النقطة العليا
17-12-2022 - 09:33 pm
Zall am see
إخلع جسدك لتتعرّف على المكان!!
( 1 )
زيل أم سي ، أنا أم أنا ، ولك أن تتخيّر أيها العاشق .
( 2 )
أشعر أن المكان سيفلت منّي ، فما إن مشيت حتى رغبت بالتوقف ، وما إن وقفت حتى رغبت بالمشي .
( 3 )
روحي تتأهب للطيران في هذا الفضاء .
( 4 )
لا مكان للتراب هنا ، إني أبحث عنه ولا أجدْه .
( 5 )
العشب هو السيد هنا ، فليس ثمّة بقعةٌ تخلو منْه .
( 6 )
صوتُ الشلاّلات يساعد على توسعة الأوعية الدموية !
( 7 )
تنفّس بقوّة ، حاول أن تتشرّب من المكان ، فإنك مفارقه .
( 8 )
عرفت الآن لمَ كان من أهم أوصاف الجنة الخضرة والحدائق ، فالأخضر ابن الماء يعمل في الروح ما لايقدر أن يعملهُ الزجاج ابن الانسان .
( 9 )
بعد أن رأيت مارأيت ، لن يبهرك اطلاقاً الفن المعماري القائم على تعظيم الزجاج واحتقار الطين والحجر ؛ الحضارة القائمة على الزجاج حضارةٌ لا تستحق الانبهار .
( 10 )
هذا الابداع لا يدَ للمخلوق فيه ، وحسنة الانسان الوحيدة هنا تكمن في المحافظة على سحر المكان .
( 11 )
قراءة الكتاب في هذه الشرفة أمرٌ غير مجدٍ ، ينمُّ عن عدم احترام للمنظر . أنّى للذهن أن يستجيب لما في الكتاب وهو خاضعٌ لخمرة المشهد .
( 12 )
الذهن متزئبق غير قابل للامساك به ، نتيجةً لالتصاقه بالمكان المتزئبق الغير قابل للقبض عليه .
( 13 )
لن يكون بمقدور أحدث الكاميرات نقل الحقيقة كما هي .
( 14 )
إنتبه ، أيها الآخذ في وصف المكان .
( 15 )
أيها العشب ، كيف لي أن أشكو لك حزني ؟
( 16 )
المفارقة أنك أمام هذا المشهد تقع فريسةً للنقيضين : هدوء النفس وصخب الخيال .
( 17 )
أترك أعضائي تغتسل في العشب ، فالعشب هو الماء في تحوّله الأسمى.
( 18 )
إشربني أيها العشب ، أريد أن أكون جزءاً منك .
( 19 )
دمي يتحوّل إلى عسل / أيها الناس هلّموا إلي ، ففيني شفاؤكم !
( 20 )
لا تحاول أن تكتب الشعر هنا ، فالشعر – كعادته – لا يرقى إلى مستوى الحدث !
( 21 )
كتابة القصيدة هنا لن تخرج عن أحد المصيرين : تشويه المكان ، أو تشويه ذاتها !
( 22 )
أينما مشيت في هذه المدينة فثّمة جبلٌ يطلُّ عليك ، ومطرٌ يمشي معك ، وريحٌ باردةٌ ومنعشةٌ تهمس في أذنيك : أنا الموسيقى العذراء .
( 23 )
خيطٌ من الثلج يدخل خاصرتك فتنتشي ، إنه الهواء .
( 24 )
المدينة تلتحف نفسها ليلاً وتقول : لا أحد يقدر على تدفئتي سواي .
( 25 )
لم يشعر بالايمان من لم يقف وجهاً لوجه أمام الفجر هنا ، فجر هذه المدينة هو بداية الكون .
( 26 )
إن عاشق المدن الحديثة سيجّن هنا من الملل ، فالمكان مكتظٌ بالطبيعة.
( 27 )
لا تتكلم كثيراً ، أنت هنا لتنظر وتسمع .
( 28 )
يجب أن يكون صمتك حديقةً مليئةً بالأغاني .
( 29 )
كلُّ لحظةٍ حُبلى بحياةٍ جديدة .
( 30 )
أنت لا تحتاج إلى الطيران لتلامس السحاب ، فبإمكانك أن تقبّل غيمةً عابرةً وأنت تشرب شاي الصباح .
( 31 )
أنت لا تأكل اللحم هنا ، أنت تأكل السماء !
( 32 )
كل مدينة حديثة تصيبك بصدمةٍ حضاريةٍ ، وهذه المدينة أصابتك بصدمةٍ عاطفيةٍ : أنّى تكون لك عاطفةٌ وأنت تقبعُ في غير هذا المكان ؟
( 33 )
صوت الشلاّل لوحده يذهب الظمأ ، فما بالك بشربه .
( 34 )
كلُّ ماءٍ يروي الجسد ، وهذا الشلاّل يروي الجسد والروح .
( 35 )
وددت أن يكون بيتي مجاوراً لهذا الشلاّل .
( 36 )
أرض الله المختارة . زل أم سي :
زل أم سي : هذا ما صنع الله ، فلتتأمل .
زل أم سي : كلام الله منقوشٌ على الجبال الخضراء .
زل أم سي : يموت فيها الشاعر ليكتب عنها ، فلا يجد أمامه وسيلةً سوى الانتحار / الانتحار هو أقلّ شيء ممكن أن أعبر به عن فشلي في وصفها .
يتفتّح الجسدُ ويتفتّت ، لتخرجَ الروح من سجنها : هنا فقط .. هنا فقط ، يمكن لي أن أتنزّه .
زل أم سي : ضالّةُ الروح !!
جراند هوتيل
زيلامسي - سبتمبر 2005
ما أجملك يازيلامسي