1. فإن فساد الرأي ان تترددا


2. نيوزلاندا

فإن فساد الرأي ان تترددا

رحلتي الى بلاد تتحدث اللغة الأنجليزية الأمل الذي كان يطاردني من قبل عشر سنوات. اتحدث مع كل واحد عاد من بريطانيا او امريكا اسأله عن سلاحه الذي استخدمه هناك هل كان له مفعول ام لا(سلاحه اللغة الإنجليزية) لاتفهموني خطأ علشان لا انطرد ههه حتى أتت أحداث 11 سبتمبر وأنا في آخر سنة في الجامعة بعدما قضيت اربع سنوات اتعلم فيها اللغة الإنجليزية فتغيرت نظرتي تماما للسفر الى هاتين الدولتين. فظللت أحرك عامل البحث بالسؤال و التفكير عن دولة تتحدث اللغة الإنجليزية ليس لها علاقة بمشاكل العالم . بدأت في تدريس اللغة الإنجليزية السنة الأولى التي كانت من امتع اللحظات عشتها ثم اتت السنة الثانية حتى تهيأت لى بعثة الى امريكا بعد الأحداث بما يقارب سنتين لكنني رأيت بأن اثقال الأرض بدأت تتجاذبني عندما اصر علي والدي بأن اتزوج في تلك السنة فأصبحت محتارا بين همتي و رغبتي (ولا شك ان الزواج نعمة عظيمة بها يكمل المسلم دينه ) فكانت الخيرة فيما اختاره الله تزوجت تلك السنة و تركت البعثة

نيوزلاندا

كنت قديما أعتقد بأن الدولتين التين تتحدث الإنجليزية هما أمريكا و بريطانيا حتى ذهب أحد أصدقائي الى نيوزلاندا عندها سألته لماذا قال لأنها تتحدث الإنجليزية و هي اللغة الأم بدأت فكرة الذهاب الى نيوزلاندا تراودني بين فترة و أخرى أقدم خطوة و أأخر أخرى حتى عزمت على الذهاب . أخذ ينتابني شعور غريب لم أكن شعر به من قبل تخيلوا شخصا لم يتعود السفر خارج بلاده طول حياته وهو الآن على وشك الذهاب لم يتبقى على سفري الا يومين أخذت فيها أقلب بصري في أطفالي أراهم يلعبون و ينشدون عندها بدأت ألوم نفسي و علمت أني على موعد مع الغربة أخذت أعاتب همتي لماذا أيتها الهمة أحقا لاينالك أحد إلا على جسر من التعب
يالها من حياة صعبة .(قد تتسائلون بأن شهرا واحدا يعد قليلا لكنني لم أتعود على فراق أبنائي أكثر من أسبوع ) لكن موعد السفر أخذ يقترب شيئا فشيئا كلما زاد قربا زدت شوقا إلى أطفالي أخذت أرقبهم بنظرات ملؤها الحزن و الأسى . أكتب هذه الكلمات(في آخر ليلة أقضيها في نابير) و الحنين إلى أطفالي قد بلغ كل مبلغ . السكون قد عم غرفتي
أين ضجيجهم أين صياحهم أين تلك الألعاب التي كنت أراها مبعثرة في جنبات البيت . لماذا أيها الحنين تضعف قوتي و تصب دمعاتي أهكذا تفعل بالرجال عندها تذكرت أبيات عمر بهاء الدين الأميري عندما قال:
أين الضجيج العذبوالشغب
أين التدارس شابه اللعب؟
أين الطفولة في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب؟
اين التشاكس دونماغرض
أين التشاكي ماله سبب؟
أين التباكي والتضاحك في
وقت معا ، والحزن والطرب؟
أين التسابق في مجاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون علىمجالستي
والقرب مني حيثما انقلبوا؟
يتوجهون بسوقفطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم: (بابا) إذافرحوا
ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم: (بابا) إذاابتعدوا
ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملءمنزلنا
واليوم، ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت
أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها
فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا ، أجل ذهبوا،ومسكنهم
في القلب ، ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينماالتفتت
نفسي وقد سكنوا ، وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم
في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم ، إذاظفروا
ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر
وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجهاحطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروامزالجه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ماأكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحةقضموا
في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثمااتجهت
عيني كأسراب القطا سربوا
بالأمس في (قرنايل( قدنزلوا
واليوم قد ضمتهم ( حلب(
دمعي الذي كتمتهجلدا
لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقدنزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتي كالطفل عاطفة
فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال منرجل
يبكي ، ولو لم أبكِ فالعجب
هيهات ما كل البكاخور
إني وبي عزم الرجالأب
معذرة ايها المغتربون ان كنت قد حركت أشجانكم لكنني أكتب هذه الكلمات وقد بلغ بعدي عن أطفالي شهرا كاملا خلونا نغير الموضوع
ترقبو الحلقة القادمة في نيوزلاندا