1. شرق آسيا:


2. لكنني لم أفكر وأنا أقرر العمل بنصيحة خال صديقي وأرتب حجوزاتي لتونس!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لم أكن أخطط لقضاء شهر العسل في أي دولة عربية. فالأحداث في أميرة مُدن الشرق/ بيروت لم تكن مطمئنة لقضاء هكذا إجازة ، خاصة بعد عزوف طويل عن الزواج . لذلك ألغيت فكرة السفر إلى لبنان.
أعرف سوريا والأردن جيداً ، ولأننا كنا في موسم الشتاء، ولمعرفتي المسبقة بالبلدين ، فقد تجاهلت التفكير بزيارة أي منهما خلال شهر العسل.
لم أعرف مصر من قبل ، ورغم كل تقديري لحضارة مصر ولشعبها الطيب ، إلا أنني ولا أعرف لماذا كنت أشعر دوماً بأن هذه الدولة العريقة بالحضارة والكبيرة بطيبة أهلها، أشعر أنها غير ناجحة سياحياً ، خاصة مع زحام القاهرة الذي كنت أكيداً أنه مزعج بلا حدود.
دبي - المدينة التي أحبها وأسميها : لؤلؤة الخليج ، سقطت من قائمة الاختيارات ، لأسباب ثلاثة رئيسية:

• المدة الطويلة ، فدبي لا تحتاج أكثر من خمسة ليالي
• قرب دبي من الرياض وبالتالي أتوقع مقابلات الكثير من الأصدقاء في مطاعم دبي ، في أسواقها ، وفي فنادقها .. وكعريس - بعد طول زمان - أحتاج أن أكون بعيداً عن معارفي في هذا الشهر تحديداً .
• الأسعار الجنونية في دبي.

كما أن أوروبا خرجت من قائمة الخيارات ، بسبب موسم البرد (فبراير 2007) ، وربما لو أنني تزوجت في الصيف ، لأمضيت شهر العسل بين إيطاليا وإسبانيا وفرنسا ، براً وبحراً ... فقد سبق أن خططت لزيارة هذه الدول في وقت مضى ، ولم أفعل حتى اليوم!

شرق آسيا:

بواسطة صديق ، عرفت منتدى العرب المسافرون ، فبدأت أتصفحه بشكل يومي ، من مكتبي ومن منزلي. أسرفت الوقت الطويل في إعداد خطط سفر إلى ماليزيا ، جزر المالديف ، تايلند ، سنغافورة ... وغيرها ، لكنني رغم الوقت الكثير الذي أسرفته ، لم أستقر تماماً.
قبل موعد الزواج بحوالي عشرة أيام ، اتصلت بصديقي ودعوته لحضور زواجي ، كما طلبت منه رقم هاتف خاله ، كي أقوم بدعوته. أخبرني صديقي بعد أن أخذت الرقم ، بأن خاله خارج السعودية ، فقلت أنني سأحاول الاتصال ، وإن لم يرد ، سوف أرسل رسالة.
رد الرجل الأنيق جداً ، وبارك ، واعتذر عن عدم الحضور بسبب تواجده في الخارج . وفي الحديث سألني عن وجهتي في شهر العسل ، فأخبرته عن شرق آسيا وأنني لم أستقر بعد.
ثم نصحني بقوة ، للسفر إلى تونس.
عدت إلى منتدى العرب المسافرون ، وقرأت القليل عن تونس. تجولت سريعاً في مواقع عديدة عن تونس، وبدأت باستخراج الفيزا من السفارة التونسية بالرياض.
حجزت عن طريق مكتب الطيار ، تذكرتي السفر لأجد أنني مضطر لمغادرة الرياض في الرابعة فجراً من ليلة زواجي ، لأن الرحلة من جدة إلى تونس تقلع في الثانية عشر ظهراً تقريباً !
في السابعة من " الصباحية اللي يقولون عنها بالمسلسلات المصرية: صباحية مباركة يا عريس " كنت وعروسي على متن رحلة السعودية من الرياض إلى جدة.
وفي الثانية عشر ظهراً تقريباً ، على متن رحلة السعودية من جدة إلى تونس.
لم أعرف تونس جغرافياً من قبل، رغم أنني وفي عمر 12 سنة ، كنتُ على متن الخطوط التونسية بين عاصمتين عربيتين ، لكن بعيداً جداً عن تونس. كانت المرة الأولى التي أكون فيها على متن طائرة.
عرفت تونس من خلال مذيع تونسي رائع - نسيت اسمه - وسمعت أن توفى رحمه الله.
كانت المرة الأولى التي أسمع فيها "برشا" من ذلك المذيع على شاشة تلفاز عربي، في ليلة رأس السنة الميلادية - طبعاً هذا الكلام قبل ظهور الفضائيات.
مثل الكثير ، قرأت عن تونس وعن كونها دولة عربية بنسخة أوروبية ، وسمعت عن البلد الكثير بشكل سلبي.

لكنني لم أفكر وأنا أقرر العمل بنصيحة خال صديقي وأرتب حجوزاتي لتونس!

بعد الإقلاع بحوالي أربعين دقيقة ، أعلمنا الكابتن بأننا نعود إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة بسبب عطل فني!
استطعت إزالة الخوف من زوجتي ، لأنني لست مستعد في بداية هكذا شهر لمواجهة أي شيء قد يزعجنا لا سمح الله ، لكنني وبخت نفسي على اختيار الخطوط السعودية ، فقد اعتدت استخدام الخطوط الإماراتية للرحلات الخارجية.
بعد ساعتين انتظار بالمطار، تم استبدال الطائرة وحوالي الثالثة والنصف ظهراً تم الإقلاع.
كان الرجل الذي نصحني ، وبعدما تأكد من خلال اتصالي بابن أخته من مطار جدة ، كان قد زودني برقم صديقه التونسي. اتصلت بالسيد التونسي ، وابتسمت لزوجتي لكثرة ما كرر الرجل " مرحبا بيك و يعيشيك".
في مطار قرطاج - استقبلنا الرجل قبل قسم الجوازات. تصافحنا وتوجهنا لقسم الجوازات ومن ثم استلمنا الحقائب التسعة ، وبعد الجمارك ، قمت بتبديل الريال بالدينار .
كان السيد التونسي الرائع جداً ، قد أستأذن بعدما حضر أحد موظفيه لمساعدتنا في الوصول إلى الفندق، وعرفت أنه تم تجهيز سيارتين صغيرتين ، الأكبر للحقائب
ومن هناك إلى فندق أفريكا في شارع الحبيب بورقيبة. ليلة واحدة فقط ، وفي اليوم الثاني توجهنا إلى مدينة الحمامات - تحديداً فندق "المهاري" في منتجع حمامات الياسمين.
أمضينا 6 ليالي .. أغلبها في المنتجع نفسه . زرنا مدينة سوسة وتناولنا وجبة غداء هناك.
في اليوم السابع غادرنا إلى "قمرت" بالقرب من العاصمة تونس ، وأمضينا 5 ليالي هناك ....
وهناك اتخذت أكثر الأخطاء قوة ..
فجأة قررت مغادرة "أميرة أفريقيا/ تونس " للبحث عن الزحام
أستطيع القول بأننا لم نعرف تونس جيداً - لكننا وجدنا راحة غريبة وكأننا نعرف هذا البلد منذ زمن بعيد.
شعرنا بالأمان - وعادة لا أشعر بالأمان في زيارة أولى لأي بلد !
أعرف أن الشعب التونسي ، يعتبر شعباً مثقفاً بشكل يتميز عن بقية الشعوب العربية، وقد وجدت ذلك . ووجدت مستوى مميز من التواضع .
لم أجد أي مما سمعته عن كون تونس نسخة أوربية في كل شيء ! بل أنني وجدت بلد عربي مثله مثل أي بلد عربي آخر بالشكل العام.
وعدت الأصدقاء الذين تعرفت عليهم هناك، بأنني عائد في رحلة تعارف حقيقي قبل صيف 2008 بإذن الله ...
لم يبق بعد توفيق الله سوى حوالي أسابيع قليلة جداً لزيارة تونس الخضراء .. تلك البقعة التي نجهلها في الخليج العربي ، ولا أدري إن كنتُ مصيباً لو تمنيت أن يبقى أغلبنا جهلة بتلك الجنة !
بشكل عام ، فإن برنامج هذه الزيارة سوف يشمل:
3 ليالي في مدينة سوسة
2 ليلة في مدينة حمامات
5 ليالي في مدينة طبرقة
4 ليالي في تونس العاصمة
وأتمنى من الأخوة ممن يعرف تونس جيداً، أن يبدي أي ملاحظات على البرنامج أو إضافة أية اقتراحات ...
عذب التحايا
،،