جمال بردى طبعا لا ان تراه و انت تجلس في مطعم و تراه ضمن قوالب
صنعها الإنسان
جماله ان تهرب اليه بطبيعته كما خلقها الله

في كل مسافة تتنقل بها مع مجرى النهر تجد جسرا يربط بين ضفتيه

هادئا تارة وتارة صاخب
هنا جريان بردى الهادئ

وجدنا هنا هذا السائح و معداته على ظهره و عرف انه يقف في مكان يستحق التصوير
و انتبه للكاميرا
و في هذه الصورة ترىبردى الصاخب و لكن لمسلفة قصيرة جدا مشكلا شلال صغير

ينحدر و رغم صغر حجمه حفر مجراه حول الصخور و تجاوزها

جسر أخر

جلسات خاصة جانب النهر

نهر بردى حكاية غير طلية اليوم، لكنه سر جماليات دمشق، هذا السر لم يختلقه عوام الدمشقيين، وانما كتب عنه المؤرخون والرحالة الشرقيون والغربيون، فالرحالة ابن بطوطة عندما فضل دمشق على جميع البلاد واطلق عليها جنة المشرق، وصفها بأنها ارض سئمت كثرة الماء حتى اشتقات الى الظمأ. بل إن حصة بردى من الشعر اكبر، فلم تخل منه قصيدة تغنت بالعاصمة دمشق، ولم يأت شاعر الاوطابت له الإقامة فيها، واستمد من ماء نهرها السلسبيل،مداداً لقصيدة عصماء كانت عرفاناً بالجميل لمنظر اعاد الى روحه الصبا والشباب واوحى اليه بالحب وعشق الحياة. حتى أمير الشعراء أحمد شوقي استهل قصيدته به وخلط ماءه بالدمع مشيداً بالحرية وثورة السوريين عام 1925: ‏
سلام من صبا بردى أرق ودمع لايكفكف يا دمشق ‏

1. حضارة الماء ‏

حضارة الماء ‏

منذ قدم الزمن والى أمد قريب، لم يبخل بردى بمياهه الوفيرة على كل من حل بحوضه، فتكاثرت بفعل كرمه التجمعات السكنية لتشكل مركزاً لحضارة مدنية في العهد الروماني، تمثلت في سدود وشبكة ري متقدمة، قبل استخدام الالات لحفر الابار واستخراج المياه الجوفية، ساد في حوض دمشق توازن مائي تقليدي اعتمد على الينابيع الكثيرة المنتشرة في سهل سرغايا والزبداني والديماس وصيدنايا وسفوح جبل الشيخ، كانت تمد السكان باحتياجاتها من مياه الشرب والزراعة،عبر اقنية تدعى بالفجارات الجماعية، اوصلت المياه حتى سهل القطيفة، وجيرود، بالاضافة الى اقامة سدود تحويلية على وادي بردى والاعوج ووادي منين لتتفرع الى انهار هي: يزيد* ثورا* بانياس* القنوات* الديراني* المزاوي* وجرى انشاء شبكة ري توصل المياه الى احيائها المتشعبة وازقتها الضيقة، عبر انابيب وقساطل فخارية وحديدية تحت الارض، عندما تبلغ الاحياء تتوزع في المقاسم« الطوالع» الكبيرة والصغيرة، بنسبة اتساع الحي المخصصة له، والطالع عبارة عن حوض متوازي المستطيلات يأخذ ماءه من فرع رئيسي من النهر. ويطلق على نقطة انطلاق الماء من النهر الى الطالع اسم الماصية، ويتدفق من خلال انابيب فخارية محكمة القفل الى الطالع، ومنها الى انانيب فرعية تتوغل في الدور والمنشآت، وبعض الاحياء الدمشقية اخذت اسمها من الطوالع كحارة السبع طوالع، وحارة طالع الفضة. من جانب اخر لعبت المراتب الاجتماعية بين العائلات دوراً في توزيع حصص المياه التي كانت تباع مقاديرها بموجب حجج شرعية مع العقار وحصل البعض على حق استخدام فروع ثانوية عند الحاجة. ‏
و هنا صورة قديمة لنهر بردى لاحظوا كيف كان

1. نهر بردى

نهر بردى

يروي مدينة دمشق نهر بردى، يبدأ مجراه من بحيرة تتجمع فيها مياه عدة ينابيع في سهل الزبداني مشكلاً نهراً يراوح عرضه بين 4.5-15م، ولا يزيد عمقه على 2.5م، ولذلك تفيض مياهه في أيام الشتاء والربيع عند ازدياد صبيبه، فتغطي على مساحة واسعة من ضفتيه. يتجه النهر شرقاً حتى مسافة 1.25كم، حيث يتجه جنوباً حتى مسافة 6كم موازياً الخط الحديدي وطريق السيارات حتى موقع التكية. أقيم عند التكية في عام 1906 سد لحجز مياه النهر عند ارتفاع 1093م من أجل توليد الكهرباء. تنحدر مياه بردى من البحيرة لتبدأ سيرها في وادي بردى الذي تحف به من الجانبين ثلاث عشرة قرية هي على الترتيب: سوق وادي بردى، برهليا، كفر العواميد، الحسينية، كفير الزيت، دير قانون، دير مقرن، عين الفيجة، بسيمة، أشرفية الوادي، جديدة الشيباني أو الوادي، الهامة، دمر، إضافة إلى منتزهات عين الخضراء.
توزع مياه بردى بين قرية الهامة وموقع الربوة إلى ستة فروع وهي حسب ترتيب اشتقاقها:
1- نهر يزيد: ينفصل عن بردى شمالاً جنوب الهامة بنحو 400م، ويأخذ 18 من 24 من مياه النهر. ينتهي النهر بعد أن يسير مسافة 16كم، وينتهي نحو الأراضي الشمالية لمدينة حرستا.
2- المزاوي: يتفرع عن بردى جنوباً، غربي ضاحية دمر، تستفيد من مياهه الأراضي الغربية من دمر، ويروي أراضي المزة.
3- الديراني: يتفرع عن بردى جنوباً، شرقي ضاحية دمر بقليل، يروي أولها أراضي كفر سوسة، وقد تحولت معظم هذه الأراضي إلى أحياء سكنية حديثة في مدينة دمشق.
4- تورا: يتفرع عن بردى شمالاً، عند موقع الشاذروان في أول مضيق الربوة، ويسير موازياً لنهر يزيد. يتفرع إلى عدد من الفروع، تسقي مساحة واسعة من غوطة دمشق، وينتهي أخيراً في أراضي قرية عذراء من قرى المرج.
5- قنوات: ينفصل عن بردى جنوباً قرب نقطة الشاذروان، ويتجه شرقاً لتزويد بيوت حي القنوات بالمياه عبر قناة حجرية ماتزال بعض أجزائها قائمة.
6- بانياس: ينفصل عن بردى جنوباً في قاع الوادي قرب نهاية خانق الربوة، ثم يدخل دمشق ماراً بالتكية السليمانية فجامع المولوية فجامع تنكز، ويتفرع عنه هنا فرع طويل، وبعدها يدخل نهر بردى قلعة دمشق بدءاً من وصوله إلى ساحة الشهداء، حيث ينفصل عنه:
· العقرباني: ينفصل عن بردى جنوباً عند ساحة الشهداء، وكان يشكل الخندق الشمالي لقلعة دمشق ولسورها، ثم ينقسم عند جسر المطيّر إلى أربعة فروع.
· الداعياني: يتفرع عن بردى شمالاً عند باب السلام.
· المليحي: يتفرع من بردى جنوباً.

مشكور اخي الحبيب محمد و كما توقعت من سعادة المستشار
اشكرك كل الشكر مستشارنا العزيز