- «تشاينا تاون».. في حي «درب عمر» بالدار البيضاء
- صينيون بدأوا التوافد منذ سنة ويشترون محال تجارية متقاربة في المدينة
«تشاينا تاون».. في حي «درب عمر» بالدار البيضاء
صينيون بدأوا التوافد منذ سنة ويشترون محال تجارية متقاربة في المدينة
منذ نحو سنة ونصف السنة، بدأ صينيون يتوافدون على المغرب، ويفتتحون خصوصاً محال تجارية في الحي التجاري «درب عمر» الشهير، في الدار البيضاء. يشترون هذه المحالات ويعلقون عليها يافطات مكتوبة باللغة العربية والصينية، ويزينون مداخلها باسطوانات حمراء، لم يعتد المغاربة مشاهدتها سوى في أفلام أساطير شنغهاي أو بكين.
ويعطي هؤلاء الصينيون القادمون الى المغرب، الانطباع بأنهم «نمل أزرق»، فهم مختلفون في كل شيء: يعملون في صمت ويتخاصمون في صمت، ويأتون أو يسافرون أيضا في صمت، ونادرا ما يخالطون المغاربة، خارج أوقات العمل.
في احد محلاتهم، كانت فتاة صينية تجلس صامتة بجانب والدها، بينما ينشغل شبان مغاربة ببيع السلع للزبائن، الذين قصدوا المحل. ظلت الفتاة ترفض الكلام عن سبب هجرتها من الصين إلى المغرب، أو كيفية عيشها في بلد يبعد آلاف الكيلومترات عن موطنها الأصلي. وفضلت أن ترد على جميع الأسئلة بابتسامة وانحناءة خفيفة للرأس، فيما ظل والدها صامتا مفضلا النظر من الزجاج، إلى ما يدور في الخارج، ورافضاً الخوض في هذا الموضوع. طال المشهد دقائق قبل أن يعلق أحد الشبان المغاربة العاملين في المحل: «لا تتعب نفسك، إنهم يرفضون الكلام».
وداخل محل مجاور، كان شاب صيني جالسا خلف مكتبه، يقرأ كتابا خط باللغة الصينية، وأمامه آلة حاسبة، قبل أن ينادي على عامل عنده بكلمات صينية متوالية، تشبه صيحات المحاربين، ثم يعلق بعبارات انجليزية نطقها بصعوبة: «كل شيء هنا على ما يرام»، راسما على شفتيه ابتسامة خفيفة.
وغير بعيد عن المحل، تقع عدة محلات تجارية للصينيين، علقت في مدخلها لافتة زرقاء، كتبت بالصينية والعربية «المركز التجاري الصيني»، اعتبر نواة ل«تشاينا تاون» مغربية، حيث لا يوجد غير الصينيين، الذين يجلسون في ركن قصي من المحل، يتفرجون في هدوء على منظر الزبائن القادمين اليه من أجل شراء ما يلزمهم من أثاث، يتشكل في غالبه من مزهريات وأوان منزلية، وبعض الثياب والأحذية، فيما يقوم الشبان المغاربة بالتفاوض مع الزبائن، حيث يقول أحدهم «نتفاهم ببعض الكلمات بالفرنسية أو الانجليزية، وأحيانا نلجأ إلى لغة الصم والبكم، من أجل التواصل بيننا، لكنهم أشخاص أذكياء، يتقنون لغة الحساب وبخلاء، حيث لا يتعدى أجر المغاربة، الذين يشتغلون معهم خمسين درهما في اليوم (حوالي 5 دولارات)».
ويقول حارس أمن يعمل منذ سنة، في حراسة المركز التجاري الصيني بالدار البيضاء: «يبدو لي أن أعداد الصينيين تزداد، بل ان أغلبهم يتحدرون من عائلة واحدة، ويستأجرون الشقق في وسط المدينة. انهم قوم لا ينامون، إلا في ساعة متأخرة، ومع ذلك فهم أول من يستيقظ في الصباح الباكر».
منقول منقول منقول