؟ مافيه سيارات غيرها ؟
  • لو فاتتنا يابيه سننتظر في المطر

قفزت الى صندوق السياره وكذلك هي والطفل علي . فجلسنا على حافة صندوق السياره فانطلقت بنا ولازالت السماء تجود بخيرها بحبات مطر تحولت مع سرعة السياره الى مايشبه الطلقات في الوجه والعينين والهواء البارد يكاد ينخر عظامنا , فلا ادري أألتف في معطفي أم أحفظ توازني على حافة هذا الوحش المنطلق على طريق لاتعرف الاستواء , فجمدت يدي وهي تقبض حافة صندوق السياره ووجهي يقطر ماءا . والطفل الصغير قابع على ارض السياره مسندا ظهره الى كبينتهارافعا أعلى معطفع ليغطي به رأسه .
أما تلك المسكينه فقد جلست على الحافه واضعة مرفقيها على ركبتيها وقد جمعت قبضتيها تحت ذقنها وكأنها تجلس في صالون بيتها ترقب تلفازا فصرخت بها :
  • تمسكي بيديك حتى لاتقعي ؟

فنظرت من تحت جفنيها وقالت وبصوت خجل :
  • إحنا كل يوم كده . وصرنا متعودين .

تعرجت بنا السياره في طرق ملتويه ونسيت كل ماحولي ناهيك على أن اتمتع به فلم تعد تستهويني الزراعات ولا أعد أفكر في جمال طبيعه , فقلت لنفسي :
أولها سائق التاكسي وتصرفاته المشبوهه وآخرتها نص نقل في طرق زراعية ملتويه وملابسي تقطر من المطر , فلا أدري حال الفلاحين كيف سيستقبلون ضيفا مبلولا..
قطعت طرقات الفتاة لسطح السياره حالة السرحان التي اصبت بها , فعلمت أنها جرس طلب التوقف وتذكرت ذلك الحبل في باصات سان فرانسيسكو يسحبه الراكب ليتوقف السائق.
ترجلنا من السياره وأنا في حالة من عدم الاتزان نتيجة الطريق والاهتزازات , فأشارة الفتاة بيدها الى طريق بين بيوت طينيه لنسلكه وكانت تمشي على استحياء حتى تكاد أن تلتصق بجدران المنازل وتدفع الصبي أمامنا , تعرجت بنا الطرق الى أن اشارت الى بيت مرتفع عن الارض وتربطه بها درجات خمس تقف على أعلاها سيده عرفت أنها أمها فلم تتغير كثيرا من آخر مرة شفتها
  • يامرحبا .. يامرحبا ياأستاذ … دالبلد نورت يابيه ..
  • منوره بصحابها ياحجه .

بدأت الحاجه وأهل البيت جميعا في سلسلة طويله من عبارات الترحيب فلم أعهد حسن استقبال أفضل من ذلك ولم يقع في قلبي أفضل مما سمعت لأنه نبع من قلب صادق يتم عن طيب معشر وحب للناس ليس لأني من السعوديه إنما لأني ضيف .
دخلت الفتاه زميلتي في رحلة النص نقل تحمل بيدها صينية مذهبة بها كأس من عصير المانجو اللذيذ الذي اعد منزليا .
ماأن فرغت من ذاك العصير حتى تحركن نسوة البيت فجاءت الحاجه تحمل( الطبليه) ثم توالت أطباق الطعام الريفي الجميل( لحمة العيد وقد أعدت بطريقة جميله , بطه , جوز حمام محشي , طاجن خضار ,رز, سلطه ) جميع المكونات السابقه محلية الانتاج ولم تمر بمراحل التجميد والمواد الحافظه .
فأكلت كما لم آكل من قبل , والجميع هذا يقطع الطعام لي وهذا يحضر لي شيئا وهذا يسكب لي من مشروب غازي أحضروه , وفوق هذا كله تفرغت الحاجه للحلف فقط ( علشان خاطر الحاج , وغلاوتنا عندك , ورحمة ميتينك , ان شاء الله تعدمنا لوماكلتش دي ) ولأول مرة أعاني مايعاني البط في مرحلة (التزغيط) , إنتهى مشروع التسمين هذا بشاي كشري علشان نحبس به ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, نحبس ماذا بماذا ؟ لا أدري
رأيت في رحلتي هذه بساطة الناس , وكرم الناس ذاك الكرم النابع من قلوب ملؤها الحب فالكريم الذي يعطي من قليل وليس الكريم الذي يعطي من كثير ,
خرجنا بعدها في رحلة مع بعض رجال القرية مشينا خلالها في طرقات القريه فما وجدنا رجلا أو سيدة أومجموعات أو أفراد الا وعزمونا ,,,
هناك عادة جميله عندهم إذا جاء لأحدهم ضيف وسار في القريه لا يتركان وحدهما فيلتحق بهم السائرون في الطرقات والجالسون كنوع من المجامله (والعزوه) فكلما ألتحق مجموعه إنسحب الاخرون , توالت العزائم فمن بيت في بيت الى أن أصبحنا بعد صلاة العشاء , فحان موعد رحيلي .
وعانيت الامرين لاقناعهم بضروفي التي تجبرني على الرحيل , فما أدري لماذا الاصرار على أن أقضي الاسبوع كاملا لديهم .
أمنوا لي نصف نقل آخر ليقلني لفاقوس , ركبت هذه المره ولكن في الكرسي الأمامي بصحبة آخر وغادرنا لفاقوس وهناك رحلة أخرى


التعليقات (9)
الشايب العاشق
الشايب العاشق
تحية طيبة :
نعم كلامك في محله اهل الريف في مصر اهل كرم ، و اصحاب قلوب صافيه ، واشكرك على هذا التقرير ، و على فكرة اسلوبك بالتقرير روعة .
تحياتي ،،،

bdr742
bdr742
شكرا صديقنا الشايب
وللتأكيد
رأيت في رحلتي هذه بساطة الناس , وكرم الناس ذاك الكرم النابع من قلوب ملؤها الحب فالكريم الذي يعطي من قليل وليس الكريم الذي يعطي من كثير ,

Abo Bashar
Abo Bashar
bdr742
مسافر فعالرائع ٌ ما خطته أناملك أخي بدر
وكأنني اقرأ رواية ً من روايات غابرييل غارسيا !!
وصف ٌ رائع لكل الطرقات والأزقة خلال رحلتك
واجواء الإستقبال ،،، حتى الطعام أبدعت في سرد تفاصيله
بالفعل أن الأرياف مظلومة ولا يلقي لها البعض إهتماما ً
كل الشكر لك أخي بدر

bdr742
bdr742
شكرا ابو بشار
أحاول ان أكون كاتب (( أدب رحلات))

رسامة مصرية
رسامة مصرية
بجد أستمتعت جداً بكلامك وفكرتنى بالشرقية بلد والدتى وأهل والدتى فهما من منيا القمح لو سمعت عنها
وفعلاً الذهاب لهناك هو يوم يكون فى غاية الجمال والصفاء
وحينما نذهب يجىء أكثر من نص البلد حينما يعرفون بوصولنا وكلها 5 دقاق ويعرف الجميع بوجودنا ولا أعرف من أين لهم هذة السرعة فى تناقل أخبار أى ضيف جديد يصل إليهم
فكرتنى بالبط والحمام والفطير المشلتت والمحاشى وخصوصاً محشى الباذنجان الأسود وهم مشهورون بة جداً
وما أجمل الذهاب إلى الأرض المزروعة وقطف بعض المحصولات الزراعية بنفسى والتى تمتلىء السيارة عن أخرها بهذة المزروعات
وتقرير رائع أخى القدير بأسلوب عفوى وبسيط وجميل جداً

star_vip
star_vip
بدون مجاملة أسلوب حضرتك رائع جدا

abukareem
abukareem
تسلم الأيادي صورة فنية رائعة عشت فيها معك في رحلتك و زي ما قلت الأكل هناك حاجة تانية لة نكهة خاصة يعني لسة بخيرة
شكرآ لك امتعتنا برحلتك
دمت بود

علوان باشا$
علوان باشا$
مساء الفل
كل الشكر للمبدع بدر
سلمت الانامل
لاول مرة اقرأ تقرير
ولا احتاج لصور في التقرير
تسلسل رائع
احسنت

MIZEEL
MIZEEL
الحمد لله على السلامه اولا
وثانيا اسلوب رائع رائع جدا ويعطيك الف عافيه


خصم يصل إلى 25%