لندن المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
لا تلوح للمسافر
15-12-2022 - 12:47 am
  1. واليكم الحلقه الأولى : قبل السفر

  2. بداية الرحلة


وعدتكم يسرد ذكرياتي وأنا أدرس في لندن وها أنذا أفي بوعدي ،علماً بأن تفاعلكم سيدفعني للإستمرار

واليكم الحلقه الأولى : قبل السفر

أعيش هذه الأيام أجواء شهر صفر الحارة ، ولكنها لم تخلُ من متعة الشراء والاستعداد للسفر إلى لندن . وهذه الرحلة ليست للسياحة ولكنها رحلة تمثل منعطفاً جديداً في حياتي ( الحصول على شهادة الماجستير). غير أن متعة الاستعداد والتطلع للحياة في مكان جديد لم تدم . يعود ذلك إلى أنني أجريت عملية جراحية فذهب بريق الأحلام
و حل مكانه الألم ؛خاصة أن أيام السفر تقترب سراعاً . لقد أشعرني المرض بحالة من الضعف لأول مرة أعيشها بواقعيتها وحقيقتها.
قال لي الطبيب : سنجري العملية لك صباح الغد . أخذت أرتجف ونبضات قلبي تزداد . لم أدر كم من الوقت مضى ولكن أيقظوني في تمام الساعة الخامسة فجراً. أخذوني محمولاً على سرير متحرك نحو غرفة مليئة بالممرضين والأطباء والأجهزة . بعد ذلك رأيت أنوار سقف غرفة العمليات تتمايل ، وبعد ثوانٍ لم أعد اعرف أين أنا . أفقت على شعور ألم الجرح ودرجة البرودة تزداد . والدم من فمي لا يزال يخرج . مرّ يوم الإثنين كئيباً ومثله يوم الثلاثاء . أطلت علي الشمس في غرفة المستشفى بأشعتها صباح يوم الأربعاء . رأيت الحياة فيها . رحت أتأملها وأتأمل أشياء الغرفة ، فلقد استقبلتها بفرح كبير . شعرت أنها لبردي دفئاً و لوحدتي صديقاً جاء يواسيني من غير موعد . كان مرضي أول من لامس إطلالتها، واستقبلها بقلب ناره تضطرم في الجوف حزناً وكدراً. الدقائق والساعات والأيام أصبحت تمضي ببطء.

بداية الرحلة

في ظهر يوم الإثنين 27 / 3 / 1414ه الموافق 13/ 9 / 1992م ، كانت للخطوط الجوية العربية السعودية رحلة عادية إلى لندن .أما بالنسبة لي فالأمر مختلف تماماً ، فاليوم بداية الرحلة نحو المجهول والاغتراب . اليوم يمثل بداية نقطة تحول في حياتي ، ولم ادر أي أحساس عزيز رافقني منذ الاستعداد للسفر . أهو الإحساس بالمسؤولية والإثارة ؟ أم هو الشعور بالخوف من الغربة و الإخفاق أو كلاهما معاً ؟ هذا المزيج من الشعور ذكرني بما كان يشعر به مارلو ، بطل رواية Heart Of Darkness أو "قلب الظلام " للأديب جوزيف كونراد . لقد كان يشعر قبل سفره إلى المجهول نحو أدغال أفريقيا وتحديداً في الكونغو بشعور يجمع بين الخوف والاشتياق .
في ذلك الصباح نهضت باكراً، ولبست بدلة وربطة عنق . نزلت وقد سبقتني حقائبي إلى السيارة . تَجَّمع بعض الإخوة والأخوات عند الباب وعانقتهم مودعاً . وكم تمنيت لو أنني لم أر أمي في زاوية المنزل وهي تبكي . تريد أن تودعني ولكنها تصارع نفسها وخطاها ، فتتقدم خطوة صغيرة إلى الأمام . تريد أن تأتي وأن تلقي عليَّ نظرة الوداع لكنها تغالب خطاها فترجع .
وصلت إلى المطار وأخذت أدفع حقائبي الثقيلة . أخذت بطاقة صعود الطائرة ، ثم توجهت وكان برفقتي إلى المطار أبي وبعض إخوتي . كانت الرحلة قرابة الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، وبما أن الوقت لا زال باكراً على موعد الإقلاع جلست مع والدي و إخوتي ممن كانوا يرافقونني إلى المطار في الطابق الثاني. أخذوا يتناولون الشاي والقهوة وبعض الكيك ، أما أنا فلم تكن شهيتي تقبل أي شيء ؛ فنفسي في اضطراب ، وقد كنت متوتراً إلى حد كبير لدرجة أنني كنت اذهب إلى دورة المياه بين فترة وأخرى . ( أخواني كانوا فاطسين علي من الضحك لأنهم شافوا وجهي منقلب وأنا كل شوي أروح وأجي من الحمام أعزكم الله). أعلنت الخطوط السعودية عن رحلتها .... زاد اضطرابي .... قبلت رأس أبي مودعاً ومن ثم ودعت إخوتي . دخلت الطائرة وجلست بالقرب من النافذة وقد انزاح عني في هذه اللحظة شعور التوتر والخوف .
هنا أتوقف عن السرد وفي الحلقة القادمة سأتحدث عن الوصول ولماذا أعطتني موظفة حجز الفنادق بمحطة فكتوريا ذلك الفندق بالذات.


رحلتي الى بريطانيا
التعليقات (9)
وسم
وسم
جميل...
لا تطول علينا ... كم استمتع بسرد الذكريات ...خاصه في هذا العالم المجهول (النت) يعطي السارد حريه تجعل المتلقي يستمتع ...

النعسا
النعسا
شي طيب ..
يالله تحمست أبغى اعرف شو بيستوي بعدين ..
اتمنى اشوف بعض الصور (ادري انه الرحله كانت سنة 1992) بس يمكن كانت وياك كميرا

Miss Europ
Miss Europ
ننتظر التكمله على نار

لا تلوح للمسافر
لا تلوح للمسافر
وسم ، النعسا ، london girl
شكراً على مروركم واكيد كانت الكمره معي
ستشاهدون الصور قريباً .
شكراً لكم مرة أخرى thanx all mates

لا تلوح للمسافر
لا تلوح للمسافر
معيش نسيت أقولكم إن الحلقة الثانية ستكون
إن شاء الله يوم غد الأحد 12 / 5 / 1426ه

لا تلوح للمسافر
لا تلوح للمسافر
اليوم اعزائي أكمل معك الحسي عفواً الحكي حول ذكرياتي في لندن الحلقة الثانية
أخذ المسافرون يملؤون المقاعد ، وملاحو الطائرة يقومون بإرشادهم . أقلعت الطائرة من مطار الملك خالد الدولي متوجهة إلى مطار
" هيثرو " بلندن . جلست بالمقعد قرب النافذه وهذا مكاني المعتاد في الرحلات التي تكون بالنهار . اقلعت الطائرة ورحت التفتُ لأرى آخر لمحة من الرياض التي بدأت تتوارى عن ناظري شيئاً فشيئا ....
يا الله! لأول مرة أحس أنني أنفصل عن الرياض ، المدينة التي احتضنتني منذ أن كنت صغيراً إلى هذا اليوم ، و أتوجه نحو مدينة أخرى لا أعرفها .
تناولت وجبة الغداء ، وبعدها أخذت المضيفة تمر علينا وهي تقول : water ….water …water قفز إلى ذهني مشهد في فيلم " بعيد وناءٍ " Far and Away . المشهد يتحدث عن علاقة الإنسان بالأرض . فوالد بطل الفيلم جوزيف كان يقول
له : " الإنسان لا شيء بدون الأرض ... هي روحه ..هي كل شيء". أخذتُ أفكر بما عليَّ أن أقوم به عندما اصل إلى لندن : الذهاب إلى السفارة السعودية ...التسجيل في الكلية .....التسجيل في الملحقية الثقافية كطالب مبتعث ...البحث عن سكن . قلبت الكثير من الجرائد و بعد تحليق في الجو قرابة ست ساعات مررنا وسط أكوام كبيرة من الغيوم ونحن نهبط تدريجياً .
وبعد عدة دقائق بدأت ملامح مدينة لندن تظهر لنا شيئاً فشيئاً ،رأيت منازل متراصة على شكل أكوخ وأسقفها مطلية باللون الأحمر ومساحات شاسعة خضراء .
بدء قلبي ينقبض الآن واستمر معي هذا الشعور في كل مرة ازور فيها لندن ولا أدري لماذا؟!! أنهيت إجراءات الدخول و منحوني تأشيرة لمدة سنة بعدما أطلعتهم على الأوراق الرسمية التي معي ولم يستغرق الأمر سوى دقائق بسبب وجود أكثر من 20 موظفاً للجوازات لإنهاء تأشيرات جموع غفيرة من المسافرين وهم بملابسهم المدنية العادية. استلمت حقائبي ... أخذت حقائبي ...واصلت دفع عربتي وخرجت من الممر لأصطدم بمئات الوجوه والألوان الغريبة عني . أبلغت والداي بالوصول بعدها خرجت من المطار.
وما ان خرجت حتى صدمني البرد على وجهي فقد كانت درجة الحرارة 16 وهي لواحد من سكان الرياض تعتبر باردة. غصت بين هذه الجموع ....أخذت سيارة أجرة وهي بشكلها وطريقة تعامل سائقها مختلفة عما هي عليه في الرياض . فالحافلة لونها أسود ، وشكلها مميز ، و سائقها يساعدك في حمل الحقيبة ووضعها داخل السيارة . بعدها تغلق الباب وتربط الحزام ثم ، تخبر سائق الأجرة عن وجهتك حيث يقوم بدوره بتشغيل جهاز التسعيرة . وعندنا هنا يقف الهندي بعدما تؤشر له بيدك يفتح نافذته وتبدأ تساومه وما ان تركب تصدم انفك رائحته المميزة التي تدل على انه لم يتروش منذ شهر و ترى قميصه الأبيض وقد تحول الى اللون الأصفر من كثر الزيوت المتساقطة عليه من شعره ومن المستحيل ينزل حتى يشيل معك عفشك. ( ايه الله لنا ) المهم بعد حوالي ساعة وصلت إلى محطة فكتوريا قرابة الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة لندن . وجدت محطة فكتوريا محطة سفر كبيرة وهي مليئة بالمسافرين والقادمين والمطاعم و البوتيكات . حجزت لي الموظفة غرفة في فندق " لورد هوتيل " .وضعت حقائبي وخرجت بسرعة لأكتشف هذا العالم الجديد. كن سعيداً عندما مررت بطريق الصدفة بالمحلات التي تبيع المطبوعات العربية والمطاعم العربية.
شعرت بالإنتماء نوعاً ما . لقد أحسنت تلك الموظفة الاختيار عندما علمتُ في اليوم التالي أن هذا الشارع هو كوينز واي الذي تكثر فيه الملامح العربية وربما ملامحي العربية جعلت تلك الموظفة تختار هذا المكان على اتساع رقعة لندن وكثرة فنادقها . في صبيحة اليوم التالي ذهبت إلى مقر السفارة السعودية في كورزن ستريت و سجلت الجواز وحدثني أحد موظفي السفارة السعوديين عن الدراسة في لندن بأنها صعبة ، فتكلفة الحياة المعيشية فيها غالية جداً ،كما لا يوجد بها نادٍ للطلبة السعوديين وعدد السعوديين المبتعثين فيها يعدون على الأصابع.
خرجت وأنا أفكر في ما سمعت . شعرت بأني أمام تحدٍ كبير منذ اليوم الأول لقدومي إلى لندن . ابتليت بالمطر . معظم المارة يمشون وهم ممسكون بمظلاتهم خشية الإبتلال بالمطر ما عدى أنا. بعد ذلك ذهبت إلى الملحقية الثقافية السعودية و سجلت من ضمن المبتعثين السعوديين.
معليش أعتقد اليوم طولت عليكم
في الحلقة القادمة سأتحدث عن الفتاة الإيطالية التي أرادت .........

اللزاز
اللزاز
حياك الله يالغالى
ومن كلماتك الاولى وبدايه سردك للرحله حسيت انها رحله مميزه وبتكون رحله فيها من المغامرات والتجارب الشى
الكثير وهذا باين من اسلوبك فى الكتابه وطريقه السرد ( شكلك كاتب قصصى وحنا ما ندرى ) الشى الثانى اللذى يدل
انها مميزه انها من فتره طويله وسنين عديده ولم تنساها والى الان عالقه فى ذهنك
على العموم يالغالى لاتتاخر علينا ولاتخلى فتره الانتظار طويله ......... شوقتنا نعرف باقى القصه
وحياك

Miss Europ
Miss Europ
ماشاالله عليك اسلوب راقي
وإحنا في الانتظار

لا تلوح للمسافر
لا تلوح للمسافر
شكرا يا اصدقائي اللزاز و london girl
وأشكركم عر مروركم جزيل الشكر
كلماتكم تجعلني استمر . ولكن ودي اسألكم كيف أحط رابط في نهاية رسالتي ؟
والى اللقاء
ودمتم بألف خير


خصم يصل إلى 25%