- جدة: وائل مهدي
جدة: وائل مهدي
تعددت الأسباب والفصل الذي جمعهم واحد.. هذا التاجر يريدها لتمكنه من إنجاز صفقاته، وهذا الداعية يريدها لنشر الدعوة، وتلك السيدة تريدها للتواصل مع خادمتها. هذا هو الوصف الدقيق لفصل دراسي أنشأته القنصلية الإندونيسية في جدة لتعليم اللغة الإندونيسية أو الجاوية بالمجان.
ويضم الفصل نحو 45 دارساً أو دارسة من السعوديين الراغبين في الرطانة بالجاوي. وكانت القنصلية ذاتها قد تمكنت من تعليم نحو 250 طالباً سعودياً وعربياً التحدث بالإندونيسية خلال السنوات الأربع الماضية وذلك على يد المعلم والدبلوماسي الإندونيسي عبدالله عمر الذي قضى نحو 18 عاماً يتعلم فيها اللغة العربية.
وقد تقل دهشة المتعجبين من الفصل الإندونيسي إذا علموا أن هناك 650 ألف خادمة وسائق مسجلين بصورة رسمية في المملكة، كما أن نحو 210 آلاف حاج و50 ألف معتمر إندونيسي يأتون سنوياً للمملكة. ويقول رجل الأعمال السعودي محمد الشريف إنه بجانب الاستفادة التجارية من اللغة الإندونيسية فإنه ينوي كذلك تعلمها من أجل الزواج من فتاة إندونيسية تعيش هناك.عاد الدكتور رضا سراج إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى ولكن في هذه المرة كطالب وليس كأستاذ جامعي مثل ما كان قبل تقاعده.
وفي هذه المرة يستمع سراج إلى شرح معلمه الإندونيسي الجديد عبدالله عمر الذي يعلمه كيف يتواصل مع ثلاثمئة مليون إندونيسي، وسراج ليس إلا واحداً من بين 45 سعودياً انخرطوا منذ مطلع شهر فبراير الجاري في دورة تعليم اللغة الإندونيسية التي تنظمها القنصلية العامة الإندونيسية في مدينة جدة بالمجان لكل الراغبين في الحديث بلغة أهل جاوة أو "الرطانة بالجاوي" كما يقولون بالعامية.
ونجحت القنصلية في تعليم 250 طالبا سعوديا وعربيا اللغة الإندونيسية خلال السنوات الأربع الماضية من بينهم فتيات ونساء سعوديات، على يد المعلم والدبلوماسي عبدالله عمر الذي قضى نحو 18 عاماً يتعلم فيها اللغة العربية.
ويفتخر عمر بتعليمه اللغة الإندونيسية لمئات السعوديين والعرب الذين كانت غالبيتهم من الرجال، إلا أنه بدأ مستغرباً من أن السعوديات اللاتي يتعلمن الإندونيسية كن قليلات جداً غالبيتهن فتيات يدرسن بالجامعة في العشرينات من عمرهن.
ولم يكن من بين النساء سوى عدد محدود جداً يعد على أصابع اليد الواحدة من ربات البيوت السعوديات اللاتي يقضين معظم وقتهن مع الخادمات اللاتي يصل عددهن في المنطقة الغربية إلى ما يقارب النصف مليون خادمة بحسب إحصاءات القنصلية الرسمية.
ويبلغ عدد العمالة المنزلية الإندونيسية في المملكة ككل نحو 650 ألفاً ما بين خادمة وسائق مسجلين بصورة رسمية. وقد يستغرب البعض من الفائدة من وراء تعلم اللغة الإندونيسية، فهناك العديد من اللغات الأخرى المهمة في عالم التجارة والأعمال كالإنجليزية أو حتى للتواصل مع باقي الشعوب العربية مثل اللغة الفرنسية. ولكن اللغة الإندونيسية لا تختلف في أهميتها لسكان منطقة الحجاز عن باقي اللغات، فهناك ما لا يقل عن 210 آلاف حاج و 50 ألف معتمر يأتون سنوياً إلى المملكة، بحسب أرقام القنصلية الإندونيسية، وهذا العدد الهائل من الحجاج والمعتمرين هو ما دفع سفيان بنجر إلى تعلم اللغة الإندونيسية.
وأوضح بنجر ل"الوطن" أن الحج والعمرة هما الدافع الرئيس له لتعلم اللغة الإندونيسية وإن كان هناك بعض الدوافع الأخرى مثل الرغبة في الذهاب في رحلات تجارية إلى هناك.
وبعيداً عن عالم المال والأعمال فإن هناك من السعوديين من انخرطوا في هذه الدورات لأسباب أخرى تتعلق بالدعوة إلى الله أو الزواج أو حتى في صناعة السياحة والسفر. ويقول رجل الأعمال السعودي محمد الشريف إنه بجانب الاستفادة التجارية من اللغة الإندونيسية فإنه ينوي كذلك تعلمها من أجل الزواج من فتاة إندونيسية تعيش هناك، حيث يوجد العديد من السعوديين الذي يفضلون الزواج من أسر إندونيسية خاصة من تلك التي تعود أصولها إلى منطقة حضرموت اليمنية.
أما الشاب فيصل الحجي فجاء لتعلم اللغة فقط لاكتساب لغة أخرى يجيدها، وقال الحجي إنه يتعلم الإندونيسية حتى يتمكن من التعامل مع ثلاثمئة مليون نسمة هم عدد سكان إندونيسيا. وأضاف "اللغة الإندونيسية تساعد أيضاً على التواصل مع المالاي وهم أهل إندونيسيا، ويتم تدريسها هنا بالمجان فلماذا إذاً لا أتعلمها؟"، وعن أسباب التحاقه بالدورة، يقول سراج الذي يمتلك مطبعة الأمل، إنه يريد نشر الثقافة الإسلامية بين سكان إندونيسيا من خلال طبعه للكتيبات الإسلامية باللغة الإندونيسية وتوزيعها بالمجان هناك. وقال "من خلال احتكاكي مع الخادمة والسائق في منزلي عرفت أن هناك ضعفاً كبيراً في الثقافة الإسلامية لدى الإندونيسيين خاصة أن لديهم العديد من المعتقدات الباطلة والخرافات والخزعبلات" على حد وصفه.
وينوي سراج تغيير ذلك ولكنه لن يستطيع المساهمة في التغيير بدون تعلم اللغة الإندونيسية والعيش هناك لمدة من الوقت. وكشف عن تحمسه الشديد لهذه التجربة والتي سيبدأها برحلة إلى هناك للاطلاع على الوضع عن كثب والتعرف على الثقافة الإندونيسية بشكل أوسع.
ويتشارك القنصل العام الإندونيسي في جدة السيد غاتوت عبدالله منصور مع الدكتور رضا سراج في الرؤية ولكنه يختلف معه في التطبيق، فمنصور أيضاً يهدف إلى تعليم اللغة الإندونيسية للسعوديين حتى يتمكنوا وبشكل صحيح من فهم بعض الطقوس الدينية لدى أهل جاوة والتي يظنها السعوديون خزعبلات أو شكلاً من أشكال السحر.
ويقول القنصل الإندونيسي ل"الوطن" في حديث مزج بعضه بالعربية وبعضه بالإنجليزية "هناك العديد من الخادمات والسائقين متهمين بالسحر لأنهم يحملون أوراقاً في أدعية مكتوبة باللغة الإندونيسية ولكن بالرسم العربي، يظنها العديدون طلاسم سحرية." ويرى منصور أنه بمجرد تعلم السعوديين لقراءة تلك الأدعية فإن العديد من الإشكالات القانونية لمواطنيه الذين تتم محاكمتهم بتهمة السحر، ستزول لا محالة.
من جهتي مليت دراسه واذا فيها رجعه اتعلم انجليزي افضل