سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
mharwil
21-10-2022 - 05:29 pm
شام.. شريف.. مدينة مقدسة لدى المسلمين...دمشق مدينة الأضرحة والمقامات ومنطلق الحج لم يكن إطلاق هذه الصفة على مدينة دمشق من قبيل المصادفة، ولا على سبيل المديح لهذه المدينة، أو تجاوزاً للواقع. فدمشق القديمة قدم التاريخ والنابضة بالحياة، يضم ثراها أضرحة ومقامات لآل البيت ولصحابة رسول الله (ص)، ما لا نجده في حاضرة إسلامية أو عربية أخرى خارج نطاق أراضي الحجاز، ودمشق تضم مآثر عمرانية وثقافية جديرة بهذا الشرف، الذي نسبه إليها حجاج بيت الله الحرام الوافدين إلى دمشق من الجزيرة العليا وكردستان والقوقاز وأذربيجان والأناضول والبلقان والقرم واستانبول وغيرهم ممن كان يتوافد على هذه المدينة للالتحاق بركب الحج الشامي، الذي كان ينطلق من دمشق كل عام. وللتبرك بموطئ قدمي رسول الله بظاهر دمشق وهو في تجارة لخديجة (ر).
فقد كانت دمشق في العهد العثماني منطلقاً لركب هذا الحجيج، وكان حجاج تلك الأصقاع يتوافدون إلى دمشق وينزلون بالأماكن التي اعتادوا النزول فيها، كخان الحرمين القريب من باب البريد، وخان أسعد باشا، وحي القنوات وسوق ساروجة والسويقة والمغاربة والخراب، ومنهم من كان ينزل في زوايا تحمل إسمهم كزاوية المغاربة وزاوية الهنود.
يومها كانت دمشق تفتح ذراعيها لاستقبالهم اعتباراً من شهر شعبان من كل عام وتسهر على رعايتهم وأمنهم وراحتهم، وحتى انطلاق ركب الحج الشامي في أواسط شهر شوال، وقد أخذت دمشق خلال هذه الفترة على عاتقها بل جنّدت نفسها لخدمة أولئك الوافدين من الحجيج والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه المساس بهم، فضلاً عن رقابة أسعار البيع والشراء، وبخاصة أن الكثيرين منهم يحملون معهم بضائع لا حصر لها من بلادهم، كالتوابل والبن والشالات والموصلين فيبيعونها لتساعدهم على تحمل نفقات الحج كما يعودون من الحجاز محملين ببضائع أخرى بحماية القافلة فيبيعونها بدمشق أو يعودون بها إلى بلادهم.
ولما كان لهذا الحجيج أن يتزود من دمشق بما يلزمه من مواد غذائية تكفيهم مدة ثلاثة أشهر فضلاً عن حاجتهم لهذه المواد خلال إقامتهم في دمشق.
لقد نشأت في دمشق طوائف وحرف تعمل على توفير ما يحتاجه الحجيج من حاجيات ومتطلبات خلال إقامة الحجيج بدمشق، وخلال سفرهم إلى الديار المقدسة وأوبتهم منها.. فضلاً عن توفير الأمن والطمأنينة لهم.
فقد كان من الأمور المهمة توفير الغذاء والماء والمركوب والخيام وذلك من خلال جماعات تولت كل جماعة منها توفير ناحية من تلك المتطلبات.
فكان لا بد من توفير الماء، وأنيط ذلك بالسقائين الذين كان عليهم توفير ذلك للشرب والوضوء، والحاجات الأخرى بواسطة ضروف يملؤونها من الآبار والمناهل والأحواض والبرك في منازل طريق الحج الخاصة بذلك.
أما الخبز، فكان على شكل كعك سفري يعرف بالبكسماد، وقد نشأت حرفة البكسمائية لتوفير ذلك الكعك أو الخبز.
وهناك طائفة المحايرية والنجارين، وكان لهم سوق خاصة بهم، وهم يصنعون المحارات والشقاديف والمحامل والتخوت التي توضع على ظهر الجمال بحيث يحمل الجمل محارة على جنبه الأيمن ومثلها على الطرف المقابل وفي كل منها يجلس حاج أو اثنان مع جميع حاجياتهم.
أما الجمال فهي على الجمالة الذين يوفرون الجمال اللازمة بالتعاون مع مشايخ حوران وغزة.
وقد ظهرت جماعة عرفت بالمقومين كانت تأخذ على عاتقها توفير الجمال والخيام والعاملين عليها وفق أسس محكومة بأنظمة في إطار مشيخة لهم على نمط مشايخ الكارات.
وهناك الخيميّون الذين يهتمون بصيوان أمير الركب وتأمين الخيام التي ينزل بها الحجيج في منازل الحج الخاصة كما أن منهم من يصنع تلك الخيام ويقومون بصنع مظلات للمحارات والشقاديف والتخوت ويجعلون لها «آرتي» يتناسب مع كل منها.
أما المهاثمرة: فكان عليهم نصب خيام الحجيج وفكها وهم في ذلك يسبقون القافلة إلى المنزل أو مكان الاستراحة لنصب تلك الخيام قبل وصول القافلة ومن ثم فكها بعد رحيل القافلة.
فضلاً عن ذلك فكان هناك فئة المشاعلجية الذين يسيرون على محور القافلة حاملين المشاعل
لإنارة الطريق ولتنوير المنازل التي يستريح بها حجاج القافلة.
عن الوطن السورية
منير كيال


التعليقات (1)
deerpy
deerpy
يعطيك العافية اخوي مهرول دائما تمتعنا بمعلومات وصور تاريخية جدا قيمة
دمت بكل ود


خصم يصل إلى 25%