- اللغة المغربية
الأخوة اعضاء وزوار بوابة المغرب السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة يسعدني أن اكون احد الأعضاء الجدد في هذا المنتدى المميز وهذة مشاركة أولى مني عبارة عن مقال للدكتور : محمد البشر السفير السعودي بالمغرب عن اللغة المغربية :
اللغة المغربية
عندما وطأت قدماي أرض المملكة المغربية الشقيقة لأول مرة في الصيف الماضي، كان من غير اليسير علي أن أفهم ما يدور من حديث حولي بين إخواني المغاربة، كما أنني في بعض الحالات قد لا أفهم ما يريده محدثي فأطلب منه الإيضاح، واستمر هذا الحال برهة من الزمن حتى بدأت مقدرتي الاستيعابية لفهم ما يقال حولي تزداد رويداً رويداً، وإذا بي بعد مرور شهرين أفهم بعضاً مما كنت لا أدركه، والآن وبعد مرور سبعة أشهر أصبحت أفهم الكثير ولم يبق إلا القليل.
لقد حرصت على أن أعرف السبب في عدم مقدرتي اللغوية تلك المدة فأدركت أن السبب في ذلك يعود إلى عدم تعودي على تلك اللهجة الجميلة حيث لم تتح لي الفرصة من قبل للالتقاء بالأشقاء من المغرب الشقيق طيلة حياتي إلا في مناسبات رسمية محدودة مثل زميلي السفير المغربي في الصين عندما كنت سفيراً هناك لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
ولهجة الإخوة في المغرب لهجة جميلة رائعة تحمل مفردات عربية فصيحة لكننا في المشرق العربي لا نستخدمها في الموضوع الذي يستخدمها فيه إخواننا في المغرب الشقيق فمثلاً، يقولون للدكان الحانوت وهي مفردة عربية صحيحة وجميلة، كما يقولون المكان عامر أو خاوي في الوقت الذي نقول فيه المكان مليان أو فاضي. ويبدو أنهم أكثر قرباً للنطق والتعبير الصحيح في هذا الموضع. كما أنهم يطلقون كلمة ذراري على الأولاد، وهي صحيحة أيضاً وهي جمع لذرية ويقولون الأسبوع الفائت ونحن نقول الأسبوع الماضي.
يقولون للرقم اثنين (جوج) وهي كلمة محرفة من (زوج) أي زوجين اثنين كما يقولون للتسعة (تسعود) ولا أعلم سببا لاستخدام هذه المفردة للتعبير عن الرقم تسعة، وهم يطلقون على السكين الموس، وعلى القدر الطنجرة أما الشوكة فهم يسمونها فرشيطة وهي كلمة فرنسية معربة.
وفي الأحاديث اليومية يتداول الإخوة المغاربة كلمة (دابا) أي الآن، ولا أعرف سبباً لهذه التسمية، وقد تكون محرفة من كلمة دأبا وهي لا تعني الآن لكنها الأقرب لها وكلمة (ديالك) و (ديالي) وقد يكون أصلها من اللغة الفرنسية (دولي) أو هذا لك مع شيء من التحريف كما أنهم يتداولون كلمة (وخا) بمعنى موافق وكذلك صافي.
أما الألوان فهم يطلقون على اللون الأسود أكحل، وعلى اللون الزهري، حمصي، والبني، قهوي وهذا وجه آخر من التسمية، أما اللون الكحلي فهم يطلقون عليه زبيبي.
إن الصعوبة في الفهم ليست مقتصرة على المفردات فحسب بل إن النطق ذاته يعتبر عاملاً مهماً في ذلك حيث إن تداخل الحروف والسرعة في الإلقاء تعتبر عنصراً مهماً في هذا المجال.
د. محمد البشر سفير المملكة بالمغرب
حياك الله معنا في بوابه المغرب
احسنت الاختيار وموضوع روعه
وننتطر منك المزيد
تحياتي