1. بداية

.
لم تكن فكرة سفري إلى لندن وليدة اللحظة أو تأثر بحديث عابر وفيلم وثائقي يتحدث عن معالمها السياحية , وإنما كرة ثلج تدحرجت في بالي قبل سنوات عديدة وتشكلت معالمها وبرزت أكثر وأكثر كلما عانقتُ السماء تجاه دولة لأي غرض كان , كم رسمتُ الكثير من اللوحات لشوارعها العتيقة ومبانيها الأثرية القديمة ومقاهيها المكتظة بأنفاس البشر ,
كنتُ على يقين بأنه سوف يأتي ذلك اليوم الذي أعانقُ فيه هوائها وأشرب من مائها ,,
.
سوف يكون التطرق لجميع مراحل الرحلة بإستطراد وتفصيل ربما يتجاوز الإملال وأكثر ..

بداية

فكل من يعزم السفر إلى مكان ما لابد وأن يكثر من الأسئلة والإستفسار عن وجهته وماهي الأشياء التي يحتاجها للوصول إلى هناك وكيفية الوصول بأفضل طريقة وأسهل وسيلة وماهي أبرز الأشياء التي تستحق الزيارة وعن غلاء المعيشة وأسعار السكن والتنقلات ووسائل الإتصال والمطاعم الحلال وأماكن العبادة والأسواق وأماكن الترفيه وجميع هذه الأشياء يحتاجها من كانت وجهته سياحية أو بقصد التعلم أيضا ,
وأفضل الوسائل للإستزادة من المعلومات عن وجهة السفر هو الولوج في الشبكة العنكبوتية وقراءة تجارب من سبقونا في الترحال والتنقل في أرجاء المعمورة والكثيرين يُسهبون في ذكر تفاصيل التفاصيل لكل مايلزم المسافر من إنطلاقته حتى عودته وهذا شيء نافع وجميل ,
هنا سوف أتطرق لجانب المعلومات "ضمنيا" في ثنايا سردي اليومي ولن أدعها جامدة كالأشباح .
حينما عزمت أمري على السفر إلى لندن بدأت بأول إجراء أساسي وهو قضية الإستفسار عن آلية إستخراج التأشيرة وماهي شروطها . فاستفسرت من أحد المعقبين الذين كنتُ أتعامل معهم في سفرات كثيرة متعددة وله خبرة في هذا المجال وقد يختصر على المسافر الشيء الكثير والوقت الطويل والجهد الكبير كما حصل معي حينما أردت إستخراج "الشنقن" ولم يطلب مني سوى إرسال الجواز وصورتين فقط ولم يتطرق لأي أوراق أخرى .
أخبرني صاحبي هذا بأن السفارة البريطانية تُشدد في إجراءات التأشيرة من حيث إحضار جميع الأوراق وهي "جواز السفر ساري المفعول لمدة لاتقل عن ستة اشهر .. كشف حساب بنكي بااللغة الانجليزية ويُفضل أن يكون الاسم في الكشف مُطابق للإسم في الجواز .. تعريف باالعمل ومترجم في مركز مُعتمد وبرضو الاسم مطابق للجواز .. صورة اربعة ف ستة خلفية بيضاء مكشوف الرأس .. وإحتياطا التذكرة .. ولمن يريد أن يأخذ كورس دراسي هناك فيزيد عليه .. صورة من آخر شهادة وتكون مترجمة .. وقبول من المعهد الذي يرغب في الدراسة فيه .. وطبعا بعد جميع هالأوراق يتم تعبئة الأبلكيشن والأفضل أن يكون عن طريق مكاتب متخصصة في هذا الشأن وهي موجودة غالبا باالقرب من أماكن إستصدار التأشيرات .
بعد تعبئة الأبلكيشن يحرص المسافر على أخذ موعد مع السفارة البريطانية عن طريق موقعها في النت ويقوم بطباعته وإحضاره معه .
بعد ذلك يتم التوجه إلى مكان إستخراج التأشيرة وهي معلومة مذكورة في موقع السفارة وأنا إخترت الرياض وكان مكانها في أم الحمام في بنده .. ولما دخلت من نقاط التفتيش الموجودة في أسفل صعدت إلى الدور الأول وكان هناك كاونتر لتوزيع الأرقام لمن لديهم مواعيد واتجهت إلى موظف الكاونتر المسؤول عن السفارة الأسترالية والبريطانية وأعطيته الموعد فأعطاني رقم وأخبرني أي طريق أسلك ودخلت في إحدى الصالات انتظارا لرؤية رقمي على الشاشه ولما جائني الدور توجهت له وأعطيته المظروف الذي يحوي جميع الأوراق المطلوبة ومبلغ 400 وعليها كم ريال مااذكر باالضبط والذي يريد ان يطلب منهم إرساله بأراميكس فعليه إبلاغ الموظف مباشرة قبل أن ينهي تعبئة البياانات ورسم التوصيل خمسين ريال تدفع مسبقا ..
بعدها يقوم الموظف بأخذ ملفك والتوجه إلى إحدى غرف البصمة الكثيرة ويدخله على أحد الموظفين وأنت بدورك تنتظر المناداة على اسمك من موظف الغرفة التي تحتوي ملفك ..
عند الدخول في غرفة البصمة تقوم باالجلوس مقابل الموظف ويطلب منك وضع اصابعك الأربع على الجهاز ثم أصابع يدك اليسرى وبعدها الإبهامان ثم يقوم الموظف بأخذ صورة لك عند تركيزك في إحدى الكاميرات الموجودة .. ثم يقوم بإعطائك إيصال تحتاج إليه إن أردت إستلام جوازك حضوريا وينبغي إحضار هذا الإيصال عند الرغبة بإستلام الجواز ومعه الهوية الوطنية وإذا لم يرد المسافر الحضور أو أن يتم إرسال الجواز له عن طريق أرامكس ويرغب بإرسال أحد لكي يحضر جوازه له فعليه أن يكتب ورقة باالعربي أو بالإنقلش أنه يرغب تسليم جوازه لفلان ابن فلان صاحب الهوية رقم كذا وكذا .. ويعطيه الإيصال وصورة من بطاقة صاحب الجواز الوطنية .
تستغرق التأشيرة يومين إلى خمسة أيام وتأتي رسالة على رقم الجوال الذي يكتبه المسافر أثناء تعبئة البيانات وأنا قد انتهت تأشيرتي خلال يومين فقط .. وتوجهت لإستلامها من عندهم مباشرة ..
.

شوقتني و حمستني لمتابعتك واضح انه سيكون تقرير روعة

متابعيين العليانيات
والله كنت نفسك اكتب بورق ايام انقطاعي عن المنتدي وتتكيسل عن تقرير عاد خطي ما ينقري خلقه لو ارجع بعد مده انسى وش كتبت
لكن الحين تقرير والبوم صور تسويه ومتي ما تذكرت رجعته

متابعين ..
والتكاسل هذا كلنا مصابين فيه بس لازم نتغلب عليه (:

شوقتني و حمستني لمتابعتك واضح انه سيكون تقرير روعة
^
حياك ربي سيدي ابن الاسكندرية .. أهلا بك ياكريم ..
متابعيين العليانيات
والله كنت نفسك اكتب بورق ايام انقطاعي عن المنتدي وتتكيسل عن تقرير عاد خطي ما ينقري خلقه لو ارجع بعد مده انسى وش كتبت
لكن الحين تقرير والبوم صور تسويه ومتي ما تذكرت رجعته
^
أهلا أستاذ فيصل .. يامرحبا ..
وترى "الكثير" من أصحاب الخط الركيك الذين لايجيدون رسم الكلم "عباقرة" ^_^
متابعين ..
والتكاسل هذا كلنا مصابين فيه بس لازم نتغلب عليه (:
^
مرحبا ترف .. أتمنى لك الفائدة . مع جزمي عدم وجودها هنا في موضوعي ..
والتغلب عليه ليس بالأمر الصعب فاالمدعو "كسل" يخنس حين تنتفضُ العزيمة ،،
جُل التحايا ..
نُكمل ..
.

~
~
~
عودا على بدء فإن قضية البحث عن خطوط طيران جيدة ومريحة للسفر هو أمر مهم ولاينبغي إهماله لسبب توفير الأسعار أو مثله .. فإن موقف مزعج يحصل لك في هذه الخطوط أو تلك قد ينغص عليك السفر قبل أن تصل إلى وجهتك .. ولا أحسن حين إختيار خطوط الطيران من طيران الدولة المقصودة أو التي ترغب باالسفر منها .. وباالنسبة لحالتي فقد حرصت على الخطوط السعودية او البريطانية ولم أجد في الثانية ووجدت في السعودية وحجزت عليها بمبلغ يقترب من الثلاث آلاف ريال ..
باالتأكيد هناك خطوط أفضل بكثير لكنما أكثر مايزعجني في السفر هو الترانزيت وقد وعدت نفسي بأن لا أضايقها به في أي سفرة إن استطعت ..
ومن الأمور التي يحرص عليها المسافر حينما يرغب بقص التذكرة أن تكون قابلة للإسترداد ولايغريه قضية رخص الأسعار وعدم مقارنتها باالقابلة للإسترداد .. وانا أتحدث عن هذا الأمر من واقع تجربة حصلت لي مرتين في هذا الشأن ..
الأولى حينما حجزت عن طريق الكاثي باسيفيك إلى مدينة بوسان الكورية وقد خيرني الموظف بين المسترد وغير المسترد وكان الفرق جيد بينهما ومغري .. وقد كانت سفرتي مائة باالمائة ولم يكن هناك عائق بتاتا وشاورتُ نفسي قليلا ثم عزمت على أن تكون قابلة للإسترداد وسبحان الله قبل الرحلة بيومين حصل لي ظرف طاريء وإرتباط يستحيل معه أن أسافر لأي مكان في تلك الفترة واضطررت لإلغاء الحجز مع أن ذلك لم يخطر على بالي ..
ومثلها حينما حجزت الرحلة إلى باريس من عمان الأردنية على الخطوط التركية وكانت رحلتنا في نفس اليوم لذا طلبنا التذاكر غير قابلة للإسترداد وطرنا في الوقت المحدد من عمان لكنما المشكلة حصلت حينما اضطررنا للعودة مبكرا عن موعد العودة في التذكرة ومختلف عن طريق العودة ايضا حيث كان خط العودة باريس ونحن غيرناه من ميونخ فاضطررنا لدفع مبالغ لتغيير الحجوزات على رقم التذكرة تُقارب قيمة تذكرة الوجهه الواحدة و"كل شخص يتعلم من كيسه ^_^"
بعد قص التذكرة واستخراج التأشيرة بدأت بتوضيب الأغراض اللازمة للسفر .. وكان من ضمنها أشياء أساسية في كل سفرية .. وأغراض من ضمنها الملابس تختلف بإختلاف الطقس في البلد المُتوجه إليه ..
بحثتُ عن الطقس وسألتُ من هم هناك فذكروا لي أنه بارد ويوم عن يوم يدخل في "البارد جدا" فقمت بشراء ملابس شتوية ملائمة للطقس من بجامات وسكارفات وجواكيت جلدية مناسبة للمطر الشبه يومي وطواقي صووف وجميع مايلزم ..
والمسافر لدراسة اللغة عليه أن يأخذ معه مُترجم عربي إنقلش سواءً أطلس أو كتاب اوكسفورد أو برنامج على الآي فون أو الجالكسي .. ولا أحسن من المُترجم الناطق لإشكالية بعض الكلمات ..
بعد توضيب أغراض السفر والإستعداد الكامل لما يلزم وتجهيز الشنط على الوزن الدولي المصرح به في الخطوط السعودية مع أنه مطاطي على مزاجية الموظف ..
توجهت إلى الرياض وكان موعد الإقلاع صباح الأحد في الساعه الثانية والنصف .. مطار الملك خالد كئيب كعادته .. جاف الملامح .. لاروح فيه ولاحياه ..
حتى خدمة الواي فاي كانت متعطله حينما سألت عنها .. مع أنها ب رسوم وليست مجانية .. وكان هناك خطأ في بطاقة صعود الطائرة "البوردنق" حيث كان الرقم المُقيد عليها 26 والمُعلن في الشاشات 23 وتم صعودنا الطائرة في الوقت المُحدد ..
ونصيحة أن يحرص الشخص على حفظ معالم شنطته التي يريد شحنها خصوصا إن كانت جديدة حتى لايقعد "مفهي" وفاتح فمه وشنطته تمر من أمامه ثلاث مرات وهو يتأفف من تأخير الخطوط كما حصل لي ذات مرة .
وفي المطار حصلت لي فرصة للتعارف قبل صعود الطائرة على رجل في نهاية العقد الثالث من العمر متخصص في مجال الكمبيوتر إستفدت منه الكثير من المعلومات أثناء قطعنا للوقت باالحديث خصوصا عن التوجه الملحوظ في تطوير الحكومة الإلكترونية في السعودية وجدواها على راحة المواطن والقطاعات الحكومية على حدا سواء .
.

.
بعد صعود الطائرة كان هناك خلفي ثلاث شبان لم يتجاوزوا العشرين ومن وحي حديثهم "المرتفع" وأصواتهم المزعجة أنهم يسافرون لندن للمرة الأولى وهم فرحين للحرية المطلقة هناك خارج عين الرقيب من والد او اخ او ناصح .. لأنهم يتذاكرون اماكن لهو وفساد استطلعوها ممن سبقهم هناك من معارفهم .. وعجبي لمن يرمي بقطعة لحم بين فكي أسد .. ولو أن آبائهم أحسنوا تربية أولادهم وصقلوا مناعتهم وزودوهم باالفخر باالمبدأ والدين لما كانت قلوبهم هشه تَرِفُّ لأدنى فوهه لا أخلاقيه ولما تباشروا ب اللاقيد المُقبل..
الطائرة كانت شبه فاضية وأغلب المسافرين اقتنصوا المقاعد الاربعة المتوسطة لكي يخلدوا للنوم وانا حظيت بثلاث مقاعد لأن المقعدين بجانبي فارغين وكانت فرصة للراحة ولا أنسب وأفضل من قطع الطيران من النوم .. إلا القراءة لمن يعشقها ومشاهدة الشاشة بغض النظر عن الشيء المُشاهد ..
من المزايا التي تحتويها الخطوط السعودية غير أنها دايركت لوجهتك المطلوبة "دعاء السفر والمصلى في بعض طائراتها" والجو الإسلامي العام لخلوها من المشروبات الروحية ..
بعد توزيع الخفايف تم توزيع بطاقات دخول المملكة المتحدة وهذي ميزة تضاف للخطوط وربما تكون لأي خطوط تنطلق من دولة عربية إلى المملكة المتحدة "لأأعلم" لأن البطاقة مترجمة للعربي ويسهل على من لايجيد الإنجليزي تعبئتها ومن يسافر على خطوط أخرى عليه أن يتعلم كيفية تعبئتها لأنها موجودة على النت ومترجمة جاهزة ولو قام بطباعة نسخه منها أفضل وأحوط له حتى لايحتاج الطلب من احدهم أن يترجم له .. غير طلبه ل قلم يكتب فيه البيانات ^_^
.

1. الوصول إلى لندن

.

الوصول إلى لندن

أضواء لندن الباهتة تتراءى لنا من نوافذ الطائرة ك حبات من اللؤلؤ التي تظهر على إستحياء بين أكوام الرمال وقد أعلن كابتن الرحلة الاستعداد للهبوط وربط الأحزمة ..
كان النزول سلسا سهلا في مطار هيثرو وكذا تختيم الجوازات حيث تم سؤالي عن سبب زيارتي وطلبت الموظفة اوراق المعهد الذي سوف أدرس فيه وعنوان العائلة التي سوف أسكن لديها ثم ختمت جوازي وتيسرت لإستلام العفش الذي تأخر لأكثر من نصف ساعة حملتُ فيه حقائبي وخرجتُ بحثا عن تاكسي ..
وسبب إختياري للتاكسي كوسيلة إيصال من المطار إلى وجهتي هو أنني متعب ولا أرغب باالتنقل في أكثر من مكان مع عفش ربما يرهقني ..
حينما خرجت استقبلني البرد بلفحات لاسعه تخترق العظام وانا وقتها لم أكن أرتدي سوى ملابس خفيفة لأنني لم أرد أن أثقل على نفسي في الطائرة وكنتُ قد خططت على أن أركب التاكسي مباشرة لكي لايحظى البرد بفرصة مداعبة جسدي وقد كانت درجة الحرارة قريبة من الثلاثطعشر درجة مئوية ..
اقترب مني رجل طويل ملامحه تدل على أنه هندي ربما يحمل الجنسية وخاطبني سائلا هل ابحث عن تاكسي فقلتُ نعم فقال : إتبعني لكي آخذك إلى موقف سيارات مجانية تكون التكاسي فيه رخيصة وأرخص من التاكسي الاسود .. وأخذ شنطتي الكبيرة ومشيت خلفه إلى داخل المطار ومشينا حتى بلغنا القطار أظنه الشاتل وكان مجاني ويأتي كل عشرين دقيقة وكلما خرج مجموعة يدخل الأمن لكي يقوم باالتشييك على القطار من الداخل لمدة دقيقتين ثم يسمحون باالدخول وهذا افضل من التدافع من الخارجين والداخلين ..
بعدها وصلنا التيرمنال ثلاثة على ما أظن ثم مشينا قليلا وصعدنا مع أحد المخارج حتى بلغنا محطة للباصات واستقلينا احدها لونه احمر من طابقين وانطلق بنا خارجا من المطار وخلال خروجه مررنا بنفق في وسط المطار يقول لي الهندي انه يقسم المطار إلى نصفين وفي نهايته رأيت دوار عليه طائرة عليها علامة طيران الإمارات .
وخارج المطار نزلنا من الباص في طريق اسمه "باث" ثم توجهنا انا واالهندي إلى موقف السيارات وانا كلما سألته ونحن في القطار وفي الباص كان يقول ان هنالك تكاسي في الموقف خارجا وقد أعجبتني فزعته وعزمتُ على أن أعطيه إكرامية طيبة لقاء هاالخدمة وكنت محتار من كونه ربما يردها ويرفضها وفي المواقف مشى حتى بلغ سيارة خاصة صغيرة تشبه "الإوبل" وقام بفتحها من الخلف ووضع اغراضي ثم أتيت لأركب من اليمين وانا اعرف مسبقا انه من اليسار ومع انني جلست في نيوزلاندا ثلاث اشهر إلا أن هذا الخطأ اللاواعي دائما مايحصل لي .
في السيارة طلب مني إظهار العنوان وأريته إياه وأخرج الخريطة ثم أراني أين وجهتي وأين نحن .. وكانت وجهتي جنوب شرق لندن .. وكان يتحدث عن سعر التوصيلة بسرعة غير مفهومه لدرجة أنني من كثرة ماطلبت الاستيضاح قلت له ان يكتب الرقم كتابة وتفاجأت أن المبلغ المطلوب 390 باوند .. جنيه ينطح جنيه ..
أنا انصدمت صراحة .. ولو ماكنت باحث عن اسعار التكاسي وعارف بمتوسطها لما انبهرت من هاالسعر المبالغ فيه وعرفت انني وقعت ضحية واحد يحاول ينصب علي .. طبعا كاسرته وقلت له : انو هاالسعر عالي جدا وانا اصلا يوم شفته نصاب لو بيوديني مجانا ماراح اروح معاه .
وكل شوي ينزل ومرة يقول عطني اوراقك إنك طالب ورخص لي مائة واربعين باوند الى 250 وبعدين أبلغته أنني راح اتصل على واحد أسأله وأقرر ومباشرة اتصلت على رقم عندي خزنته من احد المواقع ماادري اسمه باالضبط لسائق عربي من اليمن الشقيق اسمه طلال .. واستفسرت منه عن السعر وقال لي لأن المنطقة بعيدة جدا بتأكد من المكتب وأرد لك بعد دقيقة وقفل الخط والهندي النصاب يقول لي : قل له انو هل التاكسي الاسود غالي ولا لأ .. يبي يقنعني انو سيارته تابعة للتاكسي الاسود .. والله لو مكتوب على جبهتي "مغفل" ماصدقتها ..
اتصل علي طلال وقال لي : بخمسة وثمانين بوصلك هناك .. قلت له : تعال بمائة بس استعجل ونزلت مباشرة مع اغراضي ووصفت الموقع لطلال وعطيت الهندي عشرين دولار وصرفته .. واللي جعلني اتوهم فيه انو كان عليه بطاقة متقلدها كأنه موظف وهيئته رسمية ماتدل إنه صاحب تاكسي وحتى يوم سألوه أمريكان لما كنا ننتظر القطار عشرين دقيقة قال لهم إنه موظف باالمطار .
وعلى طاري الأمريكان فعلا شعب فرندلي ويكسر الحاجز معاك دونما مقدمات كما فعلت تلك العجوز مع شايبها حينما سألتني أكثر من سؤال من ضمنها ليش جاي لندن فقلت لها تعلم لغة فقالت لغتك زينة فأجبتها بأن الأكسنت البريطاني أصعب من لغة أهل إقليم الباسك في أسبانيا .. علشان كذا بتعلمه والهدف الاساسي مو التعلم بقدر ماهو الجمع بين السياحة والتعلم وجزء بسيط لايذكر من العمل الذي كان السبب الرئيسي والعذر الاساسي لي .
فتحت الحقيبة الكبيرة وارتديت جاكيت يقيني لسعات البرد وانا انتظر طلال الذي وصل في سيارة كبيرة تشبه الفان ولما وضعنا الحقائب وقعت في نفس الخطأ حينما هممت باالركوب مكانه .
قام بتخزين الموقع الذي اريد التوجه له في "التوم توم" ثم انطلقنا ولما علم أنها المرة الأولى لي في لندن أخذني عن طريق السنتر ومررنا على الكثير من الأماكن دونما توقف كقصر بيكنقهام والهايد بارك وهارودز والبيق بن ومجلس البرلمان ونهر التايمز اللندني ولأن طلال له قرابة السبع عشرة سنة فلقد كان مُلما بخفايا الشعب الانقليزي ونظام حكومته فاستفدت منه الكثير سواء بسؤالي او بإستطراده هو في الحديث .
فكان منها أن المعاق تصرف له الحكومة مبلغ ثلاثمائة باوند اسبوعيا وتعطيه سيارة يقودها به اخوه او احد اقربائه .. واكثر العرب المتجنسين والآسيويين يستغلون هذه السيارة التي تصرف لأحد أقربائهم في جعلها تاكسي مع أن ذلك مخالف للنظام ..
برضو قضية الرسوم على الطريق وانه يجب على اصحاب التكاسي دفعه في السنة وعند إرادة دخول سنتر لندن كل يوم عشرة جنيهات ومن لايدفع فإن الكاميرات تتعقبه وتأتيه الصورة للبيت ويدفع ضعفها ست مرات ..
والحكومة البريطانية تتكفل بسكن العاطلين عن العمل وإعطائهم مبالغ اسبوعية تصل السبعين والثمانين باوند ..
والكثير والكثير من الأشياء التي سأتطرق لها لاحقا في معرض حديثي إن جاء مايستدعيها ..
.

اسلوب رائع . متابعين ولنا عودة