بن بطوطة
12-01-2022 - 12:55 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة والأخوات
اليوم نتحدث وننقل لكم
معلومات وصور وشواهد
عن مدينتنا الثانية في رحلتنا بين المدن
الإسلامية التي لا يزال تاريخها وحضارتها
شاهدان على علو كعبها في ذلك الزمان
قرطبة
خريطة توضح موقع قرطبة في أسبانيا حالياً
منظر عام لمدينة قرطبة
مدينة أندلسية تقع في الغرب الأسباني ، تتفرع سفوح جبالها من سلسلة جبال سيرا مورينا،
الممتدة شمالي المدينة. وتمتد قرطبة على الضفة اليمنى لنهر الوادي الكبير، الذي ينحني طفيفا
في مجراه نحو الغرب مؤلفا أهم طريق طبيعي في أسبانيا الجنوبية. وقرطبة مدينة إيبيرية قديمة
البناء، كان اسمها (إيبيري بحت) وترجم بالعربية إلى قرطبة .
نبذة تاريخية
تأسست قرطبة في العصر الروماني عام 152 ق.م على نهر الوادي الكبير. وذاعت شهرتها
منذ الصراع بين قرطاجنة وروما، عندما اصطحب هانييال معه نفرا من أهل قرطبة في حملته
على روما. وفي عام 206 ق.م استولى عليها القنصل الروماني لوثيو مارثيو، ثم اتخذها الرومان
منذ عام 169 ق.م عاصمة لأسبانيا السفلى. واتسع نطاقها في عهد الحاكم الروماني
ماركوس كلوديوس مرثيلو الذي زينها بالأبنية الرائعة والأسوار المنيعة التي اشتهرت بها
العمارة الحربية الرومانية. وهكذا دخلت قرطبة في سلك الإمبراطورية الرومانية وعمرت
وازدحمت بالأسر الرومانية النبيلة.
وفي عام 93ه / 711 م فتحت قرطبة أبوابها لجيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد.
أما تاريخ قرطبة الإسلامية فيبدأ منذ عهد السمح بن مالك الخولاني الذي ولي الأندلس
عام 100ه / 719 م، وهو الذي رفعها إلى مصاف الحواضر الكبرى. وكان السور الروماني
الذي يحيط بقرطبة قد تهدم في بعض أجزائه، وتفتحت العاصمة للداخلين إليها والخارجين منها،
فأعاد السمح بناء هذه الأجزاء المهدمة من اللبن، إذ أن المسلمين كانوا حديثي عهد الأندلس لا
يعرفون بعد مقاطع أحجارها.
وفي عام 139ه / 756 م بدأ نجم قرطبة بالصعود عندما أعلنها عبد الرحمن بن معاوية
المعروف بعبد الرحمن الداخل عاصمة له بعد أن سانده مسلمو الأندلس، ونادوا به حاكما
عليهم. وقد جعل عبد الرحمن قرطبة، مهدا للعلم والثقافة ومركزا للفنون والآداب في
أوروبا كلها، فقام بدعوة الفقهاء والعلماء، والفلاسفة والشعراء. فكانت أكثر مدن أوروبا سكانا.
وفي عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر، وابنه الحكم المستنصر من بعده، وصلت قرطبة مستوى من
الرخاء والثراء لم تبلغه حاضرة أخرى من قبل. ولقد نافست قرطبة في عهدهم بغداد عاصمة العباسيين،
والقسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والقاهرة عاصمة الفاطميين.
المعالم الحضارية
القناطر
ومن معالمها الحضارية تلك القنطرة التي كانت تجاه المسجد الجامع من الناحية الجنوبية وهي
قنطرة رومانية الأصل، جددها المسلمون أيام السمح بن مالك أمير الأندلس وجددت بعد ذلك غير
مرة وهي قائمة على ستة عشر عقدا وهي تربط قرطبة بضاحيتها المسماة (حي روح القدس)
وما زالت هذه القنطرة تحتفظ بكثير من معالمها الأندلسية
قنطرة قرطبة
القصور:
من الآثار الباقية منية العامرية وهي تقع على سفح جبل قرطبة على بعد تسعة كيلو مترات غربي
قرطبة وثلاثة فقط إلى الغرب من مدينة الزهراء ، في ضيعة تعرف باسم فونتانار دي لاجورجوخا،
وفي موضع يطلق عليه اليوم اسم مورو كيل. وقد قام صاحب الضيعة بهدم هذه الأطلال كلها تقريبا
في عام 1344ه / 1926 م ليقيم على أسسها دارا جديدة. وتنسب العامرية إلى ابن أبي عامر الذي
بناها في عام 368ه / 979 م، وحوطها بالجنان والبساتين، ثم أدار عليها سوار منيعا.
وكان قصر العامرية يتكون من قاعات ثلاث متوازية، يحيط بها من الشرق والغرب غرف مربعة تتوزع
ثلاثة في كل من الجهتين، وفي الشمال الشرقي يقوم بناء آخر ملاصق لهذا البناء ينقسم بدوره إلى
غرف صغيرة لعلها كانت مرافق أو ملحقات بالقصر، وكان يتصل بهذه الغرف بركة كبيرة
طولها (49.70) مترا، وعرضها (28) مترا، وعمقها (3) أمتار، أقيمت كلها من الحج
مدينة الزهراء بقرطبة
المساجد :
اشتهرت قرطبة بالعديد من الآثار التي تجسد روعة المعمار وتعد شاهدا على الحضارة الإسلامية
في ذاك الوقت. ويعد المسجد الجامع أهم تحفة معمارية أنشئت في عهد عبد الرحمن الداخل.
وهو يقع في الجهة المقابلة لقصر الإمارة. وقد بدأ في إنشائه عام 170ه / 786 م، وجلب إليه
الأعمدة الفخمة والرخام المنقوش بالذهب واللازورد وبلغ ما أنفق عليه 100 ألف دينار ثم زاد خلفاؤه
من بعده في هذا العمل حتى أصبح أعظم مساجد الأندلس
جامع قرطبة من الداخل
صورة أخرى للجامع يظهر فيها المدخل
منارة المسجد بعد أن تحول إلى كاتدرائية
مسجد قرطبة وتظهر أشجار اللارنج في صحن المسجد
مسجد قرطبة (الذي أصبح كنيسة) من الخارج
في قلب الجامع الكبير أقيمت كاتدرائيتان بعد سقوط قرطبة في أيدي ملوك الأسبان
منقول
وننتظر منك المزيد