- القاهرة القديمة في مطلع القرن الماضي.
- data_travel/data/500/ADEL.JPGإذا جاءكم الزائر فأكرموه...
القاهرة القديمة في مطلع القرن الماضي.
data_travel/data/500/ADEL.JPGإذا جاءكم الزائر فأكرموه...
هذه العبارة التي كشف عنها أخيراًعلى جدران قسم الاستقبال في منزل الست وسيلة في القاهرة، تكشف عن الروح السائدة لدى المصريين من حب الزوار وحسن معاشرتهم. وكل أثر إذا لم تكن حوله قصة تجذب زواره له، فلا شك أن زائره سيمله. وبيت الست وسيلة يزخر بالقصص، بدءاً من حجاب المحبة الذي عثر عليه في حجرة مطلة على المقعد الصيفي وقد كان مطوياً وملفوفاً بخيط صوف أخضر اللون، وهو مكون من ورقتين الأولى مكتوبة من الوجهين والثانية من وجه واحد فقط... وهذه الكتابات عبارة عن طلاسم وآيات قرآنية تدعو بالألفة والمحبة، والورق المكتوب عليه من نوع الكاغد، والحجاب كتبته زوجة منشيء المنزل لكي يظل قلبه محباً لها.
على مدار أكثر من ثمانين عاماً لم يجرؤ أحد حتى على التفكير في ترميم منزل الست، فالمشاكل المنزل كانت أكبر من أن يواجهها أحد. ولكن لم يكن الاستسلام ممكناً لذا كان القرار بضرورة العمل في مشروع ترميم هذا المنزل مهما كانت العقبات، فالمدخل اختفى والقاعة الكبرى انهارت وتحولت إلى مقلب للقمامة بحكم انخفاض منسوبه عن المنطقة المحيطة واشتعلت به النيران أكثر من مرة. وتحول إلى أحد أهم الأوكار لإخفاء المخدرات، إذ أنه يقع في منطقة الباطنية التي كانت أبرز مركز للمخدرات في مصر عامة.
تلك كانت نظرة عابرة الى مشاكل هذا المنزل، ولكن القرار كان بضرورة الدراسة وبدء العمل. وبالفعل بوشرت الأعمال في نهاية عام 1999 وبداية عام 2000، ولم نكن متأكدين وقتها من النتيجة النهائية، خصوصاً أن عدداً من الملامح اختفى نهائياً، علماً أن المنزل يحمل مواصفات فريدة تميزه عن باقي المنازل والبيوت الإسلامية ألا وهي الرسومات الجدارية.
ودراسة عناصر هذا المنزل تطلبت البحث في الأرشيف العام بفرنسا وتحديداً بمدينة باريس، وتحقق الهدف بالعثور على عدد من الأدلة الرائعة التي قادت إلى النجاح في فك طلاسم هذا المنزل الرائع. ثم جاءت البدايات الحقيقية للعمل بالتعاون مع خبراء مشروع القاهرة التاريخية واستشارييها والشركة المصرية المنفذة للمشروع.
يقع منزل الست وسيلة في حي الأزهر، الذي كان يسمى في أول عهده بحارة كتامة، وتحديداً خلف جامع الأزهر من الجهة الجنوبية وتطل واجهته الشمالية الشرقية على عطفة العنبة المتفرعة من عطفة العيني الممتدة من شارع محمد عبده.
ويعد هذا الموقع من المواقع المتميزة في قلب القاهرة التاريخية، حيث يجاوره مجموعة من الآثار الإسلامية تنتمي إلى حقب تاريخية مختلفة منها الهراوي الملاصق له، ومنزل زينب خاتون وقاعة شاكر بن الغنام، ومدرسة العيني وسبيل ووكالة السلطان قايتباي.
أنشأ هذا المنزل كما هو مثبت بالنص التأسيسي بإزار المقعد الصيفي الحاج عبد الحق وشقيقه لطفي إبنا الحاج محمد الكناني سنة 1074ه/ 1664م، وينسب إلى الست وسيلة التي كانت آخر من امتلكته وسكنته، وهي وسيلة خاتون بنت عبدالله البيضا معتوقة المرحومة الست عديلة هانم بنت المرحوم إبراهيم بك الكبير، وكان ذلك على عهد الوالي العثماني عمر باشا الذي تولى الحكم من قبل الدولة العثمانية من سنة 1074ه/ 1663م إلى سنة 1077 ه/ 1666م. وتوفيت في 6 محرم 1251ه/ 4 أيار (مايو) 1835م.
كانت المساحة المتاحة للبناء تتحكم بتخطيط المنازل، ولذلك فإن المساحة المستطيلة التي بني عليها هذا المنزل حددت شكله، فقسم إلى جناحين: الأول، خاص بالاستقبال ويتوصل إليه من خلال الباب الرئيسي الواقع بالطرف الغربي للواجهة الرئيسية. والثاني، خاص بالحرملك والقاعات الداخلية للمنزل ويتوصل إليه من خلال باب السر الواقع بالطرف الشرقي للواجهة الرئيسية.
أما عناصر التكوين الأساسية للمنزل فهي:1- جناح الاستقبال: ويتكون من المدخل الرئيسي، الفناء وما يحيطه من حواصل، بئر المياه وحوض الدواب، المقعد الصيفي والقاعات الملحقة به.
2- جناح الحرملك: المدخل الفرعي (باب السر)، المندرة وعناصرها المعمارية، الطاحونة، القاعات العلوية بالطابق الأول، الحمام الخاص بالمنزل.
التقرير أكثر من رائع
ويعطيك العافية