مجد الخلافة
31-03-2022 - 08:38 am
هو ابو الوليد احمد بن عبدالله بن زيدون (1003-1070م) ولد فى قرطبة وتثقف بها .. اشترك فى الثورة التى ذهبت بملك الامويين والحموديين والعلويين والتى انشأت الدولة الجهورية , فقربة ابو الحزم بن جهور ومنحه لقب ذى الوزارتين.
زاحمه الشاعر الكبير ابن عبدوس على حب ولادة بنت المستكفى . فراح يكيد له حتى سخط عليه ابو الحزم وسجنه . غير ان الوليد بن ابى الحزم عاد فقربه اليه بعد وفاة والده . ثم مالبث ان افسد مابينه وبين الوليد, ففر هاربا وجعل يتنقل فى الاندلس , الى ان اتصل بالمعتضد صاحب اشبيلية فاشرقت شمسه وزال نحسه .
ولما توفى المعتضد اتصل بابنه المعتمد بن عباد الملك الشاعر العظيم , فاصبحا صديقين وكانا يتطارحان الشعر . وابن زيدون هو الذى سهل بدهائه للمعتمد غزو قرطبة التى جفعلها عاصمة ملكه . ثم الحت عليه الحمى اثناء سفرة له الى اشبيلية فمات هناك .
كان يلقب ببحترى الغرب تشبيها له ببحترى الشرق فى روعة ديباجته وسموّ خياله وحسن فنه , غير انه يتميز من بحترى الشرق بجمال وصفه للطبيعة واشراكه اياها فى شعوره والمه من فراق ولادة .
واجمل ماكتب كان فى الغزل والحنين , ويكاد لايوجد متأدب او عاشق للشعر لايحفظ شيئا من خريدته الشهيرة "اضحى التنائى بديلا عن تدانينا"
واليكم بعض المقتطفات من روائعه ..
1 /
اضحى التنائى بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ان الزمان الذى مازال يضحكنا
انسا بقربهم , قد عاد يبكينا
وقد نكون ومايخشى تفرّقنا
فاليوم نحن , ولايرجى تلاقينا
بنتم وبنا , فما ابتلت جوانحنا
شوقا اليكم , ولاجفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضى علينا الاسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم ايامنا , فغدت
سودا, وكانت بكم بيضا ليالينا
ابكى وفاء , وان لم تبذُلى صلةً
فالطيف يقنعنا , والذكر يكفينا
عليك ما سلام الله مابقيَت
صبابةٌ بك نخفيها فتخفينا
2 /
قل لمن دان بهجرى
وهواه لىَ دينُ
ياجوادا بىَ انى
بك والله ضنينُ
ماالذى ضَرّك لو سُ
رّ بمرآك الحزينُ
وتلطفت لصبٍّ
حينُه فيك يحينُ
فوجوه اللفظ شتى
والمعاذسرُ فنونُ
3 /
ايوحشنى الزمان , وانت انسى
ويظلم لى النهار وانت شمسى
واغرس فى محبتك الأمانى
فأجنى الموت من ثمرات غرسى
ولو ان الزمان اطاع حكمى
فديتك من مكارهه بنفسى
4 /
لعمرى لئن قلّت اليك رسائلى
لأنت الذى نفسى عليه تذوبُ
فلا تحسبوا انى تبدلت غيركم
ولا ان قلبى من هواك يتوبُ
5 /
انى ذكرتك بالزهراء مشتاقا
والأفق طلقٌ ومرأى الارض قد راقا
وللنسيم اعتلال فى اصائله
كأنه رقّ لى فاعتل اشفاقا
لو شاء حملى نسيم الصبح حين سرى
وافاكمُ بفتىً اضناه مالاقى
لو كان وفّى المنى فى جمعنا بكمُ
لكان من اكرم الأيام اخلاقا
فالآن , احمد ماكنا لعهدكم
سلوتمُ , وبقينا نحن عشاقا
6 /
يانازحا وضمير القلب مثواه
انستك دنياك عبدا انت مولاهُ
عل الليالى تبقّينى الى املٍ
الدهر يعلم والايامُ معناهُ
7 /
يامن غدوت به فى الناس مشتهرا
قلبى عليك يقاسى الهم والفكَرَا
ان غبتَ لم الق انسانا يؤنّسنى
وان حضرت فكل الناس قد حضرا
8 /
متى ابثك مابى
ياراحتى وعذابى
متى ينوب لسانى
فى شرحه عن كتابى
الله يعلم انى
اصبحت فيك لما بى
فلا يطيب طعامى
ولا يسوغ شرابى
يافتنة المتقرّى (الناسك)
وحجة المتصابى
ما البدر شفّ سناه
على رقيق السحاب
الا كوجهك لمّا
اضاء تحت النقاب
9 /
ياليت مالك عندى
من الهوى لىَ عندك
فطال ليلُك بعدى
كطول ليلىَ بعدك
الدهر عبدىَ لمّا
اصبحتُ فى الحب عبدَك
0/
سأحب اعدائى لأنك منهمُ
يامن يُصحُّ بمقلتيه ويُسقمُ
قد كان فى شكوى الصبابةِ راحةً
لو اننى اشكو الى من يرحمُ
1/
سأقنع منك بلحظ البصر
وارضى بتسليمك المختصر
ولا اتخطى التماسَ المنى
ولا اتعدى اختلاس النظر
ابيات رائعة
يعطيك العافية