- قرى نائمة تحت رداء الثلج.."رومانيا" جولة محبى التزلج على الجليد
قرى نائمة تحت رداء الثلج.."رومانيا" جولة محبى التزلج على الجليد
تأتى الثلوج التى تتساقط فى بداية فصل الشتاء بالبهجة إلى قلوب محبي التزلج على الثلج وغيرهم من هواة السياحة الشتوية الذين لم يترددوا من أن يركبوا في القطارات مهما كانت مزدحمة في مثل هذه الفترة للسفر إلى المنتجعات الجبلية الموجودة على مقربة من مدنهم، وتجدر الإشارة إلى أن عدد المنتجعات المناسبة لممارسة التزلج وصل إلى أربعين وهي منتشرة في جميع المناطق الجبلية.
أما سكان العاصمة بوخارست وغيرها من المدن الواقعة في جنوب أو وسط رومانيا فيتوجهون إلى المراكز السياحية الواقعة في وادي نهر براهوفا وهو من أبرز مناطق رومانيا السياحية وكذلك إلى منتجع بويانا براشوف الأنيق حيث يمكن الوصول إلى كلاهما بسهولة بالقطار أو السيارة إن لم تكن حركة المرور في الطرق متعثرة بسبب الثلج والجليد.
قبل أن ننطلق إلى جهة اتجاهنا هذا اليوم علينا أن نوضح لكم أن الشتاء أصبح موسماً سياحياً في رومانيا في العقود الأولى للقرن العشرين بعد أن كانت حتى ذلك الحين موسماً هادئاً قليل الحيوية.
وكانت للمنتجعات الواقعة في وادي نهر براهوفا و خاصة مدينة سينايا السياحية الفضل الكبير في نشر التزلج على الثلج بين محبي الرياضة.
تعد رحلة بالقطار من بوخارست إلى المنتجعات الجبلية الواقعة وادي نهر براهوفا تجربة ممتعة جداً في موسم الشتاء بفضل سحر المناظر الطبيعية التي تترامى أمام عيون المسافرين، فإن القرى التي نمر عليها تبدو وكأنها نائمة تحت رداء الثلج ولكن فور دخولنا المنطقة الجبلية يبهرنا منظر الوادي المتلبد بالثلج و قمم الجبال المشيبة وغابات الصنوبر الدائمة الخضر.
فالقطار يتعرج بين الصخور المجمدة متابعاً مجرى نهر براهوفا وسط مناظر رائعة لا تنسى، وبعد رحلة ممتعة نصل إلى أول مركز سياحي في وادني نهر براهوفا ألا وهو مدينة سينايا السياحية الواقعة عند سفوح كتلة بوشيج الجبلية المهيبة .
لن نتوقف في مدينة سينايا ذلك أننا زرناها مراراً بل نواصل رحلتنا في وادي نهر براهوفا حتى نصل إلى منتجع بوشتيني الصغير الذي لا يبعد عن مدينة سينايا إلى 15 كيلومتراً.
يقع المنتجع عند سفوح نفس الكتلة الجبلية - بوشيج للكاربات الجنوبية
يستقبلنا منتجع صغير خلاب تحيطه القمم الجبلية وتخيم عليه صورة الماضي.
أقيمت هذه المدينة الجبلية الصغيرة في مطلع القرن الثامن عشر، بعد بناء مصنع الورق في نهاية القرن الثامن عشر شهدت المدينة تطوراً اقتصادياً ملحوظاً.
وفي نفس الفترة أنشئ فيها أول تيليفيريك أو جهاز للتنقل على الكابلو وذلك بنقل قطع الخشب الضخمة إلى مصنع الورق.
ولكن فى هذه الأيام يوفر المنتجع ظروفاً جيدة للسياح والمتزلجين ظروفاً جيدة لممارسة ريضاتهم المفضلة إضافة إلى ظروف الإقامة في فنادق وفيلات، ولكن نقطة الجذب الرئيسية في منتجع بوشتين فهي رحلة بالتيليفيريك إلى فسحة جبال بوشيج لمشاهدة كتلتين جبليتين غريبين نقشتها الرياح الشديدة في الصخور وأطلق عليهما العجائز لتشابههما برؤوس نساء مغطاة بلفاح.