عقارب الساعة الضخمة المنتصبة في شارع محمد الخامس بالعاصمة المغربية
الرباط تشير إلى الساعة الخامسة..
و بعد قليل ستغوص شمس هذا اليوم في المحيط الأطلسي في منظر يقول عنه
عشاق العاصمة " بأنه علامة طبيعية مسجلة "باسم الرباط , منظر لن تشاهده في
مكان آخر..
لقاء القرص الأحمر مع المياه الزرقاء..
و النتيجة : قصة عناق قصيره تنتهي في دقائق معدودة إيذانا بحلول مساء جديد
من "مساءات الرباط". لمحب هذه المدينة أو لساكنها يوجه السؤال هل هذا الغروب جميل ؟
ومن الغريب أن تراه يتأخر في الجواب منا من ألهمه غروب الشمس بكازا ومنهم الغائب الحاضر ولد الدرب ومنا من ألهمه الغروب في أغادير الغائب تميم أو الكبيدا ديالي مروكولافر وغيرهم من ألهم فالشمال والجنوب
أكبر شوارع العاصمة: شارع محمد الخامس وهذا الشارع هو بطلي في هذا التقرير هذا الشارع الذي كان يضم بين ظهرانيه فيلا
المقيم العام الفرنسي "الجنرال ليوطي" قبل الاستقلال من لا يعرف الجنرال ليوطي هو جنرال فرنسي وأول حاكم عام للمغرب بعد الاحتلال عام 1912 إلى 1925.
قدماء المتسكعين في الشارع يقولون بأن المرور في الشارع في ذلك الوقت كان
ممنوعا على المواطن البسيط إلا بعد استنطاق طويل و حصوله على تصريح خاص من سلطات الحماية .. طبعا زمان ولا وراح نتكلم عن عصر ودادي
هنا في هذا الشارع توجد عشرات الجنسيات و عشرات الوجوه وقد يصادفك الدكتور العزيز الدهمشي
هنا قد تجد متسولا من افريقيا جنوب الصحراء لا يعرف من العربية إلا كلمة "صدكة
لله" في تحوير لكلمة الصدقة بحكم اللغة والجغرافيا, و قد تجد سائحا غربيا يجر كلبه
المدلل أو العكس بأن يجر الكلب السائح الأحمر ويقال إن هذا السائح الأحمر مرغوب وقد يلاقي حسن المعاملة من المطار إلى المطار بعكس أصحاب الشماغ و للقارئ أن يعرف أن أهل البلد مثل مايقولو أخواني السعوديين غير والله غير فلا تنسوا أني أتحدث عن المغرب فسقمها ترياق ولكن هذا واقع يعيشه اغلب الخليجيين , و ربما يسألك هذا الأحمر عن مبنى لماكدونالد . و قد تصادف أيضا مجموعة
من الآسيويين و "فلاش" كامراتهم الرقمية يفضح وقوعهم تحت تأثير سحر
"البولفار".
هنا شارع محمد الخامس..
هنا توجد كل التناقضات :امرأة تلبس الجلباب المغربي التقليدي.. و بجانبها أخرى تلبس الجينز .. تقريبا
واحد بربطة عنق و حقيبة جلدية أنيقة...و آخر يلبس سروالا واسعا أو ممزقا في
أحسن الأحوال و يضع أقراطا في أذنيه و يقف كل المساء أمام مقهى "باليما" الذي
يوجد قبالة مبنى البرلمان ............
هنا توجد قبة البرلمان و بنك المغرب و بريد المغرب..و "معتصمين" يطالبون في
حقهم في الشغل و مع مرور الزمن أصبحوا علامة يمكنك من خلالها إرشاد احدهم
إلى البرلمان.. الأمر الذي جعل احد الفنانين الفكاهيين يقول في احدى اماسيه
الساخرة :إذا سالك احدهم عن مبنى البرلمان فقل له سر على طول ستصادف
مجموعة من الشباب يصرخون"حقوقي حقوقي دم عروقي..لن أنساها و لو
أعدموني" و سيصاحب هذه الشعارات صوت الهراوات و هي تشج رؤوسهم...
عندها فقط انظر يمينك ..فهناك يوجد البرلمان"..
سؤل احد هؤلاء المعتصمين عن سبب اختيارهم لشارع محمد الخامس
مكانا للمطالبة بحقوقهم فيجيب :- ببساطة شارع محمد الخامس هو اليد التي يمكن أن تؤلم الدولة.. لعلها تستجيب
لمطالبنا المشروعة.
- لكن البعض يتهمك بأنكم تفسدون المنظر العام للشارع الذي كلف أزيد من 40
مليون درهم كي يكون متنفسا لساكنة المدينة؟
- لو استجابوا لمطالبنا فلماذا سنفعل هذا؟ و هل نحن سعداء الهراوات الأمن التي
تضرب في كل اتجاه ..
هنا يوجد مسجد في أول الشارع جهة ساحة "باب الحد" و مسجد السنة الشهير
في النهاية الأخرى للشارع وبينهما يوجد بعض الحانات و مقاه تقدم.......
.تناقض غريب ...
يقول عنه البعض بأنها دعوة للتوبة بعد تسكعك في الشارع..طبعا يقولونها على
سبيل النكتة.
هنا شارع محمد الخامس..
هنا قد تصادف "أم كلثوم" امرأة غريبة الأطوار تحمل مذياعا صغيرا و تغني أغاني
" الست"..
هنا تجد "الروبيو" احد مخضرمين الشارع يملك كشكا لبيع الجرائد و المجلات..
و يعرف عنه علاقته المتميزة مع رجال الإعلام و السياسة.. ومرة اشترى منه الملك
الحسن الثاني صحفا...
ولاتنسى انك ستصادف معصره وفيها صوره للملك الراحل او الحالي وبيده كأس عصير
وفي كل مدينة تجد هذا الشارع وربما نقول عنه شارع التحرير فالقصص متشابهة
وبعيدا عن هموم الشارع
هذا شارع يختصر المغرب... هنا شارع محمد الخامس..
بعد التعديل
صبحك الله بالخير ، ويا سلام على هذه المشاركة الصباحية الجميلة ...
أينما حللت ، وفي الكثير من مدن المغرب ، تجد أن هناك شارعاً بإسم
محمد الخامس يختلف كثيراً في شكله ومساحاته عن بعض شوارع
المدينة الأخرى ،،،
مشاركة رائعة وجميلة ، والجمال فيها أنك أضفت عليها نكهاتك
المميزة والرائعة ...
أتمنى أن أكون قد سبقت الكُبيدة ديالك (أبو عمر ) في الرد .. يا رب
الله يعطيك الصحة ...