- "المعتمد بن عباد" و "أبو بكر بن عمار"
- لم لا تجعل ابن عمار من شعرائك يا أبتي؟!
- " قبّحك الله يا ابن عمّار، هل يضرب الأمير بزعانف السمك؟!"
- ثم يضحكان للموقف الذي وقع لهما، وتحدثت به كل مدينة شلب!!
- * *
بسم الله الرحمن الرحيم ....
بما انى احب هذي الساحه جدا واحترم القائمين عليها ...حبيت اشارك وأتمنى مشاركتى تنال اعجابك ....
وهيا ....من كتبات د.نجم عبد الكريم ...شاعران عظيمان : المعتمد ابن عباد وابوبكر بن عمار ....
"المعتمد بن عباد" و "أبو بكر بن عمار"
رغم الصداقة التي خلّداها في أشعارهما، ورغم الود الذي تحدثت به الأندلس كلها في تلك الفترة العاصفة من تاريخ العرب في الجزيرة الجميلة. شاعران.. كان فساد ما بينهما ثم مقتل أحدهما، بداية الضياع للمجد المؤثل في أرض السمن والعسل (الأندلس)!!.. والعجيب أن أولهما كان ملكاً.. بينما كان الثاني صعلوكاً..
- ولنبدأ حكايتنا بالصعلوك.. حيث نراه يدخل مدينته (الواقعة) في أقصى الجنوب الغربي من الأندلس فوق ربوة متدرجة حتى المحيط الأطلسي. نراه يدخلها على حمار هزيل، وفي ثياب رثة مهلهلة، وليس معه من متاع الدنيا سوى لسان ذرب، وقريحة رائعة، وخيال بديع.. صاحبنا شاعر، ولكنه شاعرٌ فقير، جائع، ومتعب.... كان في السابعة والعشرين من عمره، عندما عُقد في تلك المدينة اجتماع الأمراء.. فمحمد (المعتمد) ولي عهد المعتضد، أمير إشبيلية، شاب في العشرين من عمره، جعله أبوه أميراً على مدينة شلب ليتدرب على الملك، حتى إذا ورثه يكون مستعداً متمرساً بسياسة الحكم، والمعتضد يزور الآن ولده، حيث وصل إليه من إشبيلية محفوفاً بعددٍ من الأمراء.
والمعروف أن محمد شاعر رقيق، وأبوه المعتضد يحسن النظم أيضاً، وقد انتهز ابن عمار فرصة هذا الاجتماع ليلقي شعره على المجتمعين في بلدته.. فتمكن من الوصول إلى القصر حيث ألقى قصيدته عليهم، فبدأها بالقول:
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى
والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لنا كافوره
لما استرد الليل منا العنبرا
والروض كالحسنا كساه زهره
وشياً وقلّده نداه جواهرا
.. فلما سمع المعتضد تلك الأبيات، قال لولده: أهذا شاعرك يا محمد؟!
ما رأيته قبل اليوم يا أبتي!!
أهكذا يقتحمون حديقة قصرك، وأنا والأمراء ضيوف عندك دون إذنٍ منك؟!!
ولكن ألا ترى أن شعره جميل يا أبتي؟!
وهنا يلتفت المعتضد نحو ابن عمّار ليتوجّه إليه بالسؤال: من أنت؟.. ومن أين جئت أيها الشاعر؟!
خادمك يا مولاي.. أبو بكر بن عمّار من أهل شلب..
أتمم أبياتك أيها الشاعر..
روضٌ كأن النهر فيه معصم
صاف أطل على رداء أخضر
وتهزّه ريح الصبا فتخاله
سيف بن عباد يبدد عسكرا
أندى على الأكباد من قطر الندى
وألذ في الأجفان من سنة الكرى
فاح الثرى متعطراً بثنائه
حتى حسبنا كل تربٍ عنبرا
وتتوجت بالزهر صلع هضابه
حتى ظننا كل هدبٍ قيصرا
فتصدر كلمات الإعجاب من المعتضد الذي يقول لولده: لكأن هذا الشاعر قد تفوق عليك يا محمد؟!!
لكأنه كذلك يا مولاي..
لكن ابن عمار يبادر الأمير محمد المعتمد بالقول: وأين كلماتي الهزيلة من بارع كلماتك يا مولاي الأمير؟!
فيقول المعتمد لأبيه:لم لا تجعل ابن عمار من شعرائك يا أبتي؟!
ولم لا تجعله من شعرائك أنت؟!.. أتخشى المنافسة؟.. اجزه بألف دينار، وكسوة تليق بمجلسك.
- * *
- منذ ذلك اليوم لزم كل واحد منهما الآخر.. وصار الناس لا يرون أميرهم محمد بن المعتضد الشاب ابن العشرين، إلا وفي رفقته الشاعر المرح الظريف أبو بكر بن عمّار بن السابعة والعشرين..
- ولا أدري كيف استطاع ابن عمار التسلل إلى قلب الفتى المترف الطيب، حتى جعل الناس يرددون إنه أفسد عليهم أميرهم، فترك الاهتمام بإدارة الحكم، ليلتفت إلى اللهو وقرض الشعر ومتابعة الحسان خفية، كأنه واحد من فتيان شلب.. وهذا مخالف للهدف الذي أرسله أبوه إلى تلك المدينة من أجله، وصار الناس يرددون حادثة ليلةٍ تنكر الأمير فيها بثياب تاجر، وخرج إلى شاطئ البحر حيث كانت الفتيات الحسناوات تتجمعن في ذلك الشاطئ.. وراقت إحداهنّ للأمير، فتابعها حتى كوخها، بعد أن أطعمته بضحكاتها، وغمزاتها، ثم دخلت هي الكوخ وأشارت إليه أن يقفز من النافذة.. وما أن قفز حتى انهال عليه أخوتها ضرباً، وما نفعه صياح ابن عمّار: ويحكم!!.. ويحكم!!.. إنه الأمير!!..
ولكن الأمير يصيح فيه خجلاً:" قبّحك الله يا ابن عمّار، هل يضرب الأمير بزعانف السمك؟!"
ثم يضحكان للموقف الذي وقع لهما، وتحدثت به كل مدينة شلب!!
- ويسمع المعتضد بسيرة ولده، وما يقوم به من أفعال في تلك المدينة، ويعزو ما طرأ على سلوكه إلى رفقة شاعره الجديد أبي بكر بن عمار، فيطلبهما إلى إشبيلية، ويذهبان معاً، فيرغم الأب ولده على أن يلزم مجلسه ويباعد بينه وبين ابن عمار.. ولكن ما بينهما من صداقة وود.. يدفعهما إلى التسلل والتجوال معاً في مغاني إشبيلية، حتى عادت سيرتهما مع حسناوات المدينة الساحرة ثانية.. وتصل الأخبار إلى أسماع المعتضد، فيأمر بترحيل ابن عمار إلى شلب منفياً، على ألا يغادرها مطلقاً..!! فيكتب أبياتاً يودع بها صديقة:
سكّن فؤادك لا تذهب بك الفكر
ماذا يعيد عليك البث والحذر
وازجر جفونك لا ترضى البكاء لها
واصبر فقد كنت عند الخطب تصطبر
وإن يكن قدرٌ قد عاق عن وطرٍ
فلا مرد لما يأتي به القدر
كم زفرة من شغاف القلب صاعدة
وعبرة عن شؤون العين تنحدر
رضاك راحة نفسي لا فجعت به
فهو العتاد الذي للدهر أدّخر* * *
- وبينما كان ابن عمار في مدينة شلب تصله قصيدة المعتمد التي يرد بها عليه:
ألا حييّ أوطاني بشلب أبا بكر
وسلهن هل عهد الوصال كما أدري؟
وسلّم على قصر الشراجيب من فتىً
له أبداً شوق إلى ذلك القصر
وليل بسدّ النهر لهواً قطعته
بذات سوار مثل منعطف البدر
وظلّ المعتضد مصرّاً على ألا يعود ابنه إلى مدينة شلب إذ استقر به المقام في القصر مع أبيه ليتعلم منه مباشرة فن الحكم..
* *
ويضرب القدر ضربة ظنها الصديقان عودة إلى الماضي القريب السعيد، أيام اللهو والمرح والشباب العابث.. ولكنها كانت بداية لا تنبئ بتلك النهاية التي انتهت إليها.. فقد مات المعتضد.. وقام بالملك من بعده محمد المعتصم..
مات عباد ولكن بقي الفرع الكريم
فكأن الميت حيّ غير أن "الضاد" "ميم"
وكان أول عمل قام به صاحب (الميم) أي المعتمد أن أرسل إلى صديقه ابن عمار الذي لبّى الدعوة بهذه الأبيات:
لبّيك لبّيك من منادٍ له الندى والرحب والندى
هأنا بالباب عبد قنٍّ قبلته وجهك السني
شرفه والده باسم شرفته أنت والنبيّفيسرّ المعتمد بن عباد لما سمع من صديقه ويستقبله قائلاً:
بالغت، والله كعهدك يابن عمّار.. لشد ما طال شوقي إليك يا أخي..
والله يا مولاي ما كان للحياة طعم وأنت عني بعيد!!.. وأقسم بحبي لك أن أبياتي الثلاثة هذه، هي أول ما كتبت منذ أن غادرت إشبيلية حتى عدت إليها..
عودٌ حميد يا صديقي..
ما أحسب ما ذهب يعود يا سيدي وابن سيدي..
ويحك يا ابن عمار..!!.. أمللتنا ولم تبق معي غير ساعة من زمان؟!.. أم تركت لك قلباً في شلب تود لو تعود إليه؟!..
لا هذا ولا ذاك يا مولاي!!
فما معنى: أصلح الله ما فسد من طبعك!!.. قد كان طبعك المرح والمزاح، لكنك اليوم كئيب الوجه، كثير السهوم، ما الذي حلّ بك يا صديقي..؟!
يا مولاي.. إنك اليوم سلطان هذا الملك الواسع كله، وتلك أعباءٌ لا يتسق حملها مع مثل ما كنا فيه أيام النزق واللهو والدعة..
تعلم والله يا بن عمار إني أحب الجلسة الصافية.. أسمع فيها شعرك.. وتسمع فيها شعري.. أقول شطراً.. وتقول أنت الشطر الآخر..
لا بد مما ليس منه بد يا مولاي.. وما كان لسليل ابن عباد أن ينام عن أمور الحكم ومشاغل السياسة في هذا الظرف العصيب الذي تترصدنا فيه عيون الإسبان، تريد أن ترى منا غفلة، فتنقضّ علينا.
(يتبع)
(2-4)
لعلني لم أرث قدرة أبي!!.. أتحسبني لم أفكر في هذا يا صديقي؟!.. لقد فكرت وقلت أن أبي كان يصطنع الوزراء حتى يستطيع أن يفرغ بعض الوقت، فينال من الحياة ما ينال الناس من الأنس والمرح..
نعم يا مولاي، وقد أكد ما تقوله في هذه الأبيات:
قسمت زماني بين كدٍ وراحةٍ
فللرأي أسمار وللطيب آصال
فأمسي على اللذات واللهو عاكفاً
وأضحى بساحات الرياسة أختال
ولست على الإدمان أغفل بغيتي
من المجد إني في المعالي لمحتال
إذا نام أقوام عن المجد ضلة
أسهّر عيني أن تنام بي الحال
ما دمت يا بن عمار قد جئت على هذه الأبيات لوالدي المعتضد، فلا بدّ لي أن أصطفي لي وزيراً يقوم مقامي في إدارة الأمور والحكم.. وزيراً أثق بقدرته، وأعلم أنه لا يطمع في أن يستبد بالأمر دوني..
كان أبوك رحمه الله يجد أمثال هؤلاء حوله كثيرين.. فأين من حولك مما تحب؟!
وجدت من أثق في قدرته، وأعلم أمانته، وأعرف أنه لن يفارقني حينما، وحيثما أريد!!
ومن ذاك يا مولاي؟!
أبو بكر ابن عمار..!!
أنا؟!.. أنا.. وزير سلطان الأندلس؟!..
(ضاحكاً) نعم.. وزيره، وصاحبه، وإلف شبابه.. أهلاً بك يا وزيري..
مولاي!!
من الآن تمارس العمل..
كشاعر.. أم وزير..؟!
هذه اللحظة كشاعر: أكمل هذا البيت يا ابن عمار..
" هذا المؤذن قد بدا بأذانه"..
" يرجو بذاك العفو من رحمانه"
طوبى له من شاهد بحقيقة"
إن كان عقد ضميره كلسانه."
عجباً لك.. ماذا جرى لمزاجك يا ابن عمار؟!.. أحس في صوتك التوجس والتشكك.. أولا تحس مزاجي من شعري؟!.. الوثوق، والاطمئنان؟!..
أوأفتح قلبي يا مولاي؟!
كل ساعة لك عجيبة!!.. ومنذ متى كان قلبك لي مغلقاً؟!
أما التوجس والتشكك، فبسبب قلة حيلتي، وضعف موقفي من الناس جميعاً.. أما الوثوق والاطمئنان، فبسبب ما أنت فيه يا مولاي من مجدٍ وعزةٍ وقوةٍ أمام الناس جميعاً.
لم أرك فيلسوفاً من قبل يا ابن عمار!!.. لشدّ ما غيّرتك الإقامة في شلب.. هيا إلى الصلاة!!.
لكن ابن عباد أراد أن يتجاوز عن تلك الأفكار التي تراوده حيال صديقه ابن عمار.. فأراد أن يسترجع معه أيام اللهو التي قيدتها تبعات الإمارة، والوزارة.. فدعاه إلى رحلةٍ يتنزهان فيها، وتنكرا بهيئة تاجرين، وذهبا إلى منتزه بإشبيلية، يطلق عليه الناس ( مرج الفضة) لجمال منظره، وطيب هوائه، وجلسا في أمسيةٍ رقّ فيها النسيم، وطاب فيها الهواء.. فعبّر المعتمد عن ذلك المنظر، وهو يحدث صديقه ابن عمّار:
منظرٌ بديع!!.. انظر إلى حركة مياه النهر مع مداعبة النسيم..
والأبدع من كل هذا وذاك يا مولاي الأمير!!
على رسلك يابن عمار.. لا تنسى أننا مجرد تاجرين، فدع الأمارة والوزارة حتى لا تنفر منا تلك الحسناوات اللائي يغسلن الثياب على حافة الغدير..
صدقت.. صدقت.. أنظر إلى تلك الفتاة الطويلة.. إنها أروعهن جميعاً..
دعنا من النساء الآن، لنبقى مع منظر هذا النهر، وما يفعله النسيم في مائه.. واسمع هذا البيت.. ثم ردّ عليه:
ترقرق الماء بهفهاف النسيم واطّرد
يا لوحة أبدعها بفنه الفرد الصمد
فلم يجب ابن عمار وظل ملتزماً الصمت..!!
فقال له المعتمد:
ماذا جرى؟!.. أين قريحتك؟!.. قد كنت تسبقني في القريض!!
أمهلني لحظة.. أولا يفكر الشاعر؟!
فكرر المعتمد عليه بيت الشعر، وكانت الشابة الطويلة القامة التي تقوم بغسل الثياب في النهر قريبةً منهما، وكأنها قد استرقت السمع لبيت الشعر، ولمحت عجز ابن عمار عن مجاراة صديقه.. وإذا بها تقول:
أجمل بها يوم الوغى لو أن ذا الماء جمد
تخالها منسوجةً من جلّق ومن زرد
فيُدهش المعتمد بن عباد ويقول في دهشة وإعجاب:
بالله لقد غلبتك والله يا صديقي.. من علّمك الشعر يا جارية؟!..
فتجيبه:
" علّمنه شعر مولانا المعتمد سلطان إشبيليا، وشعر وزيره أبا بكر بن عمّار!!"
اقتربي يا جارية.. من أنتِ؟!..
يدعونني يا سيدي " رمكية"
اسم عجيب!!.. وكيف يطلق عليك هذا الاسم وأنت بهذا الجمال الخلاّق..
حكم السيد على عبدته..
وما اسم سيّدك؟!
رميك بن حجاج!!
وأين يقيم يا رمكية؟!..
على غير بعيد من هنا..
وهل اتخذك زوجة؟!
وكان لي منه طفل اخترمه الموت..
من الرق إلى الرق؟!..
أعتقك، وأتزوجك إن طلقك الرجل بغير مَنٍّ ولا أذى.. إذا عدتِ إلى البيت يا رمكية، فقولي لزوجك يأتيني في القصر، ولا تذكري له السبب..
ومن أين أنت أيها السيد؟!
أنا المعتمد بن عبّاد..
لكنه كان يخفي ما بصدره ويظهر للعاشق وللمعشوقة البشر والبشاشة.. بل حين عزم المعتمد على تغيير اسم زوجته الحبيبة، اقترح عليه ابن عمّار اسم " اعتماد" بدلاً من " رمكية"، باعتبار أن الحاكم المعتمد وزوجته اعتماد.. وحين غاضبت اعتماد زوجها يوماً، أرسل إلى صديقه ابن عمّار أن يتدخل ليعود الصفاء إلى قصره بعد أن تكدّر عندما غضبت الحبيبة. ووافاه بأبياتٍ من الشعر، فحملها الوزير، وقرأها أمام زوجة أميره كي يعود السلام بينهما، قال فيها:
أغائبة الشخص عن ناظري
وحاضرة في صميم الفؤاد
عليك سلام بقدر الشجون
ودمع الشؤون وقدر السهاد
تملّكتِ مني صعب المرام
وصادفتِ ودّي سهل القياد
مرادي لقياك في كل حين
فيا ليت أني أعطى مرادي
أقيمي على العهد ما بيننا
ولا تستحلي لطول البعاد
دسست اسمك الحلو في طيّه وألّفت فيه حروف "اعتماد"
وكان ابن عمار يخفي مشاعره الحقيقية في صدره، ولكنه كلما دخل دهاليز النعاس، كان يتراءى له شبحٌ ينبثق إليه من عيني رأسه، فيردد له:
" أفق يا بن عمّار، إن النعم ستزول، وستفقد الكثير إذا لم تفق.."
وظلّ المسكين قلقاً في النهار ويعاني من الأرق في الليل، ومضطرب، كثير السهر والسهوم، وكان يتساءل: هل تغيّر قلب المعتمد بن عباد عليّ، وصار يضيق ببقائه بالقرب منه؟!، غير أن الواقع يقول بعكس ذلك، فكلما لقيه المعتمد كانت البسمة الحلوة التي اعتادها منه على شفتيه، والكلمة الرقيقة التي تنعش الأمل، وتمحو القلق، وتبذر زهور الثقة الرطبة الندية في نفسه.ما باله يفرغ طويلاً في نفسه، وتزدحم في رأسه التساؤلات: ما باله يفرغ طويلاً إلى الرمكية، وقد مرّ على زواجهما أكثر من عام؟!.. ألا يملكها؟!.. ألا يشبع من التطلع إلى وجهها؟!.. هل سلبته المرأة قلبه وعقله؟!..
هل أطرح الوزارة وأفرّ من إشبيلية قبل أن تفسد الرمكية ما بيني وبين صديقي؟!.. إلى متى يا ربّ هذه الحيرة..؟!.. مَن يريني طريقي ومذهبي في الحياة غير الله..؟!
(يتبع)