ديوان».. تجربة جديدة في ثقافة القراءة بمصر مع «الكابتشينو» وشبكة أصدقاء المكتبة
«شاي وبيتزا من فضلك».. «عايزه كابتشينو وبسكويت!» هناك مجموعة من الفتيات والفتيان الأجانب يجلسون إلى طاولة، وهو مشهد عادي جدا يمكن ان تراه في اي مقهى بدول العالم الغربي. وهذا المنظر انتقل أخيرا الى قلب مكتبة «ديوان» التي انشئت في حي الزمالك الراقي بالقاهرة منذ سنوات وتنتهج لنفسها اسلوبا جديدا، على الطريقة الغربية، في بيع وتسويق الكتب والمطبوعات المصرية والعربية والأجنبية والمترجمة الى العربية.
يستقبلك العاملون في المكتبة بربطات العنق وكثير من الدبلوماسية، وهناك يبيعون لك الكتب ودوائر المعارف والمجلدات الفنية .
الكافيتريا في قلب «ديوان» بمثابة واحة، فيها يستريح روادها بعد ان يتجولوا في ردهاتها وفيها يتصفحون ما اشتروا من كتب ومجلدات ويطلعون على كتب كونديرا وماركيز وباولو كويلهو. وفيها يتواعد الأصدقاء بحثا عن بعض لحظات الهدوء وهروبا من حر الصيف القائظ من اجل نسمة هواء في اجواء «ديوان» المكيفة. تقع «ديوان» بجوار مجمع الفنون المركز الثقافي الشهير وبالقرب من مجموعة من السفارات العربية والأجنبية، ومن رواد هذه الأماكن تستقبل الكافيتريا والمكتبة معظم روادها وزبائنها.
وتم تصميم الكافيتريا لتزود بأكبر قسط من الراحة روادها في الأيام العادية. أما في ايام حفلات توقيع الإصدارات الجديدة من روايات ودواوين شعر، تقوم المكتبة بدور مختلف. فالكافتيريا التي تبيع الكابتشينو بما يوازي دولاراً ونصف الدولار في الأيام التي تخلو فيها من احتفالات، تقدم في يوم حفل التوقيع لرواد الحفل وأصدقاء المؤلف المشروبات مجاناً، كما تتعاون مع دار النشر صاحبة الكتاب في عرض الكتاب في مكان بارز للرواد حتى يتم تسويقه وبيعه، وبعد ذلك يقوم العاملون في المكتبة بتعريف مشتري الكتاب بالمؤلف ليحصل الزبون على توقيعه. ومن أجل الإعداد لهذه الحفلات تقوم المكتبة، بكل ما يلزم للدعاية للكتاب وصاحبه فهي لا تكتفي بالإعلان عن موعد حفل التوقيع في كل ركن من أركان المكتبة، لكنها تقوم بإعلام أصدقائها عن طريق الرسائل الإلكترونية بالموعد واسم الكاتب وعنوان كتابه.
رواد مكتبة «ديوان» نموذج فريد من المشترين، فهم في معظمهم من الأجانب سكان حي الزمالك أو من العاملين في السفارات المنتشرة في أرجائه، وهم بالتالي من الأثرياء الذين لا علاقة لهم بالكتاب المدعوم رخيص الثمن، لذا لا تجد في المكتبة إلا كتباً تبدأ أسعارها من خمسين جنيها، وهي الروايات المترجمة لأهم مبدعي أميركا اللاتينية وأوروبا أمثال ميلان كونديرا والذي تعرض له المكتبة حالية رواية الضحك والنسيان، وهناك رفوف لايزابيل اللندي وجابريل غارثيا ماركيز وباولو كويلهو، وباتريك زوسكند.
وهناك أيضاً قسم خاص بالكتب المصورة التي تختص بالعمارة والفنون والآثار، وهذه الكتب لا يقل سعر النسخة منها عن 300 جنيه، وجميع هذه الكتب مكتوبة بلغات أجنبية، وهذا ما يشير إلى مبرر اختيار العاملين بالمكتبة على درجة من المعرفة باللغات، وهي التي تسهل التواصل مع المشترين من الأجانب وتعريفهم بالكتاب وقيمته وأهميته العلمية. ورغم أن الأعمال الأدبية تمثل قسماً كبيراً من المكتبة إلا أنك لا يمكن أن ترى كتاباً لأديب غير معروف أو صاحب شهرة قليلة. ولا تستقبل مكتبة «ديوان» إلا الكتب ذات الطبعات الفاخرة، وهذا ينطبق حتى على كتب الطبخ التي تحتل مكاناً بارزاً في الرفوف، وهناك كتب الطب البديل والأمثال الشعبية، وهذان النوعان من الكتب يمكن تبرير وجودهما في مكتبة «ديوان» من زاوية اتجاه المجتمع المصري بما فيها الفئات الثرية للبحث عن طريق لعلاج بعض الأمراض عن طريق الأعشاب والإبر الصينية وغيرها. ولم تنس المكتبة الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد فؤاد نجم وفي طبعة فاخرة، ربما لا تناسب نجم الذي يحرص دائماً وفي كل أمسياته الشعرية على ارتداء الجلباب، ويؤكد دائماً أن شعره للناس الغلابة الذين ينتمي لهم ويدافع عنهم ويدخل السجون من أجلهم، وبالطبع نجم لا دخل له في تحديد سعر كتبه لكن الطبعة الفاخرة ل«ديوان» نجم متسقة مع روح مكتبة «ديوان» الساعية دائماً إلى تقديم خدمة ثقافية راقية لمن يستطيع أن يدفع ثمنها.
جريدة الشرق الأوسط
تجربة ثقافية جديدة ولا مانع من تجربتها وأنا عن نفسى راح أزورها بعد أن سمعت أن المكتبة عامرة بالكتب الرائعة وأيضاً كبار الأدباء وبالتأكيد فهى عامرة بأجمل الكتب الفنية
مكتبة ديوان
159،ش 26 يوليو، الزمالك
827362598
2
مع أرق تحياتى
رسامة مصرية