ايطاليا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
ايطاليانو
27-01-2022 - 01:30 pm
  1. شبه الجزيرة الايطاليه والجزر


شبه الجزيرة الايطاليه والجزر

أول ما يسترعى انتباه الناظر إلى خريطة أوروبا هو شكل شبه الجزيرة الايطاليه الذي يبدو كحذاء يوشكان يرفس جزيرة صقلية عبر البحر المتوسط . ومن واقع تاريخها عرفت صقلية بأنها كره القدم لايطاليا . وكان الجغرافيون الاولون يسمونها " الأرض المثلثه" . وامتد تخيلهم إلى ابعد من ذلك عندما اطلقوا اسم " اكنوزا" ومعناها " اثر القدم"على جزيره سردينيا . اما اسم ايطاليا الذى اطلق على الارض الاصليه فليس من المحقق معرفه اصله و يقول بعض الباحثين انه مشتق من اسم قبيله قديمه جدا كانت تعرف باسم " فيتولى" او" ايطالى" ولكن نظرا لان اخرين من الباحثين يشكون حتى فى وجود مثل هذه القبيله فى اى زمان . فان المعنى الحقيقى للاسم سوف يظل غامضا.
ومن المدهش ان تدرك انه منذ سقوط الامبراطوريه الرومانيه وحتى عام 1860 , لم يكن لايطاليا شخصيه الدوله , كما لم يكن لها وحده سياسيه ففى هذا الوقت تخلص الشعب من الاستعمار الاجنبى ونادوا بملك سردينيا ملكا على العرش ومن ذلك نرى ان ايطاليا كدوله تعتبر احدث من الولايات المتحده الامريكيه بنحو ثمانين عاما او اكثر بقليل اما ايطاليا الجمهوريه فما زالت فى طور الطفوله .
ومنذ خمس وعشرون عاما كشفت تحتها مقبره يرجه تاريخها الى العصر الحديدى المبكر . وهناك بالقرب من السوق خرائب قديمه لم يكشف عنها الا منذ وقت قريب . وفى اثناء الحرب العالميه الاولى امكن العثور على احد هذه الكنوز عندما كان بعض العمال يحفرون تحت السكه الحديد القريبه من " بورتا ماجيورى " . وعند نهايه عملهم كانوا قد كشفوا عن كنيسه مربعه الشكل " باسيليكا" , ويرجع تاريخها الى القرن الاول بعد الميلاد ولم يقتصر امر كشف ادله للحضاره كهذه على روما وحدها اذ توجد فى اماكن بعيده عن العاصمه مثل صقليه وسردينيا اثار مدفونه وغير مدفونه للحضاره الرومانيه والاغريقيه والفنيقيه بل ولحضارات اقدم .
وقد يتساءل المرء عن كيفيه امكان دفن مدن بأكملها تحت سطح الارض ؟ ففى بعض الاوقات كانت هذه المدن تدمر نتيجه عوامل طبيعيه كما حدث فى بومبى التى دفنت تحت الرماد الساخن لبركان فيزوف وفى اوقات اخرى كانت المدن تهجر تماما بسبب نضوب الموارد او بسبب انتشار الاوبئه
وتقع ايطاليا بين خطى طول 6 ْ و 18 ْ وبين خطى عرض 46 ْ و 36 ْ والمسافه الكليه لايطاليا عى 100511 ميلا مربعا فقط فى حين ان مساحه صقليه 9935 ميلا مربعا ومساحه سردينيا 9187 ميلا مربعا وما ينقص من ايطاليا من حيث المساحه فهى تعوضه فى طول شواطئها التى تبلغ اكثر من 5 الاف ميل ومع ذلك وبالرغم من طول واجهتها المائيه فإن لايطاليا نسيبا قليلا من الموانئ الكبيره مع ان المناظر التى تحيط بمداخل نابولى وجنوا وفينتسيا و امالفى وبرنديزى تعتبر من اروع المناظر وفيما عدا الحدود الشماليه ( جبال الالب ) التى تكون حدا فاصلا طبيعيا بين ايطاليا ويقيه اوروبا فان ايطاليا تحاط بالماء من جميع الجهات ولجبال الالب نفسها طبيعه خاصه تعتبر مسئوله عن الكثير من تاريخ ايطاليا فهذه الجبال يسهل عبورها من اوروبا الى ايطاليا عن عبورها بالعكس من ايطاليا الى اوروبا
ويوجد هناك فى ايطاليا ايضا جبال اخرى مثل جبال الدولوميت وجبال الابنين وبسبب وجود الحواجز الجبليه تعيش المدن والقرى الايطاليه حياه خاصه بها تبعا للعادات التى رسخت من جيل الى جيل وهذا هو السبب فى اننا نشاهد تعدد اشكال والوان الحياه فى المدن والقرى فجنوا هى جنوا ورما هى روما ونابولى هى نابولى المدينه الصاخبه المزدحمه غير المهندمه
ومن المناظر التى تدعو الى الاعجاب عند رؤيتها تلك البراكين المشهوره غى ايطاليا فبركان " فيزوف " القريب من نابولى وبركان " اتنا " المطل على كاتانيا فى صقليه وبركان " سترومبولى " الذى لا يقل عنهما روعه فى احد جزر ليبارى على مقره من الشاطئ الصقلى الشمالى وخاصه عندما تبدأ فى قدف حممها المتوهجه وبركان اتنا الذى يدخن قليلا على الدوام ثار فجأه فى نوفمبر من عام 1928 ونشط نشاطا مفزعا ولم تقتصر ثورته على ارعاده وزمجرته بل انه أخرج من فوهته حمما منصهره فى شكل نهر متدفق عرضه 100 قدم
وعاد هذا البركان الى ثورانه فى عام 1950 واستمر نشاطه عده اسابيع . واخرج فلاحو صقليه قديسيهم وساروا مواكب يصلون لله ان يحمى ديارهم من الدمار ونورد فيما يلى روايه شاهد عيان يصف فيها ثوران البوكان من خطاب لصديق هو الكاتب " انتونى بوتيتا " اذ قال :
شاهد جماعه منا ثوره البركان من " بل سوجيورنو" فى تارومينا"عقب بدء ثورانه ببضع دقائق فكان يشبه اتونا يزمجر فى السماء مدويا راعدا بانفجار تلو انفجار وقاذفا بأعمده من اللهب تريفع الى ما وراء السحاب وفى كل مره ينفجر فيها البركان كان يترك وراءه فوهة جديده حتى بلغ مجموع عدد الفوهات ثلاثين وتدفقت الحمم من الفوهات وانسابت تجرى منحدره لمسافه بضعه اميال فى وادى " بوف " فى شكل نهر متوقد وقد ذهبت لرؤيتها فيالهول المنظر واحجار ومعادن تجرى بسرعه ثلاثين الى ستين يارده فى الساعه كأنها خارجه من قرحه ضخمه
ومهما اعتبر ثوران بركان اتنا هذا فظيعا فانه لا يقارن بفظاعه ثوران بركان فيزوف عام 79 بعد الميلاد والذى دفنت مديه بومبى تحت رماده الملتهب وبقيت بومبى مدفونه لعد قرون حتى كان يوم من ايام عام 1764 عندما عثر احد الفلاحين على تمثال جميل فى اثناء حفره ليتسنع بئرا للماء وعندما استمر فى الحفر كشف عن جدران غرفه مزخرفه بالصور .
ويشاهد الزائر لهذه المنطقه فى الوقت الحاضر شوارع بومبى وبيوتها بعد ان خرجت للنور كما يشاهد جثثا محنطه لبعض الضحايا وكان من نتيجه هذا البركان ايضا ان دمرت مدينه " هركولنيم " عن اخرها . ومنذ ذلك الحين لم يتعد نشاط بركان فيزوف اكثر من احداث ما يشبه الصواريخ التى نراها فى المهرجانات بين وقت واخر .
وبالرغم من الجبال والبراكين التى تذكرنا بما سوف تكون عليه نار جهنم فقد اشتهرت ايطاليا دائما بأنها ارض الازهار والسماء الصافيه والجو البديع وفى القرن الرابع عشر وقبل ان تكتشف قاره امريكا ذهب الشاعر الانجليزى " شوسر " الى ايطاليا ووقع فى غرامها وأسماها " جنه الارض ." وقد أيد السائحون هذه التسميه - ومنهم انا طبعا - فيما بعد .
وللموقع الجغرافى الخاص بايطاليا ولوجود سلسله الجبال فى مواقعها التى هى بها علاقه كبيره بالمناخ ومع ان ايطاليا تعتبر من اشد دول اوروبا حراره فإن البحر الادرتيكى والبحار التيرانيه فى الشرق والغرب يلطفان من درجه الحراره ويعتبر السهل القارى العريض فى الشمال من أبرد مناطق ايطاليا بسبب وجود جبال الالب بثلوجها وانهارها الجليديه ومع ذلك فإن درجه الحراره فى الشتاء فى هذه السهول يندر ان تهبط عن 5 درجات فهرنهيت فى اقصى مدن الشمال مثل تورينو ومن الغريب ان أبرد مناطق ايطاليا هو قطاع
" ابروتزو abruzzo " وهو الجزء الواقع اسفل سمانه الساق فى الحذاء الايطالى - بأعتبار ان ايطاليا تشبه الساق كما قلنا - حيث تكون المجموعه الوسطى لجبال الابنين سلسله من الطيات والروابى الموازيه . وهناك يتساقط الثلج مبكرا فى شهر نوفمبر مع ان ذلك قلما يحدث فى الشمال . والمناظر الخلويه فى هذه المنطقه البارده كئيبه وقاحله إذا قورنت بشواطئ خليج جنوا والريفيرا الايطاليه فى الشمال الغربى حيث تنمو أشجار الليمون والبرتقال والنخيل طول فصل الشتاء ةيندر سقوط الثلج الحقيقى فى أكثر أجزاء ايطاليا وعندما يحدث ذلك فإن الاطفال يطلبون إجازه مدرسيه احتفالا بهذا الحدث .
ولجبال الابنين تأثير على مناخ ايطاليا أشد من تأثير جبال الالب وبسبب وقوع هذه الجبال على طول شبه الجزيره الايطاليه فإن الارض الواقعه بين الجبال والبحر تعتبر صالحه جدا لزراعه اشجار الزيتون الاخضر التى تعتبر من أطول اشجار الفاكهه عمرا وينمو العنب فى مزارع او كرمات تبنى فى شكل مساطب على سفح التلال كما تنمو اشجار نبات الصبار المعروف بالكمثرى الشوكيه ويقال ان نبات الصبار ادخل الى ايطاليا كهديه من المكسيك الى ايطاليا فى القرن السادس عشر .
وكلما توغل المرء جنوبا كانت المزروعات أغنى وتشاهد هذه الخصوبه نفسها فى صقليه حيث تنمو أيضا أشجار اللوز الذى يزدهر مرتين فى العام . ولا يمكن لمن وقف مره على مرتفعات تارومينا فى شهر فبراير وسرح النظر من خلال سحابه ورديه اللون من اللوز المزهر الى " اتنا " العظيم المغطى بالثلوج نقول انه لا يمكن لمن يشاهد هذه المناظر ان ينساها طوال حياته .والى جانب جمال المنظر فإن اشجار اللوز والبندق تعطى محصولا كبيرا من الثمار التى يميل الايطاليون الى اكلها طازجه .
وهناك نبات اخر ينمو بكثره فى سيراكوزا كما لو كان فى موطنه الاصلى وهذا هو نبات البردى الذى هو ايضا هديه من مصر الى ايطاليا.وأشجار الفواكه وخاصه أنواع الموالح تنمو بوفره كما تنمو أشجار الرمان بأزهارها النجميه الشكل والقرمزيه اللون وثمارها التى تشبه كيسا من الجلد ممتلئا باحجار الياقوت ومنذ قديم الزمان كانت صقليه تعرف بأنها صومعه غلال البحر المتوسط بسبب وفره انتاجها للقمح وللحبوب الاخرى .
ومن اهم الاشجار التى تنمو فى ايطاليا اشجار الزيتون والتين والخروب والصنوبر وكان فى ايطاليا فيما مضى مساحات كبيره من اراضى الغابات والاخشاب ولكن حاجه الفلاحين الفقراء والاستهتار الاجرامى لاصحاب الاراضى المتغيبين تسببا فى القضاء على تلك الغابات والاشجار.
وقد زاد بذلك الموقف سوءا اذ عندما قطعت الاشجار التى على سفح الجبال تفككت التربه التى كانت الجذور تمسكها فاجترفتها مياه السيول فى الفصل الممطر لتودعها فى السهول وقد أدت أزاله الغابات فى جنوب ايطاليا الى اسوا العواقب اذ ان رواسب الصخور والتربه المفككه سببت انسداد مجارى المياه ومن ثم تكونت المستنقعات التى لا يمكن تصريفها والتى اصبحت مباءات يتوالد فيها البعوض الناقل للملاريا . وكان سكان هذه المناطق اذا سئلوا " كيف تعيشون هنا ؟" اجابوا " نحن لا نعيش هنا - نحن نموت هنا " وفى السنوات الاخيره بدأت محاولات جديده لاعاده زراعه الغابات.
اما عن الحيوانات فعلاوه على الثيران الطويله القرون ذات اللون الفضى الرمادى فإن الماعز والاغنام معروفه فى ايطاليا وتشتهر منطقه ابروتزو بتربيه البغال فى حين تنتج سردينيا نوعا لطيفا من الحمير صغيره الحجم ذات عيون كبيره ولون فاتح وتستعمل فى حمل الاثقال وتشتهر سردينيا بتربيه نوع خاص من الاغنام " الموفلون " ذات اللون والقرون الملتويه فى شكل نصف دائرى وهذا النوع كاد ينعدم من الوجود وعندما شرع فى تجفيف المستنقعات المحيطه بروما فى عام 1924 سمح للجواميس بأن تخوض قنوات المياه فساعد ذلك على اقتلاع النباتات المائيه من جذورها اذ كانت تعبق التجفبف بسبب كثافتها وسرعه نموها وكان هذا النوع من الجواميس قد نقله هانيبال من افريقيا فى عام 200 قبل الميلاد والذئاب موجوده بطبيع الحال فى ايطاليا وهذا يذكرنا بحكايه الذئبه التى ارضعت التوأمين " روميولوس " و " ريموس " اللذين اسسا روما فيما بعد .....



خصم يصل إلى 25%