بن بطوطة
08-09-2022 - 08:07 pm
بينما كان الباص يتأهب للا نطلاق من محطة الماظة فى القاهرة فى طريقه بنا الى شرم الشيخ فى جنوب سيناء ، برحلة برية تمتد على الشريط الساحلى الجنوبى المقابل للبحر الاحمر ، وخليج نعمة بالتحديد ،
أخذت مقعدى بالباص والا حلا م تتكالب على مخيلتى بقضاء أجمل الا وقات برحلة برية تمتد الى
8 ساعات ، ولا نى أعشق رحلا ت البر الطويلة ( رغم مشقتها ) الا أن مايهون الصعاب علىً هو مانراه
من مناظر جميلة ومستحبة للنفس طيلة الطريق ....
وبينما كان الباص يشق طريقه من أسفل جسر ونفق الشهيد أحمد حمدى فى السويس ، تصور نفسك تمر
من تحت قناة السويس !!! كنت أرى الجبال الراسيات والشاهقات على أطراف الطريق بالوانها المختلفة
مابين الا سود والبنى والا بيض والرملى بصورة أقرب الى لوحة فنية رسمتها يد الله سبحانه وتعالى ،
بأعجاز يضاف الى قدرته التى فاقت التصور البشرى وهو يرى عجائب الخلق !!!
والنخل باسق وقد وقف على أمتداد الطريق بمنظر يأسر النفس بروعة الرؤية التى تجبرك أن تتابع النظر
اليه وقد تسلحت بالكاميرة لتصوير أجمل اللقطات ....
فى الباص ، هدوء مطبق الا من صوت متقطع للتلفزيون الذى يبث أرساله بمجموعة أفلا م عربية تقطع
عليك ملل الطريق الطويل ، وأن كانت المناظر الخارجية التى تشاهدها من النافذة فى الباص تأسرك
لتبقى متابعا لها وقد تداخلت الصور مابين صحراء ذات هضاب وتلا ل ممتدة فى أعماق شبه جزيرة
سيناء ، وجبال متراصة بسلسلة مترامية الا طراف ......
مررنا فى طريقنا الى شرم الشيخ على عدة مناطق ساحلية وداخلية على الشريط الطويل الممتد من القاهرة
التى تلك المدينة الناعسة والنائمة فى أحضان الجبال والبحر الاحمر ، تغطيها روعة الغيوم فى السماء .
ومن تلك المدن التى مررنا عليها رأس محمد وسانت كاترين وعيون موسى والطور ومدينتنا المقصودة
فى الكلا م بموضوعنا هذا ... ذهب !! فهى فعلا أسم على مسمى ، فهى تمتلك شواطىء براقة وتشع
بوميض سبائك الذهب الملقاة على (الساحل الجذاب ) لتلك المدينة التى تشبه الى حد كبير فى تكوينها
هاواى !!!
الرحلة فى الباص ممتعة وخاصة لعشاق سفر البر ، كان بأمكاننا الحجز برحلة جوية بالطائرة من القاهرة الى شرم الشيخ مباشرة وبأقل الا وقات واسرعها ، الا أن حبى للسياحة البرية وبالذات الشاطئية والساحلية
جعلنى أخوض هذه التجربة اللذيذة والتى أتمنى تكرارها فى أى وقت .. لروعتها !!
طبعا على أمتداد الطريق الطويل كانت هناك أستراحات ومقاهى تجعلك تنسى هم طول الطريق ، ولا تشعر
بالملل يتسلل اليك وأنت ترى السياح معك فى الباص من ايطاليا وأسبانيا وأنجلترا و الخ ، وقد
أختلفت اوضاعهم مابين قارىء لخريطة أو كتاب أو صحيفة ، ومتابع للرحلة بمناظرها الخارجية من
الشباك ، ومن يبحلق فى التلفزيون ضاحكا على لقطات طريفة ومضحكة ، ومن أستسلم لنومة أهل الكهف
فلا يشعر بشىء أبدا !!!!
كانت النية عدم المكوث طويلا فى ذهب الا من ساعات قليلة ( تندمنا عليها ) بسبب مواصلة حجزنا فى الشرم وأنقضاء وقت الاجازة ، فذهب تأسرك وتجعلك تحب أن تقضى فيها وقتك دون الشعور به !!!
المهم وصلنا لذهب ، وهى مدينة صغيرة تجاور سانت كاترين وقلعة صلا ح الدين الشامخة على شاطىء
البحر الا حمر ....
جميلة ، وادعة ، رائعة ، جذابة بشواطئها الفيروزية التى تجعلك تستلقى فى فيافقى الشموس على أمتداد
هذا البيتش الراقى بنعومة رماله الذهبية ، وصفاء مياهه الزرقاء كلون السماء ....
جلسنا فى ظلال هذه الشماسى نراقب بأعجاب منظر خلا ب للبحر وهو يحتضن الجبال الشامخة على طول
الساحل الرهيب !! ( منظر سياحى بحق ) ...
وماأن أنقضت هذه الساعات القليلة الرائعة فى مدينة ذهب الساحلية ، حتى صعدنا من جديد الى الباص
لتكملة مشوار رحلتنا الى شرم الشيخ التى تبعد عن ذهب مايقارب ال3 ساعات !!!
وبعد أن تناولنا غذاء نا وأخذنا قسطا من الراحة يممنا وجوهنا شطر الشرم والا مل يحدونا لتكرار زيارة ذهب مرة أخرى وبوقت أفضل !!
وصار بنا الباص يقطع البيداء ، وبريق الفلا يشع فى أعيننا بشعاع الشمس المنعكس كحبات اللؤلؤ على
رمالها الناعمة ، ولا ن موضوعنا هذا يخص مدينة ذهب فقط فقد أرتأيت أن أن أكتفى بذلك القدر من الكتابة
عن رحلة الا حلا م البرية فى أعماق سيناء الجنوبية الضاربة أطنابها بالتاريخ والحاضر الذى يشهد
بالفعل على روعتها وجمالها الا خاذ بذكريات لا تنسى ، بل وتتمنى أن تكررها ....
الوقت يمضى ..
والرحلة تكاد تنتهى ...
والشمس بدأت تتململ فى مخدعها وقد أرهقها عمل النهار !!!
وغيوم سابحة متناثرة ترسم بوجودها روعة التلا قى بين الشمس والقمر عند الغروب ....
لتعلن عن أنقضاء يوم من أجمل الا يام المسجلة فى الرزنامة السياحية التى تخص بن بطوطة !!!
والى اللقاء .....