MCSEman
17-11-2022 - 12:54 pm
إخواني وأخواتي الكرام .....
أعود إليكم بعد فترة انقطاع صغيرة ... ومعي مكان زرته الأسبوع الماضي
المكان جميل جداً ..... من الأماكن القديمة في القاهرة الإسلامية
أعتقد أن أي زائر للقاهرة لابد أن يزور ولو مكان واحد على الأقل من الأماكن الأثرية الإسلامية التي تزخر بها القاهرة
وفي هذا الموضوع أقدم لكم بيت الكريتلية ...
بيت الكريتلية
تعالوا معي نعرف قصة هذا البيت .... مع الصور لتي صورتها خصيصاً لكم
منذ 470 سنة تقريباً .. يعني في سنة 1540م .. كانت هناك سيدة مصرية اسمها آمنة .. وهي بنت أحد أغنياء القاهرة في ذلك الوقت
قامت هذه السيدة ببناء بيت كبير ... بجانب جامع ابن طولون في حي السيدة زينب
وبعد 100 سنة تقريباً من ذلك الوقت .. جاء أحد الأغنياء أيضاً وبنى بيتاً بجانبه ...
وتوالت السنين .. وتعاقب على هذين البيتين عائلات كثيرة ...
وبعد فترة تم بناء قنطرة بين البيتين ... وأصبحا بيتاً واحداً كبيراً جداً يربط بينهما هذه القنطرة
إلى أن جاء مصر طبيب بريطاني سنة 1940 وكان يعمل في الجيش الإنجليزي .. جاء إلى مصر وكان مغرماً بالأماكن التاريخية في القاهرة الإسلامية
فطلب أن يسكن في هذا البيت على أن يزيّنه ويؤثثه بأثاث عربي وإسلامي وعثماني وفرعوني .. وعند مغادرته مصر سيترك البيت بكل محتوياته ... وهذا ما حدث بالفعل .... وها هو بيته الآن مفتوح وبه الأثاث كما هو
البيت له اسمان .. إما أن تطلق عليه ( متحف جاير أندرسون ) حيث أن آخر من سكنه هو الطبيب جاير أندرسون
أو أن تطلق عليه اسم ( بيت الكريتلية ) .. لأن أول من سكنته هي سيدة من جزيرة كريت
هذا ملخص بسيط جداً عن تاريخ هذا البيت .... ولنبدأ الآن جولتنا داخل البيت الرائع ... ومنه سنتعرف على كيفية الحياة في القاهرة من زمان .. وكيفية ترتيب البيت وتأثيثه في ذلك الوقت
أول ما تدخل البيت ستجد فناء تتوسطه نافورة .. وعلى اليسار سلم تبدأ منه الجولة داخل المنزل
وطبعاً سيكون معك مرشد يشرح لك كل شيء هناك ... ولو ذهبتم ولم يأتي معكم أحد اطلبوا منهم
ها هي النافورة ... كما هي من مئات السنين ...
وطبعاً يتبادر إلى الذهين كيف كانت هذه النوافير تعمل دون كهرباء وبدون موتور !!
ولما سألنا .. عرفنا أنها كانت تعمل بضغط الماء
في الطابق الأول توجد عدة غرف ... منها جلسة صيفية مطلة على النافورة الموجودة بالأسفل ...
كان الطبيب الإنجليزي يعيش في هذا البيت هو وزوجته ومعهم خادم من النوبة ...
وهذه حجرة النوم ...
جلسة أمام أحد النوافذ في غرفة الحريم
كانت هذه الغرفة لا تطل على الشارع الخارجي ... وإنما قريبة من سور المسجد وتطل على فناء
تجلس فيها السيدات وتنظر للخارج من خلال المشربيات
والمشربيات تشتهر بها القاهرة قديماً .. وهو تسمح للنساء بالنظر من النافذة دون أن يرها أحد من الخارج
بهو المنزل ... أو القاعة الرئيسية التي كانت مخصصة للإجتماعات الكبيرة والحفلات
منظرها جميل جداً .. وتتعجب من الديكور الرائع الذي تم بنائه من 470 سنة !!
جانب آخر من غرفة الحفلات ...
والتقطت هذه الصورة من حجرة مخفية .. هذه الحجرة كانت مخصصة للنساء فقط .. حيث كُنّ يجلسن فيها ويشاهدن الحفلة من الأعلى دون أن يراهم أحد من الضيوف
الحجرة مخفية لأنك تمشي من أمامها دون أن تعرف أنها حجرة ... حيث أن بابها جزء من دولاب ولا تشعر بوجوده إلا إن كنت صاحب البيت
الآلة الكاتبة التي كان يستعملها الطبيب الإنجليزي
الغرفة الشتوية .... وكانت تطل على حديقة المنزل
جلسة رائعة جداً ... وفي وسطها فتحة بئر حيث كان بأسفل المنزل خزان كبير جداً يمتلأ كل فترة بالماء
وعند فتحة البئر توجد أكواب وتشرب منها ... وتوجد هناك لافتات تشرح تركيب البئر من الداخل
ماسك .. أو قناع للطبيب وزوجته وخادمهما
تشعر بأن هذا الطبيب كان مهتماً جداً بالخادم وكأنه أحد أفراد أسرته .. ففي كل مكان ستجد له صورة أو تمثال
صورة الخادم النوبي
هذه القطعة موجودة في غرفة الولادة ....
وهي كرسي مخصص لعملية الولادة .. حيث كانت تجلس عليه السيدة وتضع مولودها بمساعدة واحدة مختصة بذلك
يوجد بالبيت غرفة مخصصة للتماثيل الفرعونية ... وهذه قطة فرعونية أصلية كان يحتفظ الطبيب بها
من الطابق الثالث ... صورة للمكان الذي بدأنا منه
الجدار الشرقي من مسجد أحمد بن طولون ... وهو أكبر مساجد القاهرة القديمة
الغرفة الرئيسية
صورة جاير أندرسون وهو جالس في البيت
البيت كبير جداً ولم أستطع تغطيته بهذه الصور القليلة
محبي الأماكن التاريخية لابد أن يزوروا هذا المكان ... ولابد أن يطلبوا مرشد سياحي معهم وسيكون متوفراً هناك ... ولن يأخذ سوى مبلغ ضئيل جداً
أتمنى لكم زيارة موفقة وسعيدة داخل البيت ..... والبيت بيتك