لا يفوق جمال مدينة التي تشكل على مدار العام بحرا أخضر يمتد على طول سهولها بدءا من وسط المدينة بحكم نهر العاصي قلبها المتدفق بالحياة وحتى آخر حدودها الغربية في سلسلة جبلية مشتعلة بالاخضرار إلا حضارتها العريقة التي أسست لحياة مدنية بدأت مع ظهور الإنسان في العصر الحجري فزادت على غنى الطبيعة الجميلة غنى الحضارة وإذا كانت شهادة أبنائها فيها مطعونة إلا أن زائرها سيكتشف حتما أنهم لم يبالغوا في قول الحقيقة لتميزها بمفردات خاصة بها تنزع الاعتراف بها كإحدى المدن الأكثر تفردا وجمالا.
يعود تاريخ محافظة حماة إلى عصور موغلة في القدم، وتؤكد البعثات الأثرية أن حوض العاصي كان مرتعا للحياة البدائية والإنسان الحجري القديم بدليل العثور على أدوات وآثار تعود إلى عصر ما قبل التاريخ في أرجاء المحافظة تبلغ مساحتها 8880كم2 وعدد سكانها يقارب 1611438 نسمة وهي مزيج رائع من السهول والجبال والبوادي التي ينساب فيها نهر العاصي بشريطه الأخضر الممتد بطول 177كم إلى جانب الغابات والينابيع المتدفقة.
ومدينة حماة هي «حمامات» القديمة التي سكنها العمالقة الروتانيون منذ الألف الرابع قبل الميلاد وخضعت من ثم للأكاديين والسومريين حتى أواخر القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد عندما هاجمها العموريون ودمروها وخضعت حماة من بعدها للبابليين والحثيين إلى ان دمرها الهكسوس عام 1750ق.م وفي عام 638م فتحها العرب المسلمون وشهدت مختلف التطورات والأحداث في فترات حكمهم المختلفة وأشهر حكامها الملك العالم أبو الفداء صاحب كتب الجغرافيا والتاريخ الشهيرة.