- ورشة عمل لا تهدأ
- من أين أبدأ يا طنجة؟
ليست مجرد مدينة.. وانما هي واحة من الجمال الباهرة والسحر الطبيعي الذي يأخذك إلى لحظات تأمل لا تنسى عندما تعيش مثل هذه اللحظات وأنت على أحد المرتفعات التي تحيط بمدينة طنجة.. حيث تكتسي الأرض أمامك ببساط أخضر قشيب.. تزينه مساحات مترامية من الزهور البرية بألوانها وأشكالها المتعددة التي تضفي المزيد من الجمال الحسي الذي يظل حاضراً في الذاكرة زمناً طويلاً.. ومن خلف تلك التلال والمرتفعات المكسوة بالخضرة والجمال يترآى لك البحر بمياهه الواسعة التي تمتد على امتداد الأفق أمامك. من تلك الربوة كنت انتقل بنظري بفرح هنا.. فهناك.. حيث الجمال الباهر في كل اتجاه.. فمرة تبرز لك احدى القلاع القديمة وسط غابات الأشجار.. وفي اتجاه آخر يتشكل أمامك بساط من الزهور بألوانها التي تشع بالسعادة والبهاء.. ولم أفق من تأملاتي إلا على صوت زملاء الرحلة وهم يستعجلونني في اللحاق بهم للتوجه إلى مكان آخر ضمن برنامج الجولة التي سوف نستعرضها على مدى ثلاثة اسابيع من خلال هذه الصفحة.
ورشة عمل لا تهدأ
لا حديث لأي مواطن في طنجة إلا عن المعرض الدولي الذي ينتظرونه بفارغ الصبر ترشيح مدينتهم لتنظيمه في عام 2012م.. ولهذا فإن المدينة قد تحولت إلى ورشة عمل لا تهدأ استعداداً لتلك المناسبة العالمية المهمة.. حيث بدأت أعمال إعادة تجديد البنية التحتية، وفتح الطرق وإنشاء العديد من المشاريع الفندقية والمجمعات السكنية والمنتجعات لاستقبال الوفود والزوار الذين سيتوافدون على طنجة من مختلف أنحاء العالم.
وقد أوضح لي المسؤولون في المجال السياحي والاستثماري ان لدول الخليج نصيبا كبيرا من الاستثمارات التي يجري العمل فيها في شمال المغرب بشكل عام.. وفي طنجة على وجه الخصوص.. وتشكل هذه الاستثمارات أكثر من 50% من مجمل الاستثمارات في شمال المغرب. وقال المسؤولون في المجال السياحي والاستثماري في شمال المغرب أن طنجة اليوم في حالة انبعاث جديد وهي تمر بمرحلة جديدة من التجدد والتجمل.. مع المحافظة على طابعها التاريخي المميز الذي جمعت فيه بين الطابع الشرقي والغربي.. وكانت من خلاله مناراً ثقافياً كونياً يجمع كل الثقافات.. وتنصهر فيه كل الحضارات.
من أين أبدأ يا طنجة؟
هذه المدينة البيضاء التي يلتقي عند أعشابها البحر بالمحيط بدأت اليوم لي أكثر إبهاراً وحركة وديناميكية استعداداً للمزيد من الحضور في خارطة السياحة العالمية.. رغم ما تحظى به اليوم من مكانة في قلوب الكثير ممن زاروها من مختلف أنحاء العالم وعشقوها وأصبحت قبلتهم السياحية في كل وقت.
طنجة اليوم كما رأيتها خلال هذه الزيارة التي نظمتها الخطوط الملكية المغربية في المملكة لشمال المغرب.. وكانت "الرياض" الصحيفة السعودية الوحيدة التي دعيت للمشاركة في تلك الزيارة ضمن مجموعة من المدعوين من مسؤولي السياحة والسفر في المملكة.
ان طنجة التي رأيتها في هذه الزيارة كانت تختلف كثيراً عن صورتها الماضية الرتيبة.. فقد انطلقت في مختلف ارجائها العديد من الاشغال التي تهدف لتوفير كافة ما يحتاجه السائح.. حيث تعد نفسها لاستضافة أكثر من عشرة ملايين سائح خلال عام 2010م.
هذه المدينة التي تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد.. والتي كانت بوابة الفتوحات الإسلامية إلى أوروبا والتي نقل فيها المسلمون علومهم وحضارتهم في كافة جوانب الحياة.. والتي اتخذت منها أوروبا بأسرها جسراً عبرت عليه نحو التقدم والرقي والتطور الذي نعيشه اليوم.
انطلقت اتجول في هذه المدينة التي يسمونها "يمامة افريقيا" محاولاً ان اكتشف المزيد من أسرارها من خلال زيارة مينائها وقصبتها.. وسوقها الكبير الذي تطل عليه منارة مسجد سيدي بوعبيد المزينة بالنقوش والفن المغربي المميز.. والموشاة بألوان الفسيفساء التي تضفي على المنارة هالة من الجمال المعماري البديع التي تزيد الجامع توهجاً رغم مضي أكثر من تسعين عاماً على بنائه.
منقول من جريدة الرياض (عدد الجمعه)
وين الناس يالغالي؟؟
ترى فاقدينك
اخوك / عيون الشوق
الف شكر ع الموضوع