سأرحل
بعد رحلة موفقة جميلة لا يمكن أن تنسى، زرت إندونيسيا للمرة الثانية، تلك البلاد التي منّ الله عليها بالطبيعة الخلابة التي تسحر العين، وطيبة نفوس شعبها الذي لا تكاد الإبتسامة تفارقهم .. وقضيت بها ثمانية عشر يوما كانت مليئة بالسعادة التي لا أمل لأن توصف.
كان الحزن يعتصر قلبي، والهم في كل اللحظات يصاحبني وأنا أصعد سلم الطائرة المغادرة بلاد المشرق الجميلة بلاد إندونيسيا إلى مدينة الرياض، كان بودي لو امتلكت أجازة كافية لكي أبقى بهذا الحلم الجميل الذي أعيشه والذي لم أتخيل يوماً أن يتحقق لأرى نفسي بهذه السعادة، ولكن هذه هي الإرادة الإلهية، فمصيري في نهاية الأمر العودة .. وما أن أقلعت الطائرة ودخلت الأجواء فوق السحاب لحظة اختفاء البلاد السعيدة عن ناظري، إلا وأمسكت بقلم وورقة، ورحلت معهما في رحلة لأسجل مشاعري التي أعيشها في هذه اللحظات، وذلك في أبيات من الشعر الحر، أقول فيها:
سأرحل عنكِ يا درة الديار
سأرحل عنكِ والشوقُ نار
لرؤياكِ مرةً أخرى
لرؤياكِ متى حلّت الذكرى
القلب في بعدكِ حزين
والدمع قد أغرق لي العين
سيقتلني الهم لا محال
وبذكراكِ سأسهر الليال
بأرضكِ حلّ علي الفرح
ونسيت كل أمرٍ جرح
بطيبة شعبكِ النبيل
وروعة هواءكِ العليل
لن يطول بيننا الفراق
فقريباً سيكون الوفاق
لا بد للزمان أن يجمعنا
مثلما في يومٍ قد فرقنا