- "سميراميس" يسبح منذ مائة عام على ضفاف نيل "قاهرة المعز"
- عرض - أحمد غاوي:
فنادق تدخل التاريخ
"سميراميس" يسبح منذ مائة عام على ضفاف نيل "قاهرة المعز"
عرض - أحمد غاوي:
أكمل فندق سميراميس "انتركونتيننتال" القاهرة مائة عام كأسطورة عاصرت عظماء القرن، وأثرياء العالم، وضيوف مصر من كل مكان توافدوا مراراً على الفندق التاريخي الرابض منذ قرن على ضفة النيل الخالد كحارس لأحد أرقى أحيائها "جاردن سيتي" المعروف قديماً "بحي قصر الدوبارة" والذي جمع صفوة المجتمع في ذلك الوقت. ففي عام ( 1907م) تم افتتاح فندق سميراميس كتلبية لحاجة لفندق بمواصفات خاصة يتناسب مع قيمة وثراء ضيوف مصر في هذه الحقبة، وكان عليه أن يكون كالقصر فائق الفخامة ليليق بزوار العائلة المالكة والمشاهير والشخصيات العالمية المترددين على صالونات حي قصر الدوبارة أو السايحين الذين كانوا يقضون شهور الشتاء في مصر، وكان يجب أن يكون الفندق على نفس القدر من الفخامة، كما أراد الخديوي إسماعيل الذي قاد حركة تجميل وتطوير مدن مصر.
واذا كانت القاهرة قد وصلت الى قمة تألقها الاجتماعي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين وأصبح الأثرياء من أبناء الطبقة الراقية في العالم لايستطيعون مقاومة قضاء الصيف فيها فقد كان بهو فندق سميراميس دائما حاضرا في ذاكرة تلك الشخصيات من أبناء وبنات الطبقة الارستقراطية، فمازلنا نرى بين نزلاء الغرف والاجنحة التي يصل عددها الى 728غرفة وجناحاً شخصيات كبيرة وأسماء لامعة.
ومثلما اتسعت عيون القاهرة وتجددت نظراتها اتسعت أيضا رؤية الفنادق المصرية، فلم تعد تلك الفنادق تعزف نغمات منفردة وتكتفي فقط بأن تضع شخصيات بعينها في قمة اهتماماتها، فقد أصبحت الاسرة العربية هدفا واضحا لتلك الفنادق الا أن فندق سميراميس تميز برؤيته المنفردة في هذا المجال وحسم المنافسة لصالحه بما لديه من خبرة وتصميم هندسي لبنائه المعماري حيث يضم الفندق عدداً كبيراً من الاجنحة التي تنفرد بروعة التصميم والاتساع مثل الجونيور، التنفيذي، النيل، الرئاسي، المصري، الفرعوني، وجناح سميراميس.
وإذا كان فندق سميراميس العريق قد احتفظ لنفسه بأسرار ما عرف بموسم اصطياد العرسان حيث كانت الامهات البريطانيات يجئن لآصطياد أزواج مناسبين لبناتهن خاصة من بين ضباط الحامية العسكرية الانجليزية التي كانت موجودة في بداية القرن الماضي، فإن أمهات هذا العصر يجئن بأسرهن الى فندق سميراميس الجديد الذي أفتتح عام 1987لاصطياد اللحظات السعيدة، واستعادة الذكريات الرائعة عام بعد عام، فقد تميز سميراميس أنتركونتننتال بتعدد وتنوع مصادر الترفيه لأفراد الاسرة فيوجد حمام سباحة كبير للكبار، كما يوجد آخر للأطفال.
وفي حالات الطوارئ يتواجد طبيب تحت الاستدعاء على مدار 24ساعة، كما تتوافر بالفندق خدمة جليسة أطفال مدربة. وفي هذا العصر أصبحنا نعيش ما يسمى بعالم الصفقات الفخمة، ولم يعد سرا أن تصبح للفنادق أهميتها في احتواء الزمن الذي لايتوقف فية سكانه عن الطيران والتحليق ألى الابعد، وقد أدرك سميراميس انتركونتننتال هذه الحقيقة مبكرا منذ أن أصبحت القاهرة نقطة هامة ومؤثرة على شبكات العلاقات التجارية الدولية.
وحتى الآن وفي زمن أصبح للوقت قيمة وللسرعة ميزاتها وقف سميراميس وراء ضيوفه من رجال الاعمال وقدم لهم كل ما يحتاجونه من خدمات من خلال نادي أنتركونتننتال الذي أصبح كلمة السر وراء كل رجل أعمال ناجح يجمع بين الاقامة الفاخرة والتكنولوجيا المتقدمة والتي لا غنى عنها لاي رجل أعمال عبر 99حجرة و 95جناجا. وتلقي احتياجات ومتطلبات رجل الأعمال العصري عناية خاصة من إدارة الفندق بداية من غرف خاصة بل أدوار خاصة بهم هي أدوار نادي الأنتركنتننتال الأربعة مرورا بمركز خدمات رجال الأعمال الذي يقدم كل المساندة لجعل رجل الأعمال وكأنه بمكتبه. يوفر المركز والذي يعمل على مدار الساعة كافة الأعمال المكتبية والسكرتارية.
وعلى جانب آخر من المنافسة بين فنادق القاهرة هناك منافسة لها طعم آخر، سلاح هذه المنافسة أنواع متعددة من الاطباق والمشهيات التي تعكس ثقافات الشعوب، من خلال احد عشر مذاقا مختلفا للطعام.