الطائرالجريح
16-12-2022 - 01:57 am
السلام عليكم أيها الأحباب الكرام
هذه قصيدة قديمة عثرت عليها في بعض محفوظاتي الحاسوبية , رأيت من المناسب
جدا أن تكون بين أيديكم هذه الليلة الجميلة , آملا أن تحوز على رضاكم , و تنال
استحسانكم أيها الأحباب , و قد اسميتها : قسمات و ملامح ..
قسمات و ملامح
نداماي في اندو أتيت الى الدنيا ... فرقوا لمن جاءكم بالهوى سعيا
ففي قلب مشتاق إليها و نفسه ... تعابير مشتاق نأى في الجفا نأيا
تذكرت أيام الهوى حين أفسحت ... لشاعرها قسما من القلب كي يحيا
فهب إليها و ارتمى في ربوعها ... رمى لها القلب مما ذاقه رميا
فأشعلت نارا في فؤادي و لم أجد ... سوى العشق معنى يستلذ به الرؤيا
أتوق لحرث الأرض في أجمل الدنا ... رحيلا و قد زانت لمن زارها وشيا
ففيها أرى الجنات و الأنهر التي ... تسيل ببطحاء و فيها أرى الظبيا
و فيها أرى الأطيار و الدوح يلتقي ... بماء السما حالما قد هفى ريا
يجئ إليها سائح رام راحة ... فيلقى بساط الحسن و الغيث و الفيا
و فيها ربيع الحسن يختال ضاحكا ... و من حسنه بث الأحاديث ما استحيا
و فيها نسيم الليل قد رق و انتهى ... إلى النفس يحييها بحب كمن أحيا
و يهفو فؤادي كي يلاقي ربوعها ... و أرنو لزرع الليل في عاطر اللقيا
فلم أك من ينسى هواها و إنها ... سبت من رآها في ملاحتها سبيا
و قلبي هو المأسور في جنة الربى ... و آسرتي أغضت و لم تستطع نفيا
لشاعرها و العاشق الهائم الذي ... يظل بحيرته غاف و في حضنها يحيا
و لم تك كالمغدور في قلب عاشق ... و ما كنت في قلب فاتنتي نسيا
تظل تنادي القلب إن غبت هاجرا ... و لو أرسلت وحيا أجبت لها الوحيا
و قد أمرت بالوصل أمرا و قد نهت .. عن الهجر فاستعذبت في نهيها النهيا
و إني أعاني لوم أهل كمن مشى ... إلى ما يعيب النفس في سفر مشيا
تراه و قد حار المقال و لم يزد ... على القول إلا أنني أقتفي الهديا
و إني لشخص حين تعلوه مسحة ... من الحزن يفنيها و قد تاق للقيا
يحب ارتحالا للتي اشتاق مسرعا ... يجيب نداء الشوق من فوره هيا
و يلقى عتاب الصحب والزوج منصتا ... و لم يقبل التوجيه أمرا و لا نهيا
و لم يقبل البعد هجرا حين لامه ... صديق و لم يقدر فراقا و لا نأيا
و ليت الذي قد لامني حين لامها ... رآها و لم يلو أبيات الهوى ليا
فأشبعها ذما و قدحا يميتها ... و جاء لعشاق الربى يكتب النعيا
يلوم و هل يدري بمن في غرامها ... طوى نحوها الآفاق من عشقها طيا ؟
و يرمي بسوء القول ناسا و قد أتى ... بما قاله في ذم زوارها غيا
تراه و قد أشجته أخرى معارضا ... سواها و هل ما صاغه هنا أعيا ؟
ألا أيها القاسي ترفق بغادة ... إذا أنت لم تقدر و لم تستطع ثنيا
فما هكذا يلقى الكلام على الملا ... و ما كان صنع البعض أو قولهم وعيا
و ما كل رحال إليها بفاسق ... أراد انقلابا يهلك النفس أو بغيا
فنفسي ترى الآفاق دوما وضيئة ... و سحر المغاني عانق الروح بالسقيا
و قلبي يعيش الحلم في كل رحلة ... يظل بلا تعب يغرد في الدنيا
الطائرالجريح
أحمد المتوكل بن علي النعمي
جازان - حرجة ضمد
2007
بمشاركتك هذه القصيده الجميله والرائعه
ونشكر حاسوبك الشخصى الذى احتفظ بها هذه الفتره
ونترقب ان نرى ما يخفيه من كنوز وجواهر فى القريب العاجل
قصيده جميله احتوت فى طياتها وصفا رائعا لهاذا البلد الرائع
ورساله قويه لمنتقديها ومعيبيها اوصلتها باجمل صوره
شكرا مره اخرى ياشاعر الارخبيل
ونلقاك فى ابداع وملحمه جديده ان شاء الله