1. موضوع منقول واعجبني للطالبات السعوديات


2. النقطة الأولى: الجانب الشرعي:


3. النقطة الثانية: الجانب الإجتماعي:


4. النقطة الثالثة: الجانب القانوني:

موضوع منقول واعجبني للطالبات السعوديات

السلام عليكم .. مرحباً بك اختي المسلمة .. وأهلاً وسهلاً بك عضواً جديداً ..
موضوع الحجاب - وبالأخص النقاب - موضوع كبير ومهم الأن لوجود عدد كبير من الأخوات المبتعثات اللاتي ربما يحملن نفس التساؤلات ويُعانين من هموم النقاب وثُقل الحجاب .. ويسمعن من القَصَص التي تلوكها الألسن دون تمحيص أو تدقيق بصحتها أو بأمانة ناقليها وعدلهم ..
ومن الخطأ أحياناً تبسيط أمر النقاب والحجاب على أنه ليس هناك مشكلة معه .. أو تضخيمه وترهيب الناس منه على أنه أمر ٌ لا يجتمع والغربة معاً .. وكلا طرفي قصد الأمور ذميم .. فالتجارب الشخصية مفيدة لكنها لا تعطي حكماً دقيقاً أو وصفاً شاملاً لأمر ما أو قضية معينه .. فالإنسان قد يرى نصف الكأس ممتلئ بالماء .. وقد يراه أخر ونصفه فارغ .. وكلاهما لم يخطئ أو يكذب .. ولكن لعل الأفضل والأدق هو وصف حالة الكأس بنصفيه الممتلئ والفارغ لتحقيق العدل في الوصف والأمانة في الطرح ..
دعيني أولاً أختي أهنئك وأهنئ كل فتاة مسلمة قد آثرت على نفسها الإلتزام بالنقاب أو الحجاب دون اعتبار للبيئة التي حواليها أو البلد الذي تعيش فيه .. ودون تأثر بالأقوال التي تسمعها أو الحوادث التي تقرأ عنها .. أو ربما الكلمات التي تَطَالها .. واسأل الله للجميع الثبات ..
عندما نريد أن نتكلم عن الحجاب (وهو أعم) أو النقاب (وهو أخص) في البيئة الغربية (الأمريكية بالضرورة) .. هناك اعتبارات ونقاط يجب النظر إليها وطرقها لتكتمل الصورة وتكون بعدها من مسئولية السائل (أو السائلة) الإلتزام بما تم طرحه وتحمل عاقبته لبلوغ الحجة ووضوح الصورة ..

النقطة الأولى: الجانب الشرعي:

من المعلوم من الدين بالضرورة أن الحجاب أمر شرعي واجب دلت عليه نصوص كثيرة من الكتاب والسنة .. واختلف العلماء في الحجاب .. فجمهور العلماء يذهبون الى وجوب النقاب وستر الوجه وعدم كشفه للأجانب - وهو مايُعرف إصطلاحاً بالنقاب .. وهناك عدد من العلماء المُعتبرين من يرى جواز كشف الوجه مع ستر البدن والرأس - وهو مايُعرف إصطلاحاً بالحجاب .. ومن اجتهد فأصاب فله أجران .. ومن اجتهد فأخطأ فله أجر الإجتهاد .. وإنما الأعمال بالنيات .. ولكل امرئ ما نوى .. والإتفاق هنا أنا الحجاب أو النقاب أمر واجب لا يجوز تركه لعارض ٍ كسفر أو مرض دون تحقق الأذى أو وجود المضايقه .. وعليه فالمرأة المسلمة مطالبة بالحجاب أو النقاب حتى في الغربة إلاّ أن يكون هناك عارض أمني أو أذى ً بدني قد يحصل للمرأة تراه بعينها أو تقف عليه بنفسها ..

النقطة الثانية: الجانب الإجتماعي:

الحياة الإجتماعية الأمريكية تقف على احترام الأديان والثقافات والأجناس .. والشعب الأمريكي يحترم التنوع في تشكيلة الناس الذين يعيشون على أرض الحياة الأمريكية .. وهذا الوقوف والإحترام يشمل حتى المعتقدات الدينية في صورها المتعددة كاللباس والعبادات والمعاملات .. ولذا فلا تعجبي أختي (ولا ينبغي لأحد أن يعجب) إذا ما شاهدتي فرداً أو جماعة ً تقف في وسط حديقة مليئة بالناس أو وسط فصل من الفصول أو في واحدة من مكتبات الجامعات الأمريكية وهم يصلون فرضاً من الفروض جماعات ووحدانا .. بل لا تعجبي إذا ما شاهدتي إمراءة ً منقبة ً لا يظهر منها إلا عينيها وهي تجوب قاعات المحاضرات وتشارك في النقاشات وتبدع في دراستها دون أن يعترضها أو يقلل من عزيمتها بعض النظرات المتطفلة أو الكلمات الجارحة .. بل حتى في المصافحة .. فالمرأة الأمريكية تُدرك الأن أبعاد إحجام الكثيرين من الطلاب وغيرهم من المسلمين عن المصافحة ومد اليد اليمنى .. وتعلم أنه أمر شرعي لا يدعمه ضعف في إحترام المرأة أو التقليل من مكانتها .. وكذلك الحال في الرجال الذي يعلمون أن يد المرأة المسلمة ليست للمصافحة وأن بدنها ليس للمعانقة كما هو الحال في الجنسيات الأخرى من أصحاب الديانات المختلفة .. على أن هذا الأمر - مرة أخرى - لا يستوجب الإنعزال والإنطواء .. ولكنه اسلوب حياة .. (هل أخبرتك - مثلاً - عن المرأة الهندية التي تخرج للجامعة وتجوب الأسواق وهي بكامل زينتها ولباسها الهندي دون أن يعترض طريقها أحد؟ .. بل هل أخبرتك عن جموع الطلاب السعوديين الذين يجوبون المدن الجامعية - بل وحتى الأسواق العامه ويحضرون النشاطات والمهرجانات بأثوابهم البيضاء وغترهم الحمراء؟ .. أعتقد أني فعلت الأن!!) ..

النقطة الثالثة: الجانب القانوني:

الحياة الأمريكية قائمة على القانون الصارم الذي لا يُفرق بين أبيض وأحمر .. أو بين مسلم ونصراني .. أو بين أمريكي وغير الأمريكي (مع وجود استثناءات بلا شك - التركي مثلا) .. وحرية الأديان وطبيعة اللباس كفلها القانون الأمريكي الذي يُعاقب كل من يعتدي على الأخرين من منطلقان دينية أو عِرقية .. هذا القانون الذي عاقب فرداً أمريكياً من دخول الحرم الجامعي في جامعة ولاية كلورادوا والإستفادة من مكتبتها فقط لأنه قدّم نظرات غير مريحة مُغًلفة بعنصرية لفتاتين مسلمتين لم يرق له لباسهما (لقد وقفت على هذه الحادثة بنفسي أثناء عملي مع اتحاد الطلبة المسلمين وشاركت في الإجتماع الذي دار مع رئيس قسم الشرطة في الجامعة ومع عميد المكتبة) .. إنها فقط نظرات غير مريحة أدّت لهذا التدخل الإيجابي .. وأقسم مدير الشرطة أنه لو قام بتصرف حركي لوضعه في السجن الى حين .. إذاً هناك قانون وهناك حماية وهناك تفهم وعناية .. والحافظ في النهاية هو الله ..
ولكن .. ومع كل هذه المبشرات والإيجابيات .. فليس الأمر باليسير .. فلابد من وجود منغصات وسلبيات .. أقولها ليس من باب التثبيط من عزيمتك أو من عزيمة كل فتاة مسلمة .. بل لأخذ الحذر والإحتياط للأمر .. ووجود قدر من التوقع لأحداث قد تمرين بها بسبب نقابك او حجابك .. فليس من العدل تهوين الأمر حتى إذا جاء أمر ٌ من الخوف كنا كمن ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيّاك إيّاك إن تبتل بالماء .. وهذه السلبيات لها ما يفسرها فثقافة القوم تختلف جذرياً عن ثقافتنا الإسلامية ومعتقداتهم الدينية لا تتوافق مع معتقداتنا .. والتطفل واستراق النظرات وإطلاق العبارات ضد كل ماهو مختلف أمر فطري في الطبيعة البشرية .. والشعب الأمريكي ليس استثناءاً .. ولكنه أكثر أخلاقاً وأدباً وتفهماً للأخرين من بقية الشعوب الأخرى والتي من بينها الشعوب الإسلامية (أنظر لطريقة تعاملنا مع الجاليات الاجنبية في مجتمعاتنا الخليجية) ..
ولعلي أطرح مجموعة من النصائح والإرشادات لأخذ الحذر فقط واستيعاب الأمر .. مع إيماني بأنها إرشادات ونصائح قد لا تحتاجينها أو تحتاجها الكثير من الطالبات المحجبات أو المنقبات ..
1) كوني نوعاً ما جريئة (مع الإحتفاظ بحيائك) في المخاطبة والتواصل مع الأخرين لإيصال أفكارك أثناء الأحاديث والمناقشات الطلابية .. وكذلك خارج الفصول الدراسية .. فإن هذا الأمر يوضح شخصيتك أكثر ويرفع من رصيد صدقاتك مما يقلل من الشعور بالغربة أو الإنعزال ..
2) لا تترددي في المواجهة لأي مضايقة أو سماع كلمات غير مريحة .. وهذه المواجهة أنصح بها عن طريق الأندية السعودية المسجلة رسمياً في الجامعات الأمريكية .. أو عن طريق إتحادات الطلبه المسلمين المسجلة أيضاً في الجامعات الأمريكية .. أو عن طريق المنظمات النسائية ومكاتب المحاماة المجانية في الجامعات الأمريكية .. فهذه المنظمات الطلابية وغيرها هي المعنية بالإنتصار لقضايا الطلاب والبحث عن حقوقهم وفق القانون الأمريكي .. والشواهد الإيجابية كثيرة .. ومنها .. القصة التي ذكرتها في الأعلى عن الفتاتين المسلمتين .. حيث قام أحد القائمين على إتحاد الطلبه المسلمين في جامعة ولاية كلورادوا بمواجهة الرجل الأمريكي الذي ارتبك وتراجع عندما وجد الحزم في المواجهة .. وتكفل القانون الأمريكي بالبقية ..
3) تفهم أحوال المدن الجامعية .. وطبيعة مرتاديها وساكنيها .. فجلهم من طلبة البكالوريوس الذي تتراوح أعمارهم مابين الثامنة عشر والرابعة والعشرين .. وغني ٌ عن القول أن هذه الفتره يكثر فيها الطيش والغرور والإستعجال .. فهم أقل من غيرهم إحتكاكاً بالثقافات الأخرى واستيعاب تمايزها ..
4) البحث عن صداقات مع فتيات مسلمات محجبات .. والتواصل والإختلاط والدراسة معهن لاكتساب الخبرة والجرأة .. ولفهم الواقع الأمريكي جيداً ..
5) تجنب ارتياد الأماكن النائية في الجامعة خلال الأوقات الميته (وأقصد بها الأوقات التي تكون مابعد الثامنة مساءاً حيث تقل الحركة في الجامعة) .. باستثناء مكتبة الجامعة التي تستمر فيها الحركة لمنتصف الليل ..

• هذا الطرح هو نتاج خبرة وتجربة وملاحظة من خلال العمل مع بعض المنظمات الطلابية والتعرض لبعض القضايا العنصرية .. وتضل هذه السلبيات في حدود النسب المئوية المنخفضة جداً (أقل من 5%) .. وتبقى الإيجابيات والمبشرات هي الأعلى دائماً .. ولكن من باب الأمانة والمصداقية وجب التعرض للجانبين - السلبي والإيجابي .. وشخصياً قد شاهدت بعضاً من المنقبات والكثير من المحجبات في بعض الجامعات الأمريكية ممن كتبن قصص نجاحهن دون عوائق أو تنازلات تطال بعضاً من المُسَلْمَات ..

وأخيراً .. "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" .. " ومن يتق الله فهو حسبه" ..
بالتوفيق لك ِ .. ونتمنى لك النجاح في حياتك العلمية والإجتماعية ..
وشكراً جزيلاً لأصحاب المداخلات والردود .. والتي قطعاً كان لها بعض الأثار الإيجابية ..