إن كانت أيدي الزمن تستطيع أن تعبث بمقتنيات وآثار بلداننا العربية وتمحوها فان عبق الماضي لن يضمحل وسيظل مؤرخاً يسطره التاريخ حاله حال الذكريات الأخرى المخزونة في مستودع الأفكار ليبقى مرجعا وكنزا تتناولهما الأجيال المتلاحقة في الحقب القادمة.
يروي الحاج محمود الحمصي صاحب محل صناعة النعل (الصفصاف) المشهورة بنعل غوار في محله القديم المجاور للجامع الأموي بسوق الحميدية في سوريا
يقول الحاج محمود الذي امتهن هذه المهنة من والده منذ 65 سنة ولايزال يعمل فيها مع زملائه الثلاثة إن محله لن يكون له وجود في العام القادم بسبب طلب تحويله إلى مطعم ويضيف أن عملهم يبدأ بجلب أخشاب الأشجار من غابات غوطة الشام ويتركونها تجف من الماء مدة عام ومن ثم يبدأون تقطيعها بالماكينة الفرنسية ليصنعوا منها 30 زوجا في اليوم من خشب النعل المعروف بالصفصاف الذي يبعثونه إلى المدهنة وبعدها إلى معمل المطاط لاستكمال هيئته. السلطان عبدالحميد وحول التاريخ الذي عاصره الحاج محمود في سوق الحميدية قال:ان السوق تزخر بالعديد من الأسواق المتفرعة في بضائعها المتنوعة التي تعمل منذ مئات السنين وتستقبل المتسوقين والزائرين والسياح إلى ان أصبحت من اشهر معالم دمشق التاريخية ومنها سوق البزورية وسوق الحريقة وسوق مدحت باشا وسوق الخياطين وسوق الصناعة وارجع سبب تسمية سوق الحميدية الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني نسبة إلى السلطان عبدالحميد. وتعتبر سوق الحميدية التي تتخللها أشعة الشمس من ثقوبه الصغيرة في سقفها المقوس الذي يقع مقابل الأسوار الجنوبية للقلعة قرب الجامع الأموي الكبير من أشهر أسواق دمشق القديمة وأنجز القسم الأول (الشرقي) منه سنة 1780 والثاني (الغربي) سنة 1883 وتمت تغطيته في بداية الأمر بالخشب وكان يطلى بالكلس لحمايته من العوامل الجوية وعندما تولى الوالي حسين ناظم باشا ولاية سوريا في الفترة الواقعة بين (1896م - 1908م) قام بإزالة الأسقف الخشبية وجدد السوق عدة مرات كان آخرها في مطلع عام 2002 ويبلغ طول السوق 600 متر وعرضه 15 متراً ويرتفع حوالي طابقين تشغله محلات متنوعة أهمها محلات الأقمشة الدمشقية الشهيرة وفي زمانها مرت السوق بالكثير من المحن حيث تعرضت لحريق عام 1911 أتى على المحلات التجارية واندلع فيها حريق آخر عام 1920 وكادت النار أن تصل إلى الجامع الأموي بعد استمرارها ثلاثة أيام متواصلة مما اضطر الدولة إلى هدم الكثير من البيوت لإيقاف امتداد النيران وقام الوالي حسين ناظم باشا «باستبدال« السقف الخشبي للسوق بسقف من التوتياء عام 1895 منعاً للحرائق.
بصراحة سوق جيد لهو متعه خاصة في التسوق انا احب اذهب حتى لو بدون تسوق
قي سفري للشام زيارتي أعتبرها لهو مهمة جدآ ((ماشفته ماشفت الشام))
وختامه مسك . المسجد الاموي في نهايته
في وسط السوق بوضة مذاقها