- تحية طيبة عطرة ..
- أيها الصامدون .. مثل جبالاً راسيات على الرياح عصية ..
- يحتوي متحف شهداء القرين على مجموعة من صور
تحية طيبة عطرة ..
عدنا لكم بعد غياب طويل مع تقارير معشوقتي الغالية الكويت الحبيبة - حفظها الله وشعبها من كل مكروه - ، هذا التقرير هو جزء من التقرير الرئيسي لزيارتي لدولة الكويت خلال فبراير 2010 م ، وسينشر مع تقريرين آخرين ، ونتوجهم بالتقرير السياحي الرئيسي بإذن الله .
هذا التقرير يحكي قصة نضال وكفاح ، قصة مجموعة من المدنيين والعسكريين الكويتيين المسلحين بأسلحة بسيطة في آخر أيام الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت الحبيبة ، هؤلاء الأبطال حملوا على عاتقهم الدفاع عن أرضهم وشرعية قضيتهم بلا تردد أو خوف .. هذه المجموعة واجهت بكل شجاعة وشرف ونبل الجيش العراقي الغازي الذي لم يكن يضم بقاموس أزلامه وزبانيته أي معنى لحرمة دم المسلم ، وعظم ذنب أذية الجار ، والشرف والنبل والإنسانية .. والنتيجة كانت إستشهاد معظم هؤلاء المناضلين ليعبدوا درب الفداء والنضال .. ولتحيا الكويت .. لتحيا الكويت
بسم الله .. بسم الكويت .. بسم الأمير
أيها الصامدون .. فوق ثراها لكم المجد والثناء والتحية
أيها الصامدون .. مثل جبالاً راسيات على الرياح عصية ..
بدأت فصول هذه الملحمة البطولية في 24 فبراير 1991 م ، بمجموعة من الشباب الكويتي يتكون عددهم من 19 شاباً كويتياً مابين عسكري ومدني ينتمون لمجموعة المسيلة ، ويتخذون من منزل الشهيد بدر العيدان بمنطقة القرين مقراً لهذه المجموعة الباسلة .. بعد التحرير وعودة القيادة الكويتية سالماً إلى الكويت .. أمر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح - طيّب الله ثراه - بتحويل هذا المنزل إلى متحف وطني يكون تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ؛ لأهمية مثل هذه المتاحف في رصد تاريخ الدولة ، وليكون نبراساً للأجيال القادمة ، وليعرفوا العدو من الصديق .
يحتوي متحف شهداء القرين على مجموعة من صور
الشهداء والاسلحة التي استخدمت في المعركة ، وقد كانت تحوي على علب فيها أشلاء بعض الشهداء ، والتي دفنت في وقت لاحق بعد فتوى من وزارة الأوقاف الكويتية ، وقد قام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإعادة ترميم المنزل وتركيب أعمدة حديدية مساندة للإسمنتية للحفاظ عليه نظراً لتأثر بنية المنزل من قصف الجيش العراقي الهمجي .
في خارج المنزل ..
مازالت سيارة الشهيد بدر العيدان شاهدة على مدى قوة القصف العشوائي الذي طال السيارات والمنزل والجيران .. فهذه سيارتين تعود إحداها للشهيد بدر العيدان ، والآخرى لقائد المجموعة الشهيد سيد هادي علوي
على اليمين سيارة من طراز شيفرولية كابرس - تعود لقائد المجموعة الشهيد سيد هادي علوي ، إستخدمها في العمليات العسكرية ضد العدوان الغاشم ، وأيضاً لنقل بعض اللوازم الطبية وتوزيعها على افراد المقاومة في مختلف أنحاء الكويت لتطبيب أفراد المقاومة .
وعلى اليسار ايضاً سيارة من طراز شيفرولية كابرس عائدة للشهيد بدر العيدان - رحمه الله -
صورة اخرى من مقدمة السيارتين :إقتربت أكثر لإلتقاط صورة من داخل سيارة الشهيد بدر العيدان ، لاحظوا مدى التدمير الذي لحق سيارة متوقفة ليس بها أي فرد مقاومة .. حتى الجماد لم ترحمه قوات صدام المجرم من بطشها وجرائمها :
تقبع بعض السيارات التي كانت تستخدمها الإستخبارات العراقية المجرمة منها الكابرس الأبيض والباص المخصص لنقل الأسرى :
السيارة الكابرس البيضاء كانت لضباط إستخبارات عراقية ، كانت تراقب المنزل ، ويبدو أنها إستدعت الباص لنيتهم في أسر من في المنزل ونقلهم للعراق ، ولكن هيهات هيهات .. وقع هؤلاء المجرمون بأيدي شباب مناضل صامد قاومهم حتى الموت .. لتحيا الكويت
تحت الدرج إختبأ بعض الأبطال ، ولكن تم أسرهم بعد إقتحام المنزل ، وأعدموا لاحقاً في مخفر صباح السالم رحمهم الله جميعاً .
صورة لشهيدين من شهداء مجموعة المسيلة لصقت بعد التحرير :إحدى غرف المنزل ، ويظهر الأعمدة المعدنية المساندة للمبنى ..
الدمار طال حتى دورات المياه - أجلكم الله -
في هذه الفتحة الصغيرة إختبأ إثنان من الناجين من المعركة وهم / محمد يوسف وحازم جابر ، وظلوا بها حتى غادر الجيش العراقي المنزل :
الأسلحة والذخيرة التي إستخدمتها المقاومة الكويتية في صد العدوان العراقي على منزل مجموعة المسيلة :
شظايا الأسلحة التي إستخدمتها القوات العراقية :فوارغ القذائف التي إستخدمها الجيش العراقي في إقتحام المنزل :هذه بعضاً من الملابس التي إستخدمها أفراد المقاومة وقد كتب عليها ( قوة الكويت - مجموعة المسيلة )
دايوراما Diorama
لمتحف شهداء القرين
نظرة للخارج من خلال ثقب بحائط إحدى الغرف ..
البطل الأميركي الجنرال نورمان شوارزكوف ( قائد عمليات عاصفة الصحراء )
كانت له زيارة لهذا المتحف في 16 أبريل 1994م .
حيث كتب كلماته الخالدة : ( إن تواجدي في هذا المسكن ، يجعلني أتمنى لو أننا قدمنا مجيئنا ( الهجوم ) 4 أيام ، ولو فعلنا ذلك فربما لم يكن لهذه المأساة أن تقع ) .
صور بعض الشهداء التي تزين حائط المتحف :قائد المجموعة الشهيد سيد هادي علوي
صاحب المنزل الشهيد / بدر العيدان :ولمثل هذه الملاحم والبطولات قصص يرويها الناجين من المعركة .. وهو حازم جابر ( الشخص الذي أختبأ في حيز صغير موجودة بالصورة رقم 22 أعلاه ) .. يروي الأستاذ حازم تفاصيل الهجوم على المجموعة حيث قال :
((في 24 فبراير 1991 ومع قرب
الهجوم البري لقوات التحالف انقطعت الكهرباء في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل «وكنا
نستعد للانتقال الى الخط الساحلي للفحيحيل والفنطاس اذ كانت هناك معلومات عن قرب حدوث
انزال بحري بالتنسيق بين مجموعتين للمقاومة هما مجموعة المسيلة ومجموعة غرب الفنطاس».
وقال صالح انه في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم بدأت القوات العراقية باعتقال شباب الكويت
من المنازل لاستخدامهم كدروع بشرية واسرى حرب وحين اعلن عن الهجوم البري كانت الفرحة
كبيرة «فجاء اليوم الذي نؤدي فيه الدور في كشف مواقع العدو واماكن تمركزهم من اجل تسهيل
عمليات الهجوم البري ومهاجمة القوات العراقية التي بدأت بالانسحاب». واضاف ان الاتفاق «هو ان
نرتدي زيا خاصا بالمقاومة كتب عليه من الامام مجموعة المسيلة ومن الخلف قوة الكويت حتى
تستطيع قوات التحالف تمييزنا وخلال هذه الاثناء وصلت سيارة استخبارات عراقية كانت تجوب
المنطقة بحثا عن الشباب الكويتي يتبعها حافلة صغيرة بها عدد من الجنود». وأوضح ان السيارة
توقفت « امام منزل القيادة في القرين وهو بيت الشهيد بدر ناصر العيدان وترجل احد الجنود
العراقيين وطرق الباب فلم يستجب له احد فأمر الضابط احد الجنود بالقفز من فوق سور المنزل».
واشار الى انه «خلال هذه الاثناء كان قائد المجموعة سيد هادي العلوي يراقب المنزل من الداخل
فادرك العراقيون ان البيت يؤوي مجموعة من الشباب الكويتي فتم محاصرة البيت حتى الساعة
الثانية ظهرا فكنا في موقف حرج فاما الاستسلام والرضوخ للاسر والاعدام او الدفاع عن الوطن».
وقال ان هادي بادر باطلاق النار على الجندي العراقي واستمر تبادل اطلاق النار من الساعة الثانية
الى الساعة السادسة مساء وخلال هذه الاثناء استعان الجنود العراقيون بالدبابات والمدفعية وقوات
الحرس الجمهوري فتم محاصرة المنزل من جميع الاتجاهات. واضاف ان هادي طلب من المقاومين
التوزع في جميع انحاء المنزل والمنازل المجاورة لتشتيت وتفريق قوة العدو «وخلال هذه الساعات
كانت تنهمر علينا قذائف من المدافع والدبابات في حين كنا نستخدم سلاحا خفيفا مقارنة بسلاح
وتجهيزات الجيش العراقي». وأضاف ان المعركة انتهت باستشهاد قائد المجموعة هادي ويوسف
خضير علي وعامر فرج العنزي واسر بقية افرادها وهم جاسم محمد علي ومبارك علي صفر
وابراهيم علي صفر وعبدالله عبدالنبي مندني وخليل خيرالله البلوشي وخالد احمد الكندري
وحسين علي رضا ومحمد عثمان الشايع وبدر ناصر العيدان حيث تم اعدامهم في مخفر صباح
السالم والقيت جثثهم في منطقة قسائم القرين. وعن الناجين من المعركة قال صالح ان الله اختار
الشهادة ل12 مقاوما وكتب النجاة لمن تمكن من الخروج الى المنازل المجاورة في الساعات
الاولى من المعركة او الذين لم يتمكن الغزاة من العثور عليهم بين حطام المنزل بسبب الظلام
الدامس لانقطاع التيار الكهربائي. وأشار الى ان الناجين اضافة اليه هم سامي سيد هادي العلوي
ومحمد يوسف كريم وجمال ابراهيم البناي وطلال سلطان الهزاع ومشعل المطيري وبدر السويدان
واحمد جابر صالح. وافاد بان مجموع اعضاء مجموعة المسيلة (قوة الكويت) كان يبلغ 31 فردا. وعبر
صالح عن امله بان يأخذ الجيل الحالي الدروس والعبر ليس من هذه المعركة ولكن من موقف
الشعب الكويتي الذي صمد امام الظلم وآمن بعدالة قضيته )) .
منقول من صفحة شخصية في موقع الصور فلكر .
هذه قائمة بأسماء الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة :1 - سيد هادي علوي .. مدني .. القائد
2 - يوسف خضير علي .. نقيب في الجيش
3 - عامر فرج العنزي .. ملازم اول في الجيش
4 - جاسم محمد علي .. مدني
5 - مبارك علي صفر .. مدني
6 - ابراهيم علي صفر ..عسكري
7 - عبدالله عبدالنبي مندني .. رئيس عرفاء في الداخلية
8 - خليل خيرالله البلوشي .. مدني
9 - خالد احمد الكندري .. مدني
10- حسين علي رضا .. وكيل عريف في الداخلية
11- محمد عثمان الشايع .. مدني
12- بدر ناصر العيدان .. عريف في الداخلية
الناجون من المعركة :1 - محمد يوسف كريم
2 - سامي سيد هادي علوي
3 - جمال البناي
4 - طلال سلطان الهزاع
5 - حازم جابر صالح
وقد شاركوا بالمعركة منذ الساعة 8 صباحاً يوم 24/2/1991 حتى الساعة 6,30 من مساء نفس اليوم
الذين خرجوا من البيت قبل المعركة بدقائق
1 - مشعل المطيري
2 - احمد جابر صالح
3 - بدر السويدان
بقية افراد المجموعة :لم يشاركوا في المعركة لأنهم اعتمدوا على / حامد علوي كي يوصلهم الى البيت ولكنه لم يحضر لهم ليقلهم من بيوتهم بسبب وقوعه في الأسر في ذلك الوقت :
1 - حامد سيد محمد علوي .. الاسير
2 - جمال محمد الابراهيم
3 - عباس ابراهيم القلاف
4 - سيد احمد القلاف
5 - سيد جميل القلاف
6 - جاسم حسين القلاف
7 - طارق حسين الفيلكاوي
8 - محمود سيد الموسوي
9 - علي شرف القلاف
10- نايف عبيد الاحمد
11- باسم محمد الابراهيم
اول طلقة اُطلقت في المعركة كانت من البطل محمد يوسف في الساعة 8 من صباح 24 فبراير
رفع هؤلاء الأبطال العلم الكويتي في الساعه 10,30 صباح 24 فبراير امام وجوه زبانية صدام من المجرمين والسفاحين ، وكان اول علم يرفع قبل التحرير ببضعة أيام .
عامر فرج العنزي أول شهيد في المجموعة وقد استشهد بقذيفة آر بي جي في الساعه 11,30 ظهر 24 فبراير
كانت آخر اماني الشهيد جاسم محمد علي قبل استشهاده رؤية ابنائه . وقد انجبت زوجته توأمين ولد وبنت بعد استشهاده بيوم واحد فقط واسمتهم محمد ودموع .
وهنا أكون قد وصلت لنهاية تقرير زيارتي لبيت شهداء القرين
رحم الله من إستشهد منهم ، وطوّل بعمر من بقي منهم على قيد الحياة ..
للذكرى نسطر هذه الأسطر ، ونستعرض هذه الذكريات الأليمة
ليشهد العالم بأسره .. ما لاقاه الشعب الكويتي من صنوف الجرائم والبطش بأيدي زبانية القوات العراقية المجرمة .
أختم بشعر جميل من أشعار المرحوم بإذن الله الدكتور عبدالله العتيبي :كلما زادت المحن حولها أو قسى الزمن ..
أصبح الناس كلهم .. كلمةً في فم الوطن
الكويت بلادنا الكويت .. أرواحنا سورها ..
الكويت بلادنا الكويت إصرارنا نورها
أرواحنا الثمن .. والمجد للوطن .. الكويت بلادنا الكويت
الله يرحم شهدائنا اللي ضحو بدمائهم عشان الكويت وهذا يبين مدى حب وولاء الكويتيين للكويت
وشكرا عالطرح لانه الموضوع مهم وايد نا اييون الكويت ومايعرفون شي عن المتحف
ضروري كل واحد يزور الكويت يمر المتحف
والله يحفظ الكويت