- بيروت: ابتسام الحموي
دليل السياحة في لبنان لعام 2004 وثيقة شاملة للمناطق والآثار والفنادق
بيروت: ابتسام الحموي
انجزت وزارة السياحة في لبنان دليلها الارشادي الذي بات متوفراً في جميع المراكز السياحية، وهو الاول من نوعه ومستواه على الصعيد المحلي. وتتواجد نسخ منه باللغات العربية والفرنسية والانكليزية في غرف الفنادق على اختلاف مستوياتها.
وقد هدفت وزارة السياحة في لبنان، عبر اصدار النسخة الاولى منه للعام الحالي 2004 الى تلبية حاجات السائح في لبنان، واطلاعه على كمّ وافر من المعلومات المتعلقة بالقطاعات الاثرية والترفيهية الشاملة. وارفقته مستعينة بخبرات شركة (وايز غروب Ways group) بخريطتين تبينان التقسيم الجغرافي الكامل للاراضي اللبنانية وبالتالي للعاصمة بيروت.
كما سعت الوزارة الى توفير المعلومة السياحية المطلوبة لكل من السائح والمواطن اللبناني. مقدمة في صفحاته ال 264 ضمن طباعة فاخرة لجميع ما يريد قاصد لبنان ان يعرفه عن البيئة والمناخ واللغة والتوقيت والجامعات والمدن والمطار ودوامات العمل والعملة وبعض العبارات التي وردت في اولى الصفحات باللغة اللبنانية المحكية. كما ذكر الدليل أهم المناطق المتوزعة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب والوجهات السياحية البارزة فيها. وعدّد كذلك المتاحف المتنوعة المضامين على طول المساحة اللبنانية بما تحتويه من تماثيل ومنحوتات لاهم رواد لبنان في عالم السياسة والثقافة والفنون العامة، اضافة الى الكنوز الاثرية للحضارات الكبرى التي مرّت بلبنان، وما خلفه مبدعوه من نتاجات من امثال جبران خليل جبران الذي يجمع اعماله في متحف خاص في منطقة بشري.
كما نوه الدليل بمناطق بقاعية خضراء على كروم واسعة وخيرات طبيعية. واشاد بمشاريع سياحية مثل قرية المشرف القريبة من مدينة بيروت التي تجمع ما يحتاجه السائح من مقومات لقضاء فترة اجازته، مع ابراز صور عن المشروع في الخريطتين المرفقتين.
وقد فصّل الدليل لتاريخ العاصمة بيروت ونمط عيش سكانها، اضافة الى تركيزه على التعدد الثقافي والطائفي الذي تجمعه في مناطقها. مشيراً الى منطقة هامة جداً في تاريخها الحديث، ألا وهي منطقة «وسط بيروت التجاري» بما تتضمنه من ابنية مرممة، ثم تحديثها بحيث تجمع عراقة التراث المعماري القديم الذي استعاد رونقه بعد انتهاء الحرب اللبنانية التي ادت الى تدمير هذا الوسط وبين الطريقة الهندسية الحديثة المرتكزة على الغلاف الزجاجي. كما اظهرت الصفحات طبيعة السياحة في هذه المنطقة من العاصمة حيث يجتمع الطابع الغربي لمقاهي الارصفة مع ما يقدمه بعضها من مأكولات شرقية مطعمة بموضة التمويه عن النفس الراهنة المتمثلة بنرجيلة (ارجيلة) لكل طاولة. ناهيك عن ابراز طابع التسوق الشامل في وسط العاصمة وشوارعها كما في المناطق التجارية الرئيسية مثل شارع الحمرا وفردان والاشرفية، مع الاشارة الى اهم المراكز السياحية في تلك المناطق.
ثم اتجه الارشاد السياحي في محتوى الكتاب الى جبل لبنان بدءاً من عروس المصايف «عاليه» وبعدها بحمدون وصوفر والباروك وبيت شهاب وبيت الدين وبيت مري وبكفيا وبرمانا وجبيل على الساحل (شمال بيروت)، ومن المناطق السياحية دير القمر وجعيتا وجونيه ورأس المتن ونهر الكلب وعنجر وبعلبك وصيدا وصور وبشري واهدن والارز وزحلة ونيحا وعكار ووادي قاديشا واشمون وطرابلس وقانا وبنت جبيل وحاصبيا (في الجنوب) بما تضمه جميع تلك المناطق من آثار تاريخية وطبيعية.
واعطى الدليل حيّزاً واسعاً لبرامج المهرجانات الصيفية التي يستمر بعضها حتى اواخر الشهر الجاري اغسطس (آب)، والتي تتوزع حفلاتها على بيت الدين وبعلبك وجبيل ودير القمر وصور.
كما تضمن اعلانات لمراكز سياحية ترفيهية هامة مثل كازينو لبنان (شمال بيروت)، وفنادق كبرى في جميع المحافظات تصلح قاعاتها لمناسبات مختلفة. اضافة الى فنادق من مستويات الثلاثة والاربعة والخمسة نجوم والى ما تحتويه من خدمات وتسهيلات تتماشى مع مختلف الميزانيات. كما ذكر عدداً كبيراً من المطاعم والاستراحات داخل بيروت وخارجها وسلط الضوء على مجموعة شركات السياحة المنتشرة في لبنان ومراكز تأجير السيارات اضافة الى تخصيص جزء واسع منه لمراكز التسوق والمجمعات الكبرى كما عرض لبعض محلات بيع الالبسة الشهيرة الجاهزة ودور الازياء، وكذلك متاجر المجوهرات والتحف الفنية ومراكز التجميل والنوادي الصحية والرياضة الى جانب اهم الشواطئ والمسابح في لبنان بما فيها من مشاريع الترفيه المائية التي تصلح للعائلات والاولاد، مع ذكر لبعض مراكز التزلج الجليدي والرياضة المائية. كما أُدخلت في سياحة بعض اساليب الخدمات المصرفية المعمول بها في لبنان من باب الاجابة المسبقة على اي سؤال قد يخطر على بال الضيف السائح.
وقد نوّه رئيس مجلس ادارة شركة «وايز غروب» وليد ياسمين (وهي الجهة التي اصدرت الدليل بالتعاون مع وزارة السياحة) بالدليل الجديد، معتبراً انه وثيقة تصلح للاحتفاظ بها في مكتبة كل سائح. مع العلم ان فريق العمل الذي تولى اصداره في سبعة اشهر مؤلف من 12 شخصاً متفرغاً. وقد جرى توزيعه للمرة الاولى في غرف الفنادق رغم رفضها المعهود بادخال اي منشورة الى مرتع الزبائن.
كما أكد ياسمين ان النسخة التي صدرت للعام 2004 تتماشى مع المستوى العالمي المتعارف عليه في دول اوروبا واميركا، وذلك بعد ان كانت الكتيّبات السياحية في لبنان تكتفي بالاشارة الى مجموعة محدودة التفاصيل من الاسماء والارقام، مغلبة فيما سبق لجأت الاعلانات الذي تقلصت مساحته «الى حدّ ما»، وفقاً لما ذكره ياسمين، من هذا العدد الجديد.
وقد جرى توزيعه، اضافة الى المراكز السياحية والفنادق على السفارات الاجنبية والعربية في لبنان والخارج وعلى وكالات السفر الى جانب توزيع نسخ محدودة على المكتبات العامة. وكان وزير السياحة اللبناني الدكتور علي حسين عبد الله قد اطلق الدليل من سياق مؤتمر صحافي عقده وذكر خلاله لزيادة ملحوظة في نسبة السياح في الاشهر الستة الاولى من العام الراهن قياساً بالفترة نفسها من العام الماضي 2003.
وقد بلغت الزيادة استناداً لما قاله الوزير نسبة 32.45 في المئة، مما حقق وفرة لدى المؤسسات السياحية والاقتصادية العاملة في لبنان وبشر بموسم سياحي واعد.
يذكر ان الدليل كان قد وزع بشكل غير رسمي منذ شهر مايو (ايار) الفائت الا ان اسبابا تعود للوزارة نفسها حالت دون الاعلان عنه حتى الشهر الجاري اغسطس (آب).
http://www.asharqalawsat.com/view/travel/travel.html
أخوكم : الشاطر