الطائرالجريح
13-12-2022 - 03:54 pm
السلام عليكم أيها الأحباب الكرام
من قديم قصائدي أيها العشاق المتيمون الهائمون , أهديكم هذه القصيدة الهائمة المغردة
آملا أن تحوز على رضاكم , و تنال استحسانكم , و ترضي ذائقتكم ..
شجون شرقية
أعود إليكم و الهوى عاث في قلبي .. فشرق بي دهرا و ما زلت في الغرب
يذكرني الأحباب في زاهر الربى .. و أرضا زهت بالسحر والمنتدى الرحب
و يغري بي التطواف في قلب بقعة ... تميس بقلب الخل و الشاعر الصب
و يتعبني إن كنت في الدار قابعا ... أؤمل لقياها و أرنو إلى ربي
دعاء جريح تاق و النفس في الهوى .. تصارعه فهو و النفس في حرب
فأشتاق للطيران و الليل و السرى ... بشوق إلى من عذبت شاعر الركب
لنائية زانت لمن هام عاشقا ... و آسرة تختال في البعد و القرب
فلم يدر ما أرداه فيها فطاش في ... مدائحها و اختال في الرفع و النصب
فأبقى هنا ما بين شوقي و سلوتي ... بذكرى تنير الليل في قاحل الجدب
بأحلام مشتاق تمادى بحلمه ... بأن يلتقي الماضي بحاضرها الخصب
و لكنني صبرت قلبي بقصة ... وصلت بها تيها إلى عالي السحب
شجون مع التذكار تحلو لواجد ... على من قلاها كارها دونما خطب
وسحر رعى في روض قلبي فراعني .. فعشت أسير الغادة الهيفاء والدرب
وعشت على شوق الربى لست أرعوي . عن السفرالمضني ولوهد في جنبي
يقول فؤادي قولة ذاع صيتها ... و قد بات مهموما و أضحى على كرب
محال سأنسى كل شيء وأنثني .. عن السير في الآفاق في صحبة الصحب
و كيف سأنسى أرض خل أحبه ... و دارا تميت الشوق و الهم في القلب ؟
و كيف سأنسى رحلة في مرابع ... يعب المعنى سحرها أيما عب ؟
و كيف سأنسى كل من ذاق شهدها ... يغني سعيد النفس في لحظة تسبي
فأنتم محبوها و من سار نحوها .. بقلب سمى في الحب و اختال في الحب
و أنتم وقودي حين أشدو و إنني .. سحرت بعشق في حشى القلب منصب
و ما ردني عنها ملام و ما شفى .. مريض الهوى نصح و ما فاد من طب
و ما كنت ممن ينكر العشق خيفة ... و لا بالذي يرضى ملام ذوي الشجب
فهيا فقد حانت لذكراي فرصة ... بها أسكب الأحلام في الزمن الصعب
أتيت بأشجان الهوى للذي رنى ... إليها و قد غنيت بالذات للحزب
و جئت بما قد لذ في عاطر الربى ... لأسكبه لحنا و قد ذبت في السكب
ففي نبض قلبي كل حب و لوعة ... و شوق و آمال تهادت على دربي
فإن كنت فيها طرت سعدا و متعة ... بأنحائها و البدر و المنتدى صحبي
وإن غبت عنها تقت والشوق هزني .. وصرت جريح القلب في عاشق صب
فغنيتها حرفا رقيقا و صورة ... و ناجيتها ذكرى و لم أخل من كرب
فيا أيها الأحباب رقوا لحالم ... تمادى بأحلام الهوى دونما ذنب
سوى أنه أمسى أسيرا و مغرما ... و أضحى حزين النفس في وله صعب
و ذاب بغيداء تميس ملاحة ... تميل كغصن فاتن مرتو رطب
و ظل لها يشتاق في كل لحظة ... يسر بأخبار من الشرق و الغرب
خذوا قصتي من عاشق فالذي بها ... جنون أصاب العقل بل طار باللب
وكونوا هنا كي تسمعوا نبض عاشق .. وأبيات مسحور على الشعر منكب
و حسبي بأن القلب قد جاء شاكيا ... ليعرض ما لاقى من السلب و النهب
و فيكم مواساة لمن طار راحلا ... ليلقى الذي يهوى و قد عاد للسرب
الطائر الجريح
أحمد المتوكل بن علي أحمد النعمي
جازان - حرجة ضمد
1 - 6 - 1425 ه
صح لسانك
و كيف سأنسى أرض خل أحبه ... و دارا تميت الشوق و الهم في القلب ؟