اسبانيا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
مجد الخلافة
31-03-2022 - 08:38 am
هو ابو الوليد احمد بن عبدالله بن زيدون (1003-1070م) ولد فى قرطبة وتثقف بها .. اشترك فى الثورة التى ذهبت بملك الامويين والحموديين والعلويين والتى انشأت الدولة الجهورية , فقربة ابو الحزم بن جهور ومنحه لقب ذى الوزارتين.
زاحمه الشاعر الكبير ابن عبدوس على حب ولادة بنت المستكفى . فراح يكيد له حتى سخط عليه ابو الحزم وسجنه . غير ان الوليد بن ابى الحزم عاد فقربه اليه بعد وفاة والده . ثم مالبث ان افسد مابينه وبين الوليد, ففر هاربا وجعل يتنقل فى الاندلس , الى ان اتصل بالمعتضد صاحب اشبيلية فاشرقت شمسه وزال نحسه .
ولما توفى المعتضد اتصل بابنه المعتمد بن عباد الملك الشاعر العظيم , فاصبحا صديقين وكانا يتطارحان الشعر . وابن زيدون هو الذى سهل بدهائه للمعتمد غزو قرطبة التى جفعلها عاصمة ملكه . ثم الحت عليه الحمى اثناء سفرة له الى اشبيلية فمات هناك .
كان يلقب ببحترى الغرب تشبيها له ببحترى الشرق فى روعة ديباجته وسموّ خياله وحسن فنه , غير انه يتميز من بحترى الشرق بجمال وصفه للطبيعة واشراكه اياها فى شعوره والمه من فراق ولادة .
واجمل ماكتب كان فى الغزل والحنين , ويكاد لايوجد متأدب او عاشق للشعر لايحفظ شيئا من خريدته الشهيرة "اضحى التنائى بديلا عن تدانينا"
واليكم بعض المقتطفات من روائعه ..
1 /
اضحى التنائى بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ان الزمان الذى مازال يضحكنا
انسا بقربهم , قد عاد يبكينا
وقد نكون ومايخشى تفرّقنا
فاليوم نحن , ولايرجى تلاقينا
بنتم وبنا , فما ابتلت جوانحنا
شوقا اليكم , ولاجفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضى علينا الاسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم ايامنا , فغدت
سودا, وكانت بكم بيضا ليالينا
ابكى وفاء , وان لم تبذُلى صلةً
فالطيف يقنعنا , والذكر يكفينا
عليك ما سلام الله مابقيَت
صبابةٌ بك نخفيها فتخفينا
2 /
قل لمن دان بهجرى
وهواه لىَ دينُ
ياجوادا بىَ انى
بك والله ضنينُ
ماالذى ضَرّك لو سُ
رّ بمرآك الحزينُ
وتلطفت لصبٍّ
حينُه فيك يحينُ
فوجوه اللفظ شتى
والمعاذسرُ فنونُ
3 /
ايوحشنى الزمان , وانت انسى
ويظلم لى النهار وانت شمسى
واغرس فى محبتك الأمانى
فأجنى الموت من ثمرات غرسى
ولو ان الزمان اطاع حكمى
فديتك من مكارهه بنفسى
4 /
لعمرى لئن قلّت اليك رسائلى
لأنت الذى نفسى عليه تذوبُ
فلا تحسبوا انى تبدلت غيركم
ولا ان قلبى من هواك يتوبُ
5 /
انى ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والأفق طلقٌ ومرأى الارض قد راقا
وللنسيم اعتلال فى اصائله
كأنه رقّ لى فاعتل اشفاقا
لو شاء حملى نسيم الصبح حين سرى
وافاكمُ بفتىً اضناه مالاقى
لو كان وفّى المنى فى جمعنا بكمُ
لكان من اكرم الأيام اخلاقا
فالآن , احمد ماكنا لعهدكم
سلوتمُ , وبقينا نحن عشاقا
6 /
يانازحا وضمير القلب مثواه
انستك دنياك عبدا انت مولاهُ
عل الليالى تبقّينى الى املٍ
الدهر يعلم والايامُ معناهُ
7 /
يامن غدوت به فى الناس مشتهرا
قلبى عليك يقاسى الهم والفكَرَا
ان غبتَ لم الق انسانا يؤنّسنى
وان حضرت فكل الناس قد حضرا
8 /
متى ابثك مابى
ياراحتى وعذابى
متى ينوب لسانى
فى شرحه عن كتابى
الله يعلم انى
اصبحت فيك لما بى
فلا يطيب طعامى
ولا يسوغ شرابى
يافتنة المتقرّى (الناسك)
وحجة المتصابى
ما البدر شفّ سناه
على رقيق السحاب
الا كوجهك لمّا
اضاء تحت النقاب
9 /
ياليت مالك عندى
من الهوى لىَ عندك
فطال ليلُك بعدى
كطول ليلىَ بعدك
الدهر عبدىَ لمّا
اصبحتُ فى الحب عبدَك
0/
سأحب اعدائى لأنك منهمُ
يامن يُصحُّ بمقلتيه ويُسقمُ
قد كان فى شكوى الصبابةِ راحةً
لو اننى اشكو الى من يرحمُ
1/
سأقنع منك بلحظ البصر
وارضى بتسليمك المختصر
ولا اتخطى التماسَ المنى
ولا اتعدى اختلاس النظر


التعليقات (8)
اورااد
اورااد
تاريخ مجيد وامة عظيمة
ابيات رائعة
يعطيك العافية

اورااد
اورااد
يامن غدوت به فى الناس مشتهرا
قلبى عليك يقاسى الهم والفكَرَا
ان غبتَ لم الق انسانا يؤنّسنى
وان حضرت فكل الناس قد حضرا
هذه الابيات عاجبتني جدا!!!!!!!!
ودي اعرف في اي مناسبة قيلت؟؟؟؟؟؟
وفي من؟؟؟؟؟

مجد الخلافة
مجد الخلافة
  1. الميلاد والنشأة

  2. كفالة الجد

  3. ابن زيدون متعلمًا

  4. .. وزيرًا

  5. ابن زيدون وولادة

  6. أضحى التنائي بديلا من تدانينا

  7. وناب عن طيب لقيانا تجافينا

  8. في إشبيلية

  9. المؤامرة على الشاعر

  10. كفوا وإلا فارقبوا لي بطشةً

  11. تلقي السفيه بمثلها فيحلم

  12. غزليات ابن زيدون

  13. وناب عن طيب لقيانا تجافينا

  14. الوصف عند ابن زيدون

  15. وسنان نبه منه الصبح أحداقًا

  16. الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون

  17. كرياض لبسن أفاق زهر؟

  18. الفنون النثرية عند ابن زيدون


مرحباً اورااد .. إليك ما وجدت من أخبار ابن زيدون
.
.
.
برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.

الميلاد والنشأة

ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي" سنة بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد الرحمن الداخل" بقرطبة، واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة، وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى بها الكثير من الشعراء.
وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع البديع.
وينتمي "ابن زيدون" إلى قبيلة "بني مخزوم" العربية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية والإسلام، وعرفت بالفروسية والشجاعة.
وكان والده من فقهاء "قرطبة" وأعلامها المعدودين، كما كان ضليعًا في علوم اللغة العربية، بصيرًا بفنون الأدب، على قدر وافر من الثقافة والعلم.
أما جده لأمة "محمد بن محمد بن إبراهيم بن سعيد القيسي" فكان من العلماء البارزين في عصره، وكان شديد العناية بالعلوم، وقد تولى القضاء بمدينة "سالم"، ثم تولى أحكام الشرطة في "قرطبة".

كفالة الجد

وما كاد "ابن زيدون" يبلغ الحادية عشرة من عمره حتى فقد أباه، فتولى جده تربيته، وكان ذا حزم وصرامة، وقد انعكس ذلك على أسلوب تربيته لحفيده، وهو ما جنبه مزالق الانحراف والسقوط التي قد يتعرض لها الأيتام من ذوي الثراء.
واهتم الجد بتربية حفيده وتنشئته تنشئة صحيحة وتعليمه العربية والقرآن والنحو والشعر والأدب، إلى غير ذلك من العلوم التي يدرسها عادةً الناشئة، ويقبل عليها الدارسون.
وتهيأت لابن زيدون -منذ الصغر- عوامل التفوق والنبوغ، فقد كان ينتمي إلى أسرة واسعة الثراء، ويتمتع بالرعاية الواعية من جده وأصدقاء أبيه، ويعيش في مستوى اجتماعي وثقافي رفيع، فضلا عما حباه الله به من ذكاء ونبوغ، وما فطره عليه من حب للعلم والشعر وفنون الأدب.

ابن زيدون متعلمًا

ومما لا شك فيه أن "ابن زيدون" تلقى ثقافته الواسعة وحصيلته اللغوية والأدبية على عدد كبير من علماء عصره وأعلام الفكر والأدب في الأندلس، في مقدمتهم أبوه وجده، ومنهم كذلك "أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلح" النحوي المتوفى سنة وكان رجلاً متدينًا، وافر الحظ من العلم والعقيدة، سالكًا فيها طريق أهل السنة، له باع كبير في العربية ورواية الشعر.
كما اتصل "ابن زيدون" بكثير من أعلام عصره وأدبائه المشاهير، فتوطدت علاقته -في سن مبكرة- بأبي الوليد بن جَهْور الذي كان قد ولي العهد ثم صار حاكمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم مجيدًا للتلاوة، يهتم بسماع العلم من الشيوخ والرواية عنهم، وقد امتدت هذه الصداقة بينهما حتى جاوز الخمسين، وتوثقت علاقته كذلك بأبي بكر بن ذَكْوان الذي ولي منصب الوزارة، وعرف بالعلم والعفة والفضل، ثم تولى القضاء بقربة فكان مثالا للحزم والعدل، فأظهر الحق ونصر المظلوم، وردع الظالم.

.. وزيرًا

كان "ابن زيدون" من الصفوة المرموقة من شباب قرطبة؛ ومن ثم فقد كان من الطبيعي أن يشارك في سير الأحداث التي تمر بها.
وقد ساهم "ابن زيدون" بدور رئيسي في إلغاء الخلافة الأموية بقرطبة، كما شارك في تأسيس حكومة جَهْوَرِيّة بزعامة "ابن جهور"، وإن كان لم يشارك في ذلك بالسيف والقتال، وإنما كان له دور رئيسي في توجيه السياسة وتحريك الجماهير، وذلك باعتباره شاعرًا ذائع الصيت، وأحد أعلام "قرطبة" ومن أبرز أدبائها المعروفين، فسخر جاهه وثراءه وبيانه في التأثير في الجماهير، وتوجيه الرأي العام وتحريك الناس نحو الوجهة التي يريدها.
وحظي "ابن زيدون" بمنصب الوزارة في دولة "ابن جهور"، واعتمد عليه الحاكم الجديد في السفارة بينه وبين الملوك المجاورين، إلا أن "ابن زيدون" لم يقنع بأن يكون ظلا للحاكم، واستغل أعداء الشاعر ومنافسوه هذا الغرور منه وميله إلى التحرر والتهور فأوغروا عليه صدر صديقه القديم، ونجحوا في الوقيعة بينهما، حتى انتهت العلاقة بين الشاعر والأمير إلى مصيرها المحتوم.

ابن زيدون وولادة

كان ابن زيدون شاعرًا مبدعًا مرهف الإحساس، وقد حركت هذه الشاعرية فيه زهرة من زهرات البيت الأموي، وابنة أحد الخلفاء الأمويين، وهي "ولادة بنت المستكفي"، وكانت شاعرة أديبة، جميلة الشكل، شريفة الأصل، عريقة الحسب، وقد وصفت بأنها "نادرة زمانها ظرفًا وحسنًا وأدبًا".
وأثنى عليها كثير من معاصريها من الأدباء والشعراء، وأجمعوا على فصاحتها ونباهتها، وسرعة بديهتها، وموهبتها الشعرية الفائقة، فقال عنها "الصنبي": "إنها أديبة شاعرة جزلة القول، مطبوعة الشعر، تساجل الأدباء، وتفوق البرعاء".
وبعد سقوط الخلافة الأموية في "الأندلس" فتحت ولادة أبواب قصرها للأدباء والشعراء والعظماء، وجعلت منه منتديًا أدبيًا، وصالونًا ثقافيًا، فتهافت على ندوتها الشعراء والوزراء مأخوذين ببيانها الساحر وعلمها الغزير.
وكان "ابن زيدون" واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء الذين ارتادوا ندوتها، وتنافسوا في التودد إليها، ومنهم "أبو عبد الله بن القلاس"، و"أبو عامر بن عبدوس" اللذان كانا من أشد منافسي ابن زيدون في حبها، وقد هجاهما "ابن زيدون" بقصائد لاذعة، فانسحب "ابن القلاسي"، ولكن "ابن عبدوس" غالى في التودد إليها، وأرسل لها برسالة يستميلها إليه، فلما علم "ابن زيدون" كتب إليه رسالة على لسان "ولادة" وهي المعروفة بالرسالة الهزلية، التي سخر منه فيها، وجعله أضحوكة على كل لسان، وهو ما أثار حفيظته على "ابن زيدون"؛ فصرف جهده إلى تأليب الأمير عليه حتى سجنه، وأصبح الطريق خاليًا أمام "ابن عبدوس" ليسترد مودة "ولادة".
الفرار من السجن
وفشلت توسلات "ابن زيدون" ورسائله في استعطاف الأمير حتى تمكن من الفرار من سجنه إلى "إشبيلية"، وكتب إلى ولادة بقصيدته النونية الشهيرة التي مطلعها:

أضحى التنائي بديلا من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

وما لبث الأمير أن عفا عنه، فعاد إلى "قرطبة" وبالغ في التودد إلى "ولادة"، ولكن العلاقة بينهما لم تعد أبدًا إلى سالف ما كانت عليه من قبل، وإن ظل ابن زيدون يذكرها في أشعاره، ويردد اسمها طوال حياته في قصائده.
ولم تمض بضعة أشهر حتى توفي الأمير، وتولى ابنه "أبو الوليد بن جمهور" صديق الشاعر الحميم، فبدأت صفحة جديدة من حياة الشاعر، ينعم فيها بالحرية والحظوة والمكانة الرفعية.
ولكن خصوم الشاعر ومنافسيه لم يكفوا عن ملاحقته بالوشايات والفتن والدسائس حتى اضطر الشاعر في النهاية إلى مغادرة "قرطبة" إلى "إشبيلية" وأحسن "المعتضد بن عباد" إليه وقربه، وجعله من خواصه وجلسائه، وأكرمه وغمره بحفاوته وبره.

في إشبيلية

واستطاع "ابن زيدون" بما حباه الله من ذكاء ونبوغ أن يأخذ مكانة بارزة في بلاط "المعتضد"، حتى أصبح المستشار الأول للأمير، وعهد إليه "المعتضد"، بالسفارة بينه وبين أمراء الطوائف في الأمور الجليلة والسفارات المهمة، ثم جعله كبيرًا لوزرائه، ولكن "ابن زيدون" كان يتطلع إلى أن يتقلد الكتابة وهي من أهم مناصب الدولة وأخطرها، وظل يسعى للفوز بهذا المنصب ولا يألو جهدًا في إزاحة كل من يعترض طريقه إليه حتى استطاع أن يظفر بهذا المنصب الجليل، وأصبح بذلك يجمع في يديه أهم مناصب الدولة وأخطرها وأصبحت معظم مقاليد الأمور في يده.
وقضى "ابن زيدون" عشرين عامًا في بلاط المعتضد، بلغ فيها أعلى مكانة، وجمع بين أهم المناصب وأخطرها.
فلما توفي "المعتضد" تولى الحكم من بعده ابنه "المعتمد بن عباد"، وكانت تربطه بابن زيدون أوثق صلات المودة والألفة والصداقة، وكان مفتونًا به متتلمذًا عليه طوال عشرين عامًا، وكان بينهما كثير من المطارحات الشعرية العذبة التي تكشف عن ود غامر وصداقة وطيدة.

المؤامرة على الشاعر

وحاول أعداء الشاعر ومنافسيه أن يوقعوا بينه وبين الأمير الجديد، وظنوا أن الفرصة قد سنحت لهم بعدما تولى "المعتمد" العرش خلفًا لأبيه، فدسوا إليه قصائد يغرونه بالفتك بالشاعر، ويدعون أنه فرح بموت "المعتضد"، ولكن الأمير أدرك المؤامرة، فزجرهم وعنفهم، ووقّع على الرقعة بأبيات جاء فيها:
كذبت مناكم، صرّحوا أو جمجموا
الدين أمتن، والمروءة أكرم
خنتم ورمتم أن أخون، وإنما
حاولتمو أن يستخف "يلملم"
وختمها بقوله محذرًا ومعتذرًا:

كفوا وإلا فارقبوا لي بطشةً

تلقي السفيه بمثلها فيحلم

وكان الشاعر عند ظن أميره به، فبذل جهده في خدمته، وأخلص له، فكان خير عون له في فتح "قرطبة"، ثم أرسله المعتمد إلى "إشبيلية" على رأس جيشه لإخماد الفتنة التي ثارت بها، وكان "ابن زيدون" قد أصابه المرض وأوهنته الشيخوخة، فما لبث أن توفي بعد أن أتمّ مهمته في عن عمر بلغ نحو ثمانية وستين عامًا.

غزليات ابن زيدون

يحتل شعر الغزل نحو ثلث ديوان "ابن زيدون"، وهو في قصائد المدح يبدأ بمقدمات غزلية دقيقة، ويتميز غزله بالعذوبة والرقة والعاطفة الجياشة القوية والمعاني المبتكرة والمشاعر الدافقة التي لا نكاد نجد لها مثيلا عند غيره من الشعراء إلا المنقطعين للغزل وحده من أمثال "عمر بن أبي ربيعة"، "وجميل بن مَعْمَر"، و"العبّاس بن الأحنف".
ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول في مطلعها:
أضحى التنائي بديلا من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

الوصف عند ابن زيدون

انطبع شعر "ابن زيدون" بالجمال والدقة وانعكست آثار الطبيعة الخلابة في شعره، فجاء وصفه للطبيعة ينضح بالخيال، ويفيض بالعاطفة المشبوبة والمشاعر الجياشة، وامتزج سحر الطبيعة بلوعة الحب وذكريات الهوى، فكان وصفه مزيجًا عبقريًا من الصور الجميلة والمشاعر الدافقة، ومن ذلك قوله:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا
والأفق طلق، ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
كأنه رق لي فاعتل إشفاقًا
والروض عن مائة الفضي مبتسم
كما شققت عن اللبات أطواقًا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقًا
كأنه أعينه إذ عاينت أرقي
بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
فازداد منه الضحى في العين إشراقًا
سرى ينافحه نيلوفر عبق

وسنان نبه منه الصبح أحداقًا

الإخوانيات الشعرية عند ابن زيدون

كان "ابن زيدون" شاعرًا أصيلا متمكنا في شتى ضروب الشعر ومختلف أغراضه، وكان شعره يتميز بالصدق والحرارة والبعد عن التكلف، كما كان يميل إلى التجديد في المعاني، وابتكار الصور الجديدة، والاعتماد على الخيال المجنح؛ ولذا فقد حظي فن الإخوانيات عنده بنصيب وافر من هذا التجديد وتلك العاطفة، ومن ذلك مناجاته الرقيقة لصديقه الوفي "أبي القاسم":
يا أبا القاسم الذي كان ردائي
وظهيري من الزمان وذخري
هل لخالي زماننا من رجوع
أم لماضي زماننا من مكرِّ؟
أين أيامنا؟ وأين ليال

كرياض لبسن أفاق زهر؟

الفنون النثرية عند ابن زيدون

اتسم النثر عند "ابن زيدون" بجمال الصياغة، وكثرة الصور والأخيلة، والاعتماد على الموسيقا، ودقة انتقاء الألفاظ حتى أشبه نثره شعره في صياغته وموسيقاه، وقد وصف "ابن بسام" رسائله بأنها "بالنظم الخطير أشبه منها بالمنثور".
وبالرغم من جودة نثر "ابن زيدون" فإنه لم يصل إلينا من آثاره النثرية إلا بعض رسائله الأدبية، ومنها:
· الرسالة الهزلية: التي كتبها على لسان "ولادة بنت المستكفي" إلى "ابن عبدوس" وقد حمل عليه فيها، وأوجعه سخرية وتهكمًا، وتتسم هذه الرسالة بالنقد اللاذع والسخرية المريرة، وتعتمد على الأسلوب التهكمي المثير للضحك، كما تحمل عاطفة قوية عنيفة من المشاعر المتبانية: من الغيرة والبغض والحب، والحقد، وتدل على عمق ثقافة "ابن زيدون" وسعة اطلاعه.
وقد شرحها "جمال الدين بن نباتة المصري" في كتابه: "سرح العيون"، كما شرحها "محمد بن البنا المصري" في كتابه: "العيون".
الرسالة الجدية: وقد كتبها الشاعر في سجنه في أخريات أيامه، يستعطف فيها الأمير "أبا الحزم" ويستدر عفوه ورحمته، وهي أيضًا تشتمل على الكثير من الات والأحداث والأسماء.
ومع أن الغرض من رسالته كان استعطاف الأمير إلا أن شخصية "ابن زيدون" القوية المتعالية تغلب عليه، فإذا به يدلّ على الأمير بما يشبه المنّ عليه، ويأخذه العتب مبلغ الشطط فيهدد الأمير باللجوء إلى خصومه.
ولكن الرسالة مع ذلك تنبض بالعاطفة القوية وتحرك المشاعر في القلوب، وتثير الأشجان في النفوس.
وقد شرحها "صلاح الدين الصفدي" في كتابه: "تمام المتون"، و"عبد القادر البغدادي" في كتابه: "مختصر تمام المتون".
بالإضافة إلى هاتين الرسالتين فهناك رسالة الاستعطاف التي كتبها الشاعر بعد فراره من سجنه وعودته من "إشبيلية" إلى "قرطبة" مستخفيًا ينشد الأمان، ويستشفع بأستاذه "أبي بكر مسلم بن أحمد" عند الأمير.
وهذه الرسالة تعد أقوى رسائل "ابن زيدون" جميعًا من الناحية الفنية، وتمثل نضجًا ملحوظًا وخبرة كبيرة ودراية فائقة بأساليب الكتابة، وبراعة وإتقان في مجال الكتابة النثرية.
ولابن زيدون كتاب في تاريخ بني أمية سماه "التبيين" وقد ضاع الكتاب، ولم تبق منه إلا مقطوعتان، حفظهما لنا "المقري" في كتابه الكبير: "نفح الطيب".

النسر الطائر
النسر الطائر
جزاك الله خيرا
أتحفتنا بموضوعك ‘ ويحتاج مني معاودة قراءته
أخوك النسر الطائر

مجد الخلافة
مجد الخلافة
على الرحب اخي النسر الطائر ..
عفواً .. اوراد
انما قال ابن زيدون هذه الابيات في ولادة بنت المستكفي
والتي يقال انها قالت في ابن زيدون هذه الابيات :
اغار عليك من عينى و منى // و منك ومن زمانك و المكان
ولو أنى خبأتك فى عيونى // الى يوم القيامه ما كفانى

اورااد
اورااد
بارك الله فيك اخي مجد الخلافة
وجزاك الله خيرا

اعتماد
اعتماد
أبيات رائعه يعطيكم العافيه ...

@عاشق الخيال@
@عاشق الخيال@
أبيات رائعه يعطيكم العافيه ...
بارك الله فيك اخي مجد الخلافة
وجزاك الله خيرا


خصم يصل إلى 25%