- القاهرة:
- والقانون يلزم اتحاد الملاك بضرورة صيانة العقار.
المنافسة تشتد مع عواصم عربية
القاهرة:
أصبح الاهتمام بالمظاهر الخارجية من المحركات الرئيسية التي تحكم سلوك المستهلكين وذلك ينعكس بدوره على العقارات ولذلك فإن واجهات العقارات اصبحت من العناصر التي تجذب المشتري لتفضيل عقار عن آخر.
وهنا تظهر أهمية مدخل البناء من بداية البوابة الى الإبداع في الديكورات الداخلية للممر باستخدام الإضاءات والخامات الفخمة والمرايا والرسوم ثلاثية الأبعاد وغيرها من العناصر التي ترفع من قيمة العقار ككل واي شقة فيه على حدة. وهناك عيوب ملحوظة من هذه الزاوية في العقارات المصرية وهى تظهر بوضوح فى المبالغة في تزيين المداخل أو تقليص مساحتها او اهمال جمالياتها لذلك سألنا خبراء العقارات والتصميم المعماري لمعرفة التطورات التى حدثت فى هذا المجال وإلى أي مدى يعتبر المدخل عنصرا مؤثرا على عملية الشراء والتسويق وماهى الاتجاهات الجديدة فيما يخص تصميمات وديكورات المداخل فى مصر؟.
يقول المهندس كمال فوزي مدير قسم الديكور في المكتب العلمي للتصميمات أن مدخل العمارة عنصر لا يتجزأ من عناصر تصميم الواجهة الرئيسية، ويجب الاعتناء بالمدخل بداية من البوابة الخارجية حيث يمكن الإبداع فيها باستخدام الخامات والتصميمات المختلفة، والتشطيبات المنضبطة مع مراعاة التجانس بين العناصر المستخدمة وبين طراز الواجهة، بمعنى أنه إذا كان الطراز المتبع هو الكلاسيكي فيجب الا يكون المدخل «مودرن» والعكس صحيح.
ويضيف المهندس كمال فوزي أن مصمم الديكور يحدد الطراز باختيار الأرضيات والحوائط فللقديم يختار خامات مثل الحجر الهاشمي مع عمل استقبال خاص Reception إلى جانب الاهتمام بال «انتركوم» وصناديق البريد والحرص على عدم تقديمها بالشكل التقليدي.
ومن المفضل ان يكون المدخل مرتفعا وذا مستويين او ثلاثة ان امكن وتوظيف ذلك جماليا. وقد يعتمد تجميل المدخل على تغطية مساحة 60% منه بالمرايا لتعطي شعورا بالاتساع بالإضافة إلى الاهتمام بالمساحة الخضراء وأحواض الزهور وإضاءتها ويضيف فوزي أنه يمكن تنفيذ أي تصميم إذا كان المشرف مهندسا متخصصا ويجب دراسة الخامات جيداً قبل استخدامها ومن المفترض أيضاً مراعاة تناسق الألوان مع الخامات والتأكد من قدرة الاخيرة على احتمال الصدمات ومقاومة التاكل السريع.
ويدعو فوزي إلى أن تكون العمارة كلها منظومة واحدة بداية من اختيار الموقع وانتهاء بدخول الشقة منبها الى ان الحال في مصر يختلف عن الدول الأجنبية، فلدينا اهتمام مبالغ فيه بالتفاصيل والبهرجة و«الكرانيش» و«النجف» و«الأبليكات» ولكن في الخارج لديهم تنوع في المعمار ولكنهم في النهاية يميلون إلى البساطة.
ويرى فوزي ان من أبرز العيوب في المداخل المصرية أن الأسقف تنفذ بطريقة معقدة تجعلها تجمع الأتربة بالإضافة إلى ان المداخل غالبا ضيقة ولا تتناسب مع حجم العمارة وينظر اليها على انها هدر وحرم المصعد عادة ضيق ايضا وإضافة إلى ذلك فالإضاءة فى المدخل إلى حد كبير عشوائية.
ويشير أحمد أنيس مدير مركز التقييم العقاري بجامعة القاهرة أن قيمة العقار تتأثر بعوامل عديدة من ضمنها رقي الذوق في الواجهات، ويعد المدخل من العوامل غير الملموسة التي تعطي قيمة للعقار.
ويجب أن يكون العقار أيضاً متوافقا مع روح المنطقة المحيطة، وفي مصر، لا يوجد نموذج نمطي للمداخل اومدرسة معينة لعملها، فالعقارات تجدها متعددة الأشكال والألوان والتصميمات ولايربطها رابط.
ويلفت انيس الى ان من أهم الأمور التي يخطئ المستثمرون فى عدم الاهتمام بها هي السلالم (الدرج) فى ذاتها وفى علاقتها بالمداخل مضيفا ان وجود المصاعد لا يجب ان يقلل الاهتمام بالدرج على اى نحو.
ويضيف أنيس أن الخبرات الفنية اللازمة المصرية موجودة ولكن ما يقلل من جودة تنفيذ التصميم هو رفض المستثمر العقاري في بعض الأحيان استخدام خامات مرتفعة الثمن وفي أحيان أخرى لا تتوافر في السوق المصري خامات حديثة أو تتوافر بسعر مرتفع للغاية يعجز عن شرائه البعض، ولكن على الجانب الآخر تظهر الإبداعات المصرية في العديد من العقارات على سبيل المثال مبنى «فيرست» و«البرج الفضي» الواقع بجانب هيئة الاستثمار وغيرهما من العقارات المتميزة في القاهرة.
ويقول أنيس أن المباني الأكثر فخامة تجلب عائد أعلى، ففي الثمانينات والتسعينات ظهرت مداخل شديدة الفخامة أعطت للشقة قيمة أعلى مما تستحقها. أما أحمد صبور العضو المنتدب لشركة الأهلي للتنمية العقارية فيرى أن مدخل العمارة هو عنوان لها، لكن كثيرا من أصحاب العمارات لا يلجأون للمهندس المتخصص لكي ينسق المساحات والألوان على الرغم أن مصر تمتلك مصممين جيدين لا ينقصهم شيء عن الأجانب ولكن فقط نحتاج أن نعرفهم وكذلك بالنسبة لبعض المقاولين المصريين الذين يتمتعون بمستوى عال ومنهم على سبيل المثال «أوراسكوم» وأولاد علام وغيرهم.
ويضيف صبور أنه سبق له أن اشترى شقة بسبب شدة انجذابه للمدخل الذي كان مميزاً في مساحته وديكوراته وذوقه المرتفع لأن المدخل يعكس مدى الاهتمام بالعقار بشكل عام.
وأكد أنه ليس بالضرورة توجيه ميزانية مرتفعة للحصول على تصميم جيد، فهناك لفظ علمي يعرف بهندسة القيمة، وهو الحصول على أعلى جودة بأنسب سعر، كما أن البساطة لا تتعارض مع الفخامة التي يمكن تحقيقها بأبسط الإمكانيات وبتكلفة معقولة.
وبالنسبة للصيانة فيعتمد ذلك على احتياج كل خامة فهناك فرق بين الرخام المصري والجرانيت الألماني وغيرهما من الخامات التي تتمتع كل منها بطبيعة مختلفة.
والقانون يلزم اتحاد الملاك بضرورة صيانة العقار.
واتفق صبور على أن أبرز عيوب المداخل المصرية هو البهرجة والارتجال و«استخسار» المساحة فى المدخل .
وتقول إيمان الطحلاوي مديرة خدمة العملاء بشركة «كولدويل بانكر» أن مدخل العقار بمثابة اهم عامل مؤثر على الانطباعات الأولى للمشترين ولا يقل هذا العنصر أهمية عن الموقع والمساحة ويحتاج إلى جودة عالية في الديكور.
وأضافت إيمان أن الشركات العربية والأجنبية حققت تطورا ملحوظا في هذا المجال في الأعوام الماضية، ففي دبي على سبيل المثال استعانوا بمصممين من الخارج وظهرت النتيجة على العقارات التي تتميز بها تلك المدينة.
ولكنها أكدت أن شركتها تعتمد على تسويق ابداع المصممين المصريين وهى واثقة من قدراتهم وعادة ما يعجب بهم العملاء من الأجانب. ولكن لابد من الاستعانة بمتخصصين في التصميم والتنفيذ ولو كانوا اجانب بلا مكابرة وأضافت أنه كلما كان المدخل أكثر فخامة من حيث اعتماده على الإضاءة والأمن والعناصر المختلفة يكون أكثر جاذبية، لأن المظاهر أصبحت من الأولويات لإقناع القائم بالشراء ولم يعد المدخل التقليدي البسيط كافيا خاصة فى الاسكان فوق المتوسط وما يفوقه.
وتضيف الطحلاوى انه ظهر في الفترة الأخيرة اتجاه إلى رسم الحوائط بالاستعانة برسوم ثلاثية الأبعاد، من خلال التعاقد بين مهندس الديكور ورسامين ذوي مهارة عالية، لكنها مكلفة للغاية فثلاثة أمتار قد تصل تكلفتها إلى عشرة آلاف جنيه وهى تحتاج الى اهتمام دائم وصيانة.
ويرى المهندس عادل لطفي مدير شركة البوادي للعقارات أن المقارنة جائزة بين الشركات المصرية والأجنبية إذا تحدثنا عن مستوى العقارات السكنية العادية ولكنها غير ممكنة في حالة العمارات الشاهقةHigh Rise حيث تسبقنا فيها الشركات الأجنبية بقدر كبير.
ويقول فريد حافظ مدير التسويق بالشركة المصرية السعودية للتعمير أن التشطيب الفاخر للمدخل يرفع من قيمة العقار بشكل ملحوظ ونجد ذلك في بعض العقارات التي تقع على النيل وتتجاوز قيمة الوحدة فيها المليون جنيه بكثير وفى بعض عمارات عباس العقاد في مدينة نصر وغيرها وقد سبق كل ذلك المداخل الباهرة للعمارات المصرية القديمة بالزمالك ووسط البلد غير ان الاتجاه ظل لسنوات طويلة منذ الستينات مع المداخل العملية والتقليدية الى ان عادت بوادر الاهتمام بالمدخل كعضو حيوي فى العقار فى السنوات الاخيرة.