- «بحمدون» الصاخبة الهادئة
تعود «عروس المصايف» والمدينة الصاخبة بالحياة «عاليه» في جبل لبنان الى روادها مع افول الانتخابات النيابية في لبنان، واستقرار الوضع الأمني، وقد تأجلت بسببهما فكرة الانطلاق بالموسم السياحي للعام الحالي اسابيع قليلة، بعد ان كان يحدد له في كل عام يوم موحد بالتنسيق مع مدينة بحمدون، إلا ان التحضيرات لاستقبال المصطافين والرواد جارية على قدم وساق، فبالإضافة الى الإعداد المعهود للمطاعم والمقاهي وتجهيز شرطة البلدية لحفظ أمن السياح، يجري المجلس البلدي كامل اتصالاته مع رواد المنطقة في مجمل دول الخليج العربي لطمأنتهم الى سيادة الاستقرار الأمني على مستوى لبنان، الى جانب رفع الخوف عنهم من احتمال حدوث تفجيرات جديدة في المنطقة. وجميعها اسباب اخرت تسلم العدد الكبير من الحجوزات، التي كانت تشهد كثافة في هذا الوقت من السنة، ليبدأ الموسم فعلياً في منتصف شهر يوليو (تموز) وفقاً لما جرت العادة. وبدأ المصطافون بالفعل حجز مساكنهم، و«عاليه» تضم ما يفوق الالف شقة معدة للسكن، اضافة الى سبعة فنادق وعدد من المنازل التي يملكها خليجيون. ويعتبر الشارع الممتد من مدخل «عاليه»، من اطول الشوارع السياحية في لبنان، فطوله يبلغ 850 متراً، وعلى جانبيه مجموعة من المقاهي والمطاعم التي يشتهر بعضها عالمياً، الى خط مواز من المحلات التجارية. وقد اعيد ترميم معظمها بعد انتهاء الحرب اللبنانية، وفقاً للشكل الهندسي الخشبي القديم الذي عرفه السياح، واهل المنطقة في فترة العشرينات من القرن الماضي. وبهذا فإن المدينة تجمع بين التراث والحداثة، خصوصاً اذا ما لاحظ زائرها نسبة المنازل اللبنانية البنيان المتناثرة على تلالها الخضراء الواسعة، وهي منازل من الحجر الصخري وسطوح القرميد الاحمر. ولم يعد خافياً على الخليجيين من محبي «عاليه»، ما تشتهر فيه على مدار اشهر الصيف من «حب» للحياة و«عشق» للطرب والازدحام. وقد وفرت المنطقة لزائرها وسائل تنقل داخلية، من عربات متنوعة الاشكال، اضافة الى الدراجات الهوائية، كذلك السيارات التي يعج بها الشارع في «وقت الذروة» من الصيف.
وتبعد «عاليه» عن بيروت مسافة ربع ساعة بمعدل 15 كلم، وهي ترتفع الف متر عن سطح البحر، وتتمتع خلال فصل الحر بطقس ليلي مميز ببرودته، يخلو من رطوبة العاصمة، وهو ما يستقطب عشرات الآلاف من الخليجيين واللبنانيين إليها، وبالإضافة الى استراحاتها، فهي تضم رصيفاً واسعاً على طول شارعها يوفر للمشاة نصيباً من التنعم بزهوها، وقد أمنت لهؤلاء مجموعة من محلات الارصفة لبيع البوظة والعصائر وغيرها من المأكولات والمشروبات. وقد عرفت «عاليه» في السنوات الماضية مواسم سياحية مزدهرة، اضافة الى انتعاش عامل الاستثمار على اراضيها. وقد ابقت على الساحات القديمة بأسمائها المعروفة مثل «عين التفاحة»، التي تعود الى 700 سنة، الى جانب اعادة الشكل الطبيعي لعيون ماء جفت على مر السنين.
وما يضيف على المنطقة تميزاً، انها تقع عند تقاطع طرق اساسية، وتربط بيروت بسورية عبر خط دولي يفتح طرقاته، كذلك بين الجنوب والبقاع للمواطنين اللبنانيين، وهو ما يجعلها موقعاً استراتيجياً ومقصداً عاماً.
«بحمدون» الصاخبة الهادئة
- تستقبل «بحمدون» زائريها من الخليجيين في اوائل شهر يوليو، كما جرت العادة في كل عام، والجنسية الطاغية على هؤلاء هي الكويتية، إلا ان اعداد الوافدين من معظم دول الخليج الى المدينة ترتفع سنة بعد اخرى، واضافة الى الكويتيين يملك القطريون اراضي ومنازل واسعة في «بحمدون» وغيرها مناطق الجبل اللبناني. وتحتل «بحمدون» لديهم جميعاً مكانة الصدارة، لما تتمتع به من طراوة طقس وليل عائلي انيس، وتغلب السياحة العائلية في هذه المنطقة. ويتعاون مجلس «بحمدون» البلدي مع المجلس الخليجي التشاوري الذي يضم اعضاء من السعودية والكويت والامارات، وقد تكونت من خلاله معلومات حول مستوى الاقبال لهذا العام، تفيد ان نسبة جيدة جداً من المقرر ان تبدأ بوادرها مع انتهاء العام الدراسي في معظم دول الخليج، وشركات الطيران تبين كثافة في الحجوزات.
وتضم «بحمدون» الكبرى 9000 وحدة سكنية، بما فيها 800 تقع في «بحمدون» المحطة، وهي بذلك تجمع 10 الى 12 قرية، منها منازل معدة للايجار، الى جانب عدد من الفنادق تبلغ الثمانية. وتضم الاخيرة بدورها الفا ومائة غرفة، اضافة الى افتتاح فندق «السفير» لهذا العام الذي يحتوي على 70 غرفة. وتبعد «بحمدون» عن بيروت 16 كلم، بينما ترتفع ما يقارب 1000 متر عن سطح البحر، وتتمتع بطقس جاف وصحي، وتضم سوقاً تجارياً مميزاً وفنادق فخمة وشققا منظمة وخدمات وافرة على المستويات البيئية والصحية والأمنية والدينية.
اللزاز
تسلم على الموضوع الجميل
وبالفعل عاليه زهرة المصايف اللبنانيه