بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أن ندخل الى صلب الموضوع دعونا ننقل لكم هذا التمهيد في البداية لكي تتضح الصورة من جميع جوانبها..
يعتبر لبنان جنة للمدخنين حيث يمكنهم العمل وتناول العشاء وتصفيف الشعر وهم يمارسون "هوايتهم" المفضلة من دون اي قيود او شعور بالذنب.
وتواجه المجموعات المناهضة للتدخين في هذا البلد صعوبات في إسماع صوتها حيث ان الحكومة لا تهتم كثيرا بهذه المسألة.
ويعتبر سعر السيجار الكوبي في الاسواق اللبنانية من الادنى في العالم كما ان سعر علبة السجائر لا يتجاوز الدولار الواحد، ويكاد القارىء لايرى ما عليها من تحذيرات من مضار التدخين والمكتوبة بخط صغير جدا.
ويقول رئيس قسم علم الامراض في الجامعة الاميركية الدكتور غازي زعتري "ما ان يصل المرء الى لبنان فانه يبدأ في المعاناة من ضيق النفس".
ويضيف "بالنسبة للتدخين يعتبر لبنان كارثة صحية". ويعطي جورج سعادة طبيب الامراض القلبية ومدير البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في وزارة الصحة اللبنانية صورة مماثلة.
ويقول بأسف "الحكومة اللبنانية لا تقوم بشيء على صعيد مكافحة التدخين" معتبرا ان الوضع السياسي المضطرب مسؤول جزئيا عن التساهل في هذا الموضوع.
بعد هذه المقدمة المقتضبة يتضح لنا مدى انتشار التدخين وتغلل نفوذ التبغ في المجتمع اللبناني بشكل عام، والمقيم او الزائر لذلك البلد سيلاحظ بلاشك انتشار التدخين والأرجيلة ( الشيشه ) في جميع المناطق بدون استثناء حتى في بعض الأماكن المغلقة، وتجد الصغير ربما قبل الكبير يقوم بتدخينها و الفتيات قبل الشباب.
نأتي الآن الى صلب الموضوع من خلال هذا الخبر الذي ورد هذا الأسبوع في جريدة المستقبل اللبنانية وهذا نصه :
عقد مجلس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان اجتماعه الدوري برئاسة بيار الاشقر، تم خلاله عرض اوضاع المؤسسات الفندقية الراهنة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
واثر الاجتماع ادلى الاشقر بتصريح قال فيه "ان الظروف التي تمر بها البلاد من عدم استقرار سياسي، وحكومة تصريف اعمال لا تجتمع منذ اشهر، وتعثر عملية تأليف الحكومة الجديدة، فضلا عن تحذير بعض الدول لرعاياها من التوجه الى لبنان انعكست سلبا على القطاع السياحي برمته، مما ادى الى تراجع كبير في الاشغال الفندقي وفي مداخيل المؤسسات الفندقية اكثر من 50 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، علما ان المصاريف والاسعار زادت كثيرا".
وإذ اشار الى "ان النقابة تلقت معلومات عن ان بعض النواب يعملون على اعداد اقتراح لمنع "النرجيلة" في المطاعم اللبنانية والمقاهي"، قال "اننا نستعجب ونستغرب طرح هكذا موضوع دون رأي اصحاب الشأن في قرار مثل هذا خصوصا ان هناك استثمارات كبيرة متخصصة "بالنرجيلة" لدى العديد من المطاعم والمقاهي والتي توظف آلاف العاملين من اللبنانيين". واضاف "اننا نتفهم ان صحة الناس هي ضرورة اساسية ولكن اقتراح كهذا يحب ان يدرس بعناية كي لا يترك انعكاسات خطيرة على القطاع ويتخذ بصورة تدريجية".
واعتبر الاشقر "ان طرح هذا الموضوع جاء وسط اجواء سياسية ضاغطة وفي ظل حكومة مستقيلة ووضع اقتصادي سيئ"، معلنا الرفض القاطع والكلي لتطبيق مثل هذا القرار لان من شأن ذلك ان يحمل اصحاب المؤسسات اعباء مالية كبيرة.
بعد سماعك لمثل هذا الخبر ماهو موقفك او رأيك أخي السائح؟؟ هل أنت مع هذا القرار؟؟ وهل ستُغلب مصالحك ورغباتك الشخصية على المصلحة العامة أم ان الرغبة في استنشاق التبغ لديك هي مقدمة على الصحة العامه للأخرين؟؟ هل ترى أن المطاعم والمقاهي بالفعل ستتأثر لو صدر هذا القرار أم لا؟؟ وهل الإستثمار في الاجيلة أهم كما يرى رئيس النقابه ام الاستثمار في صحة الناس؟؟ وفي النهاية هل أنت مؤيد له أم معارض بغض النظر عن كونك مدخن أم لا؟؟
في الأنتظار لسماع وجهات النظر
تحياتي