1. خالد عواد الأحمد- حمص


2. العشاق :


3. ستة إلا ربع !


4. ملتقيات مثالية

شوارع العشاق في سوريا.. من "ستة إلا ربع" إلى "الكورنيش البحري"
شو كو ما كو :: شوكو ماكو :: شوكوماكو :: SHUKUMAKU :: اخبار سوريا والعالم

خالد عواد الأحمد- حمص

من شارع ( الستة إلا ربع ) في دير الزور إلى شارع ( الكورنيش البحري ) في طرطوس مروراً بشارع ( العشاق ) و( الدبلان ) في حمص تمتد شوارع العشاق لترسم " خارطة الطريق " لشبان وصبايا يحاولون الهروب من العيون المتلصصة وكسر طوق الحصار الاجتماعي لعلاقات الحب التي يحيونها ، وتمثل هذه الشوارع بتسمياتها الطريفة أحياناً وبصخبها الدائم وحركة مرتاديها التي لا تهدأ أمكنة مفتوحة يستعيد العشاق والمحبون من خلالها زمن الرومانسية الذي يبدو وكأنه أصبح جزءاً من الماضي الجميل .
يُعد شارع العشاق الذي يمتد من أوستراد شارع الحضارة إلى كنيسة القيامة بمسافة تتجاوز ال 1 كم من أهم شوارع حمص، إذ يتميز بهدوئه واتساعه و يمثل ملاذاً ومكاناً للعشاق من أبناء الحي، وحتى من بقية أحياء حمص الذين يتقاطرون إليه بغرض التجوال فيه ولقاء من يحبون منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات متأخرة من الليل .
فريد ظفور الذي عايش بدايات الشارع منذ كان ترابياً أوائل السبعينيات، يقول لشوكوماكو أنه مع مجموعة من أصدقائه أطلقوا على الشارع هذه التسمية عندما رأوا شاباً وصديقته يسيران مع بعض في وضع رومانسي لم يكن مألوفاً آنذاك، فتساءلوا فيما بينهم "هل هذا شارع العشاق" وهكذا درجت التسمية رغم أن اسم الشارع رسمياً هو( أبو جعفر الطوسي ) .
أما السيد كنان معلوف، الذي يمر يومياً هو وخطيبته من هذا الشارع، يقول ل شوكوماكو: لهذا الشارع ذكريات جميلة على المستوى الشخصي، ففيه تعرفت على خطيبتي وعندما نسير فيه فإننا نستعيد لحظات اللقاء الأول رغم أن كل الأماكن بالنسبة لكلينا هي أماكن حب وعشق ولكن " الحنين أبداً لأول منزل " كما يقول الشاعر.
والشارع الآخر الذي ارتبط بتواريخ العشق والحب في حمص شارع "الدبلان" الذي يربط ساحة جمال عبد الناصر بكورنيش طريق الشام، وليس بمستغرب أن تتزاحم الكافتريات على جانبي شارع الدبلان، حيث يصبح الجلوس حول فنجان قهوة أو كأس عصير جواً مثالياً للعشاق بعيداً عن الضجة والحركة الدائمة التي يشهدها الدبلان طوال ساعات الليل والنهار، وربما اكتفى بعضهم بارتياد محال البوظة وخاصة في أيام الصيف لتناول الآيس كريم ، وهناك التقينا عدداً من الشبان والصبايا الذين حدثونا عن ظاهرة شوارع

العشاق :

سريعة حديد 30 سنة - وهي مدرسة، رأت أن ما يسمى شوارع العشاق ظاهرة ملفتة حقاً، تؤكد أن المشاعر الإنسانية والعاطفية لا زالت بخير رغم ضغوطات الحياة اليومية الهائلة التي تحاصرنا من كل صوب، وتصف كنوز المحمد – وهي طالبة ثانوي 17 سنة ، أن ظاهرة شوارع الحب هي دليل مادي على أن الرومانسية لم تأفل أبداً فلا زال هناك مكان للحب والإلفة والدفء العاطفي رغم أسوار التقاليد والعادات البالية التي لا تزال تفرض نفسها بقوة على حياتنا نحن الشباب بصورة خاصة ، وجمالية هذه الظاهرة تتجلى باعتقادي في مواسم ومناسبات محددة ومنها ( عيد فالنتين ) حيث تزدحم الشوارع بالعشاق وتتوهج بالألوان والأضواء المبهجة .
فيما يرى ( يامن الشمالي - طالب ثانوي 17 عام ) أن ظاهرة شوارع الحب فقدت حضورها الرومانسي الذي كان في الماضي بسبب شيوع وسائل الاتصال من هواتف ثابتة ونقالة وانترنت وفضائيات عبر رسائل sms التي طغت على حميمية الناس ومشاعر المحبين منهم وسلبتهم لحظات العشق والبوح .

ستة إلا ربع !

ستة إلا ربع ليس مجرد توقيت زمني في دير الزور( شمال شرق سورية ) وإنما هو اسم طريف لشارع يمثل واحداً من أشهر شوارع الحب في سوريا، ويضم هذا الشارع اليوم أشهر المحلات التجارية والصيدليات والعيادات الطبية، كما يمثل صلة وصل بين ثلاثة شوارع تحيط بالقلب التجاري لمدينة دير الزور، وهي شارع سينما فؤاد، شارع حسن الطه، والشارع العام، كما يطل على دوار التموين ، ويتميز بتعدد تسمياته إذ انتقلت تسميته الرسمية من " شارع أبو عابد " بسبب وجود جامع الشيخ أبوعابد فيه إلى الاسم الرسمي الحالي "جادة الميسات" ثم إلى الاسم الشعبي والأكثر انتشاراً وهو" ستة إلا ربع". غير أن أهمية هذا الشارع وفرادته تأتي من طرافة اسمه .
وحول سبب تسميته هذه تقول السيدة أمية العبيد 38 عاماً – وهي كاتبة ل شوكوماكو : هناك العديد من الروايات حول سبب تسمية الشارع بهذا الاسم الرواية الأولى تقول أن عرض الشوارع المحيطة بهذا السوق هو 6 أمتار فيما يبلغ عرضه 6 أمتار إلا ربعاً لذلك سمي بذلك. والرواية الثانية تقول أن حدود الدير العتيق كانت تلامس حدود هذا الشارع أي أنه يشكل نهاية مدينة دير الزور القديمة، وحين بدأت عدة محلات عملها هناك كان الديريون يسمونها "محلات ستة إلا ربع" و( ستة إلا ربع) تعني في اللهجة الديرية القديمة: الشيء المزيف، أي أن السوق بمحلاته كان مزيفاً ليس فيه أي حركة تجارية بسبب بعده عن مركز المدينة القديمة. والرواية الثالثة وهي الأكثر انتشاراً تقول أن السوق يشرع أبوابه واسعاً لتدفق الفتيات حوالي الساعة ستة إلا ربعاً بحيث يمتلئ الشارع بهن كما يمتلئ بالشبان الذين ينتظرون على مداخله وبناء على هذه الحالة سمي ب " شارع الستة إلا ربع "
وسواء كانت إحدى هذه التسميات هي التسمية الحقيقية للشارع أم لا، فإن هذا لا يمنع من القول أن شارع الستة إلا ربع أصبح جزءاً لا يتجزأ من ذاكرة
" الديريين " ودخل في نسيج حياتهم الاجتماعية رغم أنه شارع بسيط متواضع لا يحمل من سمات الحداثة شيئاً .

ملتقيات مثالية

وفي مدينة حماة ( وسط سوريا ) تحول شارع العاصي بالقرب من نواعيرها الشهيرة إلى ما يشبه المنتزه المفتوح تحلو المشاوير والنزهات فيه على صوت عنين النواعير وخرير مياه العاصي بين الفتيات والشبان كلاً على حدى فالمجتمع الحموي لا زال مجتمعاً محافظاً يندر الاختلاط فيه، أما في مدينة اللاذقية حيث المجتمع هناك أقل محافظة وأكثر انفتاحاً فيبدو الكورنيش البحري كفضاء مفتوح للمواعيد والمشاوير، ولذلك ترى الفتيات والشبان يسيرون جنباً إلى جنب، يتجاذبون أطراف الحديث ويتمازحون ويضحكون بأصوات عالية بلا حرج ،
و تسمية شارع العشاق " ليست موجودة في هذه المدينة كما يرى أحمد بديوي – وهو صحفي - 32 عاماً ، فالخصوصية التي تمتاز بها اللاذقية باعتبارها مدينة ساحلية سياحي 'ة، جعلت معظم شوارعها وحدائقها عبارة عن ملتقيات للمحبين أو العشاق، ويوافقه الرأي نبيل صبح – فنان تشكيلي 35 عاماً ، بالقول : من الطبيعي أن يكون منظر شاب وفتاة يجلسان إلى جانب بعضهما في إحدى الحدائق أو أحد الشوارع الفرعية أو العامة أمراً اعتيادياً بالنسبة للكثيرين من أهالي اللاذقية ، لأجل ذلك لا نجد في هذه المدينة مكاناً واحداً يتجمع فيه العشاق، بل هناك عدة أماكن تشكل تجمعات شبابية وملتقيات مثالية للعديد من الشباب والفتيات ، وأنا أرى أن وجود شوارع للعشاق في أنحاء مختلفة من سورية أمر صحي لأن الشباب والفتيات بحاجة إلى فرصة للتعارف والاختلاط وهذه الفرصة من شأنها أن تخلق حالة من التآلف والإنسجام والتفاهم الذي قد يؤدي بدوره إلى الارتباط والزواج .
تحياتي