- منتجعات لبنان
رغم سنوات الحرب الطويلة التي عاشها لبنان، إلا انه تمكن وخلال فترة وجيزة من نهاية الحرب ان يعيد اليه الزوار من كل صوب. والسر في ذلك يكمن في الجمال الطبيعي الذي حباه به الله، من خضرة وشواطئ ساحرة وجبال خلابة وتنوع كبير في وسائل الترفيه يجعل من قضاء العطلة فيها لحظات رائعة لا تمحى من الذاكرة.
وفي لبنان تتهاوى المياه على الشواطئ الجميلة الممتدة على طول ساحل البحر الابيض المتوسط في بيروت وصيدا وغيرها. وهي شواطئ مفتوحة للزوار والسياح. ولكن هناك شواطئ خاصة تقدم خدمات متميزة لمرتاديها اشهرها شاطئ “البورتيميليو” في بيروت الشرقية على حد ذكر نشرة “هوليداي”.
أما بيروت الغربية فتتميز بصخرة الروشة الواقعة على شاطئ يحمل الاسم نفسه، وهي صخرة ضخمة بها فتحة ضيقة تسمح بمرور المراكب الصغيرة وعلى متنها السياح، وسط لوحة طبيعية رائعة لطالما استعان بها مخرجو الافلام في تصوير أروع المشاهد.
واذا كان الماء المالح سمة من سمات بيروت الغربية، فإن الماء العذب متوافر بكثرة في لبنان في الانهار التي لا يتجاوز عرض اكبرها بضعة امتار، وتجري في السفوح لتروي في طريقها غابات الارز والصنوبر والفواكه. واشهر مناطق المياه العذبة “نبع الصفا” الذي يأتيه اللبنانيون في عطلات نهاية الاسبوع لينهلوا من مياهه الصحية.
عالم الجبال عالم ساحر آخر حيث لا توجد منطقة في هذا البلد إلا وفيها جبل، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا. وجبال لبنان صخرية شديدة الصلابة بعضها حاد في الحواف بحيث يتعذر تسلقه والصعود اليه. ولكن يمكن تجريب مغامرة اختراق الجبال عن طريق “بيت الدين”، وبلوغ جبال “الباروك” حيث يتغير الجو ليصبح باردا كما في الشتاء، حيث انه يرتفع الى 1500 متر فوق سطح البحر.
ويقع “بيت الدين” شمال بيروت ويأتيه الزوار للاستمتاع بفنونه وحفلاته ومشاهدة متحف “جنبلاط” ومتحف “عائلة الشهابي” الذي ترجع جذوره لقبيلة “عدنان” في شبه الجزيرة العربية ويحتوي المتحف على اسلحة عتيقه وقطع ذهبية وأوان فخارية من العصور المختلفة. ايضا تسمى هذه المنطقة جبال الباروك وهي مغطاة بالخضرة على مد البصر وغابات الارز والصنوبر واللوز المروية بالأمطار ومياه ينابيع الجبال.
وقبل ان يزور السائح “بيت الدين” يجب ألا ينسى بيتا اثريا آخر هو “بيت موسى” الذي بناه مهندس لبناني ليثبت لمعلمه أنه ليس فاشلا. ويحتوي هذا البيت على تماثيل تتحرك كهربائيا وتصور الحياة اللبنانية اليومية العادية، فهناك العجوز الذي يركب حمارا وهناك جلسة الشاي والشيشة والمرأة الجالسة الى ماكينة الخياطة لا تمل من تحريك قدميها والمرأة الممسكة بالرحى لطحن القمح، ايضا هناك فصل به مجموعة من التلاميذ بينهم المهندس الذي بنى “بيت موسى” والمدرس الذي اضطهده وضربه بالعصا. ولا نزال مع عالم الجبال الساحر في لبنان ونصل الآن الى جبل “حريصا” الذي يستقر في منطقة بشمال بيروت ترتفع عن سطح البحر ب 1500 متر وتملأها السحب والهواء النقي البارد وبها كنيسة ضخمة جدا تضم تمثالا للعذراء مريم وتمثالا آخر ينظر للبحر في مهابة من فوق جبل “حريصا”.
وتعتمد لبنان في سياحتها الاثرية على قلعة بعلبك المتبقية من الآثار الرومانية والتي يوجد بها اضخم اعمدة معابد في العالم كما يقول اللبنانيون وهناك ايضا “قلعة صيدا” وهي مبنى قديم متهالك ولكنه جذاب في عرض البحر ويقبل الزوار على الوصول اليها عن طريق ممر أسمنتي قائم على الحجارة وهي قلعة أنشئت منذ القديم لحماية صيدا واستكشاف البحر.
وبعد ماء لبنان المالح والعذب وشواطئه الساحرة الخلابة وجباله الرحبة الرائعة يمكن ان يعيش الزائر بعضاً من لحظات الترفيه والاستجمام في ليل لبنان الساحر الذي تجسده العاصمة الخلابة بيروت بشوارعها التي تغص بالسياح وخاصة في حي جونيا المتلألئ كذلك شارع الحمرا المثير في بيروت الغربية. وهو شارع ترفيهي يغص بعدد كبير من دور السينما والمسارح والمقاهي الجذابة. ويقدم شارع الحمرا لرواده وزواره كافة الوان الفنون بدءا من الغناء الشرقي والغربي والرقص والفلكلور اللبناني الشعبي وخصوصا رقصات الدبكة الجميلة. ولا يجب أن يكتفي الزائر بهذا القدر من لبنان، ذلك ان لبنان يزخر بالكثير من المدن الرائعة الخلابة أهمها مدينة زحلة السياحية التي تقع بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية ويشقها نصفين نهر البردوني و”زحلة” هي نفسها “جارة الوادي” وهو الاسم الذي اطلقه عليها امير الشعراء احمد شوقي عام 1923 في قصيدة مشهورة بهذا الاسم، لذا خلده ابناء عرابي باقامة تمثال رخامي له.
منتجعات لبنان
ويزخر لبنان بالعديد من المنتجعات السياحية الرائعة التي تمزج بين سحر لبنان “سويسرا الشرق” ووسائل الترفيه العصرية الحديثة. فيوجد في لبنان واحد من اجمل المنتجعات وهو منتجع “ميناهاوس كلوب” الذي يستقر في موقع خلاب على قمة تلال “شاليمار” في “بعبدا” وتحيطه مجموعة من مناظر الجبال الرائعة.
ومن أجمل وديان لبنان وادي “مارتين” شمال لبنان الذي تحيط به مجموعة من الجبال الساحرة الخلابة. وسط هذا المكان الفتان والوادي الرومانسي يستقر منتجع “باين لاند ريزورت آند كنيتري كلوب”. يمتد هذا المنتجع على مساحة 18 هكتارا من احلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تمثل مكانا مثاليا لهواة الاسترخاء والاستجمام والراحة. ولكن المنتجع يزخر ايضا بباقة رائعة من كل الانشطة الترفيهية والاستجمامية والتسهيلات الخلابة التي يقدمها لضيوفه، منها بانوراما ساحرة من حمامات السباحة للكبار والصغار وحجرة ساونا بخار لتنشيط الجسم ومطعم انيق لتناول مجموعة من احلى وجبات العشاء الفاخرة والاكلات اللبنانية الرائعة، علاوة على انشطة اخرى في الهواء الطلق مثل ركوب الخيل والانطلاق في نزهات خلوية ومقهى رائع مكشوف. ويضم المنتجع وحدات اقامة رومانسية عبارة عن فيلات انيقة جديدة على شكل كهوف صخرية تقليدية مزودة بأحدث وسائل الرفاهية والمتعة.
وتغطي الطبيعة الساحرة كل شبر من أراضي وجبال ووديان لبنان حتى ان الزائر يحتار أي الاماكن يختارها لقضاء عطلة وسط هذه الأماكن الرومانسية الخلابة. ولكن عموما فإن من الأماكن الساحرة الجميلة التي أصبحت مزارا دائماً لعشاق عطلات الطبيعة “وادي اهدن” الذي يمثل عالما مفتوحا من أجمل معالم الطبيعة الفاتنة. وفي هذا الوادي يستقر منتجع “اهدن كاونتري كلوب” على بعد 90 كيلو مترا شمال العاصمة بيروت وعلى ارتفاع 1450 مترا من سطح البحر. في هذا المنتجع الرومانسي الهادئ الذي انضم حديثا الى اسرة المنتجعات الأعضاء في “آر سي آي” يقضي الزائر عطلة استجمام وراحة لا تنسى داخل مجموعة من احلى وحدات الاقامة المجهزة بأحدث التسهيلات. اذا كانت الزيارة في الصيف فإن ضيف “اهدن كاونتري كلوب” سيستمتع برؤية بانوراما من المناظر الطبيعية الخلابة ومجموعة الجبال الساحرة التي تحيط بالمنتجع من كل ناحية أما اذا كانت الزيارة في الشتاء فيمكن ممارسة التزحلق على الجليد في احد الاماكن التي تم اعدادها في المنتجع لكي يستمتع بها الضيوف.
تحياتي
منقول مع تعديلات من قبلي
ومعلومات مرجعية ومدعمة بالصور لا تأتي الا من الأخ المتميز معجب
مشكور وما قصرت