- تصادمات حزام النار قد تؤدي لتسونامي
- مدمر آخر (الفرنسية-أرشيف)
خبراء يحذرون من زلازل مدمرة بسومطرة الإندونيسية
تصادمات حزام النار قد تؤدي لتسونامي
مدمر آخر (الفرنسية-أرشيف)
حملت الهزات الأرضية المتلاحقة التي ضربت جزيرة سومطرة في الآونة الأخيرة, والتي كان آخرها يوم أمس, في طياتها تحذيرات حقيقية لاحتمال وقوع زلازل مدمرة في الجزيرة التي كانت قبل عامين مسرحا لأعنف الكوراث الطبيعية التي شهدها العالم.
وحذر خبراء جيولوجيا من أن الزلزل الذي ضرب المنطقة قبل نحو عامين وتسبب في حدوث أمواج عاتية أدت إلى مقتل نحو 170 ألف في إندونيسيا وحدها، لم يكن الأول ولن يكون الأخير.
وقال الدكتور داني ناتاوجاجا من المعهد الإندونيسي للعلوم إن الزلزال الأخير الذي ضرب إقليم آتشه كان نتيجة لتحركات وتصادمات عنيفة في طبقات الأرض شهدتها المنطقة, وأن هذه التصادمات ستكون لها ردة فعل, قد تؤدي إلى وقوع زلزال آخر مدمر قد تتجاوز قوته 9 درجات على مقياس ريختر.
وأشار الدكتور ناتاوجاجا على هامش مؤتمر عقد مؤخرا في مدينة باندونغ إلى أن جزيرة سومطرة تتعرض في كل نحو مائتي عام لزلازل مدمر, سجل منها في الأعوام 1300 و1600 و1833 و2004.
من ناحيته قال الدكتور آغوس غونتورو أستاذ الجيولوجيا في جامعة تريساكتي إن هناك دراسات عديدة أجريت في معاهد علمية عدة في المنطقة وخارجها, تتوقع حدوث مثل هذا الزلزال المدمر لكنه من الصعب تحديد زمان وقوعه.
وأضاف الدكتور غونتورو للجزيرة نت أن وقوع إندونيسيا ضمن منطقة ما يعرف بحزام النار -إحدى مناطق العالم الأكثر نشاطا زلزاليا وبركانيا- يجعلها معرضة لحدوث العديد من الهزات الأرضية المتتابعة التي تكون في معظمها انعكاسا وردة فعل لما قبلها, وبالتالي هناك دورة نشاط زلزالي لا تنتهي.
وحول استعداد السلطات لوقوع مثل هذه الكوارث قال الدكتور غونتور إن السلطات المحلية والحكومة المركزية تعمل على أخذ الاحتياطات لمعالجة آثار هذه الكوارث عن طريق استخدام أجهزة الإنذار المبكر, والتدريب على خطط إخلاء السكان فضلا عن تشكيل العديد من اللجان الإغاثية التي تستطيع التعامل مع هذه الظروف, كما أن هناك فرق عمل إقليمية يشترك فيها خبراء من إندونيسيا والدول المجاورة.
ويقول علماء الزلازل إن وقوع إندونيسيا فوق صفيحتين جيولوجيتين من أكثر الصفائح نشاطا في الكرة الأرضية، يجعلها محكومة إلى الأبد بأن تكون مسرحا للزلازل العنيفة, وأن نشاط هذه الزلازل في مناطق ذات كثافة سكانية عالية, يعني أن الخسائر البشرية والمادية ستكون دائما مروعة.
وتشير دراسات قام بها عالم الزلازل الأسترالي مارك ليونار إلى أن الصفائح الأرضية تصطدم ببعضها البعض باستمرار، لكن تحركها يكون بطيئا جدا بشكل عام, خلافا لما يجري في إندونيسيا حيث تنشط الصفائح بسرعة نسبية, فهي تتحرك نحو سبعة سنتمترات في السنة وهي سرعة كبيرة، جدا والنتيجة أن ذلك يخلف طاقة كبيرة جدا لا بد من أن تتحرر بطريقة أو أخرى مما يفسر وقوع الزلازل بشكل متكرر.
وإذا كان حزام النار في المحيط الهادئ مسرحا لزلازل متكررة، فإن العديد منها لا يلفت الانتباه، لأنها تجري في أماكن ذات كثافة سكانية ضئيلة، إلا أن الحال ليس كذلك في إندونيسيا، رابع بلد من حيث كثافة السكان في العالم, حيث بلغ عدد ضحايا الزلازل في العامين الماضيين نحو 175 ألف قتيل.
ربنا يلطف بالمسلين من كل بلية وشر ومحنة ودمتم سالمين
منقول من موقع الجزيرة