القاهرة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
25-09-2022 - 05:27 pm
  1. سبيل محمد علي باشا بالقاهرة

  2. حين يأتي الماء من أعماق التاريخ

  3. كسر التقليد المعماري

  4. تخليدا لطوسون

  5. ترميم شامل


سبيل محمد علي باشا بالقاهرة

حين يأتي الماء من أعماق التاريخ

سيكون من الصعب على أي شخص نسيان ذلك السبيل الذي يقع بجوار باب زويلة بمنطقة مصر الفاطمية بالقاهرة، السبيل الذي يحمل اسم «محمد علي باشا»، ويأتي من التاريخ حاملا عبقه، وعطره وشذاه وحكاياته الجميلة. السبيل يقع في قلب اكثر مناطق مدينة القاهرة شعبية، يحمل روحها، وروح المارة الذين ينظرون إليه بإعجاب، وهم يواصلون سيرهم بوجوه لا تريد أن تفارقه.
الذين يعرفون المصريين يعرفون أن هناك أغنية شعبية يرددونها دائما هي «عطشان يا صبايا دلوني على السبيل»، فهل تكشف هذه الأغنية عن مكانة الأسبلة في حياتهم. «سبيل محمد علي»، أحد أهم هذه الأسبلة، ربما لأنه كان يقع في جزء نشط ومزدحم من المدينة، وظل يضج بالحياة حوالي مائتي عام، وبالتالي كان السبيل يجمع حوله العطشى والفقراء وعابري السبيل.

كسر التقليد المعماري

  • السبيل الذي يسقط في عشقه كل من يراه، بناه محمد علي باشا، والي مصر عام 1235ه 1820، في قلب مصر القديمة، وبعد أكثر من 850 سنة من بناء المدينة، ظهور الأسبلة كان قبل هذا، حيث ظهرت الأسبلة في القاهرة للمرة الأولى في القرن الرابع عشر، وكانت ملحقة بالجوامع وبمبان دينية أخرى أقامها السلاطين والأمراء، ثم بنى الأثرياء من الرجال والنساء أسبلة كمبان منفصلة، في مواقع بارزة في المدينة. وتتميز القاهرة وحدها باحتواء مبنى السبيل، على كتاب للتعليم الأولي، يقام أعلاه، وأصبحت الأسبلة والكتاتيب من المعالم التقليدية للمدينة، لذا نلاحظ انه حينما غزا نابليون بونابرت مصر عام 1798، لاحظ مساحوه اكثر من ثلاثمائة سبيل في مصر.

أثناء بحثي في تاريخ السبيل «الجميل»، وقع في يدي كتاب اسمه «سبيل محمد علي باشا»، كتبه خالد فهمي، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث، في قسم الدراسات الشرق الأوسطية والإسلامية بجامعة نيويورك، واجنيشكا دوبر لسكا، مهندسة ترميم معماري. يحكي الكتاب تاريخ السبيل، حيث يقول إن محمد علي باشا كسر التقليد المعماري المملوكي الذي امتد قرونا، ودشن بإقامة هذا السبيل طرازا جديدا تماما، فاختار موقعا بارزا في المنطقة التجارية النشطة على الشارع الرئيسي في المدينة، واستورد أخشابا ورخاما ابيض من تركيا، وربما جلب منها بعض الحرفيين أيضا، واختار أن يشيد مبنى بهذه الضخامة والفخامة ليبرز سلطته السياسية، وتعرض اللوحات المنقوشة بكتابة عثمانية على الواجهة أبياتا شعرية، واسم محمود الثاني، سلطان الدولة العثمانية آنذاك، التي كانت مصر جزءا منها وكان محمد علي واليه عليها.

تخليدا لطوسون

  • يجب ان نعود الى التاريخ لنعرف اكثر عن السبيل. التاريخ يروي لنا أن السبيل بني ليخلد ذكرى طوسون ابن محمد علي، الذي مات بالطاعون قبل إنشائه بثلاث سنوات، وعمره 22 عاما، وكان احب أبنائه إليه، ولم يدخر الأب المكلوم جهدا او مالا في بناء السبيل لطبع القاهرة بأثر باق يخلد وجود أسرته وأهميتها، وكان السبيل أيضا نقطة في معمار القاهرة، فطراز الزخرفة الغنية المنحوتة على الرخام على الواجهة المقوسة كان جديدا تماما، وكان هذا الطراز الذي ظهر في مبان كثيرة في اسطنبول تحويرا عثمانيا لطراز الباروك الأوروبي، لكنه كان تحويرا حديثا للغاية في عصره مع عنصر كلاسيكي قوي، كذلك كانت الأفاريز الخشبية البارزة المنقوشة الغنية بالنحت متأثرة بطرز معمارية تركية. وزيادة في البعد عن تقاليد العصر المملوكي، لم يبن فوق السبيل كتاب، إنما بنيت قبة مغطاة بالرصاص على غرار مبان عديدة في عاصمة الدولة العثمانية، ولزيادة التأكيد على هذه الفكرة، كان باطن القبة مزخرفا بلوحات تصور مشهدا تركيا مبنيا خياليا لا يشبه أفق القاهرة، وكان يتوج المبنى هلال لامع مطلي بالذهب، وكانت أبواب المدخل الرئيسي مصبوبة بالبرونز الصافي، وكان المقصود بتغطية القضبان المزخرفة المصابع الذهبية في النوافذ المقنطرة، إبهار الرواد الذين كانوا يرتقون الدرج ليملأوا كوبا من الماء من الأحواض الرخامية خلفها، وكان الماء يحفظ في صهريج ضخم تحت الأرض عمقه تسعة أمتار، ومسقوف بتسع قباب حجرية، وجدرانه مبطنة بمونة غير منفذة للماء، على غرار المباني الرومانية القديمة، وكانت تغذيه بالماء أنابيب تملؤها سواق منصوبة على الخليج المصري الذي كان يخترق المدينة وقتها، وتبلغ سعة الصهريج 455 ألف لتر، تكفي لملء مليون ونصف مليون كوب من الماء، وعادة ما يكون الناس الذين يشربون من السبيل يتركون عملات رمزية عرفانا للجميل، ووجد منها الكثير خلال الترميم تحت الدرجات وفقا للعرف الشعبي، وكان باستطاعة الذين يرتقون الدرجات من الشارع ليصلوا إلى النوافذ المغطاة بالقضبان ليشربوا، أن يلمحوا باطن القبة المزخرف فوق قاعة السبيل، فتوحي لهم المدينة الخيالية والنقوش النباتية المزهرة المنقوشة عليها بصور الجنة.

ترميم شامل

  • في الفترة الأخيرة سيكون بإمكان الذي يمر أمام «سبيل محمد علي»، أن يلمح مدى التغيير الذي حدث فيه وأعمال الترميم، وسيكون بإمكانه أيضا أن يستمع إلى حكايات من البائعين حول السبيل، عن الفترة الطويلة التي استمر خلالها الترميم، ومدى التغيير الذي حدث، بإمكانه أيضا أن يعود إلى كتاب «سبيل محمد علي باشا» مرة أخرى ليعرف انه بعد عقد من إنشاء السبيل في وقت ما بين عامي 1828 و1831، تم توسيع السبيل، وأضيف دور علوي له خال من الزخرفة تقريبا، مما يؤكد انه بني لغرض عملي. وفي تلك السنة أجريت أعمال جديدة في المبنى، كما تشهد اللوحة التذكارية المثبتة على الواجهة. وفي ثلاثينات القرن الماضي، أهمل السبيل وأصبحت حجرات الدور الأرضي مدرسة للبنات، وظلت المدرسة مفتوحة حتى الزلزال الكبير عام 1992، الذي وضع المبنى على حافة الانهيار، فهجرته التلميذات اللائي حولن إلى مدارس أخرى.

منقول


التعليقات (2)
مهاجر
مهاجر
الأخ أبو علاء
دائماً مميز في مواضيعك
تسلم الله يعطيك العافيه

bualaa
bualaa
الاخ الكريم مهاجر
أسعدني مرورك المتميز على الموضوع .
تقبل تحياتي


خصم يصل إلى 25%