- ابن خليفة أول (نجدي) يصل إلى أمريكا قبل 100عام!
- الباحث إبراهيم بن عثمان
ابن خليفة أول (نجدي) يصل إلى أمريكا قبل 100عام!
الباحث إبراهيم بن عثمان
اطلعت في كتاب البدايات الصحفية في المملكة العربية السعودية (المنطقة الوسطى) لسعادة الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي - وفقه الله - على سيرة مقتضبة لأول رجل نجدي رحل إلى أمريكا قبل ما يزيد على مائة عام.
ولأهمية هذه الرحلة من الناحية التاريخية على وجه الخصوص أذكر هنا ما ورد ذكره في المصدر المذكور مع شديد الاختصار والتصرف حيث يقول: هو عبدالله بن خليفة ولد في بلدته بريدة بالقصيم سنة 1297ه . وكان والده من تجار المواشي ويقوم بالمتاجرة بها مع بلاد مصر والشام والعراق ولهذا استقر بدمشق وتزوج بها واستوطنها ثم بعد مدة لحق به ابنه عبدالله المذكور واشتغل معه في تجارته وصار يتنقل بين تلك البلدان لغرض التجارة. ولما توفي والده سنة 1317ه استمر في عمله بسوريا ثم قدم للحج في سنة 1319ه حيث التقى بوالدته التي قدمت - هي الأخرى - من بريدة لأداء الحج مع قافلة من أهل القصيم ولما انقضت مناسك الحج عاد إلى سوريا واشترك مع رجل من أهل القصيم في شراء بعض الابل وسافرا بها عن طريق فلسطين لبيعها في مصر إلاّ أنها منيا بخسارة كبيرة فاتصل بن خليفة بصديق له من أهل القصيم اسمه حمود المطلق يسكن في المطرية بمصر فذهب إليه مع شريكه حيث قرر بعد التشاور بينهما فض الشركة والذهاب إلى أي مكان اخر لطلب الرزق وسداد ما عليه من الديون.
ثم ذهب بن خليفة إلى الاسكندرية للبحث عن عمل فيها حيث التقى بمجموعة من اللبنانين القادمين من أمريكا وهم في حالة مالية جيدة وعرف أحدهم فأشار عليه بالسفر إلى أمريكا وأخبره ان هناك جاليات عربية تساعد العرب القادمين إليها. فعزم على السفر وكتب خطايا لصديقه حمود المطلق ليخبره بذلك وسافر في رحلة بحرية وذلك سنة 1320ه حتى وصل (سان تطو تكساس) بأمريكا ووجد من يوصله إلى مساكن العرب الذين أوصلوه وعرفوه على أمريكي صاحب متجر كبير للأقمشة فأخذ يتعامل معه في البيع والشراء وبشكل بسيط ثم ازدادات الثقة بينهما ولم يمض ما يزيد على السنة حتى جمع بن خليفة مبلغها من المال وأرسله إلى صديقه حمود في مصر ليسدد بعض الدين ثم قام بزيارة إلى نيويورك واطلع - لأول مرة - على شوارعها وعمراتها وناطحات السحاب فيها وما وصلت إليه من تقدم حضاري. ومع مرور الوقت اتسع مصدر رزقه واستطاع سداد دينه بعد مضي سنتين من إقامته وعمله هناك كما أنه أرسل أيضاً هدية لوالدته في بريدة. ويمكن ان يعتبر هذا الاتصال الذي تم بينه وبين والدته في عام 1323ه أول اتصال بين نجد وتلك البلاد. وهكذا مكث بن خليفة في أمريكا ما يقارب عشر سنين حتى عام 1329ه حيث قرر العودة نهائياً في تلك السنة مروراً بمصر ثم ينبع ومنها إلى المدينة المنورة ومن المدينة وصل إلى بريدة والتقى بوالدته بعد سنين طويلة. وبعد ثلاثة أشهر من وصوله سافر إلى الكويت ومنها إلى الهند الذي جلب منها أنواعاً من البضائع وقدم بها إلى بريدة سنة 1330ه واستقر بها وأخذ يعمل بالتجارة حتى وفاته في مدينة الرياض التي قدم إليها بعد مرضه من أجل العلاج حيث دفن بها سنة 1372ه رحمه الله .
وهنا أقول إن بن خليفة لكونه أول نجدي يقوم برحلة إلى أمريكا في سنة 1320ه فإن لهذه الأسبقية والأولوية التاريخية - التي لا أعلم حتى الآن ما ينقضها - أحقية في القيام بالمزيد من البحث والتدوين والتوثيق لسيرة ذلك الرجل ورحلته المذكورة. ومن هنا فإني اقترح وأتمنى من دارة الملك عبدالعزيز صاحبة السبق والجهود التي تذكر لها دائماً فتشكر في سبيل المحافظة على تاريخ وتراث هذا البلد الكريم ورجالاته ان تقوم بدراسة مفصلة وموثقة عن هذه الرحلة وصاحبها واخراج تلك الدراسة في كتاب أجزم ابتدأ لما للدارة من قدرات وإمكانيات ان ذلك سيكون إضافة مهمة في تاريخ وتراث هذا البلد الكريم.
http://www.alriyadh.com/2006/11/30/article205302.html
الله يرحمه ويغفر له