لا يمكنك أن تقصد لبنان في فصل الشتاء دون أن تعرّج على إحدى أشهر مناطقه المعروفة بخدماتها السياحية المميزة في هذا الموسم وهي بلدة فاريا التي تجذب هواة التزلّج من اللبنانيين المقيمين والسياح الأجانب والعرب. وعلى الطريق العام للبلدة يقع منتجع «فاريا فيلادج» وهو كناية عن قرية سكنية نموذجية مؤلفة من ثلاثين مسكنا (شاليها) وزعت على مساحة 3000م.م. لتناسب كل الأذواق بحيث تستوعب بيوتها الريفية من شخصين إلى عشرة أشخاص وما فوق وذلك حسب مساحاتها التي تختلف ما بين الاستوديو الصغير والشاليه الوسط والدوبلكس الفسيح. أصر القيمون على هذا المشروع أن يجمعوا ما بين الهندسة المعمارية الريفية المعروفة بهويتها اللبنانية الممثلة بالحجر الصخري الذي يغطيها والديكور الغربي الدافئ الذي يسوده الخشب وتلونه المدفأة على الحطب منذ اللحظة الأولى لدخولك إلى المنتجع وصولا إلى غرفه إذ نلاحظ ذلك في مختلف أقسام المنتجع بطوابقه الثلاثة والمطلّة على مناظر طبيعية من جبال لبنان المحيطة بفاريا وأخرى من البلدة نفسها.
تحلو الجلسات الجماعية في لوبي المنتجع وخاصة عند المساء الذي إضافة إلى أجواء الشتاء المخيمة عليها من شوي الكستناء والبطاطا في موقد الحطب الذي يتصدره يقدم لنزلائه فرصة تمضية الوقت بممارسة نشاطات مسلية وأجواء مريحة بعيدا عن زحمة المدينة ومنها رياضة كرة الطاولة و(البايبي فوت) وكذلك في تناول الطعام الشهي من مازات لبنانية ومشاوي اللحوم وغيرها من الأطباق التي تزيد الجلسة جمالا وحميمية. يبعد منتجع (فاريا فيلادج) نحو السبع دقائق عن حلبات التزلّج الواقعة في عيون السيمان ويمكنك قبل التوجه إليها أن تتزوّد باللباس الخاص فيها والتي في إمكانك استئجارها من المحلات التجارية القريبة منه وكذلك يؤمن لك المنتجع وسيلة النقل الذي ترغب فيها من سيارة أجرة أو (سكي دو) أو باص إذا كان الرواد يؤلفون مجموعة كبيرة من النزلاء.
وتتنوع النشاطات الرياضية التي في استطاعتك ممارستها خلال وجودك في هذه القرية النموذجية مثل ال(snow showing) أي السير على الثلج بواسطة أحذية خاصة تعرف بال(راكيت) والتي تخوّل مرتديها أن يتوغّل في مناطق نائية لا ضجيج فيها ولا ازدحام سير والتي تنظم بين المجموعات إذ كلّما كان عدد المشاركين فيها أكبر زادت فرص التسلية وأصبحت المغامرة أجمل. ومن الخدمات المميزة التي يقدّمها المنتجع هي ال(جاكوزي) إذ حرص صاحبه جان خليل أن يتمتع بها هواتها وهم يسترخون أمام منظر طبيعي يطالعهم من وراء الواجهات الزجاجية في الطوابق العالية في تباين واضح يجمع البخار بالصقيع. أما الجلسة الصباحية فلا تشبه أي جلسة صباحية أخرى إذ في استطاعتك أن ترتشف فنجان قهوتك أو الفطور المؤلّف من المناقيش والبيض الطازج واللبنة البلدية من على شرفة الغرفة التي تستأجرها والمطلّة على بانوراما شاملة للبلدة وجوارها المغطاة أشجارها بالثلوج.
أما كلفة تمضية ليلة واحدة في هذا المركز السياحي بامتياز فتتراوح ما بين 110 و400 دولار وذلك حسب عدد النزلاء والأيام التي يختاروها للقيام بها النشاط بحيث تختلف الأسعار العادية أيام الأسبوع العادية لتصل إلى 550 دولارا أيام العطلة ونهاية الأسبوع. ومن يرغب من النزلاء التجول في بلدة فاريا فإن إدارة المنتجع تقدّم له لائحة طويلة عن أهم المطاعم والمقاهي التي في استطاعته أن يرتادها وبينها: مطعم (العراب) الشهير بوجباته القروية والتي تتضمن إلى جانب منقوشة الزعتر والجبنة على الصاج أخرى من القاورما والكشك البلدي والبيض والسجق فيتناولها في المطعم المذكور والمتميز بديكور شتوي استخدم فيه طاولات وكراسي الخشب يجلس عليها رواد المطعم قرب الموقدة.
أما مطعم الحارة الذي يبعد أيضا دقائق قليلة عن «فاريا فيلادج» فيقدّم الوجبات اللبنانية المعروفة من (تبولة وفتوش وحمص بالطحينة والبابا غنوج) وغيرها إضافة إلى أطباق اللحوم والمشاوي. وإذا رغبت بتناول طعام إيطالي أو فرنسي فما عليك سوى التوجه إلى مطعم (terre brune) المعروف بسلطاته الشهية وبمجموعة من الأطباق العالمية كال(بيتزا) وال(هامبرغر) وال(سوشي). ويقدّم مقهى (شي خليل) الوجبات الخفيفة من سندويشات وبطاطا مشوية على الحطب وغيرها وتختتم الجلسة فيه بارتشاف كوب دافئ من الشاي السيلاني أو أي نوع آخر من الزهورات المغلية والمعروفة في فاريا كالبابونغ والزوفي والنعناع.